إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / موسوعة الحرب الفيتنامية






مناطق الاستشاريين الأمريكيين
مناطق استطلاع 1965
مناطق اعتراض أمريكية
مناطق اعتراض رئيسية
مواقع 1972
مواقع عملية ليا
ممرات التسلل في جنوب فيتنام
منطقة إكس ري
منطقة تاللي هو
وحدات الفيلق الجنوبي الثاني
هجوم الفرقة التاسعة
هجوم بين هوا
مطار تخبون
أكس ري 1967
نظام MSO- Skyspot
معارك 1950-1952
معارك 1950-1954
معارك 1965
معارك 1967
معارك 1969
معارك بحرية 1964
معارك دين بين فو
معارك فيتنامية يابانية
معركة أونج ثانه
معركة هندرا بورا
معركة سوي تري
معركة فوك لونج
مقترح الانسحاب الأول
مقترح الانسحاب الثاني
أقسام لاوس
الوحدات الجنوبية 1975
الهجوم الصيفي
الهجوم في وادي كيم سون
الأيام الأخيرة للحرب
المرحلة الأولى من مدينة الملتقى
المرحلة الثانية من مدينة الملتقى
الأسطول السابع، في بحر الصين
المقاومة 1957-1959
التحركات عند نهر راخ با راي
السيطرة الجوية الأمريكية
الكتيبة 716
الفيلق الثالث الجنوبي
الفيلقين الأول والثاني 1969
الفيلقين الثالث والرابع 1969
الفرق الشمالية 1975
الفرقة 25 مشاة1967
الفرقة الأولى مشاة 1967
الفرقة الأولى فرسان 1966
الفرقة التاسعة 1967
تمركز في 1965
تحركات الكتيبة الثانية
برنامج حارس البوابة
برنامج كريكت
تسلل الفيتكونج
جنوب لاوس 1965
جنوب لاوس مارس 1967
دلتا نهر الميكونج
جيرونيمو
سواحل فيتنام الجنوبية
طبوغرافية فيتنام
شبكة هوشي منه 1967
شبكة طرق هوشي منه، إلى جنوب لاوس
شبكة طرق هوشي منه، في 1964
طرق عملية هزيم الرعد
سقوط المنطقة العسكرية الثانية
سقوط بان مي ثوت
سقوط سايجون
سقوط كسوان لوك
عمليات 1966
عمليات النحاسة اللامعة
عمليات التقاطع الساحلي
عمليات الفرقة الأولى فرسان أبريل -أكتوبر
عمليات الفرقة الأولى فرسان يناير -أبريل
عمليات القوات الكورية
عمليات كريكت في لاوس
عملية لام سون 719
عملية أتليبورو1
عملية أتليبورو2
عملية والوا
عملية هيكوري
عملية هزيم الرعد
عملية اللورين
عملية العربة
عملية بول ريفير
عملية باريل رول
عملية بيرد
عملية جاكستاي
عملية جريلي
عملية Leaping Lena
عملية شلالات الأرز
عملية سام هوستون
عملية كان جيوك
عملية فرانسيس ماريون
عمليتا نهر هود وبنتون
عمليتا النمر الفولاذي وباريل رول
قواعد ثاي وفيتنام الجنوبية
قوة الواجب أوريجون
قيادات شمالية 1966



الفصل الخامس

إستراتيجية الحصار

قضت إستراتيجية الحصار باشتراك الوحدات الأمريكية المقاتلة في الحرب، "بأقل قدر من المخاطرة"؛ واحتلالها "الشريط الساحلي"، والاضطلاع بمسؤولية حمايته؛ "وأن تكون على استعداد لنجدة قوات فيتنام الجنوبية، في نطاق 50 ميلاً"، في خارجه. "ولم يكن من المقصود نقْل الحرب إلى مواقع العدوّ، وإنما حرمانه السيطرة على بعض المناطق الحيوية".

وبعد أن انتهت إستراتيجية الأمن الموضعي إلى صدور مذكرة الأمن القومي، الرقم 328، عُقد اجتماع، على مستوى عالٍ، في هونولولو، في 20 أبريل 1965؛ من أجل "تكريس"، الإستراتيجية الجديدة، الخاصة بتوسيع عمليات الحصار وصياغتها. وضم روبرت مكنمارا، وزير الدفاع؛ ووليم بوندي، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأقصى؛ وجون ماكنتون، مساعد وزير الدفاع؛ والسفير ماكسويل تايلور؛ والأدميرال أوليسيس جرانت شارب ؛ والفريق الأول إيرل هويلر، والفريق الأول وليم وستمورلاند.

لا شك أنهم كانوا يتحيَّنون ذريعة، في داخل فيتنام الجنوبية، تسوغ لهم التدخل. ولسوء الحظ، كانت طبيعة الحرب نفسها، تنذر بفقدان مساحات كبيرة من الأراضي، بسبب ضربات الشماليين، الذين مدوا نفوذهم، ببطء، وخِفْيَة؛ ودعموا قواتهم، نتيجة جهد، استمر سنوات عديدة. وفي كثير من المناطق، كان من الصعب الشعور بذلك، إلا بعد أن يتحول إلى حقيقة واقعة.

وأوضحت الوثائق، أن المسؤولين: العسكريين والمدنيين، في البنتاجون، على السواء، نشطوا إلى زيادة القوات الأمريكية في فيتنام الجنوبية، وإلى توسيع نطاق مهامّها القتالية.

وقد وافق المجتمعون، في المناقشات المبدئية، التي جرت في 20 أبريل، على الخطوات التالية:

1. ليس من المتوقع أن تسقط جمهورية فيتنام الديموقراطية (الشمالية)، خلال الأشهر الستة المقبلة. لو أُجبرت على الاستسلام، لكان سبب ذلك إخفاق الفيتكونج في الجنوب، وليس حجم الأضرار، التي ألحقها القصف الجوي بالشمال. وسوف يتطلب الأمر فترةً، قد تمتد سنتَين؛ من أجل إثبات إخفاق الفيتكونج.

2. كان مستوى النشاط الجوي، أثناء تنفيذ عملية هزيم الرعد، ناجحاً إلى حدٍّ كبير. فالولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن راغبة، على حدِّ قول السفير ماكسويل تايلور، في "قتل الرهينة"؛ ولذلك، ظلت هانوي وضواحيها ضمن المناطق المحرم ضربها. وقد بدأ الجميع يدركون، أنه لا يمكِن قصْر الجهود على المجال الجوي.

3. سيكون التقدم في الجنوب بطيئاً. ويجب أن تُبذل جهود فائقة، من أجل تجنّب الهزيمة الفادحة؛ فالهدوء الحالي، الذي يميز نشاط الفيتكونج، ليس إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة.

4. كانت إستراتيجية النصر، هي "سحق إرادة جمهورية فيتنام الديموقراطية، والفيتكونج، بحرمانهم إمكانية الانتصار"، وربما أدى انحلال قواتهما إلى حل سياسي.

رفع مكنمارا، في 21 أبريل 1965، توصيات هونولولو إلى الرئيس جونسون، ومعها؛ لافتاً إلى الاستعانة بالفِرقة المحمولة جواً، وفِرقة مشاة البحرية الثالثة.

وفي 22 أبريل، وقع أول تبادل إطلاق نار، على بعد تسعة أميال، بين إحدى كتائب الفِرقة الثالثة، التابعة لفيلق مشاة البحرية الأول، والسرية الأولى من قوات الفيتكونج (وعددها 38 جندياً). ونتج ذلك قتيلاً واحداً من كلٍّ من الطرفَين.

بسبب فشل عمليات فريق اليانكي وباريل رول، وهزيم الرعد، في إيقاف تسلل الفيتناميين الشماليين، إلى الجنوب؛ للانضمام إلى الفيتكونج. أو إلى لاوس؛ للانضمام إلى ثوار الباثيت لاو، وضع وليام سوليفان، السفير الأمريكي في لاوس، برنامجاً جوياً خاصاً بلاوس، تضمن إعادة قصف مناطق حيوية، وطرق رئيسية؛ لمنع وصول الإمدادات والمؤن إلى الثوار، على أن يبدأ القصف قبل موسم الأمطار، في النصف الثاني من أبريل. وأيد الأدميرال أوليسيس جرانت شارب ذلك المقترح. وأضاف الفريق الأول هارولد جونسون Harold K. Johnson، رئيس أركان الجيش الأمريكي، مناطق حيوية أخرى، وطرق، يتعين قصفها. وافق الرئيس جونسون على الخطة، في 20 مارس، وأمر ببدء تنفيذها باسم عملية النمر الفولاذي Steel Tiger، بحيث تتواصل مع عملية باريل رول Barrel Roll، الجارية في المناطق الشمالية من لاوس. وأكد وليام سوليفان، لسوفانا فوما، أن الطيران الأمريكي لن يستخدم قذائف النابالم؛ لضرب الأهداف الموجودة في لاوس، خلافاً لأراضي فيتنام الشمالية، ومناطق الفيتكونج. واتُفق على تحديد مواقع عمليتي النمر الفولاذي وباريل رول، أدنى ممر ناب Nape، من الشرق إلى الغرب، عند خط العرض 30˚ 18. واستخدم الطائرات العمودية، من نوع HH- 43 Huskie، المتمركزة في ناخون فانوم Nakhon Phanom، وباكسان Paksan، في شرقي لاوس، وباكس Pakse، في جنوبها. واتُفق كذلك على اختصاص طائرات سلاح الجو الملكي اللاوسي بقصف الأهداف، الموجودة في الطريق الرقم 92، والطرق والمناطق الأخرى، المتاخمة لسارافان Saravane، حيث ستشترك عدة وحدات من القوات المسلحة الملكية اللاوسية، في الاستطلاع والبحث؛ حتى يمكن تفادي أي هجمات خاطئة من الطائرات الأمريكية، على قوات صديقة.

وافق مجلس الأمن القومي الأمريكي على برنامج عملية النمر الفولاذي، بالمذكرة الرقم 328، في 6 أبريل 1965، وعدَّها واحدة من أفضل البرامج العسكرية الجديدة؛ لقمع الثوار في لاوس وفيتنام الجنوبية، باستخدام القوات الجوية والبرية والبحرية ومشاتها، ووحدات الجيش، المنتشرة في مسرح المعركة. ووافق المجلس على المواقع المحددة لتنفيذ العملية، بالتزامن مع عملية باريل رول، (انظر خريطة عمليتا النمر الفولاذي وباريل رول).

بدأت عمليات برنامج النمر الفولاذي، في 12 أبريل 1965، عندما وافق روبرت مكنمارا، على توصية هيئة الأركان الأمريكية، بتخويل الأدميرال أوليسيس جرانت شارب ، الصلاحية الكاملة لتنفيذها، وضرب الأهداف الرئيسية والثانوية، ليلاً ونهاراً، بالتنسيق مع قيادة القوات الجوية الأمريكية في الباسيفيك PACAF وقيادة الباسيفيك PACOM. وتخويله صلاحية تحديد أهداف أخرى، في لاوس وفيتنام الشمالية، وقصفها، وإسقاط أي كمية قذائف، على أي أهداف يراها، في فيتنام الجنوبية، أو على هون جيو Hon Gio "جزيرة النمر". مع ضرورة استثناء لاوس من القصف بقذائف النابالم. كانت الطائرات، المستخدمة في البرنامج، من نوعي B-57, F- 105، وكان معظم القنابل زنة 750 رطلاً.

وفي 30 أبريل 1965، تقدمت هيئة أركان الحرب ببرنامج تفصيلي، لإرسال نحو 48 ألْف جندي أمريكي، و5200 جندي من الفيلق الثالث الجنوبي. وقد أشارت الوثائق إلى أن هذه القوات، اشتملت على جميع الوحدات الواردة في توصيات هونولولو، إلى جانب وحدة للخدمات الصحية."وذكرت هيئة أركان الحرب، أن هذه القوات الإضافية"، ستستخدم في "مساندة جمهورية فيتنام الجنوبية"، أثناء تصعيدها لعملياتها؛ وتأمين القواعد والمنشآت؛ والمشاركة في مقاتَلة المتمردين، بالتنسيق مع قوات فيتنام الجنوبية: الجوية والبرية؛ فضلاً عن استخدامها في التمهيد لإدخال الفِرقة المحمولة جواً، فيما بعد، إلى منطقة السهل الأوسط، وفلول فِرقة مشاة البحرية الثالثة إلى منطقة دانانج، وشَتِيت فِرقة كوريا الجنوبية إلى محافظة كوانج نجاي Quang Ngai.

كان معنى قرار الرئيس جونسون، إرسال قوات برية أمريكية إضافية، أن الحرب تجاوزت تأديب فيتنام الشمالية، إلى إثبات أنها لا تستطيع الانتصار، عسكرياً، في الجنوب.

في مايو، حقق الفيتكونج عدة مكاسب عسكرية، في مناطق هاي ين، وكامو، وبين هوا، وثو هين، ونوي ثانه، وسونج بي، وباجيا. وكبدوا الأمريكيين، والفيتناميين الجنوبيين، خسائر فادحة: بشرية ومادية، بلغت حصيلتها في النصف الأول من عام 1965:

- سقوط 90 ألْف جندي بين قتيل وجريح؛ بينهم ثلاثة آلاف أمريكي.

- تعطيل 260 طائرة متنوعة، بتدميرها أو إسقاطها.

- إصابة 35 سفينة؛ و10 قطارات؛ و396 آلية، بينها 89 من نوع M  113؛ بتدميرها أو إعطابها.

- الاستيلاء على 20 ألْف قطعة سلاح.

وبتلك الانتصارات، أثبتت القيادة العسكرية الفيتنامية قدرتها على التصدي للأمريكيين وحلفائهم؛ ومن ثَم، استبعدت قيادات البنتاجون، أن تُلِين هانوي موقفها؛ بل توقعت أن يوغل الفيتكونج في عملياتهم العسكرية؛ ما حفزها إلى العزم على إرسال مزيد من القوات الأمريكية، والأسلحة، الكفيلة بسحق إرادة هانوي والفيتكونج؛ لإجبارهما على التسوية السياسية السلمية.

كانت التسوية السياسية، كما عبَّرت عنها مقترحات الرئيس جونسون، في خطابه، في بلتيمور، في 7 أبريل، تعني قبول هانوي ببدء المفاوضات، من دون شروط. وشنت الدبلوماسية الأمريكية حملة واسعة، أسهمت فيها الحكومة البريطانية؛ لترويج تلك المقترحات في أوروبا وآسيا. ولكن هوشي منه، ردّ على المقترحات الأمريكية، بأن الشعب الفيتنامي، لن يخضع أبداً؛ ووصف تصريحات جونسون بأنها سراب أحمق. وقال إن شعب فيتنام، يحب السلام؛ ولكنه لا يخاف الحرب فهو شعب يدافع عن الموقع المتقدم، للمعسكر الاشتراكي والحرية والاستقلال والسلام في العالم.

استمر القصف الجوي للشمال على وتيرة بطيئة، ثابتة، مبتدئاً بالأهداف المرتبطة بمراكز تجمّع المتسللين، في الأجزاء الجنوبية من فيتنام الشمالية؛ ومتدرجاً إلى الشمال، مع ازدياد قسوة الغارات وعنفها، واتساع مجال الأهداف وتنوّعها، يوماً بعد يوم. وقد استهدف استمرار القصف الجوي تأكيد قوة الولايات المتحدة الأمريكية.

انطوت عملية هزيم الرعد على مخاطرة، وإحراج سياسي، حَمَلا واشنطن على أن تتولى بنفسها تحديد أهداف الغارات الجوية، بكلِّ عناية، فجعلت لكلِّ أسبوع أهدافاً، لا بدّ أن توافق عليها جهات متعددة، شملت أعلى مستويات وزارتَي الدفاع والخارجية؛ فضلاً عن البيت الأبيض.

واطَّردت، بالتدريج، طلعات الطائرة الواحدة، فتجاوزت، أسبوعياً، 900 طلعة، خلال يوليه، لتطاول 1500 طلعة، خلال ديسمبر 1965؛ فبلغت، مع انتهاء العام، 55 ألْف طلعة، نحو ثلاثة أرباعها، كانت لاستكشاف المواقع العسكرية.

وعلى الرغم من تزايد أهداف القصف الأمريكي، فإن الوزير روبرت مكنمارا، أصرّ على إبقاء منطقة هانوي ـ هايفونج، والحدود الصينية، خارج نطاق العمليات، حتى نهاية عام 1965.

في 5 مايو، وصل اللواء 173 المحمول جواً، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركز في بين هوا Bien Hoa. وقد تكوَّن من الكتائب: الأولى والثانية والثالثة، من الفوج 503 المحمول جواً.

وفي 6 مايو، وصلت إليها فِرقة مشاة البحرية الثالثة، المكوَّنة من الأفواج: الثالث والرابع والتاسع؛ وتمركزت في دانانج. وتحولت قوة مشاة البحرية الثالثة الخفيفة إلى قوة برمائية (Ш MAF). وبذلك، أصبح عدد القوات الأمريكية المرسلة عشرين ألْفاً، رابطت في مناطق دانانج، وسايجون، وبليكو. وطلب جونسون من الكونجرس، أن يختص النفقات العسكرية، في فيتنام، بمبلغ 700 مليون دولار إضافي.

كذلك، وصلت الكتائب السبع، التابعة للفِرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، إلى فيتنام الجنوبية، حيث تمركزت في أغسطس ـ سبتمبر 1965، في شو لاي Chu Lai، في محافظة كوانج تين Quang Tin. ثم تبعتها، في يناير 1966، سائر كتائب الفِرقة.

في أوائل مايو، اتفق وليم وستمورلاند مع وليام سوليفان، على تمركز عديد من الطائرات الأمريكية في موقع مرتفع؛ ليتسنى لها ضرب الأهداف المتحركة، لاسيما الشاحنات. وكان من بين هذه الطائرات، ما هو من نوع OV- IC Mohawk، المختصة في تصوير المواقع، والمزودة بأدوات مطورة، بعد أن أجرت عليها الجماعة الاستشارية الأمريكية MACV اختبارات وتجارب طويلة، في فيتنام الجنوبية، منذ 1962. واتخذت الاسم الكودي الضباب الأحمر Red Haze. وترافقها، دائماً، طائرات حماية، من نوع OV- IA. حلقت هذه الطائرات على ارتفاع 150 قدماً، فوق الأهداف المحددة في جنوب لاوس. وفي 10 مايو، وحسب الاتفاق مع حكومة ثاي، تمركزت أربع طائرات أمريكية، من نوع Bango F-4C على هضبة في قاعدة ثاي الجوية الملكية RTAFB، في أوبون Ubon. بينما تمركزت أربع طائرات أمريكية من نوع Whiplash F- 105 في قاعدتي تاخلي Takhli وكورات Korat  (انظر خريطة قواعد ثاي وفيتنام الجنوبية).

في 10 مايو، شنت الطائرات الآنفة، تساندها الطائرات الجوية الملكية اللاوسية، هجوماً على رتل مدرع من قوات الفيت منه والفيتكونج، في وادي جارس Jars. فدمرت ست دبابات، وشاحنتين، وثلاث سيارات جيب.

على الرغم من تكثيف القصف على قوات الفيت منه والفيتكونج؛ بهدف إيقاف تسللها إلى لاوس، إلا أن التسلل لم يتوقف، بل ازدادت حدته، وتعددت نظمه، عبر طرق رئيسية، في جنوب لاوس، (انظر خريطة جنوب لاوس 1965)، (انظر خريطة تسلل الفيتكونج). وقد عمدت القيادة الأمريكية إلى اختيار مناطق عمليات باريل رول، والنمر الفولاذي، ونمر الصيد Tiger Hound بدقة؛ لتصبح مواقع اعتراض وصيد الجماعات المتسللة. (انظر خريطة مناطق اعتراض أمريكية). ثم في نوفمبر-ديسمبر 1965، حددت سبع مواقع رئيسية؛ تمركزت فيها وحدات الاعتراض. (انظر خريطة مناطق اعتراض رئيسية)

في 11 مايو 1965، شن الفوجان 761 و763، من قوات الفيتكونج الأساسية، هجوماً عنيفاً على كلٍّ من الكتيبة الأمريكية 34، من القوات الخاصة؛ والكتيبتَين 34 و35، من جيش فيتنام الجنوبية، في سونج بي Song Be، على بعد 75 ميلاً شمال غرب سايجون. فقتلت خمسة جنود أمريكيين، وجرحت 16 آخرين، وألحقت بمعسكر الخبراء الأمريكيين، هناك، خسائر فادحة. وفي منتصف مايو، أُبِيدت كتيبة من قوات الحكومة، جيش جمهورية فيتنام الجنوبية، بالقرب من باجيا، في جنوبي محافظة كوانج نجاي Quang Ngay؛ وسُحِقَت القوات، التي حاولت مساندتها.

أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية جميع غاراتها الجوية على فيتنام الشمالية؛ إغراءً لها ببدء محادثات سلام. ولكنها لم تستجب؛ فقصفت الطائرات الأمريكية، خطأً في 16 مايو، القاعدة الجوية الأمريكية في بين هوا Bien Hoa، حيث سقط 27 قتيلاً، و95 جريحاً، ودُمرت أربعون طائرة. واستأنفت غاراتها، في 19 مايو على فيتنام الشمالية، أثناء توجهها إلى أهدافها في لاوس. وبذلك اختصرت مسافة الطيران إلى الأهداف اللاوسية، بمقدار 60 إلى 160 ميلاً؛ ماقلَّل عدد طائرات إعادة التزويد بالوقود في الجو، المطلوبة لهذه المهام، وأتاح ممرات جوية إضافية، إلى لاوس ومنها.

وتسبب ذلك في مزيد من الصعوبات والعقبات أمام وسائل الدفاع الجوي الشيوعية، وسمح للطيارين الأمريكيين، عند تعذر قصفهم أهدافاً أساسية في لاوس، بقصف أهداف ثانوية، في فيتنام الشمالية.

وسرعان ما وصلت إلى سايجون، في 25 و31 مايو، كلٌّ من الكتيبة الأولى، من الفوج الملكي الأسترالي، وألتحقت بالفوج 173 الأمريكي، المحمول جواً، في بين هوا؛ والكتيبتان: الأولى والثانية، من الفوج 503 الأمريكي، المحمول جواً، والتحقتا بالفوج نفسه.

حملت مكاسب الفيتكونج الواسعة وليم وستمورلاند على تحذير رئيسه، الأدميرال أوليسيس شارب، من قدراتهم المتزايدة على مطاردة القوات السايجونية وسحقها. ولَفَتَه إلى اختلال التوازن بينهم وبين قوات حكومة فيتنام الجنوبية؛ وهو التوازن الذي استندت إليه التقارير الأمريكية، في شهر مارس؛ وقد بات الموقف على عكس ما قدَّره الأمريكيون. واستطرد مذكِّراً أنه قد أوصى بإرسال فِرقة أمريكية، تضطلع بموازاة القوة الأخرى، في تلك المنطقة المهمة ريثما يمكِن قوات فيتنام الجنوبية بلوغ المستوى اللائق. واسترسل، قائلاً: "ومن أجل مواجهة الموقف، الذي شرحته فيما سبق. أعتقد أنه لا سبيل أمامنا، إلا أن نزيد من جهودنا، في فيتنام الجنوبية، باستخدام المزيد من القوات الأمريكية، أو قوات الفيلق الثالث، في أسرع وقت، تسمح به الإمكانات العملية، خلال الأسابيع الحرِجة المقبلة".

واقترح وليم وستمورلاند إرسال 44 كتيبة أمريكية إضافية لتحسين الوضع، حتى نهاية العام فقط؛ ثم إرسال قوات أخرى. ولكن روبرت مكنمارا اكتفى، في 15 يونيه، بإعلان إرسال 20 ألْف جندي؛ والاشتراك، رسمياً، في العمليات الهجومية، بعد تعزيز القاعدة البحرية، في كمران، ووصول عدد الطائرات الحربية، في الجنوب، إلى ألْف طائرة.

وفي 22 يونيه، أبرق الجنرال إيرل هويلر إلى وليم وستمورلاند، يسأله عمّا إذا كانت الكتائب الأربع والأربعون كافية، لإقناع قوات العدوّ بأنها عاجزة عن تحقيق النصر. فأجابه، قائلاً: "ليس هناك ما يدُل على أن الفيتكونج، أو جمهورية فيتنام الديموقراطية، ستغيِّر خطَطَها؛ على الرغم ممّا يضطلع به الولايات المتحدة الأمريكية، في الأشهر الستة التالية. وإن تلك الكتائب، ستهيِّئ، على أيِّ حال، الفرصة لنشوء توازن أفضل للقوى، عند نهاية هذا العام. وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية راغبة في أخذ المبادرة من العدوّ، فسيحتاج الأمر إلى المزيد من القوات، في عام 1966 وبعده".

في أواسط يوليه 1965، أعلن روبرت مكنمارا أن حكومة سايجون، أمست عاجزة عن مواجهة الفيتكونج؛ وأن وليم وستمورلاند على حق في طلبه قوات إضافية. وأصدر قراراً يُعيِّنه، بموجبه، قائداً لقيادة القوات البرية الأمريكية، في فيتنام، بعد وصول قوات فِرقة المشاة الأولى الأمريكية. كما وعد بتعزيزه بأربع وثلاثين كتيبة، إضافة إلى عشر كتائب، كانت قد وصلت، بالفعل، إلى الجنوب؛ وكان قوام تلك الكتائب الأربع والأربعين 193887 جندياً. استنفر هوشي منه الشعب الفيتنامي كلَّه، في الشمال والجنوب، للتصدي للغزاة. وناشد جميع فئاته تكثيف الجهود في النضال، وزيادة الإنتاج. وأكد ألا استئناف للمفاوضات السلمية، إلا بعد جلاء القوات الأجنبية.

ردّاً على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية الكتاب الأبيض، بعنوان "عدوان من الشمال". وبدأت القيادة الأمريكية عدة خطوات تفاقمية:

1. وافق جونسون على خطة برنامج "البحث والإنقاذ Search and Rescue التي أعدّها وليم وستمورلاند، والتي تقضي بنقل الحرب إلى مناطق تمركز الشماليين والفيتكونج، وحرمانهم حرية الحركة، وتسديد الضربات الحاسمة إليهم، وشملت تلك الخطة تذكية للحرب على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: تنفيذ التزام قوات الولايات المتحدة الأمريكية، والقوات العسكرية لدول العالم الحر؛ بتقديم القوات الضرورية لوقف تزايد الخسائر، مع نهاية عام 1965.

المرحلة الثانية: عودة قوات الولايات المتحدة الأمريكية، والقوات العسكرية لدول العالم الحر، إلى الهجوم، خلال النصف الأول من عام 1966، على المناطق ذات الأهمية القصوى؛ من أجل تدمير قوات العدوّ، واستئناف عمليات بناء المناطق الريفية.

المرحلة الثالثة: إذا استمر العدوّ في المقاومة، فستتطلب هزيمته وتدمير سائر قواته تدميراً نهائياً، مرحلةً جديدةً، تراوح بين سنة وسنة ونصف.

ويبدأ انسحاب قوات الولايات المتحدة الأمريكية، والقوات العسكرية للعالم الحر، بعد المرحلة الثالثة، عندما تصبح حكومة فيتنام قادرة على إنشاء نظام داخلي والمحافظة عليه، والدفاع عن حدودها.

كان وليم وستمورلاند، "مع توافر القوات اللازمة لانتزاع المبادرة من الفيتكونج، لبعض الوقت، عام 1966، يتوقع أن ينتقل إلى الهجوم، وأن يهزم العدوّ في نهاية 1967، بعد أن يتلقى الإمدادات والدعم الملائم".

2. ألحّت هيئة الأركان المشتركة على روبرت مكنمارا في التوصية بإرسال مائة ألْف جندي إضافي، طلبها وليم وستمورلاند. وأكدت أنه ليس هناك ما يضمن النصر، ولو توافرت القوات اللازمة.

3. أعلن جونسون، في مؤتمر صحفي، في 28 يوليه، أنه أمر بإرسال 50 ألْف جندي إلى فيتنام، على وجه السرعة، قائلاً: إن التاريخ أملى علَيَّ أنا خاصة، والولايات المتحدة الأمريكية عامة، استخدام القوات في مقاومة العدوان على فيتنام الجنوبية.

في 30 نوفمبر 1965، قدَّ م روبرت مكنمارا مذكرة إلى الرئيس جونسون، أبدى فيها شكَّه في جدوى الحرب البرية، ومخاوفه منها. وفي الوقت نفسه، الذي أوصى فيه بأن ترسل الولايات المتحدة الأمريكية نحو 400 ألْف رجل، في نهاية عام 1966، حذَّر، قائلاً: يجب أن يستقر في وعْينا، أن ما أوصيت بإرساله من القوات، لن يضمن تحقيق أيَّ نجاح. كما يُنتظر أن يصل عدد القتلى الأمريكيين، أثناء القتال، إلى ألْف، في الشهر. ويحتمل، كذلك، أن تعوزنا القدرة، في أوائل 1967، على "اتخاذ أيِّ قرار"، لمواجهة الموقف المتفاقم. ومع ذلك، فتقديري العام للموقف، أن الفرصة المثلى، المتاحة لتحقيق أهدافنا المقررة، هي إرسال الإمدادات المذكورة.