إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

602 ـ الملك فاروق الأول (1920م ـ 1965م)

الملك فاروق بن الملك أحمد فؤاد بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي. والملك فاروق هو آخر من حكم مصر من أسرة محمد على، وآخر من لقب بالملك فيها. ولد في القاهرة في 1920، وكان هو الابن الوحيد لأبيه فؤاد، تعلم في القاهرة ثم أرسل إلي لندن لاستكمال دراسته بمصاحبة أحمد حسنين وعزيز المصري عام 1935، وعندما توفي والده في أبريل 1936، عاد إلي مصر، وخلف آباه ملكاً على مصر، وهو في السادسة عشرة من عمره، وعُين ابن عمه الأمير محمد علي، وصياً على العرش، حتى بلغ فاروق سن الرشد في 29 يوليه 1938.

تزوج فاروق من صافيناز ذو الفقار، التي سميت بعد الزواج الملكة فريدة، وأنجب منها ثلاث فتيات، وطلقها عام 1950، ثم تزوج من ناريمان صادق، وأنجب منها الأمير أحمد فؤاد في عام 1951 وهو الابن الوحيد للملك فاروق وولي عهده.

تمتع فاروق في بداية حكمه بشعبية كبيرة. استغل حادث 4 فبراير 1942 في الظهور كمقاوم للنفوذ الأجنبي، إلاّ أنه تخلى عن مسؤولياته وانغمس في حياة الترف واللهو، وكثرت الخلافات بينه وبين حزب الوفد، الذي كان وقتها يمثل أغلبية الشعب، بزعامة مصطفى النحاس. كما استغل سلطته في زيادة ثروته الزراعية بضم كثيراً من أراضي الأوقاف، وبدأ الهتاف بسقوطه في الجامعة عام 1946، في عام مايو 1948 أعلن الصهاينة قيام دولتهم إسرائيل، وفي 15 مايو دخل الجيش المصري إلي جانب الجيوش العربية الأخرى الحرب ضد الصهيونية، لكن عَجْز القيادة وفساد الأسلحة كانا سببا في اندحاره، وهنا تكونت فكرة الثورة علي النظام الملكي في رؤوس الضباط، وفي 15 أكتوبر 1951 أعلن مصطفي النحاس إلغاء معاهدة 1936، وتلي ذلك اشتعال المقاومة الوطنية في منطقة قناة السويس، كانت من نتيجتها أن انْقَضَت القوات البريطانية علي رجال البوليس المصريين، وأوقعوا فيهم مذبحة كبيرة، وانتهت المقاومة بحريق القاهرة يوم 26 يناير 1952م. كل هذه التطورات والأحداث أسفر عنها قيام ثورة 23 يوليو.

قامت جماعة الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو 1952، بقيادة اللواء محمد نجيب، والبكباشي جمال عبدالناصر وأجبرت الملك فاروق على التوقيع على وثيقة التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد يوم 26 يوليه 1952. ووجهوا له تهماً بالفساد، إلاّ أنه لم يُحاكم. وطلب منه مغادرة البلاد، فغادر فاروق هو وأسرته قصر رأس التين بالإسكندرية إلى المنفى في أوروبا مساء يوم 26 يوليو 1952، وهناك طلقت منه ناريمان وعادت إلى مصر.

ثم أُلغيت الملكية وقامت الجمهورية في 18 يونيه 1953.

وتوفي فاروق في عام 1965، في روما (في إيطاليا)، ودفن في القاهرة بناءً على وصيته وموافقة الحكومة المصرية على ذلك.