356 ـ سلطان بن بجاد (000 ـ 1351هـ) (000 ـ 1932م)

سلطان بن بجاد بن حميد، والملقب سلطان الدين، قائد شجاع. من عُتيبة، بادية ما بين الحجاز ونجد. صحب ابن سعود (عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) في غزواته ومغامراته، قبل أن يلي عبد العزيز الملك. وأقام سلطان بجاد في (هجرة الغطغط) على مقربة من الرياض، فكان زعيمها. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، واستقر الحسين بن علي ملكاً على الحجاز. جهز الملك حسين بن علي جيشاً بقيادة ابنه الشريف عبد الله بن الحسين، وأمره بالزحف على الخرمة ونجد، وتقدم عبد الله ودخل تربة وهي على مقربة من الخرمة. فأرسل ابن سعود قوة على رأسها سلطان بن بجاد شيخ عتيبة لمساعدة خالد بن منصور بن لؤي أمير الخرمة، وفوجئ عبد الله بن الحسين بغارة (الإخوان) قبيل الفجر يتقدمهم خالد بن منصور وسلطان بن بجاد، فكانت وقعة (تربة) التي حسمت نتيجتها في فجر 25 شعبان عام 1337هـ، الموافق 25 مايو 1919م، وقد نجا منها عبد الله بن الحسين بصعوبة مع قليل ممن استطاعوا الفرار.

وفي عام 1340هـ / 1922م اشترك سلطان بن بجاد مع الأمير فيصل بن عبد العزيز (الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية فيما بعد) في حرب عسير للعمل على استتباب الأمن هناك.

وعندما بدأت حركة التجديد والإصلاح في الدولة السعودية الثالثة قبيل استقرارها. ونودي بالكف عن الغارات والغزوات، وإدخال أساليب الحضارة الحديثة، فلم يرتاح سلطان بن بجاد ـ وهو العريق في البداوة ـ إلى الأساليب التي لجأ إليها ابن سعود، من قوانين وأنظمة للبلاد، ومعاهدات مع الإفرنج، وسيارات قد تكون من السحر، وأطباء لا يصفون الحشائش، ولا يقولون بالكي، وكهرباء تأتي بالنور من دون زيت أو شمع، كل هذا وأمثاله كان في منطق سلطان بن بجاد من المستحدثات أو البدع. واستفزه فيصل بن الدويش، فقام سلطان بن بجاد ينكر على الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن ما سماه قعوداً عن الجهاد، وابتعاد عن جادة الدين. وتحول سلطان بن بجاد بعد الطاعة والإخلاص ثائراً التفت حوله جموع من قبيلته (عتيبة) الكثيرة العدد، وناصره فيصل الدويش، وأهل الغطغط،، واتسعت الفتنة، فوجه ابن سعود قواته لإخضاعه ومن معه، وأمر من بقي على طاعته من عتيبة أن يكفيه شر من والى ابن بجاد منها. فانقسمت القبيلة، واقتتل فريقاها، ونشبت وقائع انتهت بالقبض على سلطان بن بجاد وإيداعه سجن الرياض لمدة ما يقرب من عام ونصف، ومات في سجنه.