الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

4. ردود الفعل، الدولية والعربية

ردود الفعل الدولية

على الصعيد الدولي، ذكر وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيج، أن إسرائيل رفضت دعوة أمريكية للانسحاب من لبنان. بينما أعلن الرئيس الدَّوري للمجلس الأوروبي، ليوتندمانس، أن المجلس قد يعقد اجتماعاً طارئاً، لبحث الموقف في لبنان.

ونشرت وكالة "تاس TASS "السوفيتية مقالاً، اتهمت فيه كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشن الحرب الخامسة على العرب، في إطار اتفاقات ثنائية، سرية، أمريكية ـ إسرائيلية.

وفي باريس، أصدرت وزارة العلاقات الخارجية بياناً، يدين، بشدة، الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، ويعلن أن فرنسا تستنكر، بشدة، قصف الطائرات الإسرائيلية لأراضي لبنان .

وانتقدت صحيفة "يوركشير بوست Yorkshire Post "البريطانية، بشدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لعدم إظهاره قدراً كافياً من الاهتمام بالمحافظة على وقف إطلاق النار، الذي رتبه المبعوث فيليب حبيب بيـن الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت الصحيفة إن إسرائيل لم تستطع مقاومة تسديد ضربات انتقامية ضد المخربين، على الرغم من أن فيليب حبيب يوشك أن يبدأ مهمته الجديدة في الشرق الأوسط.

ردود الفعل العربية

أبلغت المملكة العربية السعودية منظمة التحرير الفلسطينية، أن الملك خالداً، بعث برسائل عاجلة إلى الرئيسين، الأمريكي رونالد ريجان والفرنسي فرانسوا ميتران Francois Maurice Marie  Mitterrand، ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر Margaret Thatcher ، وإلى زعماء الدول، العربية والإسلامية، دعاهم فيها إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه الهجمة غير الإنسانية، التي يتعرض لها الشعبان، اللبناني والفلسطيني. وفي مصر، أبلغ مجلس الوزراء المصـري إسرائيل احتجاجه، الشديد، على العدوان، من طريق السفير المصري لدى إسرائيل.

وقدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن، ورسالة ملحقة بها، تطلب اجتماعاً عاجلاً، نظراً إلى تفاقم الوضع.(الملحقان الرقم 8، 9).

وتساءلت ليبيا، في تعليق لها، عن سبب عدم تدخل سورية أو اشتراكها في المعركة إلى جانب القوات المشتركة، على الرغم مما تملكه، من إمكانيات تكنولوجية وعسكرية كافية لمواجهة القوات الإسرائيلية. وبعث عرفات رسائل عاجلة إلى الرئيس السوفيتي ليونيد بريجينيف Leonid Llich Brezhnev ، وإلى كل من الملك خالد، عاهل المملكة العربية السعودية، والرئيس الدَّوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والرئيس دانيال آراب موي Daniel arap Moi ، الرئيس الدَّوري لمنظمة الوحدة الأفريقية، والشاذلي القليبي، الأمين العام لجامعة الدول العربية،  شرح فيها الوضع، وطلب التحرك العاجل لإيقاف العدوان.

أعمال القتال، يوم 7 يونيه، واحتلال الجنوب

          وفي يوم 7 يونيه، أغارت الطائرات الإسرائيلية على بيروت، مُركِّزة قصفها على جامعة بيروت العربية. واصطدمت الطائرات المغيرة بطائرات سورية مقاتلة، اشتبكت معها. وأسفر القتال الجوي عن سقوط طائرة سورية، تحطمت فـي أحراج العربانية. كما أغار الطيران الإسرائيلي ليلاً على العاصمة اللبنانية، وأُغلق مطار بيروت الدولي.

          وفي إطار العمليات البرية، شارك الجيش اللبناني فـي التصدي لهجوم القوات الإسرائيلية، على محـور (بيصور ـ عين المير) في قضاء جزين. كما أعاقت تقدمها في منطقة كفرفالوس. ونتج من ذلك جرح 3 عسكريين من الجيش اللبناني.

          كما نفّذت القوات الإسرائيلية أضخم عملية إنزال بحري في تاريخها حين أُنزلت أعداد كبيرة من الدبابات، في نقاط حاكمة، على الطريق الساحلية، خاصة في منطقة صور ـ جسر الأولي، شمال صيدا ـ الرميلة. وساند عملية الإنزال بعدد أربعة أسرابF-15،F-16، إضافة إلى عشرات الطائرات العمودية الهجومية، مع تنفيذ عمليات إبرار جوي. كما قصف الطيران الإسرائيلي المنطقة الممتدة من صيدا والدامور قصفاً كثيفاً.

          واتضح من أعمال قتال هذا اليوم، أن القوات الإسرائيلية، كعادتها، تحاول سبق الزمن، إذ تقوم باندفاعات سريعة بالدبابات على بعض الطرق، يصاحبها إنزالات بحرية مختلفة بالدبابات، في محاولة للإيهام باحتلال مساحات واسعة من الأراضي، بينما كانت الحقيقة أن العديد من المواقع لا تزال تقاتل ببسالة، في مخيم البرج الشمالي ومخيمَي الرشيدية والبص، بالقرب من مدينة صور. وكذلك كان الحال في مدينة صور نفسها، والنبطية والتلال المحيطة بها في مرتفعات علي الطاهر والشقيف وإقليم التفاح وحاصبيا والحاصباني وغيرها، على امتداد عمق الجبهة. وكان الجانب الإسرائيلي قد تكبد، ما يقرب من 400 قتيل وجريح، ودُمِّر له نحو خمسين دبابة و40 ناقلة جند، إضافة إلى إسقاط خمس طائرات مقاتلة وعمودية.

أعمال القتال على المحاور المختلفة، بعد ظهر يوم 7 يونيه

          بعد ظهر يوم 7 يونيه، دارت معركة عنيفة مع القوات الإسرائيلية، المتقدمة في اتجاه الجيَّة، من منطقة جسر الأولي.وعندما حاولت العناصر الآلية الإسرائيلية، التي تم إنزالها في منطقة جسر الأولي، التقدم في اتجاه الجيَّة، واشتبكت القوات المشتركة معها ودمرت لها ثلاثاً من آلياتها المدرعة. كما نجحت عناصر الدفاع الجوي في تدمير طائرة عمودية، تحمل آلية مدرعة، أثناء محاولة إنزالها أمام القلعة البحرية في مدينة صيدا. فضلاً عن فشل المحاولات الإسرائيلية لإنزال آليات برمائية في منطقة الاستراحة في صور، وإجبارها على الانسحاب حتى منطقة رأس العين.

          وفي القطاع الأوسط: استمرت محاولات القوات الإسرائيلية للسيطرة على مخيم البرج الشمالي، من خلال أربع هجمات متتالية، بقوة كتيبة مشاة آلية، ولكنها لم تحقق سوى نجاحات طفيفة.

          وفي منطقة الزهراني، تمكنت القوات الإسرائيلية، في مساء يوم 7 يونيه، من إنزال قوات محمولة جواً، ومعها بعض الآليات، وبمعاونة الطائرات العمودية المسلحة بالصواريخ. وتقدمت القوة إلي مثلث الزهراني، ثم في اتجاه الغازيَّة. ونجحت القوات المشتركة في إيقاف اندفاع القوات الإسرائيلية على محور زحلة ـ ميماس، وردتها على أعقابها.

          وفي المحور الساحلي:  ومنذ الساعة الثامنة مساء (سعت 2000)، حاولت القوات الإسرائيلية التقدم إلي صيدا، حيث نجحت القوات المشتركة في إيقاف تقدمها عند رأس السعديات . وفي صور، اسـتمر القتال، بشدة، على أطراف المدينـة. وقامت القوات الإسرائيلية بأربعة محاولات للتقدم تجاهها، حيث تمكنت القوات المشتركة من صدّها، ودمرت تسع دبابات.

          سقوط قلعة الشقيف:

          يقول المقدم زوف، قائد الحملة الإسرائيلية التي احتلت قلعة الشقيف : "لقد تلقيت أمراً من قائد اللواء، الجنرال يكوتئيل آدام" ، في حوالـي الخامسـة (سعت 1700) من مساء يوم الأحد 7 يونيه، بمهاجمة قلعة الشقيف، وتطهيرها من القوات الفلسطينية المتمركزة فيها. وأُبلغتُ بأن عليّ أن استوليّ على الحصن من أيدي الفلسطينيين المرابطين فيه. وكان تحت قيادتي 9 دبابات و17 ناقلة جند مدرعة. وفي الساعة السابعة والنصف (سعت 1930)، كنت مع قواتي على بعد عشرات الأمتار فقط من الحصن، دون أن نواجه أي مقاومة. ونزل العديد من الجنود من مدرعاتهم، واقتربوا مني. وبينما كنت أرد على استفسارات الجنود، استعداداً لاقتحام الحصن، فُتحت علينا النيران من كل جانب. لقد أمطرونا بالقذائف الصاروخية والبازوكا، وتعالى الصراخ والصياح بين الجنود. لقد قُتل، في الحال، جميع الجنود، الذين كانوا خارج دباباتهم ومدرعاتهم. وأخذت أصرخ بالجنود للتقهقر إلى الخلف، لإعادة التنظيم والانتشار. لم يكن هناك أي مجال للنجاة، لقد وقعنا في المصيدة. استمر تبادل إطلاق النيران بيننا وبينهم حتى العاشرة ليلاً (سعت 2200). وفي تلك الأثناء، وصلتنا تعزيزات كبيرة، وتم إخلاء القتلى والجرحى، ولم يبقَ من قواتي (90 جندياً، 7 ضباط) سوى سبعة جنود فقط. كما دُمِّرت الدبابات والآليات المدرعة. كان عدد الفلسطينيين 33 فرداً "من قوات فتح". ولم نأسر أي فرد منهم، لأنهم قاتلوا حتى الموت، ولم يستسلم أحد. لقد دهشت من ضراوة مقاومة هؤلاء الفلسطينيين. إننا لم نحسن تقدير قوتهم الحقيقية".

الموقف العسكري في نهاية يوم 7 يونيه

في القطاع الأوسط: وصلت القوات الإسرائيلية إلى صرفند، على مسافة 15 كم شـمال شرق النبطية. وبذلك أصبحت لا تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن عيشية، حيث توجد عناصر متقدمة سورية تعمل كمفارز للقوات السورية.

في القطاع الشرقي: وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة كاليا، على مسافة 25 كم شمال الجليل (أصبع)، وخمس كيلومترات شمال غرب حسبية، وهي آخر موقع للسوريين في الطرف الجنوبي لسهل البقاع. كما سقطت مدينة حاصبيا في أيدي القوات الإسرائيلية.

وعلى الساحل: تقدمت القوات الإسرائيلية، حتى صارت في اتجاه الجسر القديم على نهر الأولى، شمال مدينة صيدا.

بعد 7 يونيه 1982، وضح أن أهداف الحرب، أصبحت لا تقتصر على إبعاد نيران الفلسطينيين عن مستعمرات الشمال، بل تجاوزته إلى:

  • إخلاء الجنوب اللبناني من الفلسطينيين.
  • تدمير بِنية منظمة التحرير الفلسطينية العسكرية، في كل أنحاء لبنان.
  • إخراج القوات الأجنبية، وتحديداً السورية، من لبنان.
  • إيجاد نظام سياسي جديد، أكثر مرونة، في لبنان.


الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة