إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
كتاب من ثروت باشا رئيس مجلس الوزراء إلى اللورد لويد ختمت به المحادثات تابع
القائمة   صور الوثيقة   الصفحة الأولى  الصفحة السابقة  الصفحة التالية  الصفحة الأخيرة 

مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر  
5 - مفاوضات سنة 1927 - 1928 (ثروت - تشمبرلن) - تابع (22) كتاب من ثروت باشا إلى اللورد لويد
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 294 - 296"

بهذه النصوص التسليم بالاعتبارات التى كنت أبديها، فقد كان المفهوم طبعا أن يكون لها مدلول المعانى التى اتفقنا عليها، على أنها فى الواقع تضمنت صيغا يجوز أن تؤول على وجوه مختلفة بل أوّلت فعلا بتلك الوجوه المختلفة.

          وقد لاحظت فيما بعد أن سعادتكم تميلون إلى عرض المشروع، الذى وضع، بحالته على زعيم الأغلبية وعلى زملائى. فلكى أتمكن فى هذه الحالة من بسط مرامى المعاهدة وحقيقة مدلولها ومن الإجابة على الأسئلة التى لا تلبث أن توجه إليّ. رأيت أنه لا غنى عن إيضاح النصوص بحيث يمتنع كل سوء تفاهم بصددها.

          ولم يكن بوسعى مع الأسف أن أوافق على ما أشير إليه من ترك ما ورد فى المعاهدة من المسائل الغامضة - على أن تطرح بعد التوقيع على المعاهدة لتحكيم جمعية الأمم، فإن المادة الرابعة عشرة من المعاهدة قائمة كما ذكرته لسعادتكم فى رسالتى بتاريخ 18 الجارى (فبراير) على فرض إمكان حدوث صعوبات لم تكن متوقعة فى وقت وضعها، لا الصعوبات الحالية التى يقصد بالمعاهدة تسويتها وحلها.

          ومما اغتبطت به أنى ألفيت سعادتكم لم تروا فقط أن موقفى كان له ما يبرره، بل إنكم تبينتم أن ما أوردته خلال مناقشاتى مع فخامة المندوب السامى بيانا وتأييدا لما ذهبت إليه فى تفسير النصوص كان تصويرا صحيحا لما تبودل من الآراء فى لندرة.

          ومع هذا. فقد بقيت مسألتان مهمتان لم أتلق بشأنهما البيانات الإيضاحية الملائمة وهما مسألتا الجيش والبوليس. وقد أرسلت إليكم بواسطة فخامة اللورد لويد مذكرتين عنهما أذكر سعادتكم فيهما بوجهة النظر التى بسطتها فى لندرة. وأقترح فى إحداهما بالنسبة لحالة لم يرد بشأنها نص فى المعاهدة حلا مستمدا من روح محادثاتنا ومراميها، ولقد أوضحت فى الآن نفسه لفخامة اللورد لويد أنه لم يكن بوسعى قبول الحل الذى عرض عن مسألة البوليس. أو قبول تأجيل حل مسألة الجيش إلى ما بعد التوقيع على المعاهدة.

          ويسرنى أن أصرح بأن فخامة اللورد لويد أبلغنى عملا برسالة سعادتكم استعداده للمفاوضة فى تأليف بعثة عسكرية كالبعثات الموجودة فى اليونان وتشيكوسلوفاكيا وغيرهما من البلاد المستقلة لتكون الإشارة إليها بديلا من نص المعاهدة الخاص بالجيش.

          وعلى أى حال فإنى لم أكن حتى ذلك التاريخ أبلغت نص المشروع، ولا نتيجة ما تبودل من الآراء منذ عودتى إلى القاهرة، إلى زملائى ولا إلى زعيم الأغلبية. إذ كنت أرى أننا لم نصل بعد إلى نتيجة حاسمة فى الموضوع.

<2>

 


القائمة   صور الوثيقة   الصفحة الأولى  الصفحة السابقة  الصفحة التالية  الصفحة الأخيرة