مؤتمر جنيف (26 أبريل ـ 21 يوليه 1954)

اشترك في مؤتمر جنيف ست عشرة دولة من الدول، التي اشتركت في حرب كوريا. ولكن عند بحث قضايا الهند الصينية، اقتصرت العضوية على تسع دول، هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والاتحاد السوفيتي، وجمهورية الصين الشعبية، وفرنسا، وحكومة هانوي، وحكومة سايجون، ولاوس، وكمبوديا. ولم يَخْلُ المؤتمر من حضور هندي.

وقد تمخضت مفاوضات جنيف، بعد تعثّر، بقرارات، حاولت التوفيق بين وجهات النظر، أدرجت في وثيقتَين:

الأولى: اتفاقية وقف إطلاق نار، وقعتها فرنسا وفيتنام الشمالية، في 20 يوليه (كان هناك اتفاقية مماثلة، فيما يخص لاوس وكمبوديا).

الثانية: تصريح ختامي، لم يوقعه أحد. وصدر بطريقة، لا تجعله محضراً للمؤتمر؛ بسبب رفض الولايات المتحدة الأمريكية مشاركة الصين الشعبية، في توقيع وثيقة دولية.

لم يوقع اتفاقية الهدنة، بين فيتنام الشمالية والقيادة العسكرية الفرنسية لجيوش فيتنام الجنوبية ولاوس وكمبوديا الملكية، سوى هذَين الطرفَين، بصفتهما المتحاربين الرئيسيين في الساحة. ولم ترِد  أيّ إشارة فيها إلى دولة، تسمى فيتنام الجنوبية، أو فيتنام الشمالية؛ وإنما اقتُصر على الإشارة فقط إلى جمهورية فيتنام الديموقراطية؛ ودولة فيتنام الفرنسية، برئاسة باو داي (وسوف ترفض حكومة فيتنام الشمالية الاعتراف ببنود هذه الاتفاقية، فيما بعد أثناء تفاوضاتها مع الأمريكيين؛ متعللة بأن حكومة باو داي لم تكن شرعية، ولم توقع الاتفاقيات بنفسها.). وقعها عن الجانب الفرنسي الجنرال هنري دلتيل Henri Deltiel، نيابة عن الجنرال بول إيلي Paul Ely، رئيس هيئة الأركان الفرنسية. ووقعها عن الجانب الفيتنامي تاكوانج بو Ta Quang Buu، نيابة عن الجنرال جياب، وزير الدفاع. وقد تضمنت الاتفاقية 27 بنداً تفصيلياً، كان أهمها ما يلي:

1. وقف إطلاق النار، وتحديد خط الهدنة جنوب خط العرض 17 (راجع خريطة طبوغرافية فيتنام). وهو تحديد مؤقت إلى أن يمكن توحيد البلاد، بعد إجراء انتخابات عامة؛ كما نص التصريح الختامي.

2. إعادة تجميع القوات المتحاربة وتنظيمها، في منطقتَين رئيسيتَين: الفيتنامية شمال الخط المذكور، والفرنسية جنوبه. مع وضع برنامج زمني لعمليات التجميع في الأقاليم والمناطق الداخلية، في فترة لا تجاوز ثلاثمائة يوم، من تاريخ سريان الاتفاقية.

3. منع الطرفَين من الحصول على إمدادات حربية من الخارج، بقصد تعزيز قواتهما؛ وعدم إنشاء قواعد عسكرية أجنبية في فيتنام؛ والحظر على شطرَي فيتنام الانضمام إلى الأحلاف العسكرية.

4. منع استخدام أيٍّ من المنطقتَين منطلقاً لاستئناف عمليات: عدائية أو انتقامية، فردية أو جماعية. ولتجنّب ذلك، يتعين المسارعة خلال 25 يوماً، من تاريخ سريان الاتفاقية، إلى سحب أيِّ قوات أو إمدادات أو مؤن، من منطقة خط وقف إطلاق النار المحددة.

5. تحديد يوم 18 مايو 1955 موعداً أخيراً، لانتقال المواطنين الفيتناميين إلى المنطقة، التي يرغبون العيش فيها؛ على أن يدير الشؤون المدنية في كِلتا المنطقتَين، الطرف صاحب القوات، التي تتجمع فيها.

6. تكوين لجنة رقابة  دولية I .S .C، ثلاثية، تضم ممثلين للهند، وبولندا، وكندا؛ يرأسها المندوب الهندي. تتولى الرقابة على تنفيذ الاتفاقية، والإشراف على الانتخابات العامة في شأن توحيد شطرَي فيتنام.

7. لا يُسمح لأيِّ شخص، عسكرياً كان أو مدنياً، بعبور خط وقف إطلاق النار، إلا بتصريح خاص، واضح، من اللجنة المشتركة.

أمّا أهم نص، تضمنه البند 14 من الاتفاقية، فيقرر ضرورة إجراء انتخابات عامة في فيتنام، في 20 يوليه 1956؛ لتوحيد شطرَيها؛ على أن تتشاور سلطاتهما في ذلك، بدءاً من 20 يوليه 1955. وأعلن البيان الختامي للمؤتمر أنطوني إيدن Anthony Eden، وزير خارجية بريطانيا، الذي رأس جلسته الختامية.