مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
5 - مفاوضات سنة 1927 - 1928 (ثروت - تشمبرلن) - (22) كتاب من ثروت باشا إلى اللورد لويد
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 294 - 296"

(22) كتاب
من دولة ثروت باشا إلى اللورد لويد ختمت به المحادثات
ــــــ

يا صاحب الفخامة
          أتشرف بأن أرجوكم التفضل بإبلاغ الرسالة الآتية إلى صاحب السعادة السير أوستن تشمبرلن:

          "تلقيت على يد صاحب الفخامة اللورد لويد الرسالة التى تفضلتم بإرسالها إلى فى 24 فبراير سنة 1928 جوابا على رسالتى بتاريخ 18 منه وإنى أبادر إلى الإجابة عليها مكررا لسعادتكم صادق شكرى لما أسلفتم من المعاونة وأظهرتم من روح التوفيق فى محادثاتنا ومراسلاتنا.

          ولقد أشرت لسعادتكم منذ بدأت هذه المحادثات - وكررت هذه الإشارة مرارا فيما بعد - إلى ما كنت أتوقعه من الصعاب فى مصر لاسيما فيما يتعلق بالمسألة العسكرية، ولهذا استنجدت بهمتكم وميلكم إلى التوفيق لتعينونى على تقديم مشروع معاهدة إلى وطنى يكفل له الحرية فى استعمال الاستقلال، ويذهب بكل أثر لسوء التفاهم بين القطرين، و يوطد دعائم الصداقة بينهما ويفيد مصر ثقة انجلترا بها، و يسمح لها بأن تقدر، فى استبشار وحسن تفاؤل، مجىء اليوم الذى لا تأبى بريطانيا العظمى فيه الاعتماد على حلفائها المصريين الأمناء فى أن يأخذوا على عاتقهم الدفاع عن مواصلاتها الإمبراطورية بالقطر المصرى. وعلى هذا الوجه كانت مسألة وجود الجيوش البريطانية فى بعض جهات القطر المصرى تبدو- بقدر ما يكون قد قدر لها من مخرج محتمل - أدنى للقبول. وتؤذن بحل نفسها. وتذكرون سعادتكم أنى، تسهيلا للاتفاق بين القطرين، طالما أعربت عن شديد رغبتى فى ألا تضمن المعاهدة غير الضمانات الأساسية، وأن يسقط منها لذلك ما عداها من الضمانات التى، مع أنها ليست مما لا غنى عنه لانجلترا، تبدو قيودا لسيادتنا، وقد تؤثر فى مزايا الاتفاق تأثيرا سيئا.

          وتتذكرون سعادتكم أيضا من غير شك. أن المفاوضات الحقيقية كان يجب، بحسب ما كنا نراه نحن الإثنين، أن تباشر فى مصر. متى تمت الموافقة مبدئيا على المشروع منى أولا. ثم من زعيم الأغلبية. ورأينا معا أنه صالح لأن يكون أساسا للمفاوضات الرسمية.

          نعم قد فهمت من أقوال سعادتكم فى خلال مناقشاتنا أن النتيجة التى وصلنا اليها هى قصارى ما تنزل عنه حكومة صاحب الجلالة البريطانية. وإنى قد اعتبرت هذه النتيجة من ناحيتى صالحة للقبول فى مجموعها. ولكن لعلكم تتذكرون أو لعلكم علمتم من غير شك أن نصوص المشروع وضعت على أثر المناقشات التى دارت فى أثناء زيارتى الأخيرة القصيرة لمدينة لندره. بل إن بعض هذه النصوص لم توضع فى صيغتها النهائية إلا عقب عودتى إلى القاهرة. ولما كان قد أريد  

<1>