الخطة الإستراتيجية للفيتكونج

على عكس حكومة سايجون، لم تتبرم الحكومة المؤقتة للثوار بالاتفاقية، بل أعلنت، غير مرة، تأييدها، والتمسك بها؛ لكونها انتصاراً للقضية الوطنية. وخلال الأشهر الأولى، شاركت، بنشاط، في اللجان كافة: العسكرية والفنية، التي نصت عليها الاتفاقية. وسعت إلى إقناع العالم برغبتها في عودة السلام إلى جنوبي فيتنام. وحصلت على اعتراف المزيد من البلدان الأجنبية بها. وفي سبتمبر 1973،  قبلت ثمانون دولة مشاركة في مؤتمر قِمة عدم الانحياز، في الجزائر، عضوية حكومة الثوار الكاملة فيه، وجعلت ممثلاً شرعياً للشعب الجنوبي؛ بينما لم تقبل عضوية حكومة سايجون.

وما لبثت الحكومة المؤقتة، أن شددت لهجة بياناتها المطالبة بإنهاء التدخل الأمريكي، بأشكاله كافة، في شؤون فيتنام. وطالبت بإسقاط حكومة نجوين فان ثيو؛ لرفضها السلام، وأن تستبدل بها حكومة راغبة في تنفيذ اتفاقية باريس. وفي 8 أكتوبر 1974، وجهت الحكومة الثورية المؤقتة إنذاراً نهائياً، قالت فيه: "إن على الحكومة الأمريكية، أن توقف، بصفة قاطعة ونهائية، اشتراكها وتدخُّلها العسكري في الشؤون الداخلية لفيتنام الجنوبية؛ وأن تجلي، فوراً، من فيتنام الجنوبية كلَّ رجالها العسكريين، المتخفين في ملابس مدنية. وينبغى إسقاط نجوين فان ثيو وأمثاله، الذين يشكلون العقبة الرئيسية في وجه تسوية المشكلات السياسية لفيتنام الجنوبية؛ وأن تشكل حكومة، تؤيد السلام والوفاق". وقد رفض نجوين فان ثيو الإنذار، قائلاً: ليس هناك إلا حكومة واحدة. وليس هناك إلا جيش واحد في فيتنام الجنوبية. أمّا ما يسمى بالحكومة الثورية المؤقتة، فلن يكون في إمكانها أن تعيش. ومن يجد في نفسه الشجاعة على المجاهرة بتأييد للحياد الشيوعي، فلن يعيش أكثر من خمس دقائق".