سير العمليات البرية

نتيجة لإخفاق إستراتيجية الحرب الخاصة، التي استمرت منذ عام 1961 حتى بداية عام 1965؛ وتزايد عمليات الفيتكونج؛ بدأت مرحلة جديدة من الحرب في فيتنام الجنوبية. إذ افتعلت الولايات المتحدة الأمريكية حادث خليج تونكين، في 4 أغسطس 1964، واتخذته سبباً لبدء غاراتها الجوية على فيتنام الشمالية. وأنزلت القيادة الأمريكية، برئاسة الفريق الأول وليم وستمورلاند، الطلائع الأولى لمشاة البحرية الأمريكية، في مرفأ دانانج، في 8 مارس 1965؛ بعد أن شرعت تكثف قصفها لفيتنام الشمالية، منذ فبراير 1965؛ تمهيداً للسيطرة على القطاع الشمالي من فيتنام الجنوبية، قرب خط العرض 17، الذي يفصلها عن نظيرتها الشمالية، فتنقطع عن الفيتكونج، في الجنوب، وسائل الإمداد بالرجال والسلاح والذخيرة. وفي مايو 1965، أنشأت القوات الأمريكية قاعدةً عسكريةً قويةً في شو لاي، الواقعة على بعد 80 كم جنوب دانانج. وفي أغسطس 1965، تمركزت وحدات، من القوات الجوية ومشاة البحرية، في مطار مدينة هوي، العاصمة الإمبراطورية القديمة.

واعتقدت القيادة الأمريكية، أن 65 ألْف جندي أمريكي، هم قوة كافية للسيطرة على المنطقة الشمالية من فيتنام الجنوبية، بين هوي وخط العرض 17؛ ويمكِن 200 ألْف جندي آخرين السيطرة على سائر الجنوب، والقضاء على الفيتكونج. واتبعت القوات الأمريكية إستراتيجية النقاط الحصينة، فكانت وحداتها، التي تصل تباعاً إلى فيتنام، تتمركز في قواعد منيعة؛ ولا تحاول مطاردة الفيتكونج ولا تمشيط المناطق الواسعة، التي يسيطرون عليها، خارج القواعد المذكورة.

أمّا الفيتكونج، فقد عمدوا، في بداية مصادماتهم البرية للقوات الأمريكية، التي ساندها الطيران بقوة، إلى تقسيم تشكيلاتهم المقاتلة الوافرة وحدات قليلة، اتخذت شكل السرايا المستقلة، المتحركة؛ "ثم تحولت إلى كتائب". وعادت إلي تطبيق أساليب حرب العصابات، التي أصبحت تمثل الشكل الرئيسي للقتال، في هذه المرحلة. فشنت هجمات على المطارات والمواقع المنعزلة. وأغارت على المزارع الإستراتيجية والقواعد الإدارية، في الخطوط الخلفية. وامتدت عملياتها هذه من كونج تري، في أقصى الشمال، حتى نام يو، في الجنوب؛ وتركزت، في أغسطس 1965، في القسم الأوسط من البلاد. ثم ضاعفت هجماتها، في إقليم بنه دنه Binh Dinh، على الساحل الأوسط، خلال أكتوبر.

كانت قوات الفيتكونج، تطبق إستراتيجيتها المعروفة، المستندة إلى مبدأَين: الانتشار؛ والمناورات الإستراتيجية، التي تنسق عمليات نظامية متحركة وعمليات العصابات تنسيقاً وثيقاً، تبعاً لخطة واحدة، على المستوى العام لمسرح العمليات. وتمثلت تلك الإستراتيجية في ضرب العدوّ، أَنَّى وُجِد، ضربات متفاوتة الشدة، وبقوات مختلفة الأعداد. وكانت عمليات حرب العصابات، ونظيرتها النظامية، متفاوتة الإسهام في كلِّ مرحلة، ضمن تركيب العمليات العام، في كلِّ موجة من موجاتها، وفقاً للظروف العامة المؤثرة في المواقف، وتبعاً لازدياد تأثير العمليات السابقة في استنزاف العدوّ.

وكان هدف إستراتيجية الفيتكونج، هو عزل القواعد المعادية، أو إضعاف التنسيق فيما بينها؛ وأن تفقد القوات: الأمريكية والفيتنامية الجنوبية، قدرتها الهجومية، وأن تضطر إلى الانتشار، لحماية مختلف المناطق وطرق المواصلات التي تصل بعضها ببعض. وتطبق هذه الإستراتيجية ضمن إطار إستراتيجية الحرب طويلة الأمد، التي تُعَد الإستراتيجية العليا للثورة الفيتنامية، بحكم أنها تشكل الإستراتيجية الوحيدة، التي تسمح بالتغلب على مصاعب مواجهة التفوق المعادي: التقني والكمّي.

وكثف الفيتكونج هجماتهم على بعض المناطق، وبسبب معاناة خسائر فادحة في الأرواح؛ جراء الضربات الجوية، في مايو ويونيه، في سونج بي Song Be، وبا جيا Ba Gia، ودونج كسواي Dong Xoai، في مايو ويونيه. فقد بدأوا أساليب عديدة جديدة؛ لتحييد القوة الجوية، وتقليل آثارها. فاستولوا على منطقتين، في محافظة كونتوم: تومورونج Toumorong في 25 يونيه، وداك تو Dak To في 6 يوليه. ونفذوا سلسلة من الغارات الليلية على مطارات دانانج، ونها ترانج Nha Trang، وشيو ريو Cheo Reo، وسوك ترانج Soc Trang، وباك ليو Bac Lieu، وكان ثو Can Tho، وكان أعنف الهجمات، في سعت 1350 من الأول من يوليه، على قاعدة دانانج، بمدافع الهاون الصينية، التي حصلوا عليها من الصين حديثاً، عيار 81 مم، ومدافع الماسورة 57 مم، فدمروا طائرتين C-130 وطائرتين  F-102 مزودة بصواريخ وقذائف Falcon.

وقد نفذت الوحدات الأمريكية، من الفرقة الأولى مشاة بحرية، في 2 و3 أغسطس 1965، عملية بلاستوت Blastout 1، وهي عبارة عن تمشيط وتطهير في منطقة دانانج، تساندها وحدات الفوج الرابع من قوات فيتنام الجنوبية، وقد دمرت القوات الأمريكية قرية كام ني Cam Ne، ومحت 51 بيتا، وسقط أربعة جرحى من الأمريكيين. جدير بالذكر أن القوات الأمريكية بذلت أقصى جهودها في عمليات البحث والتمشيط وتدمير مواقع واستحكامات الفيتكونج والشماليين؛ باستخدام ثلاث حاملات، عملت في قوة الواجب 77، وعلى كل منها من 70 إلى 100 طائرة، ضمن سربين مقاتلين أو ثلاثة، وفصائل أقل. وعلى أية حال، اعتمد العدد على حجم الناقلات ونوعيتها؛ فقد تنوعت من سفن Forrestal- Class، حمولة 65 ألف طن، إلى حمولة 27 ألف طن، وسفن II Essex-Class، التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية.

شمل الصف الأول من طائرات الاسطول، المعدة لعمليات القصف، طائرات سكاي هوك أ-4 A-4 Sky hawk، وسكاي ريدر أ-1 A-1 Sky raider، وكورسير2 أ-7 A-7 Corsair II، وطائرات جرومان أ-6 إنترودر Gruman A-6 Intruder، اقتحام ليلي ونهاري. وقد حلقت طائرات الفانتوم Phantom II Work horse F-4 ، مع المقاتلات كروسيدر ف-8 Crusader F-8. كما نفذت الطائرات RA-5 Vigilante،RA-3B Skywarrior ، مهام استطلاع. وقدمت الطائرات الإنترودر، والسكاي ريدر والسكاي ورير، دعماً الكترونياً، في مهاجمة مناطق الدفاع الجوي المعادية. وأسهمت الطائرات Grumman E-2 Hawkeye، والطائرات العمودية من نوع Sikorsky SH-33 وSea King، وKaman UH-2 Sea Sprite، بدور فاعل في عمليات برنامج البحث والإنقاذ.

في 6 –7 أغسطس 1965، اشتبكت كتائب من فِرقة مشاة البحرية الأمريكية الرابعة، تساندها وحدات الفوج 51 الفيتنامي الجنوبي، عند نهر ترا بونج Tra Bong، في محافظة كوانج نجاي Quang Ngai، أثناء عمليات تمشيط، حملت اسم صاعقة الرعد Thunderbolt، اشتبكت مع الفوج الأول من الفيتكونج. وجرح جنديان أمريكيان؛ إضافة إلى 43 جندياً أمريكياً، أصابتهم ضربات شمس، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.

وفي 12 من الشهر نفسه، حدثت اشتباكات أخرى، تحت اسم عملية منتصف الليل  Operation Midnight،  على بعد عشرة أميال، شمال غرب دانانج؛ سقط فيها قتيلان من الفيتكونج. كما وقعت اشتباكات عنيفة، بين 18و 24 من الشهر عينه، في عملية، سميت ستارليت Operation Starlite، استهدفت تدمير مواقع الفيتكونج في منطقة شو لاي؛ وشملت مناطق: شبه جزيرة فوك ثوان Phuoc Thuan، وخليج نهو نا Nho Na، وآن كونج An Cuong، وآن ثوي An Thoi، ونوم ين Nom Yen، والتل 43، في محافظة كوانج نجاي. واجهت فيها وحدات من الكتائب 3/3d، و2/4، و3/7، من مشاة البحرية الكتيبتَين 60 و80 من الفوج الأول من الفيتكونج. وأسفرت، حسب المصادر الأمريكية، عن خمسة قتلى من مشاة البحرية، وجرح 17 آخرين، في مكمن، بالقرب من آن كونج؛ وأربعة قتلى، وجرح 17 جريحاً، عند اجتيازهم أحد حقول الأرز هناك. أمّا  خسائر الأمريكيين، حسب مصادر الشماليين والفيتكونج، فبلغت 900 جندي، و22 آلية، و13 طائرة.

في أواسط أغسطس، اتفقت القيادتان الأمريكية والفيتنامية الجنوبية على ضرورة زيادة  عدد طلعات الطيران، مع تقليل أعداد الطائرات المشاركة في كل مهمة. كما تم تحديد خمس مناطق لتركيز القصف: المنطقتين C و D شمال سايجون، ومنطقتين في الهضبة العليا من ولاية آن كسوين An Xuyen، والخامسة في الشمال، جنوب شرق دانانج، وهو الموقع المتوقع للقيادات الإقليمية للفيتكونج. ووضعت هيئة الأركان المشتركة خطة قصف هذه المناطق الخمس، تحت اسم ضربات ضوء القوس Arc Light، ورفعتها إلى الرئيس للموافقة.

بين 18 و25 أغسطس، تركزت قذائف ثلاث مدمرات أمريكية على موقع تجمع للفيتكونج، في حين تولت مجموعة برمائية من الأسطول السابع إنزال وحدات مشاة بحرية على الساحل. بينما حملت الطائرات العمودية عناصر أخرى من السفينة إيو جيما Iwo Jima (جماعة الاقتحام البرمائي الثانية)، ومن منطقة شو لاي. وفي نهاية معركة، امتدت أسبوعاً، تمكنت ثلاث كتائب مشاة بحرية أمريكية، ومعها كتيبتان جنوبيتان، من مطاردة الفوج الأول من الفيتكونج إلى البحر. ثم انهالت عليه القذائف من الطائرات ومن سفن الأسطول. وكانت خسائر الأمريكيين 45 قتيلا و203 جرحى، بينما خسر الفيتكونج 623 بين قتيل وجريح.

وبين 22 أغسطس و2 أكتوبر، نفذت قوة الواجب، كولينس T. F. Collins، المكوَّنة من الكتائب 327 من اللواء الأول، و327 و502 من اللواء الثاني ، من الفِرقة الأولى المحمولة جواً، عملية هاي لاند Operation High Land، الرامية إلى تأمين القاعدة الجوية في آن خي An Khe، في محافظة بنه دنه؛ تمهيداً لاستقبال فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، التي وصل منها ألْف جندي، في 25 أغسطس، وبدأوا العمل في تجهيز معسكر راد كليف Rad Cliffe. وأسفرت العملية- حسب المصادر الأمريكية، عن مصرع 21 أمريكياً، و692 رجلاً من الفيتكونج والشماليين.

في 26 أغسطس، نُفذت أول المهام البسيطة للطائرات B-52، في منطقة شمال بيين هوا. ومن ذلك الوقت، كان عدد الطائرات، في المهمة الواحدة، يبدأ بخمس إلى أكثر من ذلك، ليصل مجموع غارات المهمة الواحدة إلى 30.

في 5- 7 سبتمبر، نفذت السريتان: F وH، جماعة الإبرار، من الكتيبة السابعة، من الفرقة الثانبة، من مشاة البحرية الأمريكية، عملية ستومب Operation Stomp، عند جبل كي سون Ky Son، في محافظة بنه دنه، على بعد عشرة أميال شمال كوي نهون. وتمكنتا من قتل 26، وأَسْر 3 من الفيتكونج.

في 7- 10 سبتمبر، نفذت الكتائب 3/3d و1/7 و3/7، من مشاة البحرية الأمريكية، تساندها الكتيبة الثالثة من الفوج 2/4 الفيتنامي الجنوبي، عملية بيرانها Piranha، في شبه جزيرة آن كي، في محافظة كوانج نجاي؛ مستهدفة مطاردة فلول الفوج الأول من الفيتكونج، في أثناء انسحابها جنوبا إلى شبه جزيرة باتانجان Batangan، وسد طريق إمداداته البحرية. وقد  سقط في هذه العملية، من القوات الأمريكية، قتيلان، و14 جريحاً؛ ومن الجنوبيين، خمسة قتلى، و33 جريحاً؛ ومن الفيتكونج، 183 قتيلاً، و360 أسيراً.

وفي 8- 27 سبتمبر، نفذت وحدات من الكتائب الأولى والثانية والثالثة، من الفرقة التاسعة، من مشاة البحرية، عملية الفروة الذهبية Operation Golden Fleece؛ بهدف تأمين وحماية محصول الأرز المحلي، البالغ 250 طناً، من سطو الفيتكونج عليه.

وفي 11 سبتمبر، وصلت فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في آن خي. وفي 14- 28 سبتمبر، خاض اللواء 173 المحمول جواً اشتباكات محدودة مع قوات الفيتكونج، في بن كات Ben Cat، وكاو ثي تنه Cau Thi Tinh. كما وصلت، في 15 سبتمبر، أول وحدات قتالية من فِرقة الفرسان الأولى (كتيبتا الفرسان الأولى والثانية1 الفرسان السود Black Knights)، والكتائب 1/7 و2/7 و1/12 و2/12 و1/19. وتمركزت في آن خي، في محافظة بنه دنه.

بين 18 و21 سبتمبر، نفذت الكتيبة 2/502d، من الفِرقة الأمريكية 101 المحمولة جواً، عملية جبل  طارق Gibraltar، عند نهر سونج كون، ومنطقة آن خي، وآن نينه، في محافظة بنه دنه؛ استكمالا لعملية Highland، مستهدفة تأمين معسكر قاعدة فِرقة الفرسان الأولى. واشتبكت مع قوات الفوج الثاني من الفيتكونج، وهزمته؛ إذ قتلت، حسب المصادر الأمريكية، 226 جندياً، وأسرَت تسعة آخرين؛ ولم تخسر سوى 13 قتيلاً، و44 جريحاً. بينما أكدت مصادر الفيتكونج والشماليين سقوط 200 أمريكي، بين قتيل وجريح؛ وعشر طائرات.

25 سبتمبر، جُهزت الكتيبة الثانية قوة إبرار خاصة، من الفرقة الأولى مشاة بحرية أمريكية؛ لبدء سلسلة هجمات برمائية على قواعد الفيتكونج، على طول ساحل فيتنام الجنوبية. حملت هذه الهجمات اسم إغماد الخنجر Dagger Thrust. نُفذت الغارات الثلاث الأولى متتابعة سريعة، بين 25 سبتمبر والأول من أكتوبر، على أهداف بالقرب من فونج مو Vung Mu، وبن جوي Ben Goi وتام كوان Tam Quan ولكنها فشلت في العثور على أي فرد من الفيتكونج.

وفي 29 سبتمبر وصلت الفِرقة الرئيسية، من جيش كوريا الجنوبية، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في كوي نهون.

في أكتوبر، بدأت القوات الخاصة الأمريكية والجنوبية تنفيذ عملية النحاسة اللامعة Shining Brass، المخطط لها منذ مارس 1965، بدعم من الطائرات الأمريكية، في شكل غارات على تجمعات الفيتكونج. وكان الهدف جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن طرق وأساليب التسلل، وتحديد أهداف ينبغي قصفها. وتم تسريب جماعات مدربة تدريباً خاصاً، إلى داخل لاوس، من قواعد جنوبية في داك تو Dak To وداك برو Dak Prou؛ لمراقبة التحركات عبر شبكة طرق وممرات هوشي منه. على ألا تجاوز 12 ميلاً داخل لاوس. مع ضرورة استخدام الطائرات العمودية للإمدادات والإخلاء. واستخدام طائرات الفانتوم بانجو ف 4 Bango F-4  لضرب أهداف، لاتصل إليها الجماعات الآنفة.

وحرصت القيادة الأمريكية على تجنب أخطاء تكررت، في عمليات قصف فاشلة، في 29 سبتمبر؛ حين قصفت طائرتان A-IH Shyraiders، هدفاً جنوب شرق ثاكهيك Thakhek، يبعد عن الهدف المطلوب 30 ميلاً، وفي الأول من أكتوبر، تكرار الخطأ من أربع طائرات، من نوع F-105 Thunderchiefs؛ فقصفت جسراً خطأ، وأصابت قرويين مع أبقارهما في منطقة محرمة. وفي مساء اليوم نفسه، كررت الطائرات الخطأ نفسه.

في 3- 14 أكتوبر، نفذت الكتائب 1/7 و2/7 و2/12 من اللواء الثالث – فرقة أولى فرسان أمريكية عملية الرمح اللامع Shiny Bayonet، في وادي سوي كا Soui Ca، ولا تنه La Tinh، وممر ديو مانج Deo Mang، في محافظة بنه دنه. ولم تتيسر معلومات عن خسائر العملية.

في 5 أكتوبر، تمركزت فِرقة المشاة الأمريكية الأولى، بعد وصولها إلى فيتنام الجنوبية، مع الكتيبة 28 من الفرقة الثانية، في بيين هوا

وبين 6 أكتوبر و19 نوفمبر، نفذت كتائب فِرقة الفرسان الأولى 1/5 و2/5 و2/12، من اللواء الثاني؛ والكتيبتان 1/7 و2/12، من اللواء الثالث؛ عمليتَي الوادي السعيد 1 و2  Happy Valley 1-11، في وادي فنه ثانه، في محافظة بنه دنه، حيث خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات الفيتكونج. ولم تَرِد تقارير أمريكية في شأن الخسائر؛ بينما ذكرت مصادر الشماليين والفيتكونج سقوط 24 طائرة عمودية، و363 جندياً أمريكياً، بين قتيل وجريح.

وبين 8 و14 أكتوبر، نفذت الكتيبتان 1/503 و2/503، من اللواء 173 المحمول جواً، مع الفوج الملكي الأسترالي الأول، عملية تمشيط وفتح الطريق السريع 13، لتستخدمه فِرقة المشاة الأولى. وقد سقطت الكتيبة 2/503 في مكمن، في منطقة "المثلث الحديدي"، كان كمينه سَرية من الفيتكونج؛ فخسرت الكتيبة 8 قتلى و25 جريحاً.

وفي 14- 19 أكتوبر، نفذت الكتيبتان 1/8 و2/8، من اللواء الأول، التابع لفِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، عمليات تمشيط وتأمين الطريق السريع 19، حملت اسم الموحش Lonesome؛ للسماح بإعادة إمداد الطلائع، للوصول إلى الغرب، إلى بليكو Pleiku، في محافظة بنه دنه. وقد حققت ذلك بنجاح، بعد اشتباكات محدودة.

في 17 أكتوبر، وصلت كلٌّ من الكتائب 1/2d و2/2d و1/26، التابعة لفِرقة المشاة الأولى، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في بين هوا.

في 18 أكتوبر، بدأت قوات جنوبية، من الفيلق الأول،  المرحلة الثانية من عملية النحاسة اللامعة Operation Shining Brass، التي نسقتها جماعة العمليات الخاصة Special Operation Group (SOG)؛ وهي جماعة مدربة تدريباً خاصاً، تابعة لمعسكر القوات الخاصة خام دوك Kham Duc، في محافظة كوانج تين Quang Tin؛ أُدْخِلَت إلى لاوس، لمراقبة الطرق والممرات، على امتداد شبكة هوشي منه. استقرت الجماعة الأولى، من فريق النحاسة اللامعة، في لاوس، على الحدود مع فيتنام الجنوبية، في أواخر سبتمبر، والأسبوع الثاني من أكتوبر. تكونت هذه الجماعة من ثلاث مجموعات، كل مجموعة من 3-6 أفراد، من الجيش الأمريكي، مع 11 فرداً من القوات الخاصة السايجونية، حملتهم طائرتان عموديتان، من نوع Ch –34، أقلعتا من خام دوك Kham Duc، داخل فيتنام الجنوبية. وبعد استطلاع المنطقة، وعثور الجماعة الأولى على أدلة وجود قوات معادية: طعام، ومنشآت، وذخائر، وغيرها، أرسلت تطلب قصفها. وسرعان ما قصفت الطائرات تلك الأهداف المحددة (انظر خريطة عمليات النحاسة اللامعة).

كان محدداً لبدء هذه المرحلة، من عملية النحاسة اللامعة، يوم 15 أكتوبر. ولكن، نتيجة لسوء الأحوال الجوية؛ أُجل إلى 18 أكتوبر. فحلقت طائرة عمودية Ch- 34 فيتنامية جنوبية، تحمل 11 فيتنامياً، وعديد من الخبراء الأمريكيين، نحو منطقة الإبرار، على بعد ميلين ونصف، من منطقة الأهداف المحددة. صاحبتها ثلاث قاذفات أمريكية. ولدى اكتشاف مواقع معادية، اُستدعيت قاذفات أخرى، ولكن سوء الأحوال الجوية، طوال خمسة أيام، حال دون القصف.

في 18 أكتوبر، اتخذت الأجنحة الرئيسية، ووحدات أخرى أمريكية وسايجونية، مواقع محددة، في جنوب شرق آسيا (انظر خريطة تمركز في 1965).

وفي 18- 20 أكتوبر، حدثت اشتباكات، ضمن عملية سميت اللعبة الثلاثية Triple Play، بين الكتيبة الثالثة، من الفرقة الثالثة، من مشاة البحرية الأمريكية، وقوات من  الفيتكونج؛ أسفرت عن جريحَين أمريكيَّين؛ و16 قتيلاً، وستة أَسْرى، من الفيتكونج.

وفي 18-24 أكتوبر،  كما اشتبكت الكتيبة الثالثة، من استطلاع مشاة البحرية، مع قوات الفيتكونج في عملية  الطريق Trailblazer، في منطقة الوادي السعيد  Happy Valley، في التلال الغربية من دانانج. وقتلت جنديَّين من الفيتكونج. وفي 19 أكتوبر، شن نحو ستة آلاف جندي، من الفيتكونج، هجوماً على معسكر القوات الأمريكية الخاصة، في بليي مي Plei Me؛ وقتلوا تسعة جنود. وقد تصدت لهم الكتائب 2/8 و2/12 و1/9، التابعة للواء الأول، من فِرقة الفرسان الأولى، تساندها عدة كتائب فرسان، من جيش فيتنام الجنوبية؛ فكبدّتهم نحو 850 قتيلاً وجريحاً.

كذلك، وصل اللواء الثاني الكوري الجنوبي، من مشاة البحرية (التنين الأزرق Blue Dragon)، إلى فيتنام الجنوبية، في 19 أكتوبر، وتمركز في دونج با ثين Dong Ba Thin، في محافظة نجوين خانه هوا Khanh Hoa. وفي 20-25 أكتوبر، اشتركت الكتيبتان 1/8  و  2/8، من اللواء الأول، من الكتيبة الأولى، بمشاركة الكتائب 1/5 ، و2/5، و 2/12، من اللواء الثاني، من الفرقة الأولى فرسان أمريكية، في حماية وصول فوج الفرسان، من الفرقة الرئيسية لقوات كوريا الجنوبية، ضمن عملية الصديق الطيب Good Friend، في آن خي، في بنه خي وتمركزه فيها.

22- 25 أكتوبر، نفذت الكتيبة 2/3d، مع سرية من الكتيبة 3/4 ، من مشاة البحرية الأمريكية، ومعها كتيبتان من الفرقة الفيتنامية الجنوبية الأولى، عملية السلحفاة الحمراء Red Snapper، في خليج دام لاب آن Dam Lap An، في شبه جزيرة فو جيا Phu Gia ، والتي شملت تمشيط 20 ميلاً، شمال دانانج، وتطهيرها وتأمينها؛ إضافة إلى تأمين الطريق السريع الرقم 1، بين دانانج وفو باي. وقد اشتبكت مع الفيتكونج، وقتلت منهم سبعة، وأَسَرت واحداً.

وبين 23 أكتوبر و26 نوفمبر، نفذت الكتائب 1/8 و2/8 و1/12، من اللواء الأول؛ و1/5 و2/5 و2/12، من اللواء الثاني؛ والكتيبتان 1/7 و2/7، من اللواء الثالث؛ والتابعة لفِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، عملية الوصول الطويل Long Reach، في وادي إيا درانج، وهي عملية تمشيط وقتل؛ رداً على هجوم الأفواج 32، و33 و66، من قوات فيتنام الشمالية، على معسكر القوات الخاصة، في بليي مي Plei Me. وخاضت ثلاث معارك متتالية، سقط فيها من الأمريكيين 300 قتيل، و524 جريحاً، وأربعة مفقودين؛ ومن الفيتناميين 1447 قتيلاً، و177 أسيراً.

كذلك، مشطت الوحدات الأمريكية نفسها، في تلك الفترة عينها، وادي إيا درانج  Ia Drang، في محافظة بليكو، بطول الحدود الكمبودية، بمساعدة سرايا فِرقة الفرسان المدرعة الثالثة، والفوج 1/42، من قوات فيتنام الجنوبية (كتيبتَي الرماة 21 و22). ضمن عملية حملت اسم على طول الخط All the Way ،  واشتبكت مع الأفواج 32 و33 و66، من القوات الشمالية؛ فقتلت منها 216 جندياً، وأَسَرت 138 آخرين؛ كما استولت على مستشفى ميداني، غرب بليي مي. وسقط من الأمريكيين 57 قتيلاً، و192 جريحاً. كانت تلك هي المرة الأولى، التي تخوض فيها الأفواج النظامية الشمالية، تقودها وحدات رئيسية، في حجم كتيبة، قتالاً تقليدياً، مع القوات الأمريكية.

في 27 – 29 أكتوبر، شنت وحدات من الفيتكونج هجمات، بالصواريخ، على منشأة جوية أمريكية، في جبل المرمرMarble Mountain، في دانانج. وتمكنت حسب المصادر الأمريكية، من تدمير 127 طائرة أو إعطابها، وإصابة 583 أمريكياً، بين قتيل وجريح. وفي الوقت نفسه، كمنت للفيتكونج سَرية من الكتيبة 3/9، من مشاة البحرية الأمريكية، في آن تو An To، جنوب دانانج؛ ما أسفر عن مقتل 41 رجلاً منهم؛ مقابل مقتل ثلاثة أمريكيين، وجرح 91 أمريكياً.

29 – 30 أكتوبر، نفذت الكتيبة 2/4 مشاة بحرية أمريكية، مع الفوج 3/6 من قوات فيتنام الجنوبية، عملية Lien Ket 10 ، بهدف البحث عن رجال الفيتكونج، وتمشيط إقليم دو كسا Do Xa، في محافظة كوانج تين Quang Tin، وتدمير قاعدة لهم، على بعد 12 ميلاً، غرب شو لاي. ولم تتيسر معلومات عن ذلك.

30 أكتوبر، هجمت وحدات من الفيتكونج على منطقة تمركز مشاة البحرية الأمريكية، في التل الرقم 22، على بعد ثمانية أميال جنوب القاعدة الجوية، في دانانج.

واشتبكت مع الكتيبة A-I/1 من مشاة البحرية. وسقط من الأمريكيين 16 قتيلاً و41 جريحاً، ومن الفيتكونج 47 قتيلاً.

ومع أوائل نوفمبر، خاضت الكتيبتان: 2/2d المشاة، و1/4 الفرسان، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية الأولى، ضمن عملية الجوّاب Roadrunner (طائر أمريكي سريع)، معركة آب باو بانج Ap Bau Bang؛ دفاعاً عن معسكر دفاعي للكتيبة 2/2d المشاة، ولتمشيط الطريق السريع الرقم 13، الممتد من لاي خي Lai Khe إلى باو لونج بوند Bau Long Pond، دون هجوم للفيتكونج. وسقط من الأمريكيين تسعة قتلى، و39 جريحاً؛ ولكن المصادر الفيتنامية، ذكرت سقوط 500 أمريكي، وتدمير 40 دبابة قتالية؛ بينما سقط من الفيتكونج 175 قتيلاً.

3- 5 نوفمبر، نفذت الكتيبتان 1/7 و2/7، من مشاة البحرية الأمريكية، مع الكتيبة الأولى استطلاع، بمساعدة الفوجَين 1/4 و2/4، من جيش فيتنام الجنوبية، عملية العرِسة السوداء Black Ferret؛ بهدف تمشيط منطقة نهر سونج ترا بونج، وبنه سون، بطول عشرة أميال، جنوب شو لاي، في محافظة كوانج نجاي. وفي اليوم التالي، سقط ستة أمريكيين قتلى في مكمن. بلغت حصيلة العملية قتيل واحد، و13 جريحا من الأمريكيين ً؛ بينما قُتل جنديان، وأُسِر ستة، من الفيتكونج.

10- 12 نوفمبر، نفذت الكتائب 1/5 و2/5 و2/12، من اللواء الثاني، التابع لفِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، عملية Blue Marlin I، بهدف تمشيط الطريق السريع الرقم 1، والساحل من دانانج إلى شو لاي وتطهيرهما؛ إضافة إلى عملية الرمح الفضي 1 Silver Bayonet I، من 10 إلى 20 نوفمبر، استكمالا لعملية على طول الخط، وتولت مطاردة الأفواج 32 و33 و66، من قوات الفيتكونج وفيتنام الشمالية، والاشتباك معها وتدميرها؛ رداً على هجومها على بليي مي. وقد هجمت وحدات الفيتكونج، في 12 نوفمبر، على قاعدة اللواء، في إستاد LZ وألقت عليه أكثر من 90 قذيفة هاون؛ فقتلت سبعة أمريكيين، وجرحت 23 آخرين. وسرعان ما حلّقت أربع طائرات عمودية، من نوع UH-1D Huey ، و UH- IB ، على ارتفاع 2500 قدم؛ فمسحت المنطقة، نحو ثمانية كيلومترات، جهة الجنوب الشرقي، لنهر إيا درانج. ثم عادت تحلّق شمالاً، إلى دوك كو Duc Co ، ثم عادت إلى بلي مي، سعت 815 (انظر خريطة مناطق استطلاع 1965).

قرر المقدم هارولد مور Harold G. Moore، قائد الكتيبة الأولى، التابعة للفرقة 7 فرسان، استطلاع منطقة إكس ري X- Ray، وقصفها. بعد أن جاءته معلومات الاستطلاع بوجود كتيبة من الفيتكونج، متمركزة على بعد خمسة كيلو مترات شمال شرقها، وبوجود تجمعات أخرى جنوب غربها. وقرر أن تشن الكتيبة الأولى هجوماً جوياً على المنطقة، يعقبه عمليات تمشيط وتطهير، في المناطق كثيفة الأشجار. وللتمويه أمر السرية 21 مدفعية بقصف منطقتَي يانكي وتانجو Tango، مدة ثمان دقائق، ثم التحول مباشرة إلى قصف منطقة إكس ري، مدة عشرين دقيقة، ثم تتولى السفن الحربية للكتيبة الثانية صواريخ، التابعة للفوج 20 مدفعية، القصف؛ لتتولى سفن السرية A، التابعة للكتيبة 229، مسح المنطقة. ثم على النقيب جون هيرّين John D. Herren، قائد السرية B، تأمين منطقة إكس ري، والانضمام إلى السرايا A وC وD البرية؛ لشن هجوم على القطاعين الشمالي، والشمال الشرقي، من المنطقة. ثم تتولى السرية B مهمة التحرك غرباً، وشمال غرب؛ لتمشيط القسم الأدنى من شو بونج Chu Pong . وحدد سعت 1030، من يوم 14 نوفمبر، لبدء الهجوم؛ واستعد كل فرد مدفعية بـ 300 قذيفة M 16، وكل واحد من الرماة بنحو 36 قذيفة 40 ملم، ونقلت أطقم المدافع الآلية 800 قذيفة 7.62 ملم. كما استعدت 16 طائرة، من نوع هوي Huey. ونفذت الخطة، كما حددها هارولد مور تماماً، وسيطر على منطقة إكس ري، في ليلة 14 نوفمبر (انظر خريطة منطقة إكس ري). في الوقت نفسه، حرك الفوج 66 الفيتنامي الشمالي كتيبته الثامنة جنوباً، من موقع شمال إيا درانج؛ لتكثيف الهجوم على القطاع الشرقي، من منطقة إكس ري. في وقت تحركت الكتيبة H-15 فيتكونج، جنوباً، والفوج 32 شمالي على بعد 12 كم، بينما بقيت وحدات الهاون الثقيلة، والوحدات المضادة للطائرات، على الطريق إلى إكس ري. ومن ثم، في الساعات الأولى، من صباح 15 نوفمبر، نجح المقدم روبرت توللي Robert B. Tully، قائد الكتيبة الثانية، التابعة للفرقة الخامسة فرسان أمريكية، في تجميع سراياه الثلاثة (انظر خريطة تحركات الكتيبة الثانية).

خاضت كتائب الفرسان: الأولى، والثانية،من الفرقة السابعة، والثانية من الفرقة الخامسة، أشرس معارك الحرب الفيتنامية كلّها، في مواجهة الفوج 66 الشمالي، بالقرب من قاعدة شو بونج ماسيف Chu Pong Massif. ولولا نقص الإمداد بنيران المدفعية والدعم الجوي، لتمكنت القوات الفيتنامية من تدمير المواقع الأمريكية تماماً؛ إلا أنها لم تتمكن إلا من قتل 79 أمريكياً، وجرح 125 آخرين. وذكرت التقارير الأمريكية أن الفيتناميين فقدوا 834 قتيلاً.

وفي 16 نوفمبر، ألقت 18 طائرة B-52 344 طناً من القنابل، دعماً للقوات البرية. وفي اليوم التالي، أثناء عملية استطلاع في موقع LZ Albany، سقطت كتيبتا الفرسان 2/7 وA-1/5 في مكمن، نصبه الفوج 8/66 الفيتنامي الشمالي؛ فسقط منهما 151 قتيلاً، و121 جريحاً، وأربعة مفقودين.

وفي 18 نوفمبر، أمطر الفيتناميون فرقة الفرسان الأمريكية 1/5 بقذائف الهاون والصواريخ. ومع تدخّل الطيران الأمريكي، سقط من الأمريكيين قتيلان، و31 جريحاً؛ بينما سقط من الفيتناميين الشماليين 27 قتيلاً.

بلغ إجمالي خسائر عملية الرمح الفضي 239 قتيلاً، و370 جريحاً أمريكيا؛ و1224 قتيلاً، و19 أسيراً فيتنامياً شمالياً. بينما ذكرت المصادر الفيتنامية سقوط 1700 أمريكي، وتدمير 31 طائرة.

كما وقعت اشتباكات، في 16- 18 نوفمبر، في شو بونج ماسيف، ضمن عملية، حملت اسم Blue Marlin II، استكمالا لمثيلتها الأولى، بين الكتيبة 3/3d، من مشاة البحرية الأمريكية، تساعدها كتيبتان من القوات الفيتنامية الجنوبية، وبين وحدات من الشماليين والفيتكونج. وأسفرت عن ثلاثة قتلى من الأمريكيين؛ و25 قتيلاً و15 أسيراً، من الشماليين.

وفي 20 نوفمبر، اشتبكت الكتائب 1/5 و2/5 و2/12، من اللواء الثاني، التابع لفِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، يساندها لواء فيتنامي جنوبي محمول جواً، مع الشماليين، ضمن عملية حملت اسم البيت الأخضر Green House، في وادي إيا درانج؛ فقتلت منهم 119 جندياً. وخاضت، كذلك، في 21-26 نوفمبر، عملية الرمح الفضي الثانية، في مواجهة الفوجَين 33 و66 الفيتناميَّين الشماليَّين، في شو بونج ماسيف، ووادي إيا درانج. وسقط فيها من الأمريكيين أربعة قتلى، ومن الشماليين 25 جريحاً؛ وسبعة قتلى، و20 أسيراً،. كما دارت اشتباكات عنيفة، في اليوم نفسه، ضمن عملية حملت اسم الحياة الجديدة 65 New Life 65، بين كتيبتَي المشاة 1/2d  و1/26، والكتيبتَين المدرعتين 1/503d وD- 16، والتابعة للواء الثالث، من فِرقة المشاة الأمريكية الأولى، ومعها الفوج الأول الملكي الأسترالي، وبين الفوج الأول من القوات الفيتنامية الشمالية، ذي الثلاث كتائب. ولم تتيسر معلومات عن الخسائر.

وفي22- 24 نوفمبر، هجم فوج من الفيتكونج على كتيبة رماة من جيش فيتنام الجنوبية، الموالي للأمريكيين، على بعد 20 ميلاً جنوب مدينة كوانج نجاي. فأسرعت الكتيبة 3/7، من مشاة البحرية، إلى مساعدتها. وحدث اشتباك، أدى إلى مقتل اثنَين من الأمريكيين، وجرح واحد؛ ومصرع 71 جندياً من جيش فيتنام الجنوبية، وجرح 75 آخرين؛ ومقتل 178 ثائراً من الفيتكونج.

في ديسمبر، تولت الكتيبة 2/2 د من اللواء الثالث، التابع للفرقة الأولى مشاة أمريكية، بمساعدة الفوج السابع جنوبي، تنفيذ عملية كلب المطاردة/حية سيدة الأدغال Blood hound/ Bushmaster؛ لتطهير المنطقة المحيطة بمركز ميشلين Michelin  لإنتاج المطاط، في لاي خي، في محافظتي بنه دونج وتاي ننه؛ تصديا لقوات الفوج 272 من الفيتكونج. فتمكنت الكتيبة 2/2 د من قتل 300 من الفيتكونج، أثناء اشتباكات جرت في 5 ديسمبر.

كذلك، نفذت وحدات من الفرقة الأولى مشاة، تساندها، من الفرقة 101 المحمولة جواً، الكتيبتان 327/1 و502/2 من اللواء الأول، وعناصر من اللواء 173، والفوج الملكي الأسترالي، عملية رقعة الشطرنج Checkerboard في منطقتي بن كات Ben Cat، ولاي خي، في محافظة بنه دونج. وعلى الرغم من قلة الاشتباكات إلا أنه عُثر على منطقة مخازن ومستشفى للفيتكونج.

في 5-6 ديسمبر، شنت الكتيبة 2/1، من جماعة الإبرار، التابعة لفِرقة مشاة البحرية الأمريكية الأولى، هجوماً برمائياً على نقطة تمركز للفيتكونج، في فو ثو Phu Thu، في محافظة بنه دنه. ضمن عملية حملت اسم إغماد الخنجر 5، وقد سقط فيها من الأمريكيين ثلاثة قتلى، وعشرة جرحى؛ ومن الفيتكونج 26 قتيلاً.

وفي 8- 20 ديسمبر، كوِّنت قوة الواجب، سميت دلتا Delta (من قوة إبرار خاصة، من كتائب مشاة البحرية 2/1 و3/3 و2/7 و2/9). ونفذت عملية قمر الحصاد/لين كيت 18 Operation Harvest Moon/Lien Ket-18، في وادي فوك ها Phuoc Ha، وكوي سون Que Son، ونهر لي لي Ly Ly، وسون ثانه، وثانج بنه وفيت آن، في محافظتَي كوانج نام وكوانج تين؛ بهدف منع قوات شمالية من عبور وادي كوي سون، والاستيلاء على حاميات جنوبية، في فيت آن وكوي سون. وقد خاضت، بمشاركة الفوجَين: 1/5 والسادس، وكتيبة الرماة الثانية، من قوات فيتنام الجنوبية، معارك حامية، في مواجهة الفوج الأول من الفيتكونج. سقط خلالها الفوج الفيتنامي الجنوبي، الخامس الموالي للأمريكيين، في مكمن، نصبه 200 من الفيتكونج؛ فأسرعت الكتيبة 3/3، من مشاة البحرية إلى نجدته. كما دارت معركة حامية، على بعد خمسة أميال شمال شرق كوي سون. وسقطت الكتيبتان 2/7 و2/9، من مشاة البحرية، في 18 ديسمبر، في مكمن، دبّرته الكتيبة 80 فيتكونج، بالقرب من كي فو Ky Phu، على بعد خمسة أميال شمال غرب تام كي Tam Ky.