الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الأبعاد، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لغزو لبنان، عام 1982

أولاً: الأبعاد السياسية

          في الخامس من يونيه 1982، أقدمت إسرائيل على عملية غزو شاملة واسـعة النطاق للبنان، انتهت باحتلال إسرائيل لمعظم الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت، وبخروج قوات المقاومة الفلسطينية من لبنان، وتوزعها على البلاد العربية. وتخلل الغزو أبشع مذبحة شهدها التاريخ المعاصر، وهي تلك التي وقعت في مخيمَي "صبرا" و"شاتيلا" الفلسطينيَّين، وراح ضحيتها ما يزيد على ثلاثة آلاف فلسطيني.

          ولا شك أن الحرب الفلسطينية ـ الإسرائيلية في لبنان، التي استمرت لمدة سبعة وسبعين يوماً، تُعد نقطة فاصلة في مسار الصراع العربي ـ الإسرائيلي، سواء في الآثار التي تركتها في حركة المقاومة الفلسطينية، أو في مواقف الدول العربية كما تبلورت بعد الغزو، أو باعتبارها فاتحة لحقبة جـديدة، أطلق عليها الكثيرون "الحقبة الإسرائيلية" في المنطقة.

أهداف الغزو

          لم يكن إقدام إسرائيل على الغزو الشامل للبنان مفاجأة لأحد. فقبل الغزو بفترة طويلة، كانت جميع الأطراف تعلم تماماً، أن إسرائيل ترتب لخطوة عسكرية واسعة النطاق في لبنان. ومع مطلع عام 1982 تقريباً، كانت الخطة التفصيلية للغزو قد وضعت من قِبل أرييل شارون، وزير الدفاع الإسرائيلي، بمشاركة رئيس الأركان ووزير الخارجية الإسرائيليين. وفي الفترة التي سبقت الغزو مباشرة، قام الإعلام الإسرائيلي بحملة واسعة النطاق، وحفلت الصحف الإسرائيلية بعشرات المقالات، التي تتحدث مباشرة عن الغزو القادم. فعلى سبيل المثال، كتب المحلل السياسي، زئيف شيف، في مقال بعنوان: حرب على الأبواب، ما يلي : "إن إسرائيل تتأهب لخوض الحرب في الشـمال. المخربون ينتهكون وقف إطلاق النار، على الرغم من أنهم يخشون وقوع عملية عسكرية كبيرة. وإسرائيل من جانبها تقوم، عن قصد، بدفع الأمور حتى تؤدي إلى حدوث صدام. ويجب أن نقول هذه الكلمات بحزم. فليس صحيحاً أننا لا نرغب في غزو لبنان. كما يجب أن نوضح ذلك للأمريكان. وهناك عناصر ذات نفوذ، وعلى رأسها وزير الدفاع، يحبذون شن هذا الغزو، ويتخذون، بدهاء ومكـر، خطوات محسوبة، استعداداً لهذا الوضع، الذي ستضطر فيه إسرائيل، دون خيار، إلى غزو لبنان، حتى لو كان هذا مرتبطاً بالتورط في حرب مع سورية. وما دامت الحرب لم تنشب، فعلينا ألا نتوقف عن ذكر ذلك. فالصمت في هذا الموضوع، هو بمثابة عمل غير وطني".

          ويقول إلياهو بن أليسار، في حديثه إلى جريدة "معاريف" الإسرائيلية، في الرابع عشر من مايو 1982، أي قبل عملية الغزو بنحو شهر، موضحاً حقيقة الإجماع في أوساط الحكومة الإسرائيلية على ضرورة شن حرب على لبنان، بهدف تدمير قواعد الفلسطينيين، وخلق حكومة لبنانية قوية، وكيف أن المسألة هي مسألة توقيت فقط، : "يجب أن تكون سياستنا واضحة. وتنفيذ هذه السياسة متروك للمؤسسات المخولة ذلك، مثل الحكومة، واللجنة الوزارية للدفاع، التي تقوم بتحديد التوقيت والحجم المناسبين، بناء على التفكير السليم والحكمة".

وقبيل الغزو، ومع بدايته، كان الهدف الإسرائيلي المعلن هو، كالعادة، "تحقيق الأمن الإسرائيلي". فقد أذاعت إسرائيل، في وقتها، أن الهدف من وراء العمليات العسكرية في لبنان، هو إبعاد التهديد، الذي يمثله الفلسطينيون الموجودون في لبنان، عن مستوطنات الشمال، وإخلاء منطقة بعمق 45 كم، إضافة إلى تحطيم البنية الأساسية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

          والحقيقة أن الهدف الإسرائيلي المعلن، لم يكن إلا محاولة لإخفاء عدد من الأهداف والأطماع الأخـرى. ويمكن الإشارة إلى أربعة أهدافٍ مترابطة، قصدت إسرائيل تحقيقها، من وراء هذا الغزو الشامل للبنان :

  1. الأطماع الإسرائيلية في لبنان قديمة ومعروفة، فالخرائط الصهيونية تُدخل لبنان ضمن "حدود إسرائيل المسـتهدفة". والأطماع الإسرائيلية التاريخية في مياه الليطاني، على وجه الخصوص، أطماع قديمة ومعروفة أيضاً. لذا، يضع القادة الإسرائيليون، منذ فترة طويلة، على قائمة أطماعهم ضرورة احتلال جنوب لبنان، احتلالاً فعلياً ودائماً. ومنذ بداية الغزو لم تُهدر السلطات الإسرائيلية وقتاً، إذ بدأت تتخذ عديداً من الإجراءات الكفيلة بالتمهيد لبقاء احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني، وضمه في النهاية إليها. فإضافة إلى عملية "التطبيع" الواسعة النطاق، بدأ الإسرائيليون عمليات شراء واسعة النطاق للأراضي. وأُطلق العنان لجماعات الاستيطان الإسرائيلية، لتطالب بضرورة أن يعقب احتلال القوات الإسرائيلية للجنوب، برنامج استيطاني مكثف. وبدأ "رجال الدين" في إسرائيل ينقبون في "كتبهم" عن الفقرات، التي تثبت أن الجنوب جزء من "أرض إسرائيل الكبرى". باختصار، كان احتلال جنوب لبنان في مقدمة الأهداف الإسرائيلية من الغزو.
  2. في ما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية وقوات المقاومة في لبنان، لم يكن الهدف الإسرائيلي، كما أعلن، إبعادهما فقط عن نطاق التهديد لمستوطنات الشمال، وإنما كان الهدف محاولة الإبادة الكاملة لقوات المنظمة وبُنيتها الأساسية العسكرية، الأمر الذي يقضي عليها نهائياً، كقوة عسكرية مقاتلة. والتصور الإسرائيلي تمثل في أن مثل هذه الإبادة من شأنها، في النهاية، أن تقضي على منظمة التحرير نفسها، ليس فقط كقوة عسكرية، وإنما كقوة سياسية أيضاً.
  3. وفي ما يتعلق بلبنان، كان الهدف الإسرائيلي يتعدى احتلال الجنوب فحسب، إلى التحكم في مجمل التطورات على الساحة اللبنانية بأسرها، مستقبلاً. ففي مرحلة تالية لبداية الغزو، أعلن الإسرائيليون، صراحة، أن القوات الإسرائيلية لن تخرج من لبنان، إلاّ بعد إقامة نظام حكم لبناني موالٍ لإسرائيل، يقبل توقيع "معاهدة سلام" معهم، بالشروط الإسرائيلية، بطبيعة الحال. أي أن يصبح لبنان، في النهاية، جنوباً وشمالاً، "محمية" إسرائيلية.
  4. ثم هدف إسرائيلي أشمل، يكمن خلف الأهداف الثلاثة السابقة، وهو ترتيب الأوضاع في لبنان بالشكل الذي يخدم خطوات التوسع الإسرائيلي في المستقبل.

          غزو لبنان، إذاً، جاء خطوة من خطوات التوسع الإسرائيلي في العالم العربي، خطوة مكمّلة لما سبقها من خطوات، وتخدم ما سوف يتلوها من خطوات أيضاً.

ترى إسرائيل أن عملية الغزو قد أدت إلى تحقيق أربعة جوانب أساسية، هي:

  1. أصبحت إسرائيل قوة عسكرية إقليمية عظمى، يُحسب لها ألف حسـاب. ويتباهى الإسرائيليون، في هذا الصدد، بأن الحرب أثبتت قـدرة إسرائيل على فرض ما تريد بقوة السلاح، وقدرتها على تحدي القوى العظمى نفسها. وفي هذا الصدد، يقول الكاتب الإسرائيلي، إسحق دفيتش : "يجب أن نعترف أننا خرجنا من هذه الحملة أكـثر ثراء مما كنا عليه. ففي كل المعارك السياسية التي خضناها حتى الآن، أُمليت علينا شروط معينة، وهذا الإملاء كان من جانب الدول الكبرى … سيان من جانب الاتحاد السوفيتي أو من جانب الولايات المتحـدة الأمريكية. كذلك، فإن فرنسا وبريطانيا تسهمان بدورهما، في هذا الصـدد. وهذا الأمر قد وضح بشكل بارز، بعد حملة قادش، وبعد حرب يوم الغفران. وحدث الشـيء نفسه بعد معارك أخرى. وأود أن أقول إن هناك دولاً عظمى تدير سياسات عالمية، ولا يجول بخاطرها أن إسرائيل الصغيرة، سوف تتخذ موقفاً مستقلاً. وكان الخوف، كل الخوف، أن تفرض علينا القوى العظمى أوامرها بالانسحاب والتراجع. والتغيير الكبير الذي طرأ في هذه المعركة، هو أننا لم نَعُدْ صغاراً أمام الكبار. فإسرائيل لن تظهر في الساحة الدولية على أنها دولة صغيرة، تطيع أوامر الكبار. ومن الواضح أن مثل هـذا الموقف لم يكن ليحدث، لولا قوة جيش الدفاع الإسرائيلي، وقوة الحسم التي أظهرها، تلك القوة التي مكنتنا من اتخاذ هذا الموقف".
  2. يرى الإسرائيليون أن من أهم نتائج الغزو، نجاحهم في تحطيم القوة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويرون أن ثمة نتيجتين تترتبان على تحطـيم المنظمة، وهما: أن المنظمة، كقوة عسكرية وسياسية، لن تقوم لها قائمة فعلية، بعد ذلك. وأن وضع المنظمة الجديد على هذا النحو، سوف يفقِدها استقلاليتها، ويؤدي إلى تبعيتها للدول العربية.
  3. سوف تؤدي حرب لبنان إلى تسهيل مهمة السلطات الإسرائيلية في خلق "زعامات" فلسطينية موالية في الضفة الغربية. مما سوف يسهل، بشكل عام، مهمة تنفيذ السياسة الإسرائيلية في الضفة وغزة.
  4. سوف يصبح لبنان في وضعه الجديد، المدخل الطبيعي لتوغل إسرائيل وارتباطها بالعالم العربي، خاصة في ظل تطبيع إسرائيلي واسع النطاق مع لبنان، وفي ظل حكومة لبنانية موالية لإسرائيل بشكل من الأشكال، خاصة أن تجربة التطـبيع مع مصر أثبتت عـدم جدواها، من وجهة نظر إسرائيل، إذ كان تطبيعاً من جانب واحد، ولا يتوقع تطوره.

          إلى جانب الأهداف السابقة، كان لإسرائيل تطلعات إستراتيجية بعيدة المدى، سعت إلى تحقيقها. إذ كان هناك دوافع، داخلية وخارجية، أسهمت في بلورة القرار الإسرائيلي.

          عسكرياً: يسجل الإنفاق العسكري في إسرائيل، إحدى أعلى النسب في العالم. ويحرص المسؤولون على الاحتفاظ بالمؤسسة العسكرية في أرفع مستوى، من التدريب والتجهيز والتسليح واليقظة، وتدرك القيادات الإسرائيلية، بمختلف مواقفها، أن المشروع الصهيوني ما زال في طور التنفيذ. وهو يحتاج، أكثر من أي شيء آخر، إلى قوة ضاربة، تتفوق على كل ما يستطيع الخصم حشده. إن هذا الجيش الذي تنفق إسرائيل عليه عدة مليارات من الدولارات، لا بدّ من استخدامه، لترجمة السياسة إلى حقائق على أرض الواقع.

          سياسياً: لم يكن خافياً على صانعي القرار الإسرائيلي، حالة الخلاف والانقسام الخطرة، التي بلغها العالم العربي، ولا أجواء تأييد إدارة ريجان ودعمها لإسرائيل؛ ولا حالة الجمود والتردد، التي كانت تمر بها السياسة السوفيتية تجاه المنطقة؛ ولا الطريق المسدود، الذي وصلت إليه محادثات الحكم الذاتي.

          والحقيقة أن الحشود العسكرية الإسرائيلية، بدأت تتجه نحو حدود لبنان الجنوبية، منذ فبراير 1982؛ وأن شارون كان زار لبنان، سراً، في يناير 1982، ليتفحص خطوات الغزو على الطبيعة؛ وأن التحرشات الإسرائيلية، بدأت في شهرَي أبريل ومايو 1982، بقصف المواقع الفلسطينية في الجنوب اللبناني.

الإجماع السياسي في إسرائيل على الغزو

          عندما بدأ الغزو، لم يكن ثمة خلاف على الإطلاق بين القوى السياسية الكبرى في إسرائيل، ولا على مستوى الرأي العام الإسرائيلي، حول الأهداف المعلنة للغزو. ولكن بعد فترة من الغزو، بدأت إسرائيل تشهد عدداً من أوجُه المعارضة للغزو على مستويات مختلفة.

          وكان أكثر أوجُه المعارضة إثارة للاهتمام، تلك التي بدرت من الجنود والضباط الإسرائيليين، في الوحدات المرابطة في لبنان. وما لفت الأنظار إلى تلك المعارضة، هو أنها المرة الأولى، التي يبدي فيها جنود وضباط إسرائيليون اعتراضاً على مهام قتالية خلال العمليات العسكرية نفسها. وقد اتخذت معارضة الجنود والضباط الإسرائيليين عدة أشكال، منها: " تقديم العرائض المطالبة بالإعفاء من الخدمة، والمطالبة بعودة الجنود من لبنان، وإقالة شارون في بعض الأحيان". ومنها أيضاً تكوين جماعات معارضة ضد الغزو من الجنود والضباط الاحتياطيين، والعائدين من لبنان، مثل "جماعة جنود ضد الصمت" وجماعة "هناك حد".

          ومن أبرز مظاهر المعارضة للغزو داخل إسرائيل، خروج التظاهرات، الكبيرة نسبياً، ضده، والتي ضم بعضها ما يقرب من مائة ألف، وهي التظاهرات التي نظمتها، في الأساس، حركة "السلام الآن". وكذلك تلك البيانات التي أصدرتها شخصيات إسرائيلية معروفة، معارضة للغزو ومؤيدة لحقوق الفلسطينيين، سواء في داخل إسرائيل أو خارجها، مثل البيان الذي أصدره الجنرال والكاتب الإسرائيلي المعروف، متيناهو بيليد، بالاشتراك مع عصام سرطاوي، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا، وكذلك البيان الذي أصدره ثلاثة من كبار الشخصيات اليهودية، هم فيليب فلوتزتنك، وناحوم جولدمان، ومنديس فرانس.

          وعلى الرغم من أوجُه المعارضة الإسرائيلية هذه، إلا أن "الإجماع" على الغزو، بشكل عام، كان إجماعاً عاماً في إسرائيل، الأمر الذي يمكن تبيّنه في الأمور الثلاثة التالية :

  1. كانت معارضة الغزو ـ في إسرائيل ـ محدودة في إطار معين. فهي لم تبدأ إلاّ بعد فترة من بداية الغزو، وبسبب الخسائر الجسيمة، التي تكبدتها القوات الإسرائيلية في لبنان. بمعنى أنها لم تكن معارضة للأهداف السياسية للغزو، بما في ذلك توجيه ضربة قاصمة إلى منظمة التحرير، ثم إن حجمها كان محدوداً، قياساً بمواقف الإسرائيليين ككل.
  2. كانت مواقف المعارضة الكبرى، المؤثرة في إسرائيل، والمتمثلة في "المعراخ"، مؤيدة للغزو، وما خلافات المعراخ مع الحكومة إلا خلافات محدودة، تتعلق بامتداد الغزو إلى ما بعد تحقيق الأهداف المعلنة. فمع بداية الغزو، أعطت المعارضة تأييدها اللامحدود إلى حكومة الليكود في مواقفها من الغزو، الأمر الذي وصل إلى حد سفر زعيم المعارضة، شيمون بيريز، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، لشرح مواقف الحكومة، وجمع التبرعات لتمويل العمليات العسكرية.
  3. أدى الغزو، في النهاية، إلى ارتفاع شعبية مناحم بيجن، وشعبية حكومة الليكود، بشكل عام، وهذه الحقيقة أثبتتها استطلاعات الرأي، التي أُجريت في إسرائيل. وإذا كانت حركة "السلام الآن" قد استطاعت أن تنظم تظاهرات معارضة للغزو، ضمت مائة ألف، فقد خرجت تظاهرات تأييد لبيجن تفوق هذا العدد.

          باختصـار، شهدت إسرائيل بأسرها، على مستوى الساسة والرأي العام، باستثناء جماعات معارضة ضعيفة التأثير والفاعلية "إجماعا" شاملاً على الغزو وأهدافه ونتائجه. والسبب في هذا واضح، فقد نجحت الحكومة الإسرائيلية في إقناع الرأي العام الإسرائيلي، بأهمية الغزو وضرورته للأمن الإسرائيلي، "العقدة الأبدية للإسرائيليين.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة