|
هـ. أوغندا
تتبادل الحكومتان السودانية والأوغندية الاتهامات بمساعدة كل دولة معارضي الدولة الأخرى الذين يعيشون في أراضيها. ففي يوم 11/2/1998، اتهمت الحكومة السودانية على لسان وزير الدولة بوزارة خارجيتها أوغندا بالضلوع في الإعداد لهجوم عسكري على السودان، بمباركة وإشرافٍ كامل من الولايات المتحدة؛ الأمر الذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي، واحترام سيادة الدولة واستقلالها.
وكانت صحيفة أخبار اليوم السودانية قد نقلت عن صحيفة أوغندية قولها: "إن الرئيس الأوغندي أكّد معاداته للحكومة السودانية، والعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد". وأضافت أن موسيفيني قال: إن لديه خمسة أدوية سيبدأ في استخدامها فوراً ضد السودان" وأنّه أضاف قائلاً: لديّ الدواء ولكن افتقد الأشخاص الذين يحسنون خلطه. وأنّ الدواء الخامس وجد طريقه نحو التطبيق.
ومع احتدام القتال في ولاية شرق الاستوائية، بين القوات الحكومية السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان في منتصف سبتمبر 1998، اتهم السودان القوات الأوغندية بالإغارة على بلدات (توريت) و(ليريا) و(جوبا).
وقال قائد المنطقة العسكرية في الولاية الاستوائية: إن القوات الحكومية السودانية أبادت الفرقة الثالثة من الجيش الأوغندي في ولاية شرق الاستوائية وأضاف أن (450) رجلاً بينهم (50) أوغندياً والباقون إريتريون ومن أعضاء الجيش الشعبي قتلوا منذ بداية القتال في 14 سبتمبر 1998.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد زار يوم 27/9/1998 المنطقة العسكرية الاستوائية، وأكد للجنود، أن المعركة الدائرة الآن في شرق الاستوائية هي الفاصلة والنهائية، وسيكون الرد حاسماً على المتربصين بوحدة السودان ولدحر الأوغنديين والإريتريين. وقال: إن المتمرد قرنق دفع بكل ما يملك لهذه المعركة، وكذلك الرئيس الأوغندي.
وحذر الرئيس السوداني أوغندا؛ من أن الحرب الدائرة الآن في ولاية شرق الاستوائية لن تنتهي إلاّ في كمبالا.
ونفى المتمردون مشاركة قوات أوغندية إلى جانبهم في المعارك، كما نفت كمبالا تدخلها في أراضي السودان.
واتهم مسؤولون سودانيون خبراء أمريكيين وإسرائيليين بإدارة المعارك من كمبالا.
وبدأ السودان حملة دبلوماسية واسعة لشرح ما أسماه بالعدوان الأوغندي ـ الإريتري على أراضيه، فقد بعث الرئيس السوداني عمر البشير برسائل لرؤساء الدول الأفريقية في الأسبوع الأوّل من أكتوبر 1998 نقل فيها تفاصيل الهجوم ونتائجه، ووجهت وزارة الخارجية السودانية تعليمات إلى سفاراتها: بتنظيم الحملة وتقديم المعلومات والتفاصيل حول هذا العدوان.
كما صرّح وكيل وزارة الخارجية للصحافيين يوم 4/10/1998 بأن السودان تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن حول مشاركة الحكومتين الأوغندية والإريترية في الهجوم على الأراضي السودانية والتسبب في إحداث خسائر بشرية ومادية وانتهاك سيادة السودان، وتهديد وحدة أراضيه، مما يعد خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف وكيل الخارجية: أن السودان طلب من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته حيال هذا العدوان. وأكد المسؤول السوداني أن السّودان أحاط جامعة الدول العربية في مذكرة رسمية بدوافع العدوان.
وفي تصعيد جديد أبدى الرئيس البشير تشدداً حيال التعامل مع أوغندا والجيش الشعبي لتحرير السودان. وهدد البشير ـ في كلمة ألقاها في حفل تأبين أحد قتلى المعارك في 6/10/1998 ـ بنقل القتال في جنوب السودان إلى الأراضي الأوغندية.
وقال: إنه كان يفترض أن يلتقي الرئيس الأوغندي يوري موسفيني في سبتمبر 1998، إلاّ أنه رفض الاجتماع به بعد عدوانه على ولاية شرق الاستوائية.
و. جمهورية الكونغو الديمقراطية
قال مسؤولو إغاثة في جنوب السودان: إن آلاف اللاجئين بدأوا يوم 14/10/1998 يعودون من مخيمات في شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد اندلاع قتلا بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، والقوات الموالية للرئيس لوران كابيلا.
وقالت وكالة (وورلد فيجن) للمعونة: إن اللاجئين الذين أجرت معهم مقابلات، قالوا: إن مخيماتهم تعرضت للنهب بعد هجوم شنته القوات الموالية لكابيلا.
وقالت مصادر أخرى: إن جنود الحكومة الكونغولية ومقاتلي قبائل ماي ماي منخرطون في قتال مع مسلحي الجيش الشعبي لتحرير السودان؛ مما اضطر اللاجئين إلى الفرار.
ويتهم متمردو الكونغو الديمقراطية الحكومة السودانية بإرسال قوات لدعم القوات الموالية لكابيلا.
ويقول المحللون: إن الخرطوم تأمل بتأمين الحصول على قواعد في شمال شرقي الكونغو، تعمل من خلالها على الضغط على أوغندا.
في غضون ذلك وصل الرئيس الكونغولي لوران كابيلا إلى الخرطوم يوم 16/10/1998 في زيارة استغرقت يوماً واحداً، وأجرى محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، تناولت التعاون العسكري.
ويتهم كابيلا أوغندا، ورواندا، وبوروندي (وهي الدول التي ساعدته في إطاحة سلفه موبوتو سيسي سيكو) بغزو بلاده للقتال إلى جانب المتمردين الذين ينتمون إلى قبائل التوتسي، وتعود أصولهم إلى رواندا، وتنفي الدول الثلاث ذلك.
ويلقى جيش كابيلا المحاصر، دعماً من أنغولا، وزيمبابوي، وتشاد، وناميبيا، وتقول الحكومة الأوغندية والمعارضة المسلحة في جنوب السودان، والكونغو،: إن القوات السودانية تقاتل إلى جانب كابيلا، ولكن الخرطوم تنفي ذلك.
|