35 ـ ابن تيمية (661 ـ 728هـ = 1263 ـ 1328هـ)

أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم الحرّاني الدمشقي الحنبلي، أبو العباس، تقي الدين بن تيمية. الإمام وشيخ الإسلام في عصره، وأبرز علمائه. ولد في حرّان بتركيا وإليها نسبته، ورحل مع أسرته إلى دمشق هرباً من غزو التّتار، تلقى العلم على والده وعلى مشايخ دمشق، فنبغ واشتهر وبرع في التّفسير والفقه. كان قوي الذّاكرة وسريع الحفظ، وأفتى ودرّس وهو دون العشرين. وكان من أشدِّ مفكري الإسلام نقداً للفلسفة وعلم الكلام. ودعا إلي جعل العقل بعد النّقل وليس قبله. وقد صنف كتاباً ضخماً سماه "درء تعارض العقل والنقل"، رد فيه علي شطحات الفلاسفة، وفند فيه دعاوي أهل الفرق الضّالة، ودافع فيه عن المنطق الفطري، وهو المنطق السليم، منطق القرآن الكريم. وعندما ذهب ابن تيمية إلي مصر، تعصب عليه جماعة من أهلها من أجل فتوي أفتى بها فسُجن مدة، ثم أطلق. فسافر إلي دمشق سنة 712هـ، وجاهد ضد التتار، وحبسه السلطان لفتواه عن طلاق الثلاث، ثم أُطلق. ولكن تحرش به علماء دمشق، فحُبس ثانية، ومات معتقلاً بقلعة دمشق. وخرجت دمشق علي بكرة أبيها تُشيع جنازته. وكان ابن تيمية فقيهاً داعياً إلي الإصلاح، والعودة إلي القرآن والسنة. وتزيد مصنفاته علي ثلاثمائة مجلد في مختلف العلوم الإسلامية. من آثاره: الفتاوى (خمس مجلدات)، و"الجمع بين النقل والعقل"، و"العقيدة الواسطية"، و"منهاج السنة" و"مجموعة الرسائل والمسائل" (خمسة أجزاء) وغيرها.