إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

621 ـ فـوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان

البُريدي القًصيمي الدوسري النجدي: (1275؟ ـ 1373هـ = 1858؟ ـ 1954م) من المعمرين، من فضلاء الحنابلة، له مشاركة في السياسة العربية. ولد ونشأ في (بريدة) من القصيم، بنجد. وتفقه. واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان ينتقل بين نجد والشام ومصر والعراق. وناصر حركة الأمير (الملك) عبدالعزيز أيام حروبه مع الترك العثمانيين في القصيم وتلك الأطراف. واتصل برجالات الشام، قبل الدستور العثماني، كالشيخ طاهر الجزائري وعبدالرزاق البيطار وجمال الدين القاسمي، ثم محمد كرد علي. وهو الذي ساعد الأخير على فراره الأول من دمشق، وقد أراد أحد الولاة القبض عليه، فأخفاه فوزان ونجا به إلى مصر. ولما كانت الدولة السعودية في بدء استقرارها عين فوزان (معتمداً) لها في دمشق، ثم في القاهرة. وصحبتُه اثنتي عشر عاماً، وهو قائم بأعمال المفوضية العربية السعودية بمصر، وكان الزركلي مستشاراً لها. وكان الملك عبدالعزيز، يرى وجوده في العمل، وقد طعن في السن، إنما هو (للبركة). ورزق بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبدالعزيز، بالجفر (الشيفرة): (سبحان من يحي العظام وهي رميم!). وجُعل بعد ذلك وزيراً مفوضاً نحو ثلاث سنوات. ثم رأى أن ينقطع للعبادة، وإكمال (كتاب) شرع في تأليفه أيام كان بدمشق؛ فاستقال: وقال للزركلي بعد قبول استقالته: كنت بالأمس وزيراً وأنا اليوم بعد التحرر من قيود الوظيفة سلطان! وتوفي بالقاهرة، وهو في نحو المائة، ويقال: تجاوزها.

يقول الزركلي :أخبرني أن أول رحلة له إلى مصر كانت في السنة الثانية بعد ثورة (عرابي)، ومعنى هذا أنه كان تاجراً سنة 1300هـ. أما كتابه، فسماه (البيان والإشهار، لكشف زيغ الملحد الحاج مختار ـ مطبوع) نشر بعد وفاته، في مجلد، يردّ به على مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمي، إلى حنابلة نجد في كتابه (جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام) قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى (حالك الظلام بالافتراء على أئمة الإسلام). وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر فــي الأمور والتفهم لها، على جانب عظيم. وضعف سمعه في أعوامه الأخيرة؛ إلا أنه ظل محتفظاً بنشاطه الجسمي وقوة ذاكرته ودقة ملاحظته إلى أن توفي

.