58 ـ آرثر جيمس بلفورBalfour, Arthur James   (1848 ـ 1930م)

سياسي بريطاني، ورئيس وزراء سابق، وزعيم حزب المحافظين لأكثر من 20 سنة. صاحب التصريح أو الوعد السيئ الصيت الذي حمل اسمه (وعد بلفور) والصادر عن الحكومة البريطانية في 2/ 11/ 1917م، وفيه يؤيد مساندة بريطانيا لجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود. وأدت تلك المساندة الظالمة إلى مأساة فلسطين التي ما تزال تري بظلالها الكئيبة على العالم العربي حتى الآن. ولد بلفور سنة 1848م، في ويتنجهام التي تعرف حالياً بمقاطعة لوثيان في اسكتلندا. تلقى تعليماً مشبعاً بتعاليم العهد القديم،

ودرس في كلية إيتون وجامعة كامبردج في إنجلترا. انتخب لأوّل مرة في البرلمان سنة 1874م، وعمل وزيراً أوّل لاسكتلندا عام 1886م. ثم وزيراً رئيساً لأيرلندا من عام 1887 ـ 1891م. وأول رئيس للخزانة من عام 1895 ـ 1902م. ورئيساً لوزراء بريطانيا من عام 1902 ـ 1905م. وفي خلال فترة رئاسته للوزارة اهتم بالمسألة اليهودية، عندما بدأت موجات هجرة يهود شرق أوربا تجتاح بريطانيا، ووقف منها موقف المعارض. وعمل بلفور وزيراً للخارجية في حكومة الحزب الائتلافية التي ترأسها دافيد لويد جورج من عام 1916 ـ 1919م. وخلال فترة رئاسته للوزارة استعاد اهتمامه بالصهيونية، وكان قد قابل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان عام 1906م وأعجب به. وكان يؤمن بمقدرة اليهود على التأثير على الرئيس ولسون في اتجاه إدخال الولايات المتحدة إلى جانب الحلفاء، بالإضافة إلى الأهداف الاستراتيجية التي تجنيها بريطانيا من جراء  بسط هيمنتها على فلسطين بسبب رعايتها للصهيونية ومن خلالها. وقد ساعد الصهيونية في مؤتمرات السلم التي عقدت بعد الحرب والتي أقرت الانتداب على المشرق. شارك في افتتاح الجامعة العبرية عام 1925م، واستقبله الفلسطينيين بالإضراب العام واستقبلته دمشق بالمظاهرات الغاضبة، واضطرت السلطات الفرنسية إلى تهريبه تحت الحراسة المشددة. أصبح بلفور زعيماً للمحافظين في مجلس اللوردات، ثم عمل رئيساً لمجلس اللوردات من عام 1924 ـ 1929م. كما أن لبلفور بياناً أو تقريراً آخر في عام 1926م، عن المؤتمر الإمبراطوري الذي أعطى الوضع الشرعي بصورة رسمية للكومنولث البريطاني. توفى بلفور سنة 1930م.