إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

625 ـ فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود (1203 ؟ ـ 1282هـ) (1788 ؟ ـ 1865م)

ثاني حكام الدولة السعودية الثانية الفترة الأولى (1250 ـ 1253هـ) (1834 ـ 1837م)، الفترة الثانية (1259 ـ 1282هـ) (1843 ـ 1865م)

فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى ابن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي.. وينتهي نسبهم إلأى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة.

وهو أحد حكام الدولة السعودية في القرن التاسع عشر الميلادي.

كان فيصل بن تركي بين الأسرى السعوديين الذين رحلهم إبراهيم باشا إلى القاهرة بعد احتلال قواته الدرعية والقضاء على الدولة السعودية الأولى عام (1233هـ / 1818م)، وظل في القاهرة حتى تمكن من العودة إلى نجد ليساعد والده تركي بن عبدالله آل سعود في بناء الدولة السعودية الثانية التي كان يحاول تركي تأسيسها من جديد بعد رحيل إبراهيم باشا وقواته عن الدرعية وغيرها. وكان فيصل بن تركي في المنطقة الشرقية يعمل على توطيد دعائم الحكم، عندما قاد مشاري بن عبدالرحمن آل سعود حركة تمرد ضد تركي بن عبدالله آل سعود وتمكن من قتل تركي بن عبدالله آل سعود والاستيلاء على الحكم في الرياض، فاجتمع فيصل بن تركي بمستشاريه وأعوانه مثل عبدالله بن رشيد وعمر بن عفيصان، وقرر الجميع إرسال بعض القوات السعودية الموجودة في المنطقة الشرقية إلى الرياض للقضاء على حركة التمرد التي قادها مشاري بن عبدالرحمن. وتمكن فيصل بن تركي من القضاء على مشاري بن عبدالرحمن آل سعود الذي لم يحكم سوي أربعون يوماً فقط. وبذلك استطاع فيصل بن تركي أن يتسلم مقاليد الحكم، وبايعه الأهالي، وبدأت فترة حكم الإمام فيصل ابن تركي الأولى من (صفر 1250هـ / يونيه 1834م). وبذل فيصل بن تركي أقصى جهده من أجل تثبيت دعائم الحكم السعودي في البلاد السعودية التي كانت تابعة لحكم والده تركي بن عبدالله آل سعود.

وقد لاقى مشروع فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود لإقامة الدولة السعودية الثانية، تعارضاً مع خطة محمد علي باشا للسيطرة على الجزيرة العربية التي كانت من ضمن مشروعه الكبير، بعد انفصاله عن الدولة العثمانية. فأرسل محمد علي باشا حملة عسكرية قوية على نجد بقيادة إسماعيل بك ورافقه فيها الأمير السعودي خالد بن سعود الكبير الذي كان يقيم في مصر بعد أن أنعم عليه برتبة قائمقامية، وقد أراد محمد علي باشا من وراء ذلك أن يقنع الأهالي في نجد بأن السلطة الجديدة هي سلطة محلية وطنية. وقد حاول فيصل بن تركي مقاومة الحملة العسكرية ووقف زحفها، إلا أنه لم يتمكن، خاصة وأن محمد علي باشا عزز قواته بحملة أخري بقيادة القائد العسكري المحنك خورشيد باشا. واضطر الإمام فيصل بن تركي أن إلى الاستسلام، والذهاب إلى مصر على شرط أن يؤمن قائد الحملة العسكرية أتباع فيصل على أرواحهم وأموالهم. وهكذا ضاع الجهد السعودي، وسيطرت قوات محمد علي باشا على البلاد. وانتهى حكم فيصل بن تركي في فترته الأولى. (من صفر 1250 ـ شعبان 1253هـ) (يونيه 1834 ـ نوفمبر 1837م).

وبدأت أوروبا تتخوف من توسعات محمد علي باشا، فعملت على وقف نشاطه التوسعي، وتحديد دائرة نفوذه في ولاية مصر فقط. واضطرته إلى سحب قواته من الجزيرة العربية، وأبقي خورشيد باشا الأمير خالد بن سعود على حكم البلاد النجدية تاركاً معه عدداً قليلاً من الجنود الاحتياطيين تحت إشراف الأمير خالد بن سعود من أجل حمايته ودعمه. وتسلم خالد بن سعود الحكم في نجد.

واختلف حكم خالد بن سعود في نمطه وأسلوبه ونهجه عن أسلوب الحكم السعودي المتعارف عليه في البلاد، ولم يلقى تأييد الأهالي، بل نفروا منه، وأيدوا الأمير السعودي عبدالله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد بن مقرن، الذي رفع علم المقاومة ضد حكم خالد بن سعود. وانتهى الأمر بفرار خالد وتسلم عبدالله بن ثنيان الحكم في نجد (شوال 1257 ـ ربيع الآخر 1259هـ) (1841 ـ 1843م)، والذي دام لفترة عامين فقط. واتصف حكم عبدالله بن ثنيان بالقوة والشدة وكثرة الإجراءات التأديبية، مما سبب نقمة عليه من جانب عدد كبير من الأهالي، ومهد السبيل لنجاح فيصل بن تركي آل سعود وتغلبه على ابن ثنيان.

أفرجت السلطات المصرية عن فيصل بن تركي بن عبدالله بعد معاهدة لندن عام (1256هـ /1840م) ووصل إلى حائل وأقام عند صديقه عبدالله بن رشيد، وبعث برسائل إلى أمراء البلدان والزعماء وشيوخ القبائل، ولقي من معظمهم كل ود وترحيب ومساعدة وتأييد ضد عبدالله بن ثنيان، كما أن فيصل بن تركي كان محبوباً من بلدان نجد. مما أضعف مقاومة ابن ثنيان الذي أصر على مخاصمة فيصل وحربه أملاً في البقاء في الحكم، وانتصر فيصل بن تركي على خصمه ابن ثنيان، ودخل الرياض وحاصر ابن ثنيان في قصر الحكم، ولم يمكنه من الهرب، ووضعه فيصل بن تركي في السجن. ومات فيه بعد حوالي شهرين من سجنه. وبذلك تكون الفترة الثانية لحكم فيصل بن تركي (ربيع الآخر 1259 ـ رجب 1282هـ) (مايو 1843 ـ نوفمبر 1865م).

وقد حكم فيصل بن تركي في المرة الثانية حكماً مستمراً حوالي ثلاثة وعشرون عاماً، تمكن خلالها من السيطرة على حركات التمرد والقلاقل والاضطرابات والحروب. كما عمل على تجنب المشاكل مع الدولة العثمانية فكون معها علاقات ودية، وأقام مع علاقات حسنة مع الحكومة المصرية. وثبت الحكم السعودي على أساس قوي ومستقر ونظم شئون شؤون دولته وأرسى قواعد الأمن والاستقرار، وعمل على تقوية شأن الرياض باعتبارها عاصمة لدولته، ودانت له الأحساء والقصيم والعارض حتى أطراف الحجاز وعسير، وتوفي بالرياض، في شهر رجب عام 1282هـ / 1865م.

وقد خلفه في الحكم أكبر أولاده عبدالله بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود. بعد أن بايعه الأهالي إماماً. وبموت الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود تكون الدولة السعودية الثانية قد فقدت أكبر حكامها.