إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

269 ـ خالد بن الوليد ( 000 ـ 21 هـ ) = ( 000 ـ 642 م )

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرَشي المخزومى، أبو سليمان، وقيل أبو الوليد، صحابي جليل. كان في الجاهلية من سادة قريش وأشرافهم، وقد وكَلتْ إليه قريش قيادة فرسانها. كان مظفَّراً خطيباً فصيحاً. شَهِد مع المشركين مواقع بدر وأُحُد والخندق، كما شهِد معهم الحُدَيبية. اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل هاجر بعد الحديبية، وقيل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر، وقيل كان إسلامه سنة خمس وقيل بل كان سنة ثمان مع عمرو بن العاص. سُرّ رسول الله بإسلامه، وولاّه الخيل. وأصبح خالد جندياً من جنود الإسلام، وشهد غزوة مؤتة. ولما استشهد أمراء المسلمين الثلاثة زيد، وجعفر، وابن رواحة، وبقي جيش المسلمين بلا أمير، تولى خالدٌ القيادة، فكان النصر، فلقبه الرسول بـ "سيف الله المسلول"، وشهد فتح مكة، وحنيناً. وخرج مع رسول الله في حجة الوداع. ولمّا ولي أبو بكر الخلافة وجَّهه لقتال مسيلمة الكذّاب، ومَن ارتدّ مِن أعراب نجْد. ثم سيَّره إلى العراق سنة 14 هـ، ففَتَح الحيرة، وأماكن مختلفة من تلك البلاد. ثمّ حوَّله إلى الشام للقاء الروم، وأسنَد إليه إمْرَة الأُمراء. وكان خالد ـ رضِي الله عنه ـ بطَل اليرموك. ولمّا ولِي عمر بن الخطّاب عَزَله عن قيادة الجيوش بالشام، وولّى أبا عبيدة بن الجَرّاح، وصار خالد أحَد القادة، يتابِع معه فتح بلاد الشام. استقر المقام بخالد في مدينة حمص ( في سوريا ) حيث وافته المنيّة. ولمّا حضرته الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، ومافي جسدي موضع شبر إلاّ وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم هأنذا أموت علي فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. وروي أنّ عمر بن الخطاب قال، كما بلغه أن النسوة من نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين علي خالد بن الوليد، قال: وما عليهن أن يبكين أبا سليمان، مالم يكن نَقع ( رفع ) الصوت أو لَقْلَقة ( جلبة ) وقال عمر كان والله سداداً لنحر العدو، ميمون النقية، فقيل له ولِم عزلته؟ قال: عزلته لبذله المال لأهل الشرف وذي اللسان، فقيل له: كنت عزلته عن المال، وتركته علي الجند، قال: لم يك ليرضى. روى له أهل الحديث 18 حديثاً عن رسول الله.