|
ب. إريتريا
في 13 أغسطس 1997، اتهم القنصل الإريتري في جدة، أحمد شنيتي الخرطوم، باختراق المجال الجوي لبلاده وإرسال طائرة حربية سودانية من نوع انتنوف روسية الصنع للإغارة على مدينة قرورة الإريترية الحدودية يوم 27 يوليه 1997، ألقت بوابل من القنابل على المدينة دون أن تسجيل أي إصابات أو خسائر في الأرواح.
وقال المسؤول الإريتري: إنه في الفترة من 31 يوليه الماضي وحتى الثامن من أغسطس اختراق الطيران الحربي السودانس المجال الجوي الإريتري تجاه ضواحي فرمايكا على مسافة 40 كيلومترا من مدينة تستي الإريترية، خمس مرات. وقال القنصل: إن هذه الانتهاكات ستدفع باتجاه انفجار المنطقة.
ومواصلة للاتهامات الإريترية للإدارة السودانية اتهم وزير الخارجية الإريتري هيلي ولد تسني، في 18/8/1997، السودان بالعمل على زعزعة استقرار المنطقة والسعي إلى تغيير أنظمة الحكم فيها بالقوة من خلال تسليح بعض الفئات من رعايا دول الجوار. وقال الوزير: "إن محاولة النظام السوداني اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك لم تقابل بالردع القوي من جانب الأسرة الدولية مما شجع هذا النظام على المضي في ممارساته وحاول اغتيال الرئيس أسياس أفورقي.
وشدد الوزير على أن بلاده ستضطر للدفاع عن نفسها إزاء أي عدوان، غير أنه أكد أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية السودانية، وسوف تقدم الدعم المعنوي والسياسي غير المحدود لقوى المعارضة السودانية وفاء للشعب السوداني، لما قدمه في الماضي من مساندة للشعب الإريتري.
وفي 28 أغسطس 1997، اتهمت الحكومة السودانية الحكومة الإريترية بحشد قواتها على الحدود مع السودان وقال مصر عسكري سوداني: لا نستبعد أن تهاجم الجنوب الإريترية مناطق داخل ولاية كسلا. وأكد المصر : أن القوات المسلحة وقات الدفاع الشعبي على أتم استعداد للدفاع عن أي شبر من أرض السودان. وأضاف: أن خبراء عسكريين إسرائيليين زاروا أسمرا خلال الفترة الماضية في أعقاب تخريج أكثر من 500 من القوات الإريترية تلقت أنواعا مختلفة من الأسلحة الإسرائيلية.
وقال مصر أمني: إن مجموعة الضباط والأفراد الإريتريين الذين ألقي القبض عليهم الأسبوع الماضي في ولاية كسلا، أدلوا باعترافات واضحة، بأنهم كانوا يعملون لصالح الاستخبارات الإريترية، وقوات المعارضة التي تقوم بأعمال تخريبية من الأراضي الإريترية. وقال المصدر: إن المعتقلين اعترفوا بأنهم كانوا ينوون، فضلا عن التجسس لصالح إريتريا، والمعارضة السودانية - القيام بعمليات تخريبية واسعة داخل كسلا والنيل الأزرق والخرطوم. وأنهم كانوا يستهدفون بعض الجسور الإستراتيجية، ومحطات الطاقة، ومسؤولين بارزين. إلا أن وزير الدفاع الإريتري الفريق سبحت أفريم، استبعد حدوث مواجهات عسكرية بين بلاده والسودان. وقال: ليست هناك أسباب موضوعية لدفع الأمر بهذا الاتجاه. ونفى أفريم أن تكون لبلاده أية تحركات عسكرية على حدود السودان، ووصف الأوضاع هناك بأنها طبيعية.
ج. أوغندا
في 14 أغسطس 1997، منعت السلطات الأوغندية طائرة الرئيس السوداني عمر البشير من التخليق فوق أراضيها لدى عودته اليوم إلى الخرطوم بعد جولة في جنوب أفريقيا ووسطها. ونقلت وكالة الأنباء السوداني عن البشير قوله: "إن هذه الموقف لا يتلاءم مع دور أوغندا في منظمة الإيقاد، التي تقوم حاليا بدور الوسيط لحل المشكلة السودانية.
ورأى البشير أن هذا الموقف - الذي يضاف إلى الاتهامات التي توجهها كمبالا إلى الخرطوم بدعم المعارضة الأوغندية، وإلى مقاطعة الرئيس الأوغندي قمة الإيقاد، التي انعقدت في يوليه 1997، في نيروبي، يشكل مؤشراً لعداوة أوغندا للسودان، ووصف رفض السلطات الأوغندية منح تأشيرات لأعضاء فريق كرة المضرب السوداني، الذي كان سيشارك في الدورة الإقليمية التي تجري في كمبالا، عملا معادياً.
وفي الوقت نفسه، أشاد الرئيس الأوغندي موسيفيني بالانفتاح الأخير الذي أبداه الرئيس السوداني، تجاه الجيش الشعب لتحرير السودان الذي يقوده العقيد جون قرنق.
وقال موسيفيني، في مؤتمر صحافي عقده لدى عودته من كينشاسا أنه أجرى اتصالا هاتفياً مع رئيس جنوب أفريقيا نلسون مانديلا، الذي التقى البشير في مطلع الأسبوع في بريتوريا، وأوضح أن مانديلا أطلعه على الجهود الجديدة الجارية لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب في السودان، وقال موسيفيني: إنه تطور إيجابي، وأشجع البشير على مواصلة هذه الجهود.
وفي 22 نوفمبر 1997، ذكرت صحيفة "نيو فيجن" الحكومية أن الحكومة الأوغندية نشرت تعزيزات جديدة على الحدود مع السودان بهدف منع تسلسل متمردي "جيش الرب للمقاومة" الذي يتخذ مواقع له في السودان، حسبما ذكرت كمبالا.
وأوضحت الصحيفة أن قوات نشرت في الشمال وأعطيت توجيهات تنص على ملاحقة المتمردين في إقليم (كيتغوم) والقضاء عليهم، وضمان أمن المهجرين في المنطقة. وكانت صحيفة "الرأي الآخر" السوداني قد ذكرت في يوم 20 نوفمبر 1997، أن أوغندا التي تتهمها الخرطوم بدعم حركة قرنق في جنوبي السودان، تستعد لغزو السودان. وأن الأوغنديين نقلوا مقر قيادتهم العامة من كمبالا إلى (نمولو) في شمال البلاد وتعتقد الخرطوم أن كمبالا هي التي تدعم المعارضة الجنوبية، لكن أوغندا، من جهتها، تتهم النظام بدفع المتمردين الأوغنديين إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.
د. جنوب أفريقيا
أعلن نلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا في 19/8/1997، أن بلاده ستستضيف لقاء بين الرئيس السوداني الفريق عمر البشير وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق، بحضور الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، إلا أن مانديلا لم يحدد موعدا للاجتماع الذي يعد نقلة في الدور الذي تردد أخيراً، أن جنوب أفريقيا تريد أداءه في إيجاد حل للنزاع في السودان.
وكانت المعارضة السودانية قد أعلنت رفضها لدعوة مانديلا إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال زيارة البشير إلى بريتوريا يوم 12 يناير 1997. وقالت المعارضة: إن الحرب في السودان لم تعد في الجنوب وحده، وأن القضية أكبر من مجرد وقف لإطلاق النار. وأعلنت حركة قرنق رفضها لأي حوار أو حديث في مسألة وقف النار إلا في المكان الطبيعي للحوار وهو طاولة مفاوضات الإيقاد.
وفي 26 أغسطس 1997، أعلنت جنوب أفريقيا عن تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً عقده، بين رئيسها نيلسون مانديلا والعقيد جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، لبحث جهود السلام في السودان. وقال متحدث باسم الحكومة في جنوب أفريقيا أن اللقاء تأجل لأسباب فنية ترتبط بوسائل النقل . وكانت المعارضة السودانية قد أشارت إلى أنه لا حاجة لمبادرات أخرى بشأن الحرب في السودان مادامت مبادرة الإيقاد موجودة.
ورحبت مصر بجهود جنوب أفريقيا، وقال وزير الخارجية المصري، عمرو موسى، بعد محادثات مع مانديلا في بريتوريا: إن مانديلا في موقع جيد لا يستخدم نفوذه وسلطته، في الجهود الهادفة إلى خفض أجواء التوتر في السودان. وأضاف موسى: "إن الموقف الأساسي لمصر يتمثل في الحفاظ على وحدة أراضي السودان هما كان الحل للنزاع هناك.
وفي 28 أغسطس 1997، التقى نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا العقيد جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في بريتوريا. وعقب الاجتماع، صرح قرنق أنه لن يشارك في المحادثات المقرر أجراؤها غداً في بريتوريا، بين البشير والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بحضور مانديلا ورئيس زيمبابوي روبرت موجابي.
وأضاف قرنق: طلبت من الرئيس مانديلا أن يقنع البشير بأن يأخذ على محمل الجد عملية (الإيقاد) ويوافق على الإعلان المبدئي، للعام 1994.
|