الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
الموقع الجغرافي للسودان
تضاريس السودان
التقسيم الإداري للسودان
التوزيع القبلي للسودان
قناة جونجلي
أماكن معسكرات الفصائل

2. الحدود الإثيوبية

          أعلنت حكومة ولاية (القضارف) الواقعة وسط شرقي السودان يوم 8/2/1998 أن قوات المعارضة شنت هجوماً على معسكر للجيش في إطار مؤامرة تستهدف الحدود الشرقية بمحاذاة إثيوبيا. وقال وزير الشئون الاجتماعية بالولاية ـ في بيان له ـ: إن القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبيّ تصدّت للهجوم بشجاعة فائقة، وأن المعارك ظلت دائرة لساعات طويلة، ودعا الوزير جميع مواطني الولاية القادرين على حمل السلاح، للانخراط فوراً في صفوف المجاهدين؛ لحماية العقيدة والوطن. وناشدهم للتدافع للتبرع بالدم لإسعاف الجرحى والمصابين. وطالب المواطنين الحذر واليقظة وتأمين حماية جميع المنشآت.

          وأعلن والي الولاية في افتتاح مؤتمر التنظيم السياسي بالولاية للتعبئة العامة. وقال: إن هناك خططاً موضوعة لهجوم شامل على جميع جبهات شرق السودان.

          واستمر الصراع المسلح على الحدود الإثيوبية يتجدد بين المعارضة والحكومة، حيث أعلنت لجنة أمن ولاية النيل الأزرق في جنوب شرقي السودان: أن القوات المسلحة تمكنت عند التاسعة والنصف من صباح 25 مارس 1998 من اقتحام لقوات المعارضة في منطقة (أبيقو محلية كرن) في محافظة (الكرمك).

          وقال بيان أصدرته اللجنة: إن المعسكر قد دمّر نهائياً، وأن القوات المسلحة كبدت المعارضة (35) قتيلاً، واستولت على بعض الأسلحة والمعدات. واحتسبت القوات المسلحة عشرة شهداء وأصيب (28) إصابات خفيفة.

          وبهذا الاقتحام تكون القوات المسلحة قد استردت منطقة (أبيقو) الإستراتيجية في النيل الأزرق؛ مما يؤثر على حركة قوات المعارضة.

          ويرى المسؤولون في القوات المسلحة: أن هذا الانتصار يمثل بداية لاستعادة كل الأراضي، وتحرير مدينتي الكرمك وقيسان اللتين سيطرت عليهما قوات المعارضة منذ فترة.

          كما تجدد القتال على الحدود الإثيوبية في الثاني من أبريل عام 1998؛ حيث أعلنت القيادة العسكرية للمعارضة السودانية؛ أن جيش الأمة للتحرير شن هجوماً على معسكر (خاطر) الذي يبعد 25 كيلومتر شمال مدينة القلابات، و 45 كيلومتر شرقي مدينة دوكة. وأفاد بيان أصدرته القيادة العسكرية للمعارضة: أن العملية أسفرت عن مقتل عشرين من ميليشيات الدفاع الشعبي في المعسكر بينهم بعض القادة ومنسقي النشاط، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وتدمير بعض الآليات.

          وقال البيان: إن قوات المعارضة عادت إلى قواعدها سالمة وناشد المواطنين السودانيين الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية؛ حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم.     

          وفي 11/4/1998 أصدرت القيادة العسكرية المشتركة للتجمع الوطني: أن إحدى فصائلها التابعة لجيش الأمة للتحرير، نصبت كميناً لموكب قائد معسكر (سندس) قرب مدينة القلابات على الحدود الشرقية. وقال البيان: إن قائد المعسكر والقوة التي كانت تحرسه، وتضم (11) جندياً، قتلوا في الكمين جميعاً.

          وقد شهدت الحدود الإثيوبية السودانية عمليات عسكرية صباح يوم 14/5/1998؛ حيث أصدرت قوات التحالف بياناً قالت فيه: إنها تمكنت من تدمير موقع من مواقع القوات الحكومية في منطقة (منقو) التي تقع على بعد عشرين كيلومتر شمال شرقي الروصيرص وقتلت ستة من القوات الحكومية، بالإضافة إلى أسر عدد منهم، وتدمير بعض الآليات، كما غنمت كميات كبيرة من الأسلحة.

          وبعد أن سيطرت المعارضة على بعض أجزاء ولاية النيل الأزرق السودانية تحاول السيطرة على مدينة الدمازين الإستراتيجية حيث أعلنت يوم 27/5/1998 أنها قتلت (204) من الجنود الحكوميين وأسرت (150) آخرين في معارك خاضتها منذ الخامس من مايو 1998 ضد القوات الحكومية؛ مكنتها من السيطرة على (700) كيلومتر مربع إضافية من الأراضي من أيدي القوات الحكومية على بعد (60) كيلومتر من مدينة الدمازين.

          وقد كثفت المعارضة السودانية هجماتها على منطقة جنوب النيل الأزرق، حيث دارت معارك ضارية اعترفت بها الحكومة وأسفرت عن استيلاء الجيش الشعبي لتحرير السودان في 3/6/1998 على حامية (أولو) الواقعة على بعد (15) كيلومتر من الرنك شمال أعالي النيل.

          وتأتي أهمية هذه الحامية؛ أنها تربط جنوب النيل الأزرق بأعالي النيل والنيل الأبيض.

          وفي وقت لاحق أعلنت القيادة العسكرية المشتركة للتجمع السوداني المعارض أن قوات (لواء السودان الجديد) التابعة لها تمكنت يوم 7/6/1998 من ملاحقة قوات الحكومة، وأوقفت تقدمها نحو حامية (أولو)، وأجبرتها على التراجع إلى حامية (بونشا) التي تبعد حوالي 75 كيلومتر شمالي حامية (أولو).

          وقالت صحيفة (ألوان) اليومية، في تقرير لها من الدمازين نشرته يوم 17/6/1998، ـ: إن القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي ألحقت هزائم كبيرة بالمتمردين في منطقة (قو بركه) وبلدة (قو الجبل) بولاية النيل الأزرق، وقتلت أكثر من (100) وجرحت (180) واستولت على كميات من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وفرضت سيطرتها التامة على محاولات التسلل بالمناطق الحدودية.  

          ونقلت الصحيفة تصريحات على لسان الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية النيل الأزرق أعلن فيها: القبض على عدد من الذين يمارسون التسلل والتجسس لحساب حركة التمرد، ووضعت يدها على أجهزة اتصال تابعة لشركات زراعية عاملة بالولاية، بعد أن تبّين أنها ضالعة في التجسس لصالح المتمردين.

          وأكد الناطق: أن الأجهزة الأمنية تفرض سيطرتها على عناصر الطابور الخامس، من خلال الإجراءات الأمنية التي تنفذ بمنتهى الدقة في أرجاء الولاية كافة.

          وذكرت الصحيفة يوم 23/6/1998 في تقرير لها من الدمازين، أن جولة ميدانية لمراسلها في الخطوط الأمامية كشفت عن السيطرة التامة للقوات المسلحة ومجاهدي الدفاع الشّعَبّي على المناطق الإستراتيجية في ولاية النيل الأزرق، ومحافظة (باو). وأضاف: أن الأوضاع مستقرة ويمارس موطنو (أولو) حياتهم بصورة عادية. وقال المراسل: إنه زار جبهات القتال الثلاث في المنطقة على محوري: مرمس، وقيسان على بعد (146) كيلومتر جنوب شرقي الدمازين، ومحور (دندرو إلياس) على بعد (192) كيلومتر جنوبي الدمازين ومحور (السلك أولو) على بعد 244 كيلومتر إلى الجنوب الغربي، ولم يجد فيها قوات للتمرد. ونقل على لسان محافظ (باو) قوله: إن جميع قبائل الأنقسنا تقف في خندق واحد مع القوات المسلحة، وإن ما تتناقله أجهزة الإعلام الأجنبية حول تمرد هذه القبائل كذب وادعاءات يروّج لها متمردو الجيش الشعبي.

          وأضاف: إن كل محاولات المتمردين بالنيل الأزرق، التي هدفت لاستمالة تلك القبائل وتجنيدها لصالح التمرد، باءت بالفشل، وبدلاً من ذلك عاد أكثر من مائة شخص، وسلّموا أنفسهم للقوات المسلحة. وكانوا قد جنّدوا قسراً في صفوف التمرد العام الماضي.

          وفي الوقت الذي رحبت فيه حكومة الخرطوم بإعلان لوقف النار أصدره الجيش الشعبي لتحرير السودان في المناطق المتأثرة بالمجاعة في الجنوب بغرض تأمين وصول المساعدات الغذائية، أعلن بيان للقيادة المشتركة لقوات التجمع الوطني الديمقراطي يوم 15/7/1998 وقعه الناطق الرسمي باسمها: أن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تمكنت من تدمير ثلاثة ألوية حكومية وقال البيان: إنه بعد حملات التعبئة الواسعة التي أشرف عليها رئيس المجلس الوطني السوداني أعدت القوات الحكومية لهجوم مضاد رئيس على ثلاثة محاور للاستيلاء على حامية (أولو) الاستراتيجية في ولاية النيل الأزرق وحامية (مابان)، والتقدم إلى بقية المواقع التي يسيطر عليها الجيش الشعبي، وبدأ الهجوم في اليوم الأول من يوليه 1998 في المحاور التالية. محور بون وخور أريوم وقراويد وأولو، وفي هذا المحور هاجمت قوة مكونة من لواء مشاة مدعوم وكانت مهمته الهجوم على (أولو) من ناحية الغرب فتمكنت الفرقة الثالثة عشرة من قوات الجيش الشعبي من تدمير مقدمة القوات الحكومية وأوقفت (53) قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى وأربعة أسرى.

          وقال البيان: في العاشر من يوليه تمكنت قوات المعارضة من نصب كمين ناجح للقوة الحكومية على بعد أربعة كيلومترات شمال شرقي جبل (ملكان) وتدمير دبابتين وأوقعت (21) قتيلاً، وجرح (43)، واستشهد من قواتنا أربعة وجُرح ثمانية. وفي يوم 11 يوليه هاجمت القوات الحكومية منطقة (أولو) وتصدت لها قوات المعارضة المتخندقة في المنطقة في معركة تمكنت فيها من صد أربع موجات هجومية كانت نتيجتها أو أوقعت (49) قتيلاً في صفوف القوات الحكومية وجرح (102)، وفقدت قوات المعارضة شخصاً واحداً وجرح ثمانية.

          وفي يوم 12 / يوليه افتتحت قوات المعارضة انتصاراتها بهجوم ناجح على القوة المتحركة الثالثة، وقضت عليها قضاءً كاملاً، وتم الاستيلاء على ثلاث دبابات، وأربع سيارات جيب محملة بالمدفعية الثقيلة، وست شاحنات.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة