خط روبرت مكنمارا الدفاعي

حاول وزير الدفاع روبرت مكنمارا، في أكتوبر 1966، أن يدفع الرئيس جونسون إلي وقف القصف الجوي لفيتنام الشمالية، والبحث عن تسوية سياسية؛ لم يبادر الرئيس إليها، إلا بعد سبعة عشر شهراً، في 31 مارس 1968.

1- 24 أكتوبر: نفذت كتائب اللواء الأول، والكتيبة 5/1 من اللواء الثاني، والكتيبتان 7/1 و7/5 من اللواء الثالث، والتابعَين لفِرقة الفرسان الأمريكية الأولى؛ وتساعدها الفِرقة 22 من جيش فيتنام الجنوبية، والفرقة الرئيسية من جيش كوريا الجنوبية، عملية إيرفنج Irving؛ بهدف طرد جنود الفرقة 610، من الفيتكونج والشماليين، من معظم مناطق محافظة بنه دنه. وأسفرت الاشتباكات عن 19 قتيلاً و150 جريحاً من الأمريكيين، و681 قتيلاً و690 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.

كذلك، في أثناء تنفيذ بعض كتائب الفرقة الأولى مشاة، عملية حملت اسم الصخرة الصغيرة Little Rok، في 2- 4 أكتوبر، في منطقة أونج دونج Ong Dong، في محافظة بنه دونج. تسببت الألغام، وبعض القذائف الطائشة من مدفعية فيتنامية جنوبية، بسقوط خمسة قتلى و26 جريحاً أمريكياً، من فِرقة المشاة الأولى.

7- 15 أكتوبر، خاض فوج الفرسان الأمريكي المدرع 11 معارك، ضمن عملية حملت اسم هيكوري Hickory، ضد وحدات من الفيتكونج، بعد سقوط السرية الثالثة في مكمن؛ في بن كام Ben Cam، في محافظة بيين هوا، ما أسفر عن قتيلَين و20 جريحاً أمريكياً، و13 قتيلاً و17 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.(انظر خريطة عملية هيكوري)

10 أكتوبر، نفذت كتائب الفرقة الرابعة مشاة عملية حملت اسم روبين Robin؛ بهدف تأمين الطريق من فونج تاو Vung Tau إلى بير كات Bear Cat، في محافظة بيين هوا.

20 أكتوبر- 15 نوفمبر: نفذت وحدات يقودها اللواء أرثر كولنز Arthur S.Collins، مكونة من كتائب اللواء الثاني، من فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، مع كتائب اللواء الثاني، بقيادة العقيد جدسون ميللر Judson F. Miller، من فِرقة المشاة الرابعة، وكتائب اللواء الثالث، من فِرقة المشاة 25 عملية بول ريفير 4Paul Revere IV ؛ للتفتيش والتمشيط، على طول ساحل كمبوديا.

20 أكتوبر: اشتبك اللواء الثالث، التابع للفرقة 25 مشاة، بقيادة العقيد جيمس شاناهان James G. Shanahan، مع وحدات من الفيتكونج، في شمال بلي دجيرنج Plei Djereng. وانضم إليه اللواء الثاني، التابع للفرقة الرابعة، بقيادة العقيد جودسون ميللر، متمركزاً في جنوب بلي دجيرنج. وبذلك بدأت عملية بول ريفير الرابعة Paul Revere IV، ونجحت الوحدات الآنفة في قتل 138 من الفيتكونج، في غضون 12 يوماً، بينما سقط منها 22 قتيلاً و114 جريحاً (انظر خريطة عملية بول ريفير). ثم في 5 نوفمبر، بدأت المرحلة الثانية، من عملية بول ريفير الرابعة، بالتمهيد بقصف مدفعي كثيف، مصحوب بضربات جوية، ثم تقدم الوحدات الآنفة، عبر الطرق والممرات الملتوية، في وادي بليي تراب Plei Trap، ولكنها لم تعثر على أحد من القوات الفيتنامية الشمالية، التي كانت الاستخبارات قد أكدت وجودها هناك. وأسفرت الاشتباكات المتعددة عن 62 قتيلاً و158 جريحاً من الأمريكيين، و977 قتيلاً و18 أسيراً من الشماليين والفيتكونج.

كما اشتبكت كتائب اللواء الثاني، من فِرقة المشاة الأمريكية الأولى، مع وحدات من الفيتكونج والشماليين، في عملية حملت اسم بيث لحم/ أللينتاون Bethlehem/Allenton، في أنحاء محافظة بنه دونج. وقتلت منهم 57 رجلاً، وأسرت رجلاً واحداً. ولم تتيسر معلومات عن خسائر الأمريكيين.

كما تولى فوج الفرسان الأمريكي المدرع 11 مهمة تمشيط خطوط المواصلات وتأمينها، بالقرب من سايجون؛ وتأمين معسكر قاعدة الفرقة 11، الحصان الأسود. واشتبك مع الأفواج 265 و308 والقوة الرئيسية 274/800، وقوة الفيتكونج الرئيسية 275، اشتباكات عديدة، في 20 أكتوبر- 8 ديسمبر، ضمن عملية أطلانطا Atlanta، أسفرت عن ثمانية قتلى و49 جريحاً من الأمريكيين، و136 قتيلاً و51 أسيراً من الفيتكونج.

واشتبكت الكتيبة 22/3، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية الرابعة، في 25 أكتوبر- 28 نوفمبر، في عملية برميرتون Bremerton، مع وحدات من الفيتكونج والشماليين؛ بهدف منعها من استخدام نهر سوي راب Soi Rap، وقناة لونج تاو Long Tau، في نقل رجالها وإمداداتها؛ ما أسفر عن ستة قتلى و39 جريحاً من الأمريكيين، و25 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

أدت القوات الكورية الجنوبية، في تحالفها مع القوات الأمريكية، دوراً ملحوظاً، في هذا الصراع. لقد أنيط بالقوات الكورية مسؤولية طرد القوات الرئيسية للفيتكونج من الأراضي المنخفضة، واستئصالها من المنطقة الممتدة من كوي نهون Qui Nhon جنوباً إلى خليج كام رانه Cam Ranh (انظر خريطة عمليات القوات الكورية). وعلى الرغم من عدم اكتمال طاقة الفرقة الرئيسية والفرقة التاسعة، من الجيش الكوري الجنوبي، إلا في نوفمبر 1966، إلا أن عملياتهما بدأت في يناير 1966. كانت أول عملية هي  النمر الشرس 8 Maeng Ho 8، في 5 يناير، عندما اندفع الفوج 26 الكوري جنوباً من كوي نهون إلى فو ين، وسرعان ما انسحبت وحدات القوة الرئيسية للفيتكونج، ومن بينها الفوج 95، ومعها جماعات من المواطنين المزارعين. فأرسل الكوريون قوات بالطائرات العمودية لمطاردة اللاجئين والفيتكونج في ملابس مزارعين. ولما لم يعثروا على أحد، ظلوا شهرين كاملين في السيطرة على السكان، وتنفيذ سلسلة من عمليات الحصار والتمشيط. وكانوا يتحركون ليلاً إلى مواقع، حددوها مسبقاً، حول قرى معينة؛ فيغلقون مداخلها بالأسلاك الشائكة، ثم يداهمونها مع أول إشراقة الفجر، فيجمعون السكان جميعاً في مواقع مركزية آمنة، ويقسمونهم حسب العمر والجنس. ثم يستخدمون مترجمين فيتناميين، ويسألون النساء والأطفال، كل على حدة، بعد أن يقدموا لهم الطعام والدواء والأموال والسجائر واللعب. ثم يستجوبون الرجال تحت التهديد والرشوة. إضافة إلى ذلك، كانوا يفتشون المخابئ المحتملة وأكوام القش والحطب ومخازن الأرز والغلال. وكثيراً ما نجح الكوريون في انتزاع المعلومات عن أماكن الفيتكونج ومواقع الأسلحة والفخاخ والمعدات.

نجح أسلوب الكوريين، أثناء عملية النمر الشرس 8، في قتل ما يزيد على 600 جندي، وأسر 400 من الفيتكونج. وقبض الكوريون على عدد من  الشخصيات البارزة فيما يسمى حكومة الظل الشيوعية للفيتكونج.

كذلك أدت الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية دوراً ملحوظاً، في منطقة خانه هوا Khanh Hoa، في إطار عملية كبرى حملت اسم بنج ما Peng Ma، ومعناها الحصان الأبيض 1، بدءاً من 26 يناير 1966 (انظر خريطة عملية بيرد). فقد تولت أربع كتائب من الفرقة التاسعة تنفيذ مهام اقتحام جوي لجبال هون با Hon Ba، شمال غرب نها ترانج Nha Trang؛ لتدمير كتيبتين من الفوج 18 ب التابع للفرقة الخامسة من الفيتكونج. وقد تواصلت عملية الحصان الأبيض إلى أوائل مارس، وتمكنت الفرقة التاسعة من إسقاط 400 جندي من الفيتكونج، بين قتيل وجريح، بينما فقدت 19 رجلاً، ومن تدمير مراكز قيادة الفيتكونج.

في الوقت نفسه، حوصر اللواء الأول التابع للفرقة الرابعة الأمريكية، بين فرقتين كوريتين، في محافظة فو ين، في منطقة تمتد نحو 50 كم بطول الساحل، و20 كم إلى الداخل. وقد نسَّق قائد القوات الكورية اللواء شاي ميونج شين Chae Myung Shin، مع اللواء الأول الأمريكي، بقيادة اللواء ستانلي لارسين Stanley R. Larsen، وتمكنا من الإحاطة، كفكي الكماشة، بوحدات الفيتكونج، التي سارعت إلى الانسحاب إلى معسكراتها في الجبال. وأثناء الانسحاب، عثرت وحدة من الفيتكونج على فصيلة أمريكية على مرتفع يطل على ملتقى الطريق السريع 1 والطريق 6ب، فهاجمتها، وأسقطت 28 رجلاً بين قتيل وجريح، في 9 مارس 1966. وقد تمكنت قوة الواجب إيفي IVY  الأمريكية من الثأر، في 17 مارس، عندما أمكنها قتل 40 رجلاً من الفيتكونج في المكان نفسه.

عقب ذلك، قرر اللواء ستانلي لارسين، دعم قوة الواجب إيفي بكتيبة من اللواء الأول من الفرقة الأولى محمولة جواً.

تمكنت الوحدات الكورية الجنوبية من السيطرة على منطقة عملية آدامز، ثم انفصلت قوتها الميدانية الرقم 1، عن قوة الواجب إيفي، في 2 أبريل، وأأرسلت وحداتها إلى المرتفعات الغربية؛ للانضمام إلى الفرقة الرابعة. ثم، في خلال الشهرين التاليين، استجمعت القوات الكورية شملها، واندفعت إلى التلال. وأحصت مكاسبها وخسائرها، فيما بين أواسط مارس ونهاية مايو؛ بأنها قتلت 940، وخسرت 54 قتيلاً.

أكتوبر 1966 ـ مارس 1967: شنت القوات الأمريكية نحو ألْف عملية هجومية، بقوات راوحت بين الكتيبة واللواء، كان منها نحو 60 عملية على مستوى فِرقة، وثلاث عمليات على مستوى فيلق. واشتركت في هذه العمليات الفرقتان: الأولى والرابعة، من المشاة الأمريكية والفِرقة 101 المحمولة جواً وفِرقتا مشاة البحرية: الأولى والثالثة؛ وساندتها، من القوات الفيتنامية الجنوبية، والدول الحليفة لها، الفِرق 2، و9، و21، و25، والكتيبة 7 المحمولة جواً، والكتائب المستقلة 32، و37، و41، و42، المعَدَّة لقتال العصابات في الأدغال.

من العمليات المهمة ما يلي:

25 أكتوبر 1966- 12 فبراير 1967: نفذت كتائب الألوية الثلاثة الأولى، من فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، تشاركها كتائب اللواء الثالث، من فِرقة المشاة 25 الأمريكية، عمليتي ثاير1 وثاير 2 (Thayer 1 &II)؛ لتأمين أنحاء منطقة ثاير المرتفعة، فيما يشبه مثلث، ارتفاعه نحو 70 كم، بين الجبال الساحلية، المطلة على ثلاثة أودية: آن لاو An Lao ، وكيم سون Kim Son ، وسوي كا Suoi Ca. (انظر خريطة الفرقة الأولى فرسان 1966)، ومن ثم تأمين محافظة بنه دنه. واشتبكت مع الأفواج 18 و22 و93، من الفيتكونج والشماليين، اشتباكات متعددة؛ أسفرت عن 184 قتيلاً و747 جريحاً ومفقودَين اثنَين، من الأمريكيين، و1757 قتيلاً من الفيتكونج.

25 أكتوبر- 28 نوفمبر: نفذت الكتيبة 22/3 من اللواء الثالث، من الفرقة الرابعة مشاة، عملية حملت اسم برميرتون Bremerton، في منطقة رونج سات Rung Sat، في محافظة جيا دنه؛ بهدف منع الفيتكونج من النزول من سفنهم عبر نهر سوي راب. وقتلوا منهم 25، بينما سقط من الأمريكيين ستة قتلى و39 جريحاً.

26 أكتوبر 1966- 5 أبريل 1967: نفذت كتائب اللواء الأول، من فِرقة المشاة الرابعة، عملية آدامز Adams؛ بهدف تأمين تحركات أطقم هندسية، وحماية محصول الأرز المحلي، في محافظة فو ين. واشتبكت مع الفوجَين: 18 ب، و95، تعززهما الكتيبتان 30، و95، من قوة الفيتكونج والشماليين الرئيسية؛ ما أسفر عن 26 قتيلاً و190 جريحاً من الأمريكيين.

27- 29 أكتوبر، نفذت الكتيبة 12/2 من اللواء الثالث، من الفرقة الرابعة مشاة، عملية سبانوي Spanway، لتمشيط وتطهير مناطق في محافظة هاو نجهيا.

29 أكتوبر- 18 ديسمبر 1966: نفذت الكتيبة 26/2 مشاة البحرية عملية باوني 3 Pawnee III، في ممر هاي فان Hai Van في دانانج؛ لتأمين مواقع الفيلق الأول، في محافظتي كوانج نام وثوا ثيين.

وفي 31 أكتوبر- 4 ديسمبر: شاركت كتائب اللواء الأول، التابع لفِرقة المشاة الرابعة، تساندها كتائب اللواء الأول، من الفِرقة الأمريكية 101 المحمولة جواً، والفوج 47، التابع للفرقة 22 د، من جيش فيتنام الجنوبية، عملية جيرونيمو Geronimo، في محافظتَي خانه هوا وفو ين. (انظر خريطة جيرونيمو). فقد حلَّ اللواء الأول، من الفرقة الرابعة، بقيادة العميد ويللارد بيرسون Willard Pearson، خلف الفرقة الخامسة، في مدخل فو ين، عقب وصول معلومات استخباراتية أن الفوجين 95 و 18ب، من الفرقة الخامسة الفيتنامية الجنوبية، قد تكبدا خسائر فادحة، في  الأشهر السابقة. لا سيما، بعد تفشي الملاريا، ونقص الأدوية والمؤن والطعام. وقرر ويللارد بيرسون ضرورة التصدي للفيتكونج والشماليين، فجمع كتائبه، في جنوب مطار توي هوا Tuy Hoa، وعزم على التحرك، بحيث تتحرك الكتيبة الأولى، من الفرقة 327 المحمولة جواً، بطول الطريق الرقم 7ب، الموازي لنهر دا رانج Da Rang، إلى غرب منطقة تمركز الفوج 18ب، بينما تشن الكتيبة الثانية، هجوماً من الجنوب. وقرر أن تتحرك الكتيبتان، تحت جنح الظلام، على أن تتولى وحدات الفوج 47 جنوبي، تمشيط شمال الطريق الرقم 7ب. بينما يتولى الفوج 28، من الفرقة التاسعة الكورية الجنوبية، تمشيط الطريق السريع الرقم 1 شرقاً. عندئذ تزحف الكتيبتان الآنفتان شرقاً، عبر قاعدة للفيتكونج والشماليين. بينما تظل الكتيبة الثانية، من الفرقة 502 مشاة محمولة جواً، احتياطياً، في توي هوا.

كانت خطة التحرك هذه معقدة، ومحفوفة بالمخاطر؛ بسبب التحرك في الظلام، وعدم توفير غطاء مدفعي ميداني، ولكن تركز أمل العميد ويللارد بيرسون في ضعف القوات المعادية. وقد صدق حدسه، ونجحت التحركات، كما كان مرسوماً لها؛ ولكنها فشلت في العثور على قوات معادية، اللهم إلا نفر قليل من الفيتكونج، وكمية ضئيلة من الأسلحة والمعدات والأرز. وقيل إنها اشتبكت اشتباكات عدة مع الفوج 95/5 من الفيتكونج والشماليين؛ ما أسفر عن 16 قتيلاً و75 جريحاً من الأمريكيين، و149 قتيلاً و76 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.

2- 8 نوفمبر، نفذت الكتيبة 12/2 من اللواء الثالث، من الفرقة الرابعة مشاة، عملية Marshaltown؛ لتطهير وتمشيط محافظة هاو نجهيا.

3- 4 نوفمبر، قرر العقيد هوانج كام Hoang Cam، قائد الفرقة التاسعة الجنوبية؛ تعويض الخسائر التي منيت بها فرقته، في أشهر الصيف الماضي؛ فشن هجوماً كبيراً على الفوج 196 الشمالي، في شمال داو تينج Dau Tieng، في محافظة تاي ننه، وقصف قاعدة معسكر، في دي ساسور De Saussure (انظر خريطة هجوم الفرقة التاسعة). وكاد الشماليون يستولون على منطقة سوي كاو تماماً؛ لولا تدخل الطيران والمدفعية الأمريكيين. وسقط 53 قتيلاً من الشماليين، بينما دُمر نظام الاتصالات، للفرقة التاسعة الجنوبية تماماً. وتراجعت الفرقة الآنفة إلى معسكرها مدحورة.

4- 25 نوفمبر: اشتركت كتائب الألوية الثلاثة الأولى، من فِرقة المشاة الأمريكية الأولى، مع كتائب اللواء الثالث، من فِرقة المشاة الرابعة، وكتائب اللواء الثاني، من فِرقة المشاة 25، وكتائب اللواء 173 المحمول جواً، والكتيبتان1/2 و31/4، من اللواء 196، من المشاة الخفيفة، اشتركت في عملية أتليبورو Attleboro، التي ضمت 20 ألْف أمريكي، مع قوات من فيتنام الجنوبية. واستهدفت القضاء على جميع جنود الفيتكونج والشماليين، في غرب مزارع ميشيلين Michelin، في محافظتَي تاي ننه وبنه دونج (انظر خريطة عملية أتليبورو 1). وتعددت الاشتباكات مع كلٍّ من كتيبة الفيتكونج التاسعة، والفوج 101 الشمالي، اللذَين نجحا في إيقاع الكثير من الأمريكيين في مكامن وغارات متتالية. وتعَد هذه العملية هي الأكبر، في عامَي 1965 و1966، سواء بعديدها أو بأساليب التفتيش والمواجهات (انظر خريطة عملية أتليبورو 2). وقد أسفرت عن 2130 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين، ولم تتيسر معلومات عن خسائر الأمريكيين.

7- 11 نوفمبر، نفذت الكتيبة 2/503د من اللواء 173 محمول جواً، بمشاركة الكتيبتين 33 و35 من جيش فيتنام الجنوبية، عملية ميريديان Meridian، بهدف تمشيط مواقع الفيلق الجنوبي الثالث في محافظة تاي ننه.

في 12 نوفمبر، نشرت النيويورك تايمز أن 40 بالمائة، من إجمالي المعونة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية، لسايجون، فشلت في بلوغ هدفها؛ بسبب السرقة والفساد والإهمال والصفقات المشبوهة.

16 نوفمبر 1966- 12 يناير 1967، نفذ الفوج 11 فرسان مدرع، مع كل من قوة الواجب 52، من الفرقة العاشرة الجنوبية، والفوجين 1/43، و3/43 من الفرقة 18 الجنوبية، عملية دان تام- 81 Dan Tam- 81؛ بهدف تأمين محصول الأرز المحلي في منطقتي نهر لا نجا La Nga، وجيا راي Gia Ray، في محافظتي بنه توي ولونج خانه. وتصدت لكل من الكتيبة د- 500 دونج ناي، والفوج 274 من الفيتكونج.

25 نوفمبر- 2 ديسمبر، نفذت الكتيبة 1/503 د من اللواء 173 المحمول جواً، عملية واكو Waco؛ بهدف تمشيط مناطق ماو تاو Mao Tao، ونهر دونج ناي، وبيين هوا، وكسوان لوك، في محافظتي بيين هوا ولونج خانه. واشتبكت مع الكتيبة 800 د من الفيتكونج.

25 نوفمبر 1966- 8 أبريل 1967: اشتبكت كتائب اللواء 196، من المشاة الأمريكية الخفيفة، مع وحدات من الفيتكونج، في محافظة تاي ننه، ضمن عملية حملت اسم فيتشبورج Fitchburg. وقتلت 55 ثائراً، وأسرت ثلاثة.

كانت هذه العملية جزءاً من حملة ضخمة، شارك فيها 75% من القوات البرية، و60% من الجوية، و40% من البحرية. إضافة إلى مساهمة القواعد الموجودة في تايلاند، والأسطول السابع، المكون من 170 قطعة بحرية، بينها 13 حاملة طائرات، من أصل 17 حاملة أمريكية. واتبعت القوات المشتركة عدة تكتيكات عسكرية، منها محاولة تطبيق حركة الكماشة ضد القوات النظامية للجبهة، على أمل تدميرها، أو تحويلها إلى عصابات مشتتة، ثم مطاردة فلولها، واحتلال المناطق التي تجليها عنها.

كانت أبرز المعارك معركة أتليبورو، من 25 أكتوبر إلى 25 نوفمبر؛ استخدم فيها 30 ألف جندي، و400 دبابة ومدرعة، و130 مدفعاً، ومئات الطائرات. وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الفيتكونج بلغت 1016 قتيلاً، كما استولى الأمريكيون على 2400 طناً من الأرز، وكميات ضخمة من الذخائر، و24 ألف بندقية، و600 لغم، و2000 رطل من المتفجرات، بينما كانت خسارة الأمريكيين 3200 قتيل، كان أغلبها بسبب تفشي وباء الملاريا، وتدمير 52 طائرة، و52 دبابة. وبسبب هذا الإخفاق، أصدرت القيادة الأمريكية أمراً بفصل اللواء إدوارد دي ساسور، قائد الهجوم.

30 نوفمبر 1966- 14 ديسمبر 1967: نفذت كتائب من فِرق المشاة الأمريكية: الأولى والرابعة والخامسة والعشرين، ضمن اللواء 199، من المشاة الأمريكية الخفيفة، بالاشتراك مع جماعة الرماة الخامسة، من جيش فيتنام الجنوبية، عملية فيرفاكس Fairfax، في مناطق محافظة جيا دنه Gia Dinh؛ بهدف تفتيش وتأمين المنطقة حول سايجون. واشتبكت مع الفوج 165 من القوة الرئيسية، الذي ضم 8 كتائب، في كل منها من 200 إلى 300 رجل، والكتيبة الثانية من القوة المحلية، من الفيتكونج والشماليين، اشتباكات عدة. وسقطت وحدات منها في مكامن متعددة.

كان للفيتكونج وجود قوي في منطقتي ثو دوك وبنه خانه، كلاهما لا تبعد أكثر من 50كم عن سايجون. ففي بنه خانه تمكنوا من اقتحام مركز للشرطة، وبعض المراكز الرئيسية، وقطعوا الطرق من لونج آن إلى جيا دنه، وتمكنوا من الاقتراب من سايجون عدة مرات. رداً على ذلك؛ قرر وليم وستمورلاند إدخال الكتائب الأمريكية الآنفة إلى المحافظة، وبدء عملية فيرفاكس التي تعد أطول العمليات التي اشترك في تنفيذها الأمريكيون والجنوبيون معاً بقوات متساوية؛ بحيث يتولى الجنوبيون تنفيذ عمليات التمشيط، ويتولى الأمريكيون قيادة الهجمات على الفيتكونج. واختار اللواء جوناثان سيمان Jonathan O. Seaman، قائد قوة الميدان الثانية Field Force II، ثلاث كتائب خبيرة في حروب القرى إحداها من الفرقة الأولى، واثنتين من الفرقة 25. بينما كانت الوحدات الفيتنامية الجنوبية تحت قيادة الجنرال، لو نجوين خانج Le Nguyen Khang، واضطلعت بإعادة فتح الطرقات، وأعادوا بناء الجسور، ومحطات الانطلاق. كانوا يدخلون القرى في كل يوم، ويساعدون الشرطة في القبض على عناصر الفيتكونج. ومن ثم، تمكنوا في ديسمبر، من الإيقاع بـ 235 من الفيتكونج، بين قتيل وأسير. في المقابل، سقط كثير من الأمريكيين والجنوبيين في مكامن، أعدتها جماعات صغيرة من الفيتكونج، مستخدمة الألغام. فضلاً عن عدم تناسب الأحوال مع الأمريكيين، الذين اضطروا، في معظم الأحوال، إلى إيقاف إطلاق النيران، داخل مناطق تكثر فيها المنازل، والحوانيت، والمدارس، ويخرج السكان منها غير مبالين بالقصف من مدفعية الميدان، أو الطائرات العمودية.

جدير بالذكر أن الاشتباكات البسيطة المكثفة لم توقف حركة التجارة، في مجاري المياه، والأسواق المحلية، أو إقلاع الطائرات وهبوطها، في مطار تان سون نهوت.