إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

217 ـ جعفر محمد نميري ( 1348هـ ـ    ) ( 1930م ـ    )

رئيس جمهورية السودان ( 1969 ـ 1985م ).
ولد في أم درمان، لأسرة برجوازية. وتلقى تعليمه في مدارسها الأولية والوسطى، ثم التحق بمدرسة حنتوب الثانوية، التي كان معظم أساتذتها من الإنجليز. والتحق بالكلية الحربية عام 1950م. ثم بقوة دفاع السودان، وأصبح ضابطاً في الجيش.
ولم يقم نميري بنشاط يذكر في الأحداث التي سبقت إعلان الاستقلال عام 1959م. وعندما قامت حركة ( انيانيا ) الانفصالية بالاضطرابات في جنوب السودان أُرسل نميري لمحاربتها فأنشأ جعفر نميري تنظيم الضباط الأحرار،.

ونتيجة إعجاب جعفر نميري، بالرئيس المصري جمال عبد الناصر استوحى منه فكرة تنظيم الضباط الأحراروانضم إليه أربعة وستون ضابطاً. إلا أنه اعتقل عام 1963م، وبعد خروجه من السجن أوفد لألمانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراسته العسكرية. وفي عام 1966م عاد نميري للسودان، وتمكن مع الضباط الأحرار ومجموعة من الضباط التقدميين المتحالفين مع الحزب الشيوعي السوداني من القيام بانقلاب عسكري في مايو 1969م، أطاح بالحكومة المدنية، واستولوا على الحكم، واستتب لهم الأمر، وحلوا الأحزاب، وصادروا أموالها، وألغوا النقابات والاتحادات. وتم تشكيل مجلس قيادة الثورة من الضباط الأحرار ويضم عناصر مختلفة الاتجاهات السياسية. وحثت خلافات بين بعض عناصر المجلس. فعزل مجلس قيادة الثورة بعض زملائهم الضباط من الشيوعيين، وعلي أثر ذلك قام الرائد هاشم العطا والذي كان يمثل الجناح الشيوعي بانقلاب في يوليو 1971م ومعه الضباط الشيوعيون والمتعاطفون معه، ووضع جعفر نميري رهن الاعتقال. إلا أن جعفر نميري أعيد إلى السلطة بعد ثلاثة أيام فقط من انقلاب هاشم عطا. وتم إعدام عدد من الضباط والمدنيين ومن بينهم زعماء الحزب الشيوعي، والسكرتير العام لاتحاد نقابات العمال.
وخلال فترة حكم نميري للسودان والتي استمرت ستة عشر عاماً، اهتم جعفر نميري بالتعليم فأنشأ جامعة الجزيرة وجامعة جوبا، كما تم اكتمال بعض المشاريع مثل مشروع الرهد الزراعي ومصانع السكر، وطريق الخرطوم وبرتسودان. وعمل جعفر نميري على توطيد علاقاته مع الدول العربية وخاصة مصر ودول الخليج، كما وطد علاقاته مع الغرب.
وقد تمكن نميري من التغلب علي مشكلة التمرد في جنوب السودان، بالتوصل لاتفاق مصالحة مع اللواء جوزيف لاقو قائد التمرد، عام 1972م بعد أن وقع اتفاقية أديس بابا التي اعترفت للجنوبيين باستقلال ذاتي، وأنهى الحرب الانفصالية في الجنوب. إلا أن العقيد جون قرنق قام بتمرد جديد في جنوب السودان ودفع السودان للمعاناة مرة أخرى من تكاليف الحرب. خاصة عندما أعلن جعفر نميري تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان.
تعرض جعفر نميري لخمس عشرة محاولة انقلابية خلال فترة حكمه، وفي أعقاب كل محاولة، كان يبادر إلى تعزيز سلطاته، فقد جمع بين رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، ورئاسة الحزب الأوحد، ووزارة الدفاع، وقيادة القوات المسلحة. وترأس وكالة الأنباء الوطنية، ومارس رقابة مباشرة على نشاط مصرف البلاد المركزي.

ونتيجة للحرب في الجنوب والجفاف الذي أصاب السودان وعدم استقرار نظام نميري، كل ذلك أدي لقيام انتفاضة بقيادة اللواء عبد الرحمن سوار الذهب عام 1985م، أثناء زيارة جعفر نميري للولايات المتحدة الأمريكية ومصر. وأنهت حكم نميري العسكري. وتولى سوار الذهب الحكم في السودان. وجرت محاكمة لأقطاب نظامه، واتهم نميري بالتواطؤ في تهجير الفالاشا ( جماعة من اليهود ) إلى إسرائيل.
ويعيش جعفر نميري خارج السودان، ويعمل رئيساً فخرياً لمنظمة تعمل على مساعدة أطفال السودان.
وفي عام 1999م، في أثناء حكم الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية السودانية، أبدى جعفر نميري الرغبة في العودة إلى السودان، وجرت عدة مساعي عربية انتهت بعودة جعفر نميري للسودان في نفس العام.