"هزيم الرعد" Operation Rolling Thunder

بعد أن رفض فام فنه دونج استقبال المبعوث الكندي، مرة أخرى، أو تسلم رسالة تهديد أمريكية أخرى، كان يحملها. وأعلن أن الهدف الأساسي من هذه الرسالة، هو تدمير قدرة الفيتكونج على شن حرب على فيتنام الجنوبية، أمر الرئيس جونسون، في 13 فبراير 1965، بالاجتهاد في قصف فيتنام الشمالية، الذي اتخذ الاسم السِّرِّي: هزيم الرعد. وتكثيف العملبات على خطوط الإمدادات للفيتكونج، داخل لاوس، تحت اسم باريل رول Barrel Roll . وأبلغ، مساء اليوم عينه، البدء به إلى السفير ماكسويل تايلور. وحصر الضربات الجوية في شمال خط العرض 19 استجابة لاقتراح ماكسويل تايلور. وحُددت المطارات التي ستتمركز فيها الطائرات، وتقلع منها (انظر خريطة عملية هزيم الرعد).

حال سوء الأحوال الجوية دون تنفيذ عملية هزيم الرعد، حتى 2 مارس 1965، حينما أغارت 128 طائرة، من طائرات السلاح الجوي الأمريكي، من أنواعَ F- 100 وF- 105 وF-4Cا، الأسرع من الصوت، على مستودعات الذخيرة في كسوم بانج Xom Bang، على بعد مائة ميل جنوب هانوي؛ فأسقطت عليها 120 طناً من القنابل. بينما كانت 19 مقاتلة، من نوع A-1H، من قوات فيتنام الجنوبية، تقصف قاعدة كوانج خي البحرية. وكانت عدة طائرات، من نوع KC-135  تتولى تزويد جميع الطائرات الآنفة بالوقود في الجو.

في 8 مارس 1965، وصلت أول قوات أمريكية برية إلى فيتنام الجنوبية؛ إذ أبرت الكتيبةَ الثالثةَ في سعت 902، جماعةُ الإبرار التاسعة (BLT 319)، من الفِرقة مشاة البحرية الثالثة؛ وفي سعت 1100، أبرت الكتيبةَ الأولى جماعةُ الإبرار الثالثة (BLT 1/3)، التابعة للفِرقة مشاة البحرية الثالثة، في قاعدة دانانج الجوية.

وفي 9 مارس 1965، وافق الرئيس الأمريكي، ليندون جونسون، على استخدام قنابل النابالم في فيتنام الشمالية. كما هبطت الكتيبة 716، من الشرطة العسكرية، مطار تان سون نهوت Tan Son Nhut، في سايجون. وتتابع، في شهرَي أبريل ومايو، وصول الفوج الرابع، التابع لفِرقة مشاة البحرية الثالثة، إلى فيتنام الجنوبية، حيث تمركز في مدينة هوي Hoe، مقر الفيلق الأول، في محافظة ثوا ثيين Thua Thien. (انظر خريطة الكتيبة 716).

الرد الفيتنامي على الغارات الجوية، جاء في اتجاهَين:

الأول: التصدي السريع، بالأسلحة الدفاعية، للطائرات الأمريكية، وإلحاق أشد إصابات ممكنة بها؛ حتى إن المقاومة أسقطت خلال الأشهر الأولى، أكثر من 50 طائرة مغيرة.

والثاني: إمعان القوات الثورية، في الجنوب، في هجماتها الأرضية على الأهداف الإستراتيجية، والقوات الأمريكية، وإلحاق خسائر بشرية مباشرة بالأمريكيين، بلغت ذروتها في الهجوم على السفارة الأمريكية في سايجون. وقد أصدرت قيادة المقاومة بياناً، في فبراير، أعلنت فيه أن الغارات على الشمال استفزاز لكلّ الشعب الفيتنامي؛ ودعت القوات الثورية، والشعب الجنوبي، إلى التحرك تحرُّك رجل واحد، ومضاعفة يقظتهم، والتسعير الفوري للنضال: العسكري والسياسي، وإحباط مخطط توسيع الحرب. وعَدَّتْ نجاح عملية بليكو، بعد الغارات مباشرة، جزءاً من ردِّ الشعب الجنوبي.