الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

ردود الفعل، الدولية والإقليمية

الموقف الدولي

عاد مجلس الأمن للاجتماع، وأصدر القرار الرقم (509)، في 6 يونيه 1982، الذي يؤكد فيه وحدة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي، داخل حدوده، المعترف بها دوليا، ويطلب من إسرائيل سحب قواتها العسكرية فوراً، ومن دون شروط، إلى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تميز الموقف بالهدوء، حيث صرح وزير الخارجية، ألكسندر هيج، أن الرئيس ريجان لا يزال يدرس الغزو الإسرائيلي للبنان، لتحديد ما إذا كان الغزو دفاعاً مشروعاً عن النفس.

وفي إيطاليا، قال الرئيس الإيطالي، برتيني Alessandro Pertini ، خلال مأدبة أعدها للرئيس الأمريكي، "إن إيطاليا تدين الهجوم على السفير الإسرائيلي شلومو أرجوف، في لندن، غير أنه ليس من الممكن تطبيق قانون قَبَلي متوحش، ضد شعب، بأسره".  

وأعربت أسبانيا وقبرص واليونان وألمانيا والنرويج عن إدانتها للعدوان الإسرائيلي على لبنان.

كما أعلن وزير خارجية بلجيكا لسفير لبنان إلى الأمم المتحدة، أن الجماعة الأوروبية، ستجتمع، بناءً على طلب اليونان، لتطالب بدور مباشر، وفعال، في معالجة الأزمة.الملحق الرقم (11).

أمّا بريطانيا، فقد التزمت بتوجهات الجماعة الأوروبية، المتعاطفة مع احترام استقلال لبنان وسيادته، وانتهاج سياسة التوازن، في التعامل مع قرارات مجلس الأمن الخاصة بالجنوب.الملحق الرقم (12).

الموقف العربي

في جدة، أصدرت سبع دول إسلامية ومنظمة التحرير الفلسطينية بياناً، أدانت فيه الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، ودعت إلى ممارسة المزيد من الضغوط، لإجبار إسرائيل الانسحاب وقبول وقف إطلاق النار.  

وفي مصر، أعلنت الحكومة المصرية أنها ستبادر إلى اتخاذ خطوات عدة، في سبيل تحجيم العدوان الإسرائيلي. وبادر المندوب المصري في الأمم المتحدة، إلى الاتصال بالسفير اللبناني، وأبلغه رسالة من وزير الخارجية المصري، تتضمن الموقف الرسمي للحكومة المصرية، وتلقي الضوء على التحرك المصري، على المستويَين، المحلي والدولي. وطلب نقل الرسالة إلى بيروت.

وفي الأردن، أعلن مُضر بدران، رئيس الوزراء الأردني، آنذاك، أن الحكومة الأردنية ستضع التسهيلات اللازمة، لتأمين الأردنيين الراغبين في التطوع للقتال، إلى جانب إخوتهم، في منظمة التحرير الفلسطينية.

الموقف الإسرائيلي

أعلنت إسرائيل، بعد اجتماع رئيس وزرائها مع المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط، فيليب حبيب، أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت حبيباً، أن الوضع لا يمكن حله من طريق وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل ترفض العودة إلى الوضع السابق.

أعمال القتال، يوم 8 يونيه، واحتلال الشوف، وقطع طريق بيروت ـ دمشق

          تمكنت القوات الإسرائيلية، قبل ظهر يوم 8 يونيه، من احتلال منطقة الشوف الأعـلى. وتقدمت على محورين، حيث تمكنت من احتلال مرج بعقلين، والمختارة، وبيت الدين، والمعاصر، وكفرينرخ، وبتلون، ومزرعة الشوف، ووصلت إلى الباروك، ثم استطاعت اجتياح الشوف الأعلى. واستمرت العمليات العسكرية على ساحل الشوف، من خلدة حتى السـعديات، التي أنزل فيها الإسرائيليون وحدات من رجال الكوماندوز معززة بالآليات. وتعرض الإسرائيليون، في هذه الأماكن، لهجمات عدة، شنتها "القوات المشتركة"، الأمر الذي دفعهم إلى الاستعانة بالطائرات والزوارق، التي قصفت المنطقة الساحلية. كما حدثت عدة اشتباكات بين الطائرات السورية والطائرات الإسرائيلية، سقط فيها عدد من طائرات الطرفين، داخل الأراضي اللبنانية.

          وخلال الليل، قامت إسرائيل بعملية إنزال بحري على مشارف الدامور. أمّا بالنسبة إلى مدينة صور، فقد أعلن تيمور جوكسيل ، المتحدث باسم قوة الطوارئ الدولية، في لبنان، أن صور تحترق، وأنها خلت من سكانها، بعد أن أحكم الإسرائيليون سيطرتهم عليها. وأضاف أنه يوجد عدد قليل من الوحدات الإسرائيلية في هذه المدينة، تركها الجيش الإسرائيلي خلفه، قبل أن يتجه نحو صيدا والدامور.

          وفي صـيدا، تمكن الإسرائيليون من تطويق المدينة، وعزلها عن بقية المناطق. ودارت عدة اشتباكات داخل المدينة، وحول تلالها. وتمكنت القوات الفلسطينية من صد هجوم إسرائيلي على مخيم عين الحلوة، على مشارف صيدا .

          وفي جبل الشوف، جنوب شرق بيروت، توغلت المدرعات الإسرائيلية، في حركة دائرية، نحو منطقة إقليم الخروب والدامور، حيث تحتشد القوات الفلسطينية والمتقدمة، على مسافة 17 كم جنوب بيروت على الساحل. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية القرى اللبنانية شرق الطريق، ولا سيما المختارة وبيت الدين . وكان هذا الزحف الإسرائيلي في جبل الشوف، يهدف إلى تطويق منطقة الدامور من جهتَي الجبل والبحر، إذ ترابط قوات إسرائيلية أخرى على الساحل من صيدا إلى السعديات (21 كم جنوب بيروت، على مسافة 5 كم من الدامور) .

          وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية : "أن القـوات السورية في منطقة جزين، في القطاع المتقدم لقوة الردع العربية ـ وسط الجنوب اللبناني ـ تقهقرت صوب بلدة مشغرة، عند مدخل وادي البقاع، التي تبعد عشرة كم شرقي جزين. وكانت جزين ـ 35 كم شرق صيدا ـ قد تعرضت لقصف المدرعات الإسرائيلية، التي تقدمت من منطقة صيدا صـوبها، حيث جرت الاشتباكات الجوية والبرية بينها وبين القوات السورية".  وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: "إن الجنود السوريين، الذين كانـوا يدافعون عن جزين، انسحبوا بعد قصف جوي مكثف، دام أكثر من ساعة، إلى سهل البقاع وجبل الشـوف ، وإن الإسرائيليين وصلوا إلى مشارف المدينة، ثم مروا بطريق الجبل المؤدي إلى إقليم الخروب، حيث ترابط حشود ضخمة من القوات الفلسطينية واللبنانية المشتركة".

          أمّا المتحدث العسكري السوري ، فقد ذكر: "أن القوات السورية المرابطة في بلدة جزين والمناطق المحيطة بها، قد اشتبكت في معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية الموجودة في موقعين، شمالي غربها وجنوبي غربها، في بلدة روم، على مسافة 6 كم من جزين". وأعلن المتحدث عن وقوع معركة جوية فوق جزين، حيث "تصدت وسـائل الدفاع الجوي السوري للمقاتلات الإسرائيلية المهاجمة في جزين، وأسقطت إحداها غربي البلدة. وتدخـل الطيران السوري، لمنع المقاتلات الإسرائيلية من قصف هذه المناطق. وقد أُسقطت طائرة إسرائيلية، وأُصيبت طائرتان سوريتان".

          وفي بلدة كترمايا ـ الشوف، سقط مائة ضحية لبنانية، بين قتيل وجريح، من المدنيين، حيث وقعت مجزرة رهيبة، نتيجة إغارة الطائرات الإسرائيلية على جامع كترمايا، والحي السكني المحيط به، حين كان أهالي البلدة مجتمعين في الجامع لتأدية واجب العزاء. ولم يتمكن أحد من إنقاذ من بقي حياً تحت أنقاض المنازل المهدمة، بسبب استمرار الغارة الإسرائيلية لمدة ساعتين متواصلتين.

          واعترفت البيانات العسكرية الإسرائيلية بمصرع 25 جندياً إسرائيلياً، وجرح 96 آخرين وأسر جندي واحـد . في الوقت الذي أصبحت فيه صور، وصيدا، والدامور، والطرق التي تربط الدامور بالشوف، وصيدا ببيروت، وصور بصيدا، وأطراف خلدة، والناعمة، متفرقة ومتباعدة، لقطع أوصال مناطق الجنوب اللبناني بعضها عن بعض.

وبنهاية هذه المرحلة، أصبح معظم الجنوب اللبناني في أيدي القوات الإسرائيلية، وسقطت الدامور، أهم معقل للمقاومة الفلسطينية. كما دفعت إسرائيل بنحو 15 ألف جندي إضافي إلى الجبهة، من أجل تطوير الهجوم .

(أعمال قتال قوات الجانبين ـ اُنظر الخريطة الرقم 5).

ردود الفعل، العربية والدولية، بعد الأيام الثلاثة الأولى للقتال

ردود الفعل العربية

المملكة العربية السعودية:

دعا الملك خالد بن عبدالعزيز الدول الإسلامية إلى توحيد صفوفها، وحشد طاقاتها لمواجهة إسرائيل. ووصف، في بيان أصدره، بصفته الرئيس الحالي ـ آنذاك ـ لمنظمة المؤتمر الإسلامي، الوضع بأنه "يمثل مرحلة جديدة من مراحل حرب الإبادة، لتحقيق أهداف إسرائيل في اغتصاب أجزاء من أراضي الأمة الإسلامية، وتكريس استعمارها الاستيطاني للأراضي العربية والمقدسات الإسلامية".

مصر: بعث الرئيس المصري محمد حسني مبارك برسالة عاجلة إلى الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، يدعوه فيها "لموقف أمريكي حازم"، وطالب الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لقبول قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في لبنان، والقيام بمسعى شامل، لتأمين انسحاب القوات الإسرائيلية، من الأراضي اللبنانية.

الكويت : طالب رئيس الوزراء، سعد العبدالله الصباح، بعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب، لبحث عملية الغزو الإسرائيلي لجنوبي لبنان.

ردود الفعل الدولية

          تواصلت حملات التنديد ـ قولاً فقط ـ ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، والدعوة إلى الانسحاب الفـوري، من دون اتخاذ مواقف جادة، من أجل الضغط على كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

الموقف الأمريكي:

فقد ظهر واضحاً من خلال خطاب الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، أمام مجلسَي العموم واللوردات البريطانيين في لندن، حيث أكد أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان أمر غير كاف، وأن العمل المطلوب هو القضاء على الإرهاب وخطره. في حين أعلن وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي بلندن، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تقليص الوجود السوري في لبنان.

موقف الأمم المتحدة:

انعقد مجلس الأمن في جلسة طارئة، دعا إليها المندوب اللبناني، السفير غسان تويني، لبحث الموقف في لبنان، بعدما رفضت إسرائيل الانسحاب ووقف النار، مشترطة ترتيبات دائمة، تستبعد احتمال تنفيذ الفلسطينيين أعمالاً عدائية ضد مواطنيها.

كما قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرين، في 8 يونيه 1982، أحدهما في شأن الموقف في لبنان. والآخر يتناول قرار مجلس الأمن، الرقم (509)(المحلقان الرقمان 14، 15)..

كما عرض السفير اللبناني إلى الأمم المتحدة، الموقف أمام مجلس الأمن. وشرح الأحداث داخل لبنان، وعدم تنفيذ إسرائيل القرارَين (508) و(509). كما شرح الموقف، في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة، عقده ظهر اليوم نفسه.(الملحقان 16، 17).

وبعد مداولات، استمرت اثنتي عشرة ساعة، في مجلس الأمن، توصل المجلس إلى مشروع قرار معتدل. ولكن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأمم المتحدة، تلقت تعليمات من الخارجية الأمريكية، فاستخدمت حق النقض (الفيتو).الملحق الرقم (18).

الموقف السوفيتي:

اتسم الموقف السوفيتي بالصمت، والسلبية المطلقة. وشكل هذا الموقف منعطفاً جديداً في السياسة السوفيتية إزاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وللمرة الأولى، يترك الاتحاد السوفيتي الساحة العربية ـ الإسرائيلية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لكي تسوّيا الأوضاع في المنطقة بالشكل المناسب لهما، ويكتفي باتخاذ موقـف الإدانة الخطابية. والجديد في الموقف السوفيتي، هو إسقاطه لجانب من سياسته، وهو الدعم النشيط للموقف العربي. وهذا يمـكن تفسيره في ضوء عدة اعتبارات، منها الموقف السلبي للأمة العربية من الغزو، وكذا النفقات الباهظة للوجود السوفيتي، العسكري والسياسي، في المنطقة العربية، منذ أوائل الخمسينيات. ولا شك أن هذا الموقف السوفيتي السلبي من الغزو الإسرائيلي للبنان، قد أحرج كلاًّ من سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة