842 ـ يحيى عليه السلام

نبيّ الله يحيى بن زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق بن حشبان. يصل نسبه إلى سليمان بن داود عليه السلام، وهو من سبط يهوذا بن يعقوب. وأمه يشاع بنت فاقوذ خالة مريم بنت عمران (أمّ عيسى عليه السلام).

ولد يحيى قبل مولد المسيح عيسى بن مريم بثلاثة أشهر، وعاش معه فترة من الزمن، ورافق أطوار دعوته. وقد نشأ يحيى نشأة صلاح وتقي وطهر ونقاء. وكان يحيي كثير العبادة والتضرع والبكاء من خشية الله تعالى. وقد أعطاه الله الحكم صبياً وأقبل على معرفة الشريعة وأصولها وأحكامها حتى صار بارعاً متبحراً، ومرجعاً يرجع إليه في الفتاوى الدينية. ثم وافته النبوة والرسالة قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين سنة. وكان زاهداً كثير العزلة عن الناس وسيداً وحصوراً بعيداً عن المنكرات والشهوات.

قام يحيى ـ عليه السلام ـ يدعو بني إسرائيل لعبادة الله وحده وأمرهم بالصلاة والصيام والصدقة وذكر الله عز وجل، ويبشرهم باقتراب ملكوت السماوات، وكانت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة.

قُتل يحيى في مؤامرة دبرت بأمر حاكم فلسطين هيرودوس، وأخذ تلاميذ يحيى جثته فدفنوها وأخبروا المسيح عيسى بن مريم بمقتله، فحزن عليه حزناّ شديداً، ثم جهر بدعوته وقام في الناس واعظاً واتبعه خلق كثير إلى أن دبر له اليهود مؤامرة لقتله واغتياله فرفعه الله إلى السماء ونجاه من كيدهم.

ذُكر اسم يحيى ـ عليه السلام ـ في القرآن في أربع آيات في كل من السور الآتية (آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء)، وقد أثنى الله عليه بالثناء العاطر ووصفه بالبر والتقوى والصلاح والاستقامة. قال تعالى يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا سورة مريم 12 ـ 15.