|
2. على الحدود الإريترية
وفي إطار خطة التجمع الوطني الديمقراطي لتسهيل مهمة الانتفاضة في السودان هاجمت قوة من جيش الأمة للتحرير التابعة للقيادة العسكرية المشتركة للتجمع الطريق الرابط بين الخرطوم وكسلا وبورسودان في أول أيام عيد الأضحى الموافق 27/3/1999 لمدة ساعتين.
وذكر بيان صادر عن التجمع أن القوة استولت على سيارتين تابعتين لإحدى شركات الجبهة الإسلامية الحاكمة، كما قامت القوة بتفتيش جميع الناقلات.
وأضاف البيان: إن لغماً انفجر في إحدى السيارات أدى إلى جرح أحد جنود القوة. كما تمكنت هذه القوة من نزع 25 لغماً وإبطال مفعولها.
وكرر البيان إنذار القيادة العسكرية المشتركة لجميع أصحاب السيارات والناقلات للابتعاد عن هذا الطريق.
وفي السياق نفسه أعلنت قوات التجمع الوطني أنها تمكنت يوم 11/4/99 من الاستيلاء على حامية (دار العمدة) الواقعة على طريق بورسودان الخرطوم بين كسلا وخشم القرية.
وذكر بيان صادر عن القيادة العسكرية المشتركة لقوات التجمع؛ أن قوات التجمع تمكنت من فصل طريق بورسودان ـ الخرطوم واحتلاله في المحور الواقع بين كسلا وخشم القرية طيلة ساعات اليوم. ووصف البيان العملية بأنها "الإنذار الأخير" للحكم السوداني ولكل من يستخدم الطريق.
وذكر البيان: أن قوات التجمع قضت على القوات الحكومية التي كانت تتكون من فصيلة مدعمة وأسرت أربعة أفراد.
وذكر بيان آخر صادر عن القيادة العسكرية المشتركة أن القوات الحكومية هجمت في اليوم نفسه على مواقع قوات لواء السودان الجديد التابعة للقيادة العسكرية المشتركة في منطقة جنوب (تهداي) وغرب (توقان) مستخدمة المدفعية والدبابات.
وأضاف البيان: إن قوات التجمع تمكنت من رد القوات الحكومية وتنفيذ هجوم مضاد في اليوم نفسه وألحقت هزيمة بالقوات الحكومية واستولت على دبابات من نوع تي 62 ومعدات عسكرية أخرى، وأنزلت بها خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات.
وفي مستهل أعمال المجلس الوطني (البرلمان) في الخرطوم يوم 14/4/1999 تعرضت الحكومة السودانية لهجوم من بعض أعضاء المجلس تجاه سياستها بشأن تأمين الطريق السريع بين الخرطوم وبورسودان. واستمع المجلس إلى التقرير الذي قدّمه وزير الدفاع، بناء على طلب الأعضاء، حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في الطريق.
وأكّد الوزير في بيانه: أن القوات المسلحة السودانية وضعت الخطط لتأمين الطريق وستقوم قريباً بتطويق ولاية كسلا لأنها مستهدفة وقريبة من تحركات العدو. وقال الوزير: إن قوات المعارضة تزرع الألغام بهدف إعاقة مطاردتها بعد قيامها بالسلب والنهب والتهريب عبر الحدود.
وأضاف: إن هذا الموقف تم الاستعداد له بإغلاق الثغرات وتوفير الطائرات العمودية، وحماية المنشآت وتأمين الطريق في جزئه الغربي، وأن جميع الفعاليات الأمنية ستشترك في التأمين.
وأوضح الوزير: أن المعارضة تكثف من عملياتها على الطريق بهدف الكسب الإعلامي والضغط على الحكومة لإجبارها على تحقيق الوفاق معها.
وتحدث الوزير عن الأحداث التي وقعت يومي 25 و 26 مارس الماضي، وقال: إن المعارضة اختطفت ست سيارات. وأكد أن إجراءات اتخذت لوقف مثل هذه العمليات. وأضاف إن هذه العمليات لم تؤثر في الروح المعنوية للقوات المسلحة وأردف الوزير قائلاً: إن المرحلة القادمة تحتاج إلى الحيطة والحذر، والقوات المسلحة ترصد حركة الأعداد.
وفي تعقيب على بيان الوزير قال النائب يس عمر الإمام: "إن تأخير صدور بيانات الحكومة يؤكد وقوع الأحداث التي تتحدث عنها المعارضة. وقال: إن الحكومة لا تطلع المواطن على المعلومات الحقيقية".
وشكك عضو المجلس محمد آدم يوسف في المعلومات التي تقدمها الجهات المسؤولة. وقال: إنّ بينها وبين المواطن جفوة. وذكر أنه قدّم معلومات للأجهزة المعنية لم تأبه بها وبعد خمس ساعات وقع هجوم من المعارضة. واتهم الجهات المعنية أيضاً بأنها لا تقدم الحقائق للرأي العام وما يحدث حقيقته: أن الطريق يفتقد إلى التأمين.
وطالب العضو محمد أحمد ترك القوات المسلحة بإنشاء معسكر لها في القاش شرقي كسلا لتأمين حضورها هناك وحتى تتمكن من تأمين كسلا. وقال: إن المعارضة تتخذ نهر القاش ساتراً لها واستفادت من مياهه في الزراعة وتأمين احتياجاتها الغذائية.
وبينما يستعد التجمع الوطني الديمقراطي لعقد واحد من أهم اجتماعاته يوم 7/6/99 في العاصمة الإريترية أسمرة، شنت قوات الحكومة هجوماً واسعاً على منطقة توقان استخدمت فيه الطائرات والدبابات.
وقال بيان للقيادة العسكرية المشتركة للتجمع: إن قوات المعارضة صّدت الهجوم وتكبدت قوات الحكومة خسائر فادحة وخلّفت وراءها أكثر من أربعين قتيلاً.
ووصف معارضون هذا الهجوم بأنه محاولة لإظهار القوة والتأثير على القرار المصيريّ المتوقع أن تصدره اجتماعات هيئة القيادة حول الحل السلمي في العاصمة الإريترية أسمرة يوم 7/6/99.
وقال بيان القيادة العسكرية المشتركة إن المعركة استمرت 11 ساعة حيث بدأت صباح الخميس الثالث من يونيه وانتهت عند الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه.
ووصف البيان هذه الهزيمة للنظام؛ بأنها تطور هو الأول من نوعه، ومؤشر خطير يؤكد تدني معنويات قوات النظام؛ ونتيجة لذلك أقدمت قواتهم على عصيان الأوامر الحكومية وأخلت حاميتي كديون وهميمات المجاورة لحامية توقان شمال مدينة كسلا الحدودية في رفض صريح للتعليمات العسكرية من قياداتها في كسلا والخرطوم وقد سيطرت قوات التجمع على الحاميتين.
ومن ناحية أخرى أعلنت القيادة العسكرية المشتركة للتجمع الوطني الديمقراطي السوداني المعارض يوم 10/6/1999 أن قواتها تمكنت من الاستيلاء على حامية (تلباي) الاستراتيجية بالقرب من منطقة (مرساي / هشكوريب) واستولت على معدات عسكرية.
وقال بيان للقيادة المشتركة إنه بتحرير حامية تلباي الاستراتيجية أصبحت قوات التجمع الوطني تشكل تهديداً مباشراً لطريق بورسودان / الخرطوم وأكدّ ضرورة الابتعاد عنه، لأنه أصبح منطقة عمليات عسكرية.
ومن جهة أخرى أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن القوات المسلحة أبادت أكثر من 80% من قوات التمرد التي تسللت إلى مواقع الجبهة الشرقية للبلاد من فلول التمرد والعمالة.
وقال في تصريحات صحافية يوم 20/7/99: إن الأوضاع هادنة بشرق البلاد والقوات المسلحة تسيطر على الوضع الأمني هناك وتعمل على تنظيف المنطقة من المتمردين الذين حاولوا زعزعة الوضع الأمني بالشرق خلال مايو الماضي.
ورغم الاتفاق الذي أبرمته أسمرة مع الجانب السوداني في شهر يوليه 99 القاضي بقفل الحدود أمام المعارضة من كلا الطرفين، أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها تمكنت من صدّ هجوم نفذهُ الجيش الشعبي لتحرير السودان، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة في تصريحات صحافية: إن المتمردين نفذوا خلال الفترة من العاشر وحتى الثاني عشر من أغسطس 99 هجوماً مكثفاً على منطقة (دليبانه) في شرق السودان. وأضاف: إن هذا العدوان يأتي في سياق الأهداف المرسومة للمتمردين لإحراج القوات المسلحة، وإعطاء الرأي العام العالمي والإقليمي إحساساً بأن الحكومة لم تلتزم بوقف إطلاق النار، على الرغم من التزام القوات المسلحة بالوقف الشامل الذي أعلنته الحكومة يوم 5/8/99 في كافة مسارح العمليات في البلاد.
3. على الحدود الإثيوبية
وجاء في بيان للتجمع الوطني الذي يضمّ أحزاب المعارضة الشمالية والجنوبية في السودان، أن قواته قتلت ستة جنود حكوميين وأصابت 17 آخرين بجروح يوم 11/3/1999 في هجوم في ولاية النيل الأزرق شرق البلاد عند الحدود مع إثيوبيا.
وأكدّ الناطق باسم قوات التحالف السودانية (الجناح العسكري للتجمع) أن الضحايا سقطوا في هجوم مضاد شنّته قوات المعارضة ردّاً على هجوم فاشل شَنّته القوات الحكومية في منطقة أبو قداف في ولاية النيل الأزرق.
وتنفيذاً لخطة التجمع الوطني في الجبهة الشرقية من أجل تشتيت القوات الحكومية واستنزافها، نفّذ أحد فصائل جيش الأمة للتحرير ـ الجناح العسكريّ لحزب الأمة ـ المنضوي تحت القيادة العسكرية المشتركة للتجمع ـ عملية عسكرية على بعد 30 كلم من مدينة الفاو الواقعة غربي ولاية القضارف الحدودية.
وذكر بيان صادر عن القيادة العسكرية أن الفصيل استولى خلال العملية على سيارة لاندكروزر تابعة لديوان الضرائب، وعلى بندقيتين من نوع كلاشينكوف، وأسر الفصيل أربعة أفراد.
وقال البيان: إن الفصيل الذي نفّذ العملية عاد إلى مواقعه سالماً.
وفي يوم 15/9/99 اتهمت قوات التحالف السودانية المعارضة، حكومة الخرطوم بحشد قواتها تمهيداً لشن هجوم جديد في المناطق التي تخضع لسيطرة قوات المعارضة في شرق السودان بعد فشل الهجوم الذي نفذته نهاية الأسبوع الماضي. لاستعادة منطقتي توقان وقرورة ومناطق النيل الأزرق.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات التحالف: "استولينا على مناطق جديدة على بعد عشرة كيلومترات شرق خزان الروصيرص الذي يمد العاصمة الخرطوم بالطاقة الكهربائية"، متهماً الحكم القائم "بتبني لهجة الحوار والمصالحة بعد فشل ما وصفه بالحسم العسكري، والمشروع الحضاري، وزيادة الضغط الدّاخلي وتصاعد العمل العسكري المعارض وزيادة العزلة الإقليمية والدولية.
|