إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

810 ـ جون فيلبي (1885 1960م)

هاري سانت جون فيلبي رحالة إنجليزي، ومستشرق بريطاني مسلم مشهور.

ولد في جزيرة سيلان (سيرلانكا)، حيث كان أبوه من مزارعي الشاي البريطانيين في سيلان. ونال درجة في اللغات الشرقية من جامعة أكسفورد 1907م، وعمل نحو سبع سنوات في خدمة حكومة الهند، ووصل فيلبي إلى البصرة في العراق عام 1915م واستخدم في مهام سياسية مع قوات الاحتلال البريطانية في العراق، واختلف مع الضباط البريطانيين الآخرين هناك. وعمل مستشاراً لوزارة الداخلية في العراق. ثم تخلى عن هذا المنصب. وفي عام 1917م تلقى أوامر بالذهاب إلى نجد لمعرفة الوضع السياسي هناك. وقابل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في الرياض، أول مرة عام 1333هـ / 1919م. وشجعه الملك عبد العزيز على السفر إلى جدة عن طريق الطائف، ثم رحل فيلبي إلى وادي الدواسر، حيث جمع معلومات علمية وجغرافية قيمة. ثم ذهب لعمان ليتقلد منصباً حكومياً، وفي عمان التقى بكاتبة ورحالة مشهورة هي روزيتا فوربس، ووافقت على مرافقته في رحلة عبر الربع الخالي بالجزيرة العربية، إلا أنه لم يكمل الرحلة لأسباب سياسية وعاد من عدن إلى جدة. وفي عام 1926م أسس فيلبي في جدة شركة تجارية باسم "الشركة الشرقية المحدودة" لاستيراد السيارات وأجهزة المذياع والهاتف. وفي عام 1348هـ/1930م أشهر فيلبي إسلامه، وأدى فريضة الحج، واتخذ عبد الله اسما له، وكان يدعى الحاج عبد الله فيلبي.

استأنف فيلبي رحلاته في الجزيرة العربية في نهاية عام 1931م، إلا أن رحلته الأولى من الهفوف إلى المحيط الهندي والتي استخدم فيها الجمال (الإبل) فشلت. ثم عاود استئناف رحلاته مع زوجته بعد ذلك بالسيارات واستخدم وسائل الاتصال الحديثة، فمكنه ذلك من زيارة مناطق كثيرة في الجزيرة العربية. ودون الكثير من ملاحظاته عما شاهده خلال رحلاته عن الأعراق البشرية، والجيولوجيا، والوصف الجغرافي والآثار والحيوان والطيور. وقد شاهد فيلبي وزار مناطق لم يراها أحد من الرحالين من قبل واخترق الجزيرة العربية عدة مرات في مختلف الاتجاهات.

وعاد فيلبي إلى إنجلترا حيث قضى بها مدة (1939 ـ 1945م). وخلال هذه الفترة رشح نفسه لعضوية مجلس العموم عام 1939م، إلا أنه فشل في الانتخابات. وعاد بعدها إلى الجزيرة العربية ليستأنف أعماله التجارية ورحلاته الاستكشافية. وقد عمل فيلبي مستشاراً في السعودية، وكان يجاهر على الدوام بتأييد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وكان فيلبي إدارياً من الطراز الأول ولغوياً بارعاً.

وعلى الرغم من أن فيلبي كان معادياً للصهيونية بشدة، فقد نصح العرب بقبول قرار التقسيم لأنه كان يخشى ما هو أسوأ منه.

ولم يكن فيلبي مستشاراً رسمياً لدى الملك عبد العزيز، ولكنه صديق يأنس بآرائه. وكان الملك عبد العزيز يعطف عليه، فكان يتقاضى راتباً من الملك عبد العزيز، وتتحمل الحكومة السعودية نفقات سفره. ويكثر الملك مناقشته في الأمور السياسية الدولية، وكان فيلبي يعتد برأيه.

وبعد وفاة الملك عبد العزيز ألف فيلبي كتاباً عن المملكة العربية السعودية، انتقد فيه بعض رجال الملك عبد العزيز، وأُبعد عن البلاد،

وفي عام 1955م سافر فيلبي إلى لبنان، وانتدب للعمل في الجامعة الأمريكية في بيروت أستاذاً زائراً، عام 1957م. وظل بها إلى أن توفى عام 1960م.

ولفيلبي مؤلفات قيمة، وخرائط رسمها عن البلاد العربية، واستفاد منها المنقبين عن النفط بالجزيرة العربية.