إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

846 ـ يزيد بن معاوية

هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أُمية، الخليفة، أبو خالد، القرشي، الأموي الدمشقي. وأمه ميسون الكلبية، وهي امرأة بدوية تزوجها معاوية قبل أن يلي الخلافة، ولكنها لم تحتمل حياة الحضر فأعادها معاوية إلى حياة البادية.

عقد له أبوه بولاية العهد من بعده، وبدأت فكرة المبايعة ليزيد سنة 49هـ، وكان الذي بدأ بها هو المغيرة بن شعبة، عندما أحسن أن معاوية ينوي عزله عن الكوفة، فاقترح معاوية أن يعقد معاوية لابنه يزيد البيعة، وأن يتولى زياد بن معاوية البصرة، ويتولى المغيرة الكوفة، وذلك حقناً للدماء، فاستحسن معاوية هذا الرأي وفعل. واطمأن المغيرة لاستمراره في ولاية الكوفة. إلا أن المغيرة بن شعبة مات، ثم مات بعده زياد بن معاوية، وأصر معاوية أن يحقق لابنه يزيد أمله، رغم معارضة ولاة الحجاز بقيادة الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عباس، الذين أعلنوا رفضهم لتعيين يزيد، فذهب إليهم معاوية بالحجاز وأجبرهم تحت تهديد السيف بالموافقة علي مبايعة يزيد ابنه. ولما مات معاوية تجددت البيعة ليزيد فتسلم المُلك عند موت أبيه في شهر رجب 60 هـ، وله ثلاثة وثلاثون سنة، واستمر في الولاية أقل من أربع سنوات، لم يهنأ يزيد خلالها بالخلافة من كثرة الأحداث، فكان رد فعله عنيفاً، وعندما ثارت عليه المدينة المنورة، فكانت موقعة الحرة المشئومة التي أراق فيها مسلم بن عقبة قائد جيش يزيد، دماء مئات من الصحابة وأبنائهم من المهاجرين والأنصار، وأباح مدينة رسول الله ثلاثة أيام للجيش المنتصر، وعندما ثارت مكة المكرمة بقيادة ابن الزبير، أرسل يزيد جيشاً رمى الكعبة المشرفة بالمنجنيق وهدمها، ولم يمهله الله على فعله ومات وخلفه ابنه.