624 ـ فيصل الأول بن الحسين بن علي (1885 ـ 1933م)

فيصل الأول، ملك العراق (1921 ـ 1933م). ويعتبر أول ملك عربي يحكم العراق بعد العثمانيين.

فيصل بن الحسين بن علي الهاشمي، أبو غازي، ابن الشريف حسين بن علي أمير مكة المكرمة.

ولد في الطائف وترعرع في خيام بني عتيبة في بادية الحجاز، ورحل مع أبيه إلى الأستانة عام (1308هـ، 1891م)، وعاد معه إلى الحجاز عام (1327هـ، 1909م).

اختير نائباً عن مدينة جدة (السعودية) في مجلس النواب العثماني عام (1913م) فأخذ يتنقل بين الحجاز والآستانة. وزار دمشق عام 1916. فأقسم يمين الإخلاص لجمعية (العربية الفتاة) السرية. وثار والده على الأتراك عام (1916م) فتولى فيصل قيادة الجيش الشمالي. ثم سُمي (قائداً عاماً للجيش العربي) المحارب في فلسطين إلى جانب القوات البريطانية. ودخل سورية، في محرم 1337هـ/ عام 1918م، بعد جلاء الجيش العثماني منها، فاستقبله أهلها استقبال المنقذ.

وسافر إلى باريس نائباً عن والده في مؤتمر الصلح بعد الحرب. وعاد إلى دمشق في أوائل عام (1920م)، فنودي به ملكاً دستورياً على البلاد السورية.

أحتل الجيش الفرنسي سورية، بعد واقعة ميسلون في 24 يوليه 1920م. فرحل الملك فيصل إلى إيطاليا ثم إنجلترا، وكانت الثورة ضد الإنجليز لا تزال مشتعلة في العراق، فدعته الحكومة البريطانية لحضور مؤتمر عقدته في القاهرة عام (1921م)، برئاسة ونستون تشرشل، وتقرر ترشيحه لعرش العراق، فانتقل إلى بغداد، فنودي به ملكاً للعراق، في 11 أغسطس 1921م، عام 1339هـ‎، فانصرف إلى الإصلاح الداخلي بوضع دستور للبلاد عام 1924م، واهتم بالتعليم وعمل على نشره، وأنشأ مجلس الأمة، وعمل على استتباب أمن البلاد داخلياً، وعين الرجال المناسبين في المناصب التي يجيدونها. وأقام العلاقات بين العراق وبريطانيا على أسس معاهدات (1922، و 1926 ـ 1927، و1930 م) وأصلح ما بين العراق وجيرانه، فقابل الملك عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية واتفق على تسوية الأمور بينهما. وفي عام 1929م وقع مع إيران اتفاقية حسن الجوار، وحل المشكلات بين البلدين. وعرف الملك فيصل بذكائه الحاد، وسرعة البديهة، وبهدوء أعصابه، ورحابة صدره.

ثم قصد سويسرا للعلاج من تصلب الشرايين وللاستجمام فتُوفي بالسكتة القلبية في عاصمتها (برن) في فندق (بل فو) في الثامن من أغسطس 1933م، ونقل جثمانه إلى بغداد ودفن فيها.