الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الفصل الثالث
يوميات الحـرب

          بدأت إسرائيل تنفيذ مراحل الغزو، مع تعديل مخططها، الذي اشتمل على أربع مراحل، ليصبح خمس مراحل لسير أعمال القتال، التي بدأت في 4 يونيه 1982. واتسمت كل مرحلة بطابع عسكري مميز، وكذلك طابع سياسي، برز من خلال ردود فعل الأطراف المعنية بالأزمة، على المستويين، الدولي والإقليمي. كما ظهر، خلال القتال، التعاون الواضح بين إسرائيل وقوات "الكتائب". وكان المتضرر الوحيد من هذه الحرب، هو الشعب اللبناني، الذي فقد الكثير من أبنائه، ودُمّرت مدنه وقراه.

أولاً: المرحلة التحضيرية، القصف الجوي (4 ـ 5 يونيه 1982)

          بدأت القوات الإسرائيلية بتوجيه الهجمات الجوية، في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الرابع من يونيه، ضد مناطق التجميع الفلسطينية، ومواقع عناصر المقاومة.

          وفي الصباح الباكر من اليوم التالي، الخامس من يونيه، بدأت الطائرات الإسرائيلية في قصف مواقع الفدائيين الفلسطينيين، على امتداد وسط وجنوبي لبنان، واستمرت الغارات حتى الساعة الثانية عشر والربع، وهي تُعَدّ من أعنف الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد لبنان، منذ عام 1948.  وتمكنت وسائل الدفاع الجوي الفلسطينية و"الحركة الوطنية اللبنانية" من إسقاط طائرتين إسرائيليتين،  بينما كانت خسائر المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية حوالي 130 قتيلاً و250 جريحاً . أمّا المصادر الإسرائيلية، فتذكر أن عمليات القصف الجوي، خلفت وراءها 150 قتيلاً من المدنيين والفلسطينيين.الملحق الرقم (3)

          وأعلنت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" أن الطائرات الإسرائيلية المغيرة، ألقت بقنابل عنقودية على منطقة عرمون، مما أدى إلى زيادة حجم الخسائر الفلسطينية.

ثانياً: المرحلة الأولى، اقتحام جنوبي لبنان (6 ـ 8 يونيه 1982)

أعمال القتال، يوم 6 يونيه، وردود الفعل

1. الجانب الإسرائيلي

بدأ الغزو البري الإسرائيلي للجنوب اللبناني صباح يوم السادس من يونيه، عندما اقتحمت القوات البرية الإسرائيلية جنوبي لبنان، تحت ستار من نيران القاذفات المقاتلة والزوارق البحرية، وبمساندة من نيران دبابات ومدفعية القوات المهاجمة. وقد تقدمت المفارز المدرعة والمشاة الآلية، في السادسة من صباح يوم 6 يونيه، عابرة حدود إسرائيل الشمالية، في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات المنفصلة عن الحكومة اللبنانية، في الجنوب اللبناني، والتي يقودها المنشق، الرائد، سعد حداد.

واخترقت القوات الإسرائيلية، أثناء تقدمها مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وسجل المراقبون الدوليون أن إسرائيل، هي التي بدأت إطلاق النيران، وهي التي اخترقت الحدود.

وفي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وعلى الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الرقم (508)، بتاريخ 5 يونيه 1982، بإعلان الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان، اخترقت الأراضي اللبنانية ثلاث ألوية إسرائيلية، معززة بالدبابات وناقلات الجند من ستة محاور في القطـاعات، الشرقي والأوسط والغربي، على جبهة عرضـها 90 كم من شبعا شرقاً حتى صور غرباً، وسط مقاومة عنيفة من القوات المشتركة (الفلسطينية والعناصر الوطنية اللبنانية). وحاولت القوات الإسرائيلية الحـد من مقاومة هذه القوات بغارات جوية عنيفة، وقصف مدفعي وصاروخي مستمر، شمل معظم قرى الجنوب والطرق، لشل الإمدادات. ووصلت حتى شاطئ الدامور والرميلة ومصفاة الزهراني، الذي اندلعت فيها النيران.  وتركز القتال مع "القوات المشتركة" في محيط مدينة صور، لمنع تطويقها، مع تنفيذ عمليات إنزال بحري إسرائيلي في رأس العين والبرج الشمالي والقاسمية. وتقدمت القوات الإسرائيلية على المحاور التالية:

 

أ.

محور الرشيدية ـ صور.

 

ب.

محور عباسية ـ معشوق.

 

ج.

محور جسر القاسمية.

 

د.

محور القعقعية ـ النبطية، حيث قُسِّم إلى محورين فرعيين: الأول شرق النبطية والآخر غربها.

 

هـ.

محور الخردلي ـ سهل الباروك.

كما ذكر مراسل الإذاعة الإسرائيلية، أنه في تمام الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة، واصلت القوات الإسرائيلية قصفها براً وبحراً لمدينة صور، وأنها نجحت في تنفيذ عمليات إنزال بحري، في بلدتَي عدلون والأنصارية .  وفي الساعة التاسعة والثلث (سعت 2120) مساء يوم 6 يونيه، كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها على محاور القتال الستة، تحت دعم من نـيران المدفعية والصواريخ، وإسناد جوي من الطائرات المقاتلة والطائرات العمودية الهجومية، المزودة بالصواريخ. ونجحت القوات الإسرائيلية، في حوالي الساعة العاشرة مساء (سعت 2200)، من تنفيذ إنزال جوي، بين الشواكير والرشيدية.

الموقف في مجلس الأمن

          في ضوء تطور الأحداث، وعدم تنفيذ إسرائيل للقرار الرقم 508، الصادر عن مجلس الأمن، في 5 يونيه 1982، قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً، في شأن الوضع في الشرق الأوسط، إلى مجلس الأمن، في 6 يونيه 1982.الملحق الرقم(6)

          وكانت المجموعة العربية قد تقدمت، في 6 يونيه 1982، بمشروع قرار أولي إلى رئيس مجلس الأمن، إلاّ أن هذا المشروع سرعان ما اصطدم بتحفظات من أعضاء آخرين.

2. "القوات المشتركة" اللبنانية والفلسطينية

صمدت القوات المشتركة للهجوم الإسرائيلي الشامل، وقاتلت بضراوة على كل المحاور، مما أدى إلى إعاقة تقدم القوات الإسرائيلية، وأوقع في صفوفها العديد من الخسائر. أُسقطت لها طائرتَي سكاي هوك، وطائرتين عموديتين .

وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) في بيروت ، أن المقاومة دمرت ثلاث دبابات إسرائيلية، بين الرشـيدية ورأس العين، في الساعة الثانية والربع. كما دمرت سبع دبابات أخرى وناقلة جند على محور البرج الشمالي. وذكرت "وفا" أنه في الساعة الثالثة والثلث (سعت 1520) بعد ظهر يوم 6 يونيه، شددت القوات الإسرائيلية هجماتها المدرعـة، تعززها الطائرات المقاتلة، على جميع المحاور. كما أتمت عمـلية إنزال بحري ناجح في منطقة الزهراني، حاولت القوات الإسرائيلية على محور الخردلي في اتجاه دمشقية، تطويق مدينة النبطية. واستطاعت قوات المقاومـة إسقاط طائرة عمودية فوق النبطية. وفي الساعة الخامسة (سعت 1700) بعد ظهر يوم 6 يونيه، أذاعت وكالة "وفـا" تدمير 12 دبابة و18 آلية مدرعة على كل محاور القتال، إضافة إلى 11 دبابة كان قد دُمرت في الساعات السابقة. وأكدت "وفا" أن المقاومة أحبطت هجمات الإسرائيليين على جسر القاسمية، وصور، والرشيدية، والنبطية، والبرج الشـمالي.

3. العمليات النفسية الإسرائيلية ضد سكّان الجنوب

شنّ الجيش الإسرائيلي عمليات نفسية، منذ اليوم الأول للقتال، فأصدر عدة بيانات إلى سكان الجنوب، بثتها الإذاعة الإسرائيلية، جاء فيها:

 

أ.

البيان الأول:

"إن جيش الدفاع الإسرائيلي، اضطُر إلى دخول جنوب لبنان، كي يزيل الكابوس، الذي يُخيّم على السكان، ويعيد الأمن والطمأنينة، إلى ما كانا عليه في السابق. إن هدف جيش الدفاع الإسرائيلي هو القضاء على أوكار المخربين فقط، مع بذل كل الجهود لعدم تعرض المواطنين العزّل لأي أذى. ومن أجل مصلحتكم والمحافظة على سلامتكم، التزموا الهدوء والسكينة".

 

ب.

البيان الثاني:

"لضمان سلامتكم وسلامة أقربائكم، والحفاظ على أرواحكم وممتلكاتكم، اتبعوا بدقة ما يلي: امنعوا العناصر المسلحة من استعمال أحيائكم وبيوتكم، مراكزاً لإدارة قتال، عديم الجدوى. لازموا دوركم، ولا تغادروها. علقوا على الشرفات قطعة من القماش الأبيض، لكي يمكن رؤيتها وتميزها من بُعْد".

 

ج.

البيان الثالث:

"حاولوا إقناع المخربين، الموجودين في منطقتكم، بالتخلي عن أسلحتهم، في أقرب وقت ممكن، وعدم الاختباء وراء ظهوركم. امنعوهم من أن يكونوا السبب في إزهاق أرواحكم وأرواح أبنائكم وأقربائكم الأبرياء. الرجاء عدم مغادرة بيوتكم أو قراكم، لأن الطرق معرضة للقصف".

وحتى الساعة الثانية عشرة والثلث (سعت 1230) بعد ظهر السادس من يونيه، استمر القتال بين القوات المشتركة والقوات الإسرائيلية في مدينة صور وضواحيها، وفي هضبة النبطية، وداخل شوارعها. ونتج من ذلك تدمير عدد من الدبابات الإسرائيلية.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة