639 ـ قسطنطين كرامنليس (1907 – 1998)

رجل قانون، وسياسي يوناني. ولد في عام 1907، في بروث، بالقرب من سراي، شمالي اليونان. ودرس القانون وتخرج في جامعة الحقوق في أثينا، وعمل محامياً في مدينة سيريس، وانتمي لحزب الشعب في مطلع شبابه، وانتخب نائباً عنه في 1935، ابتعد عن كل نشاط سياسي إبان حكم دكتاتورية ميتاكساس (1936 ـ 1941) وتفرغ لعمله في المحاماة طوال فترة الاحتلال الإيطالي والألماني لبلاده، وأعيد انتخابه نائباً في 1946، وأصبح الأمين العام لحزب الشعب، فوزيراً في عدة حكومات. كلفه الملك بول تشكيل الحكومة، في أكتوبر 1955. وحقق نجاحات عدة في تلك الوزارة،

على الرغم من قلة خبرته بالعمل السياسي، إلاّ أنه فاز فوزاً ساحقاً في انتخابات عام 1961. وأسس حزباً جديداً، "الاتحاد الراديكالي القومي"، الذي ضم إلي جانب ممثلين عن اليمين التقليدي، عددا من الشخصيات الليبرالية، وكان هدف كرامنليس منذ ذاك، إيجاد قوة سياسية وسطية تحول دون استمرار انقسام اليونان إلي يمين ويسار. وقع اتفاقية استقلال قبرص، مع نظيره التركي عدنان مندريس، في أواخر 1959. وبعد اغتيال النائب اليساري لامبراكيس في 1963، اضطر كرامنليس إلي سلوك طريق المنفي واستقال في 11 يونيو 1963، وغادر كرامنليس اليونان إلى باريس. فقد حمله الرأي العام مسئولية هذه الجريمة التي اقترفتها أجهزة الجيش الخاصة. ولخلافه أيضاً مع الملك بول. وتولي جورج باباندريو والد أندرياس باباندريو الحلول مكانه في الحكم. وبعد انهيار الحكم العسكري، في عقب الغزو التركي لقبرص، عام 1974، استدعي ليشكل حكومة مدنية، في يوليه 1974. وقام بتصفية التركة، التي خلّفها الحكم العسكري، وأعاد الحريات، وأعدّ البلاد لمرحلة من الديموقراطية، بتعديل الدستور. أسس حزب "الديموقراطية الجديدة"، الذي فاز في أول انتخابات حرة، وانسحبت اليونان من التنظيم العسكري لحلف الأطلسي، وانفتحت علي البلدان الشرقية، ووطدت خيارها الأوربي، وهيأ اليونان للدخول في السوق الأوروبية المشتركة، التي قبلت فيها، عام 1981.

وظل كرامنليس رئيساً للحكومة والحزب، إلى أن أجمع النواب على انتخابه رئيساً للجمهورية اليونانية في عام 1981. وأقصاه الاشتراكيون عن رئاسة الجمهورية، عام 1985. ولكنه عاد إليها، مرة أخرى، عام 1990. ثم أحيل إلى التقاعد، في عام 1995، ومرض في عام 1998، ودخل في غيبوبة، في 12 أبريل 1998، وتوفي صباح الخميس 23 أبريل 1998.