الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

تخطيط عملية (سلام الجليل)

الهدف من العملية

1. الهدف المعلن

استهدفت إسرائيل من تنفيذ عملية "سلام الجليل" تحقيق أمن المستعمرات في الجليل، وإحداث أكبر قدر من الخسائر، في صفوف المقاومة الفلسطينية وقياداتها، والوصول إلى خط يراوح ما بين 40 و60 كم شمال حدودها السياسية مع لبنان.

2. الهدف الحقيقي

استثمار نتائج الأعمال العسكرية للعملية التعرضية (أي العملية الهجومية)، في تحقيق الأهداف السياسية الآتية:

 

أ.

القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، كقوة سياسية، بما يمهد الطريق لتمرير تسوية مقبولة، من وجهة النظر الإسرائيلية، للمشكلة.

 

ب.

ترتيب الأوضاع الداخلية في لبنان، في ظل حكومة محررة من العناصر المسيحية اللبنانية، مع المحافظة على التوازن القومي التقليدي للطوائف.

 

ج.

إجبار قوات الردع السورية على الانسحاب من لبنان، وبما يشكل حرجا في الموقف السياسي السوري على الصعيدين، العربي والدولي.

فكـرة العملـية

          بعد التمهيد النيراني (جوي، بري، بحري) ضد التجمع الرئيسي لقوات المقاومة الفلسطينية، على امتداد عمق الجنوب اللبناني، وحتى مدينة بيروت شمالاً، ولمدة يومين، تُدفع مفارز مدرعة ومشاة آلية، على ثلاثة محاور رئيسية: المحور الساحلي في اتجاه صور وجسر القاسمية وصيدا. والمحور الأوسط من منطقة مستوطنتَي المنارة ومسكاف عام في اتجاه جسر الخردلي، والالتفاف حول النبطية ومنطقة الشقيف حتى الزهراني، على مسافة 40 كم إلى الشمال من الحدود الدولية. والمحور الثالث من الشرق، عبْر طرقات جبل حرمون. على أن تتقدم القوات الإسرائيلية حتى مسافة 4 كلم إلى الجنوب من أول موقع سوري، مع عدم مواجهة القوات السورية، والاكتفاء بتهديد أجنابها فقط .

          ويتم، خلال المراحل الأولى للعملية، مهاجمة مواقع المقاومة الفلسطينية وتدميرها، بواسطة المفارز المدرعة والمشاة الآلية، بالتعاون مع أعمال الإبرار، الجوي والبحري، وتحت غطاء من القصف المركز (الجوي ـ البري ـ البحري) على الأهداف الفلسطينية، يتم الاستيلاء على الخط العام (شبعا ـ صيدا)، بعمق 40 ـ60 كم شمال الحدود السياسية، خلال يومين إلى ثلاثة أيام قتال.

          وفي ضوء النجاح في تحييد الموقف السـوري، يتم تطوير الهجوم شمالاً، لاستكمال تصفية عناصر المقاومة الفلسطينية المسلحة، وحصار قياداتها داخل العاصمة بيروت، والضغط عليها حتى يتم الإذعان للشروط الإسرائيلية.

          مع استثمار الظروف المواتية في توجيه هجمات قوية ضد قواعد بطاريات الصواريخ السورية، في سهل البقاع، وتدميرها، وبما يشكل ردعاً للجانب السوري، والتأثير في قراره دخول العملية أو عدمه.

          تُركَّز الجهود الرئيسية، خـلال المراحل الأولى للعمليات على المحور الأوسط، ثم تتحول هذه الجهود إلى المحور الساحلي، بعد تحقيق الهدف الأمني، لاستكمال تحقيق الأهداف السياسية.

مراحـل العملـية

          قُسمت العملية إلى أربع مراحل، تبدأ اعتباراً من 4 يونيه 1982، وتستمر حتى تحقيق الهدف السياسي العام، وذلك كالآتي:

المرحلة التحضيرية

  1. مدة المرحلة: يومَا قتال ( 4 ـ 5 يونيه 1982).
  2. الهدف من المرحلة: إحداث أكبر قدر من الخسائر في مراكز تجمع المقاومة الفلسطينية، والتمهيد للهجوم البري الشامل علـى الجنوب اللبناني. ويتم خلالها قصف مناطق التجمع والمخيمات الرئيسية فـي كل من: صيدا، وشاتيلا، وبرج البراجنة، والأوزاعي، وخالدة، والناعمة، وصور، ومركز القيادة في الفكهاني، والمدينة الرياضية، والدامور. وكـذا قصف المواقع العسكرية الفلسطينية في: النبطية، وقلعة الشقيف، والعيشية، وعرب صاليم، ومراكز التدريب جنوبي بيروت.

المرحلة الأولى (تحقيق الهدف العسكري)

  1. مدة المرحلة: 3 أيام قتال ( 6 ـ 8 يونيه 1982).
  2. الهدف من المرحلة: تأمين مستوطنات شمالي إسرائيل، من أعمال القصف المدفعي والصاروخي لعناصر المقاومة الفلسطينية، والوصول إلى خط بعمق 40 ـ 60 كم، شمال الحدود الإسرائيلية (شبعا ـ صيدا). ويتم خلال هذه المرحلة تدمير التجمع الرئيسي لعناصر المقاومة الفلسطينية، في مناطق: صيدا، وصور، والنبطية، وقلعة الشقيف.
  3. تُنفذ العملية بدفع المفارز المدرعة والمشاة الآلية الإسرائيلية، في ثلاثة محاور رئيسية:

 

أ.

المحور الأول (محور العرقوب)

بقوة حتى كتيبة مشاة آلية، في اتجاه شبعا.

 

ب.

المحور الأوسط

بقوة لواء مشاة الجولاني، في اتجاه قلعة الشقيف والنبطية ، وبقـوة لواء مدرع، في اتجاه النبطية، لمعاونة أعمال قتال اللواء الجولاني. ثم تحول جهوده، في المرحلة التالية، إلى المحور الساحلي.

 

ج.

المحور الساحلي

بقوة لواء مدرع، في اتجاه مدينة صور، مع حصارها، ثم دفع مفارز مدرعة شمالاً.

المرحلة الثانية (تحقيق الهدف السياسي)

  1. مدة المرحلة: 3 أيام قتال (9 ـ 11 يونيه 1982).
  2. الهدف من المرحلة: تطوير الهجوم شمالاً، حتى مشارف بيروت. ويتم خلالها:

 

أ.

الاستمرار في تصفية جيوب المقاومة، في المناطق المستولى عليها.

 

ب.

متابعة عناصر المقاومة الفلسطينية شمالاً، وحتى بيروت.

 

ج.

مواصلة الضغط وإحكام السيطرة على قيادات المقاومة، في بيروت الغربية، للقبول بشروط إسرائيل السياسية. وذلك بالتعاون مع ميليشيات "الكتائب" المسيحية .

  1. تُنفذ العملية على المحاور الثلاثة كالآتي:

 

أ.

محور العرقوب: بقوة لواء مشاة آلية ولواء مدرع، تتقدم في اتجاه قليا ـ كوكبا، بهدف الضغط على القوات السورية، ودفعها شمالاً، ثم تطور الهجوم للوصول إلى الخط العام تنورين ـ شمال جزين.

 

ب.

المحور الأوسط: بقوة لواء مشاة الجولاني، تهاجم المواقع الفلسطينية، وتتقدم شمالاً من أجل الاستيلاء على مناطق بيت الدين ـ الباروك.

 

ج.

المحور الساحلي: تطوير الهجوم شمالاً، بقوة فرقة مدرعة، بعد إحكام الحصار على مدينتَي صيدا والدامور.

المرحلة الثالثة (حصار بيروت الغربية)

  1. مدة المرحلة:  تنفذ بدءاً من 13 يونيه، وحتى تحقيق الهدف السياسي العام.
  2. الهدف من المرحلة: تكثيف الضغط على عناصر المقاومة الفلسطينية، لقبول الشروط الإسرائيلية، وإخراج مقاتليها من لبنان، مع استكمال تدمير البنية العسكرية الأساسية لفصائل المقاومة، وتهيئة أفضل الظروف الملائمة لتنفيذ الاجتياح الكامل لمراكز المقاومة في بيروت الغربية، إذا ما تطلب الموقف ذلك.

(تخطيط الهجوم الإسرائيلي على لبنان ـ اُنظر الخريطة الرقم 4).

تخطيط الهجوم (من وجهة نظر إسرائيلية)

أوضاع القوات المعادية

1. القوات السورية

استهدف تمركز القوات السورية في لبنان، تحقيق هدفَين، هما: الفصل بين القوى اللبنانية المتنازعة؛ والدفاع عن المناطق الرئيسية؛ والتحصن في مواجهة احتمال مبادرة الجيش الإسرائيلي إلى مهاجمة دمشق، عبْر سهل البقاع. ومن أجل ذلك، اتخذت أوضاعها الدفاعية كالآتي:

 

أ.

القطاع الأول: ويمتد شمالي منطقة صيدا حتى الدامور، على الطريق الساحلي، صعوداً حتى سفوح جبل الشيخ شرقاً، مروراً بدير القمر وبيت اليدن والعيشية وسحمر، في البقاع الغربي.

 

ب.

القطاع الثاني: من الدامور حتى مدينة بيروت، صعوداً إلى دير العشائر، مروراً بزحلة ورياق.

 

ج.

القطاع الثالث: ويضم مدينة بيروت. وكانت القوات السورية الموجودة فيه، تتبع القطاع الثاني.

2. القوات الفلسطينية

انتشرت القوات الفلسطينية في خمسة قطاعات رئيسية، إضافة إلى مدينة بيروت، كالآتي:

 

أ.

قطاع الشريط الساحلي: ويضم صور صيدا والنبطية وجباع. وتمركز فيه لواء (القسطل)، بقيادة الحاج إسماعيل، وقوامه 6 آلاف فرد.

 

ب.

قطاع العيشية: انتشر فيه لواء (اليرموك) ويقدر عدد أفراده بنحو 600 فرد.

 

ج.

قطاع العرقوب: تمركز فيه لواء (الكرامة)، ويضم 1500 فرد، تقريباً.

 

د.

قطاع الزهراني ـ الأولي: وكان يتبع، عسكرياً، قطاع الشريط الساحلي. انتشرت فيه كتيبة (شهداء أيلول)، التابعة للواء القسطل، بقيادة رياض كمال الشيخ. ووصل مجموع الفدائيين في هذا القطاع إلى 1500 فدائي.

 

هـ.

قطاع الأولي ـ الدامور: ويتمركز فيه قوات (عين جالوت)، التابعة لجيش التحرير الفلسطيني.

 

و.

قطاع بيروت: انتشر فيه نحو 6 آلاف فرد، وعدد غير محدد، من الدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للدبابات والطائرات.

هدف الخطة الإسرائيلية

  • تدمير عناصر منظمة التحرير الفلسطينية، في الجنوب اللبناني.
  • تدمير القوات السورية، في حالة تدخّلها في الحرب.

مرتكزات الخطة

  • استغلال الممرات والمحاور الالتفافية، في المناطق الجبلية.
  • إنزال معدات، خلف القوات الفلسطينية، لمنع انسحابها، وإنزال أعلى خسائر ممكنة بها.

وقد خصصت القوات التالية لتنفيذ الخطة (سلام الجليل):

  • المنطقة الشمالية، بقيادة الجنرال أمير دروري.
  • قوات البقاع، بقيادة الجنرال أفيجدور بن جال.
  • تشكيلات مساندة من الجيش النظامي والاحتياطي.
  • مساندة جوية كثيفة، سواء للهجوم أو النقل.
  • مساندة بحرية للهجوم والإنزال.

الخطة الهجومية لقيادة المنطقة الشمالية

  • تتولى القوة (أ) تدمير تجمعات القوات الفلسطينية، على امتداد الشاطىء، من خلال التقدم حتى نهر الأولي، وتطهير المنطقة من الوجود العسكري الفلسطيني.
  • تضطلع القوة (ب) بتدمير تجمعات القوات الفلسطينية، في مرتفعات النبطية، وتتصل بالقوة (أ)، بوساطة التقدم على محور الزهراني، بعد السيطرة على جسر حبوش.
  • تدمر القوة (ج) التجمعات الفلسطينية، في منطقة "فتح لاند"، وتتحرك من المطلة نحو كوكبا ـ حاصبيا ـ شبعا، لمواجهة احتمال هجوم سوري.
  • تنزل القوة (د) عند مصب نهر الأولي، وتطوق صيدا، وتعزل الجبهة من الشمال، ريثما يمكن الاتصال بالقوّتَين (أ) و(ب).
  • توضع القوة (هـ) كقوة مساندة، لتعزيز الإنزال عند نهر الأولي، أو للتحرك في جبال الشوف، نحو جسر بسري.
  • في حالة تدخّل الجيش السوري في الحرب، تخترق القوة (و) خط الدفاع السوري الأول، في منطقة القرعون، اختراقاً تدريجياً.
  • القوة (ز) تحتل منطقة جزين.

الخطة الهجومية لقيادة قوات البقاع

          كُلِّف الجنرال أفيجدور بن جال بقيادة قوات البقاع، لإدارة الحرب من أجل تدمير القوة السورية، المتمركزة في البقاع اللبناني. ووضعت تحت قيادته قوات كافية، بالتنسيق مع القوة (و) والقوة (ج) التابعتَين لقيادة المنطقة الشمالية. وكلف سلاح الجو بمساندة القوات البرية، طوال مراحل تنفيذ العملية.

          كما عهد إليها بعمليات أخرى، مثل تنفيذ عمليات وقائية، ومهاجمة أهداف الفلسطينيين، ونقل قوات المشاة بالطائرات العمودية. وكُلِّف سلاح البحرية بتنفيذ عمليات وقائية، وإنزال القوة (د) عند مصب نهر الأولي، والمحافظة على تفوق بحري، على امتداد السواحل اللبنانية.

تخطيط الخداع

          وضعت إسرائيل خطة خداع، لتضليل القوات السورية، وتجنّب الاصطدام بها، في المراحل الأولى من الحرب. ومن ثم، كان مجمل التصريحات الرسمية، يتركز في إخفاء نيتها في ضرب القوات السورية. ولا شك أنه كان تضليلاً مدروساً، لتحقيق الأهداف المباشرة التالية:

  • تأخير الاصطدام بالسوريين، ريثما يُطَهَّر الشريط الساحلي من القوات الفلسطينية.
  • عدم دفع سورية إلى استنفار كامل قوّتها، خشية جر إسرائيل إلى حرب، قد تشمل مرتفعات الجولان.
  • حصر المعركة، ضد سورية، في لبنان، وجعل الضربة العسكرية ضد قواتها رادعة.
  • عدم زعزعة الإجماع الداخلي، إذ توجد قوى سياسية إسرائيلية فاعلة، تتحفظ من الاصطدام بسورية.

          وكان واضحاً للعديد من الخبراء الإسرائيليين، منذ اللحظة، التي قررت فيها القيادة الإسرائيلية العليا، إصدار أوامرها إلى الجيش بالتوغل إلى مسافة 40كم داخل لبنان ـ أنه لا بدّ من حدوث احتكاك قتالي، فعلي، مع القوات البرية السورية، المنتشرة في أعالي نهر الليطاني، وفي القطاعات الجبلية، على جانبَي سهل البقاع؛ إذ إن الخط الأحمر للوجود السوري، في هذا القطاع، يقع على بعد 20كم من حدود إسرائيل الشمالية. ودلت قوة المدرعات، والقوة الجوية، اللتان استخدمهما الجيش الإسرائيلي، في سهل البقاع، والجبل وفي الجنوب اللبناني، على أن القيادة العليا، قدّرت، منذ البداية، أنه ستقع، فعلاً، مواجهة برية ـ جوية مع السوريين. غير أن تردد السوريين، خلال اليومَين الأوليَن للحرب، جعلهم يفقدون القدرة على العمل، مما أتاح لشارون، أن ينفذ خطوات مرحلية، مهدت، ميدانياً، للمعركة الحاسمة في حرب الصواريخ السورية وتأخير المواجهة، مع قضم المواقع المهمة شيئاً فشيئاً. ففي المرحلة التالية (7 يونيه)، أبلغ شارون الحكومة أنه من أجل تجنّب المواجهة المباشرة مع السوريين في منطقة البقاع، فإن علية أن يطوقهم. فاستجابت الحكومة. ومن ثم، فتح شارون محور جزين ـ عاليه. وفي المرحلة الرابعة (8 يونيه)، طلب شارون موافقة الحكومة على الاقتراب من محور دمشق ـ بيروت لتحسين عملية التطويق. وبعد وقت قصير، فتح محور الدامور ـ عين زحلتا لتسهيل الوصول إلى طريق بيروت ـ دمشق. وفي المرحلة الخامسة (9 يونيه)، طلب شارون أن تجيز الحكومة استخدام السلاح الجوي ضد الصواريخ السورية والمدافع المضادة للطائرات. وبعد ذلك، حصل على موافقة لشن هجوم مدرع على التجمع السوري في البقاع؛ ونفذت العملية من الجنوب، وليس بالقوات، التي أُرسلت لتطويق السوريين.

-----------------------------



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة