سقوط سايجون، ونهاية الحرب

لم يكتفِ الرئيس جيرالد فورد بتجنيد حملة ضخمة: بحرية وجوية، بقيادة دين براون؛ تضم 35 سفينة و4 حاملات طائرات؛ لتتولى إجلاء الرعايا الأمريكيين وكبار العملاء المحليين وعائلاتهم، بل أعلن، من دون رحمة بأصدقائه، أن الحرب انتهت، بالنسبة إلى واشنطن، ولا عودة إليها؛ الأمر الذي ترك آثاراً بالغة في ما تبقى من إرادة صمود وروح قتال لدى قيادات الجيش الجنوبي وجنوده. وقد أكدت هذه التطورات، على الجبهة الأمريكية، مرة أخرى، صحة التقديرات الفيتنامية، في شأن عدم قدرة واشنطن على إعادة قواتها المقاتلة إلى فيتنام؛ واستطراداً، عجزها عن إنقاذ النظام الجنوبي. فأصدر الأمين العام للحزب الشيوعي، لي دوان Le Duan، تعليماته التاريخية إلى قيادة الحملة ، في 22 أبريل، بأن اللحظة المواتية، سياسياً وعسكرياً، قد آنت لبدء الهجوم الشامل؛ وأنه يجب عدم إضاعة الوقت. في ذلك الأسبوع، حدث تطور آخر، على الجبهة العسكرية في الهند الصينية، ففيما يخص الجبهة الكمبودية، ظلت واشنطن تدعم حكومة الرئيس لون نول Lon Nol، في صراعها مع الثوار الكمبوديين، والقوات الشمالية، على طول السواحل الكمبودية مع فيتنام الجنوبية. وشمل الدعم الأمريكي القصف من حاملات الأسطول، والقواعد الجوية، ومساعدة بنوم بنه بالأسلحة، والذخائر، والمواد الضرورية، عبر الجو ونهر ميكونج، والزوارق الحربية اللازمة للتفتيش النهري، وكسح الألغام، وسفن المساندة. وعلى الرغم من هذا الدعم، تمكن الثوار من السيطرة على جميع مدن كمبوديا، عدا العاصمة بنوم بنه. وإزاء ضغط هجمات الثوار، بدأت مقاومة الحكومة الكمبودية تضعف شيئاً فشيئاً. ومن ثم، قرر القادة الأمريكيون إخلاء الأمريكيين ومواطني الحلفاء، من بنوم بنه. وبدأت، في 3 مارس 1975، عملية نتف ريش النسر Eagle Pull، التي اضطلع بتنفيذها القوة ألفا Alpha (قوة واجب 76.4)، التي تضم الحاملات فانكوفر Vancouver، وثوماستون Thomaston، وبيوريا Peoria، مع وحدة مشاة بحرية برمائية (قوة واجب 79.4)، تضم الحاملات إدسون Edson، وهنري ويلسون Henry B. Wilson، ونوكس Knox، وكيرك Kirk، وهانكوك. وقد وصلت هذه الوحدات إلى خليج سيام، خارج كومبونج سوم Kompong Som (التي كانت تسمى سيهانوكفيل Sihanokville).

في سعت 0745، يوم 7 أبريل 1975، بدأت الحاملة أوكيناوه في إنزال طائراتها العمودية، في ثلاث موجات، لحمل قوة تأمين برية، بها 360 رجلاً، إلى منطقة الإبرار. وبعد ساعة، كان هؤلاء الرجال قريبين من السفارة الأمريكية، وفي مدى ساعتين، تمكنوا من إخلاء الرعايا الأمريكيين والأجانب. بينما تمكنت القوات الثورية الكمبودية من اقتحام آخر معاقل الحكومة العميلة، في 17 أبريل، وأسقطت لون نول ، من دون أن تحرك واشنطن ساكناً، إلا لتأمين حياة سفيرها، جون دين، الذي غادر بصعوبة بالغة.