معارك العام 1966

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حملة عسكرية ضخمة،لم تحقق سوى نتائج تكتيكية محدودة. في صورة عمليات تمشيط مهمة، متفرقة، كانت قد أعدَّت لها منذ نوفمبر 1965؛ بهدف تشديد الوطأة على هانوي، وسوقها إلى طريق التفاوض. حملت اسم "الأسهم الخمسة Five Arrows". وشملت خمس فِرق ولواءَين من القوات الأمريكية، وفِرقة ولواء كوريَّين جنوبيَّين، ومائة كتيبة من القوات السايجونية؛ تساندها ألف طائرة متنوعة، مع أعداد وافرة من المدافع والآليات. كانت مهمة القوات: الأمريكية والكورية، هجومية. وتولت القوات السايجونية حماية طرق المواصلات ووسائلها، وتحصين الجبهة الداخلية. واستغل فو نجين جياب، وزير دفاع فيتنام الشمالية، الموقف في تعزيز قوات الفيتكونج، عبْر شبكة طرق هوشي منه، التي تمر في أراضي لاوس.

شملت خطة العملية خمسة محاور رئيسية، في وسط فيتنام وشرقيها وجنوبيها؛ وهي: شمال كوانج نجاي، وشمال بنه دنه، وجنوب فو يين، وشمال غرب سايجون، وجنوبها الغربي؛ إضافة إلى مائة عملية متوسطة، تستهدف شلل قوات الثوار، ومنعها من مساندة بعضها بعضاً، وتنسيق حركاتها وتكتيكاتها العسكرية.

في الوقت نفسه، شهد النصف الأول، من عام 1966، تكثيفاً ملحوظاً متواصلاً، من جانب القيادة العسكرية الأمريكية، لحملات التصدي لتسلل الفيت منه والفيتكونج إلى لاوس. وارتفع عدد الطلعات الجوبة الهجومية، من 3023 طلعة في ديسمبر، إلى ثمانية آلاف في يناير، وتركز على الوسط والجنوب. ثم انخفض إلى 5232 في فبراير. تزامن ذلك مع زيادة الهجمات البرية، طبقاً لبرنامج، وضعته السفارة الأمريكية في فينتين Vientiane، بالتنسيق مع القوات الجوية، حمل اسم برنامج كريكيت Cricket؛ وحددت فيه الطرق والممرات الرئيسية، في جنوبي لاوس ووسطها، التي يتعين تكثيف الهجمات الجوية والبرية فيها (انظر خريطة برنامج كريكت).

كذلك حددت القيادة الجوية الأمريكية مناطق السيطرة، تحديدا دقيقاً، في فيتنام الجنوبية، وعلى حدود فيتنام الشمالية؛ فقسمتها إلى مراكز دعم جوي مباشر( DASK)، ومواقع إشارات نداء من مراكز السيطرة والتقارير في تان سون نهوت   (Paris CRC)، ومواقع إشارات نداء من مركز القاعدة الجوية في دانانج (Panama CRC) (انظر خريطة السيطرة الجوية الأمريكية). وقد تعددت ساحات المواجهة، والمعارك الكبرى، والعمليات الجوية، طوال العام 1966 (انظر خريطة عمليات 1966).

بدأت المعركة، في الأول من يناير 1966، بقصف شديد للمناطق المستهدفة، استخدمت فيه الأسلحة الكيماوية وغازات الأعصاب والنابالم؛ وشاركت فيه قاذفات ب 52. ثم بدأت الوحدات العسكرية تقدمها المرسوم، الذي طبقت فيه شعار: "اقتل…احرق…دمر كلَّ شيء". واستمرت الحملة حتى أواسط أبريل؛ إلا أنها خابت في جبهاتها كافة.

فقد أفسدت قيادة جبهة الفيتكونج على الأمريكيين تدمير قواتها الرئيسية؛ إذ لم تقحمها في مواجهة ميدانية واسعة معهم، بل انتهجت أسلوباً قتالياً، جعلهم في حالة دفاعية؛ وأسفر عن تدمير وتشتيت 15 كتيبة، منها 9 كتائب أمريكية. أمّا الفِرقة الجوية المتحركة، فقد فقدت ثلث قوّتها، و75% من الطائرات العمودية. فقد نجح الفيتكونج في احتلال بعض المناطق المحررة، التي تحولت إلى شبكة من الألغام والفخوخ والخوازيق، والقنابل. وكلّفت الوحدات الفدائية، والمقاومة الشعبية، مطاردة القوات: السايجونية والأمريكية.

عدَّت قيادة الجبهة العسكرية للفيتكونج النتيجة أول انتصار كبير على عدة هجمات ضخمة، في عدة اتجاهات مختلفة، في وقت واحد، بعد أن كانت تتصدى لهجمات منعزلة، مستقلة. وقد تمكنت القيادة من التنسيق بين عمل القوات: النظامية والإقليمية، وتلك الفدائية؛ ما أدى إلى استمرار واتساع نسبي في المواجهة، ألحقا خسائر كبيرة بالقوات: الأمريكية والسايجونية.

وفي الوقت الذي عمدت فيه القوات النظامية إلى المواجهة الكثيفة لتقدم القوات: الأمريكية والسايجونية، ومحاصرة طلائعها، ومفاجأتها بقوات وافرة؛ كلِّفت وحدات ثورية أخرى التعرض لصفوفها الخلفية، وخاصة القواعد والمطارات العسكرية. كما أن نجاح الفيتكونج في تأمين التنسيق بين الجبهات المختلفة، دفع القيادة الأمريكية إلى توزيع جديد لقواتها؛ ما أتاح لهم أن يُنزلوا بها خسائر عديدة.

وهكذا، شهدت المنطقة، من خط العرض 17 حتى نهر الميكونج، أوسع مواجهة، حشدت فيها قوات عسكرية ضخمة، مع مئات الطائرات والدبابات والمدافع؛ واستمرت أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، سقط فيها:

114 ألْف قتيل وجريح وأسير وفارّ، بينهم 43 ألْف أمريكي وحليف، حسب بيان الجبهة العسكرية؛ إضافة إلى سحق 30 كتيبة، منها 14 أمريكية وحليفة؛ و148 سرية، بينها 22 أمريكية وحليفة؛ و252 فصيلة.

تدمير وإعطاب 330 دبابة ومدرعة، و980 سيارة عسكرية، و1440 طائرة، و80 مدفعاً ثقيلاً، و27 سفينة، ومائة جسر وجسرَين، و67 قاطرة وعربة سكك حديدية، و114 موقعاً عسكرياً.

1- 8 يناير: نفذت الكتيبتان د503/1 ود503/2، التابعتان للواء الأمريكي 173، المحمول جواً، عملية تمشيط وتدمير، ضمن عملية  حملت اسم المُغير Marauder، في وادي نهر فايكو Vaico، في محافظة هاو نجهيا Hau Nghia؛ بمشاركة الفوج الأسترالي الملكي الأول. واشتبكتا مع الكتيبتَين 267 و506 من الفيتكونج. ولم يرِد ذكر للخسائر.

1-19 يناير: نفذت فِرقة الفرسان الأولى (الكتائب 8/1 و8/2 و12/1 من اللواء الثاني) عملية مصارع الثيران 1 ـ 2 Matador I-II، في المرتفعات الوسطى الغربية، على امتداد ساحل كمبوديا، في محافظتَي كونتوم Kontum وبليكو Pleiko؛ بهدف تأمين إمداد اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة 25. وقد اشتبكت مع قوات الفيتكونج، وخسرت ستة قتلى و41 جريحاً. بينما خسر الفيتكونج أربعة قتلى وستة أسرى.

3-14 يناير: نفذت الكتائب 2 و26 و28، من اللواء الأول، التابع لفِرقة المشاة الأولى، عملية تمشيط وتدمير، حول نهر سونج بي Song Be، وفوك فنه Phuoc Vinh. حملت اسم الركلة السريعة 1-2-3- Matador I-II-III. أمّا الكتائب 16 و28 و28/2، من اللواء الثاني، التابع للفِرقة عينها؛ ومعها الكتيبتان 1 و2، من اللواء 173 المحمول جواً؛ والفوج الأسترالي الملكي الأول، فقد نفذت عمليات تمشيط وتدمير، في منطقة المثلث الحديدي، وغابات هو بو Ho Bo، ومنطقة آن نهون تاي An Nhon Tay، وباو ترانج Bao Trang، وجوك شانج Goc Chang، ونهوان دوك، وفو لوي Phu Loi، وترونج لاب Trung Lap، على بعد 25 ميلاً شمال شرق سايجون، حملت اسم جلد الغزال Crimp/Buckskin، واشتبكت مع الكتيبة السابعة، والسرية 308، من قوات الفيتكونج، وهي تحاول الوصول إلى مراكز قيادة منطقتهم العسكرية. وأنزلت بهم 107 قتلى و9 أسرى.

10-17 يناير، نفذت الكتائب 1/3، و 3/7، و 2/9 مشاة البحرية عملية البطة البرية Mallard، ضد الكتيبة 20 رماة، من القوة الخامسة من الفيتكونج.

17-19 يناير: وصل إلى فيتنام الجنوبية الكتائب 14/1 و35/1 و35/2، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة 25؛ وانضمت إلى اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الرابعة، المتمركزة في بليكو. كما وصلت الكتائب 5/1 و27/1 و27/2 من فِرقة المشاة 25؛ وتمركزت في كو تشي Cu Chi، في محافظة هاو نجهيا Hau Nghia.

19 يناير- 21 فبراير: تولت الكتيبتان 327/1 ود502/2، من اللواء الأول، التابع للفِرقة 101، المحمولة جواً، تنفيذ عملية تحت اسم فان بورين Van Buren؛ لحماية محصول الأرز في منطقة توي هوا Tuy Hoa في  محافظة فو ين Phu Yen. واشتبكتا مع الفوج95، من الفرقة الخامسة، من  الفيتكونج؛ وكبدتاه 697 قتيلاً.

25 يناير-6 مارس: نفذت كتائب فِرقة الفرسان الأولى 8/1 و8/2 و12/1، من اللواء الأول؛ و5/1 و5/2 و12/2، من اللواء الثاني؛ و7/1 و7/2، من اللواء الثالث؛ بمشاركة الفِرقة 22، من جيش فيتنام الجنوبية، عملية الهراس الماحي Masher Whitewing، في وادي آن لاو، وكيم سون، في محافظة بنه دنه. واستهدفت العملية إبادة قوات الفيتناميين الشماليين في المحافظة بأسْرها، وتدمير مناطق إمدادهم وإسنادهم. وقد واكبت هذه العملية عملية النسر المزدوج Double Eagle 1، التي نفذها مشاة البحرية، في شمال كوانج نجاي. وجرت في 28-31 يناير: معارك دموية متواصلة، في كو نجهي Cu Nghi، بين كتائب الفرسان الأمريكية 7/1 و7/2 و12/2، والكتيبتَين 7 و9، من الفوج 22 الفيتنامي الشمالي. وأسفرت عن 121 قتيلاً و220 جريحاً، في الجانب الأمريكي؛ و660 قتيلاً فيتنامياً شمالياً. ثم في 16-28 فبراير: دارت معارك شرسة، في وادي كيم سون Kim Son، بين لواءَي الفرسان الأمريكيَّين: الأول والثاني، والفوجَين الفيتناميَّين الشماليَّين 18 و22. خسر الأمريكيون 107 قتلى و561 جريحاً، وتكبد الفيتناميون الشماليون 710 قتلى. وفي 20 فبراير: هجمت قوة من الكتيبة 407، من قوات الفيتكونج، على قاعدة لفِرقة الفرسان الأمريكية الأولى في معسكر رادكليف Radcliff، في  آن خي، حيث قتلت سبعة أمريكيين، وجرحت 65 آخرين. وسقط من الفيتكونج ثمانية قتلى، وأسير واحد. ومن ثم بلغت جملة خسائر عملية الهراس الماحي: 228 قتيلا، و834 جريحا من الأمريكيين، و1342 قتيلا و633 أسيراً من الشماليين والفيتكونج.

28 يناير- 29 فبراير: عملية النسر المزدوج 1، نفذتها قوة الواجب دلتا. وشارك فيها أكثر من خمسة آلاف من مشاة البحرية الأمريكية، في مواجهة الفِرقة 325 المكونة من الفوجَين 18 و19 الفيتناميَّين الشماليَّين، والفوج الثاني، القوة الرئيسية للفيتكونج. وتوخت العملية تمشيط منطقة ساحل كوانج نهاي وبنه دنه وتطهيرها، وحصار الشماليين والفيتكونجّ بين قوات عملية النسر المزدوج1، وعملية الهراس الماحي. ونجم عنها 24 قتيلاً و156 جريحاً، في الجانب الأمريكي؛ و312 قتيلاً و9 أسرى في الجانب الآخر.

وخلال المعارك المحتدمة، طالب وليم وستمورلاند، في يناير كذلك، بقوات إضافية، ليتجاوز عديد القوات الأمريكية في فيتنام 450 ألْف جندي، قبل نهاية عام 1966؛ وهو ما وافق اتجاه القيادة العسكرية الأمريكية، سواء في منطقة المحيط الهادي، وفي هيئة الأركان المشتركة. غير أن وزارة الدفاع، سرعان ما فتر حماسها للتورط المتزايد؛ وأعرب روبرت مكنمارا عن شكه في نجاح الغارات الجوية، وحذر من تكوين حكومة محايدة في سايجون؛ بل إن نائبه، جون ماكنتون، استبعد أيَّ انتصار عسكري أمريكي، فقال: "لقد انجرفنا في تيار إذكاء الموقف، حتى استعصى علينا وقفه". وطالب القيادة بتبني خيار من الخيارات التالية:

1. تشكيل حكومة ائتلافية، يشترك فيها الشيوعيون.

2. يختار شعب الجنوب، بحُرية، نوع النظام الذي يريد، ولو شيوعياً.

3. تكوين حكومة محايدة، في الجنوب، ولو غير صديقة للأمريكيين.

كان المسؤولون الأمريكيون يرون، أن النظام الجنوبي، هو "أضعف وأوهن" من كيان جبهة التحرير (الفيتكونج)، من الناحية السياسية؛ كما أنه، من الناحية الاقتصادية، يعاني الأزمات والمشاكل العديدة؛ وجيشه يعتريه الإعياء والسلبية وعدم القدرة، في مقابل قوات الفيتكونج، التي تقاتل بطريقة فاعلة.

منذ 3 فبراير، بدأت الكتائب 16/2 و18/1 و18/2، من اللواء الثاني، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية الأولى، بتنفيذ عملية المطرقة Operation Mallet، في منطقة لونج ثان Long Than، ونهون تراش، في محافظة بيين هوا؛ مستهدفة تدمير قواعد الفيتكونج المهددة لسايجون.

وفي 3-9 فبرابر، نفذت الكتائب 1/2 و1/26 و1/28، من اللواء الأول، التابع لفِرقة المشاة العملية، الركلة السريعة الرابعة Operation Quick Kick IV؛ مستهدفة تمشيط منطقة فوك فينه Phuoc Vinh وتطهيرها، في منطقة بنه دونج. واشتبكت مع قوات الفيتكونج ستة أيام متواصلة.

10 فبراير- 2 مارس: نفذت الكتائب سابقة الذكر، يشاركها الفوج الأسترالي الملكي، عملية الحجر الدوار Rolling Stone، التي توخت تمشيط منطقة كاو دنه Cau Dinh وتطهيرها، في محافظة بنه دونج؛ تمهيداً لوضع قواعد وأطقم، على الطريق بين الممَرين 13 و16. وقد اشتبكت مع قوات الفيتكونج والفوجَين 76 و763 الفيتناميَّين الشماليَّين، اللذين سقط منهما 173 قتيلاً.

20 فبراير – الأول من مارس: نفذت قوة الواجب، دلتا، عملية النسر المزدوج الثانية، في وادي كوي سون، وكي فو Ky Phu، وتام كي، وثاس ترو Thach Tru، في محافظتَي كوانج تين وكوانج نام، حيث واجهت الفوج الأول من الفيتكونج. وقتلت 125 ثائراً، وأسرت 15 آخرين. وسقط من الأمريكيين 6 قتلى و136 جريحاً.

21-27 فبراير: اكتمل وصول الفِرقة الأولى من مشاة البحرية إلى فيتنام الجنوبية، حيث تمركزت في شولاي، ونفذت الكتيبة 3/3 من مشاة البحرية الأمريكية، واللواءان: الثاني والثالث، من فِرقة المشاة الأولى، عملية كلب الحراسة Op. Mastiff، التي مشطت خلالها غابات بوي لوي Boi Loi، في محافظة ثاي ننه.

24-25 فبراير: نفذت الكتيبة الثالثة من الفرقة الثالثة، من مشاة البحرية، عملية County Fair؛ بهدف تمشيط وتطهير منطقة تمركز الفيلق الأول، في فونج باك، بمحافظة كوانج نام.

27 فبراير- 3 مارس: نفذت قوة الواجب، يونيت هوتيل Unit Hotel، المكونة من الكتائب 1/2 ـ ج، ف ود3/ك و  9/ف، من مشاة البحرية الأمريكية، يشاركها الفوج 3/1 من قوات فيتنام الجنوبية، عملية نيويورك Operation New York؛ مستجيبة لقيادة جيش فيتنام الجنوبية مطالبتها بتأمين طرق الإمدادات والإسناد، حول نهرَي هونج Hung، وداي جانج Dai Giang، في شبه جزيرة فو ثو Phu Thu. وقد اشتبكت مع كتيبتَين من القوات الرئيسية للفيتكونج، وقوة من فوجهم السادس. وقتلت 122 ثائراً، وأسرت 7 آخرين. وسقط من الأمريكيين 17 قتيلاً و37 جريحاً.

مارس: نفذت الكتيبة الخامسة من اللواء الثاني، من الفرقة 25 مشاة أمريكية، عملية هونولولو، في منطقتي تمركز الفيلق الثالث: باو تري Bao Tri ودوك هوا Duc Hoa، في محافظة هاو نجهيا؛ بهدف تمشيطهما، وتدمير أي مواقع للفيتكونج، أو طرق إمدادات.

1- 6 مارس: نفذت الكتائب د2/2 و16/1 و28/2، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأولى؛ وثلاث كتائب من فِرقة مشاة البحرية الأولى، عمليات تمشيط وتطهير، حملت اسم Hattisburg، في منطقة بو لو Bo Lo، في محافظة ثاي ننه، وعملية طروادة Troy، حول نهرَي فو باي Phu Bai، وفو لوك Phu Loc، في محافظة ثوا ثيين Thua Thien؛ و عملية ساحل الكاكاو Cocoa Beach، في منطقة آب باو بانج Ap Bau Bang، في محافظة بنه دونج Binh Dong، حيث واجهت الكتيبة الرئيسية 810، والفوج 272، وكتيبة الأسلحة الثقيلة 441، من قوات الفيتكونج. وسقط من الأمريكيين عشرة قتلى و25 جريحاً. بينما سقط من الفيتكونج 199 قتيلاً.

4- 8 مارس: نفذت كتائب الفِرقة الأولى من مشاة البحرية الأمريكية، عملية أوتاه لين كت 29 (Utah/ Lien Ket 29)، في مناطق من محافظة كوانج نجاي: آن تويت An Tuyet، وبنه سون وشاو نهاي Chau Nhai، وخانه مي Khanh My، ومدينة كوانج نجاي؛ نجدةً لجيش فيتنام الجنوبية، الذي يتعرض لهجوم ما يزيد على ألْفَي رجل، من الفوجَين الفيتناميَّين الشماليَّين 21 و36. ونجم عن الاشتباكات 98 قتيلاً و278 جريحاً من الأمريكيين، و662 قتيلاً و120 جريحاً من الفيتناميين الشماليين والفيتكونج.

7- 28 مارس: نفذت كتائب اللواء الأول، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية الأولى؛ واللواء 173 الأمريكي، المحمول جواً؛ وبمساعدة الفِرقة العاشرة من جيش فيتنام الجنوبية، عملية المدينة الفضية Silver City؛ مستهدفة تطهير منطقة العمليات D، وحوض نهر سونج بي Song Be، في محافظة بنه دونج، التي شن عليها الفوج 271 من الفيتكونج هجوماً عنيفاً. وأسفرت العملية عن 303 قتلى من الثوار.

كما نفذ اللواءان: الأول والثاني، من فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، عملية جيم بوِي Jim Bowie، في أودية كيم سون، وسوي كا، وسونج يا، وفنه ثانه، وحول نهر داك كرون بونج، في محافظة بنه دنه، حيث دمرت منطقة كون تروك Kon Truck، التي تحتضن خمسة مراكز قيادة رئيسية للفيتكونج. وتمخضت الاشتباكات بسقوط ثلاثة قتلى و377 جريحاً من الأمريكيين، و27 قتيلاً و17 أسيراً من الفيتكونج.

كذلك هجمت قوة من الفِرقة 325 والفوج 95، من القوات الفيتنامية الشمالية، على قوات خاصة أمريكية، في وادي آشاو Ashau. فسقط من الأمريكيين خمسة قتلى و12 جريحاً، ومن القوات المغيرة 800 قتيل.

ونفذت جماعة الواجب، فوكستروت Foxtrot، من الكتيبتَين 1/2 و4/1 من مشاة البحرية؛ والفوج الثالث من قوات فيتنام الجنوبية، عملية أوريجون Oregon؛ لتمشيط معظم مناطق محافظة ثوا ثيين Thua Thien، والتصدي لهجمات الكتيبة 802 من الفيتكونج، التي شنتها، بين 19 و23 مارس، على قرية آب شينه Ap Chinh. وقد سقط من الأمريكيين 11 قتيلاً و45 جريحاً، ومن الفيتكونج 48 قتيلاً و8 أسرى.

14- 30 مارس: اضطلعت ِفرقة المشاة الأمريكية الأولى بحماية محصول الأرز، في منطقة دانانج، بمحافظة كوانج نام، في عملية حملت اسم الفروة الذهبية 2 Golden Fleece II. ونفذت الكتائب 1/3 و4/2 و7/3، من مشاة البحرية؛ تعاونها الكتيبة الخامسة، المحمولة جواً، من فيتنام الجنوبية، عملية تكساس/ ليين كت 26 Texas / Lien Ket-26؛ لاسترداد منطقة آن هوا، على بعد 25 ميلاً شمال شرق مدينة كوانج نجاي، من أيدي الأفواج 2/11 و60/1 و1/90، من الفيتكونج. وخاضت معركة فوك لوك Phuoc Loc، التي سقط فيها من الأمريكيين 99 قتيلاً و212 جريحاً، ومن الفيتكونج 280 قتيلاً.

كذلك نفذت الكتيبتان 313ل وك و219- ف، أ، من مشاة البحرية، عملية الملوك Kings، في وادي نهرَي كي لام Ky Lam، ولا ثو La Tho، ومنطقة ديين بان وادي لوك Dai Loc وجاو آي Giao آي وهوي آن، وفونج ثو Phong Thu، وفو تاي  Phu Tay، من محافظة كوانج نام؛ صداً لهجمات عنيفة متتالية، من الكتيبة 20- ر من الفيتكونج. وسقط من الأمريكيين ثمانية قتلى و60 جريحاً، ومن الفيتكونج نحو 58 قتيلاً.

25 مارس- 8 أبريل: نفذت كتائب اللواءَين: الأول والثالث، من فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى؛ ومعها اللواء الثالث، من الفِرقة 25 من المشاة الأمريكية، عملية لنكولن Lincoln، في مناطق من محافظات: دارلك Darlac وكونتوم وبليكو؛ لتدمير الفوجَين 32 و33 من الفيتكونج، والفوج 66 الفيتنامي الشمالي. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 15 قتيلاً و136 جريحاً من الأمريكيين، و522 قتيلاً و18 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.

26 مارس-15 أبريل: نفذت قوة إبرار خاصة (BLT)، من كتيبة 1/5 المشاة البحرية، عملية جاكستاي Jackstay، في مناطق مستنقعات رونج سات Rung Sat، في محافظة جيا دنه Gia Dinh؛ بهدف التصدي لقوات فيتنامية شمالية، حاولت قطع الطريق الرئيسي لوصول المياه إلى سايجون، (انظر خريطة عملية جاكستاي) وشاركت كاسحات الألغام، والطائرات العمودية، والسفن الحربية؛ في تطهير المنطقة. وأسفرت الاشتباكات، التي تواصلت 12 يوماً، عن  سقوط خمسة قتلى و25 جريحاً من الأمريكيين، و63 قتيلاً من الفيتناميين الشماليين، وتدمير قواعد إمدادات، ومراكز تدريب، وبعض منشآت لوجستية للفيتكونج.

كما وصلت الفرقة 25 المشاة الأمريكية إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في كوتشي. ونفذت الكتيبتان 7/1 و7/2 من مشاة البحرية؛ بمشاركة الفوج 3/5 الفيتنامي الجنوبي، عملية إنديانا Indiana؛ تصدت فيها لهجمات الفوج الأول الشمالي. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 11 قتيلاً و45 جريحاً من الأمريكيين، و69 قتيلاً وأسير واحد من الشماليين.

ونفذت الكتائب الآلية 16/1؛ والكتائب الآلية 16/2 و8/1 و18/2 و2/2 من فِرقة المشاة الأمريكية الأولى عملية آبيلين Abilene، في أبريل 1966، التي استهدفت تمشيط مناطق محافظتَي لونج خانه Long Khanh وفوك توي Phuoc Tuy؛ لحماية مناطق زراعة المطاط من هجمات الفوجَين 5 و94 من الفيتكونج. ومنع قوات الشماليين من التحرك إلى سايجون، من الشرق. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 800 قتيل من الفيتكونج. ولم تتيسر معلومات عن خسائر الأمريكيين.

في مارس، أكد الأدميرال جرانت شارب Grant Sharp الرأي القائل بفائدة تكثيف القصف الجوي للشمال، في إرغام هانوي على التفاوض، وإخماد الثورة في الجنوب، تدريجاً. وعلى الرغم من أن روبرت مكنمارا، كان ضد توسيع القصف وتكثيفه واقترابه من حدود الصين، إلا أن ضغط الأركان المشتركة، أرغمه على رفع التوصية إلى الرئيس جونسون، بقصف الأهداف النفطية.

أثار إخفاق الحملة الكبرى الأولى قلقاً كبيراً ، في الأوساط الأمريكية؛ حتى إن جورج بول، وكيل وزارة الدفاع، طالب بالاجتهاد، ما أمكن، في خفض الخسائر الأمريكية في فيتنام. وكان الرئيس الأمريكي، قد استدعى إلى هونولولو كلاًّ من ثيو وكاوكي؛ للبحث معهما في وسائل مواجهة الوضع المتدهور في الجنوب، وإمكانية إسهام الجيش الجنوبي بدور أكبر في القتال! أمّا قيادة الأركان المشتركة، فقد استمرت في موقفها المتشدد، على الرغم من نتائج الحملة الأولى؛ بل طالبت بإرسال المزيد من الرجال والعتاد، والإمعان في قصف الشمال؛ لا، بل  أكد إيرل هويلر، بكل غرور، أنه "إذا واصلنا الضغط على الفيتناميين، فسينهار هؤلاء الأقزام".

أبريل ـ مايو: وصلت الكتيبة الخامسة، من فِرقة مشاة البحرية الأمريكية الأولى ولواء سلاح الإشارة الأول إلى سايجون. وسرعان ما واجهت فوج الفيتكونج الأول، فقضت على 150 ثائراً من رجاله. ولم تتيسر معلومات عن خسائر الأمريكيين.

كما اشتبكت الكتائب 8/1 و8/2 و12/1 و7/1 و7/2 و9/1 من فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، مع الفيتكونج؛ في عملية حملت اسم موسبي 1 Mosby I، فسقط قتيلاًن و12 جريحاً من الأمريكيين، وثلاثة قتلى وخمسة جرحى من الفيتكونج.

12 أبريل: قصفت طائرات ب –52 الأمريكية أهدافاً في فيتنام الشمالية، أثناء غاراتها على ممر مو جا Mu Gia، الطريق الرئيسي للرجال والإمدادات إلى لاوس. وتمكنت من فتح هذا الطريق وتأمينه. جدير بالذكر أن هذه كانت المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات ب – 52.

12 أبريل – 18 مايو: نفذت كتائب اللواء الأول، والكتيبة د 503/2 من اللواء 173، التابعَين للفِرقة 101 المحمولة جواً؛ وبمساعدة الفوجَين: الرابع والتاسع، من فيتنام الجنوبية، عمليتَي أوستن 1، وأوستن 4 Austin I, IV، في مناطق محافظات بنه ثوان، ولام دونج، وكوانج دوك؛ لتمشيط الساحل الكمبودي. وأسفرت الاشتباكات مع الكتائب 602 و603 و608؛ إضافة إلى كتيبة القوة الأساسية 186، من الفيتكونج والشماليين، عن سقوط 11 قتيلاً و33 جريحاً من الأمريكيين، و123 قتيلاً و6 أسرى من الفيتكونج والشماليين.

كما اشتبكت الكتيبة 9/2، من مشاة البحرية، مع الكتيبة ر20 R 20 دوك لاب، من الفيتكونج. ونجم عن ذلك سقوط 7 قتلى و37 جريحاً من الأمريكيين، و12 قتيلاً من الفيتكونج.

15 أبريل: تصدت ست مقاتلات أمريكية، من نوع AC- 47، بقيادة المقدم ماكس بيكر Max l.Baker، قائد السرية الرابعة الكوماندوز الجوية، لقوة من الفيتكونج، بحجم كتيبة، بالقرب من نهر تان آن. ورشت الطائرات العمودية النهر بالقذائف؛ لقطع طرق الفرار عن الفيتكونج، كما ألقيت الطلقات ا لمضيئة على المنطقة. وأسفر الاشتباك عن مقتل 470 من الفيتكونج، حسب المصادر الأمريكية.

21 أبريل: خاضت كتائب اللواء الثاني، من فِرقة المشاة الأولى، اشتباكات حادة مع قوات الفيتكونج، ضمن عملية حملت اسم موسبي 2؛ في بعض مناطق محافظتَي كونتوم وبليكو؛ وأسفرت عن سقوط 31 جريحاً أمريكياً، و4 قتلى و41 أسيراً من الفيتكونج.

كما نفذت الكتيبة الثالثة التابعة للفرقة التاسعة، من مشاة البحرية الأمريكية، في 21 أبريل ـ 10 مايو، عملية جورجيا Georgia، في مناطق محافظة كوانج نام؛ لتأمين القرى المحيطة بقاعدة آن هوا القتالية، التي تعرضت لهجمات متتالية من الكتيبة ر20، من الفيتكونج. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 9 قتلى و94 جريحاً من الأمريكيين، و103 قتلى من الفيتكونج.

صبيحة 23 أبريل: تصدت وحدات، من الفرقة 21 فيتنامية جنوبية، في عملية حملت اسم دان شي 219 Dan Chi 219، لهجوم وحدات من الفيتكونج، واستمرت المعارك إلى الليل. فأسقطت الطائرات الأمريكية 68 طلقة مضيئة، وقصفت مواقع الفيتكونج بـ 23 ألف قذيفة. وشارك في القصف، ست مقاتلات، من نوع A- IH، و19 أخرى من نوع F- 100. وعند فجر 24 أبريل بلغ قتلى الفيتكونج 228، وأسراهم 170.

24 أبريل – 17 مايو: نفذت كتائب الألوية الثلاثة الأولى، من فِرقة المشاة الأمريكية الأولى؛ وبمشاركة الفِرقة 25، وفِرقة الرماة، من فيتنام الجنوبية، عملية برمنجهام Birmingham، لتمشيط مناطق محافظة تاي ننه Tay Ninh، حيث اشتبكت مع الفوجَين 271 و273، من الفيتكونج. وأسفرت عن سقوط 82 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين، ولم تتيسر معلومات عن خسائر الأمريكيين.

ودارت معارك أخرى، في 26 أبريل، ضمن عملية County Fair II، حول نهر فينه ديين Vinh Dien، أسفرت عن قتيل و14 جريحاً من جيش فيتنام الجنوبية، و45 قتيلاً و17 أسيراً من الشماليين والفيتكونج.

كما خاضت قوة الإبرار الأمريكية الخاصة معارك، في 27 أبريل – 6مايو، في فو لوك، ضمن عملية أوساج Osage، أسفرت عن سقوط 8 قتلى و9 جرحى من الأمريكيين، و8 قتلى من الفيتكونج.

29 أبريل: وصلت كتائب المشاة: 9/4 ولقبها مانشو Manchu، و14/2 ولقبها التنين الذهبي Golden Dragon، و23/4، وكلّها تابعة للفرقة 25، من المشاة الأمريكية، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في كوتشي.