الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
الموقع الجغرافي للسودان
تضاريس السودان
التقسيم الإداري للسودان
التوزيع القبلي للسودان
قناة جونجلي
أماكن معسكرات الفصائل

المبحث السادس عشر
الصراع خلال عام 2001م

أولاً: الصراع المسلح

1. في جنوب السودان

          أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في بيان لها يوم 22 يناير 2001، أن قواتها دمرت ثلاث آبار نفط وحفاراً، وثلاثة معسكرات للجيش الحكومي، وقتلت عشرات الجنود في ولاية أعالي النيل المتاخمة لحقول إنتاج النفط في جنوب السواد.

          وحذرت الحركة شركات النفط مشيرة إلى أن مناطق نتاج النفط تعد أهدافا عسكرية مشروعة.

          وفي رد على بيان الحركة؛ وصف الناطق باسم الجيش السوداني، الفريق محمد عثمان ياسين، إعلان الحركة بأنه ترويج إعلامي تسعى من خلاله رفع معنويات قواتها بعد هزائمها وكسب ود الجهات الأجنبية التي تدعمها.

          واعترف الناطق باسم القوات الحكومية: ان الهجوم وقع في مناطق مسح جديدة لا علاقة لها بمناطق إنتاج النفط في ولاية الوحدة. وقال في بيانه: إن القوات الحكومية تصدت للهجوم وكبدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ولاذت فلولهم بالفرار بعد معركة استمرت ساعة نصف الساعة على الجبهة 26 يناير 2001. وأكد أن مناطق إنتاج النفط تشهد استقرارا كاملاً.

          وفي الوقت الذي تعاني فيه القوات السودانية المرابطة في جنوب السودان نقصاً في المواد التموينية، أعلنت حركة قرنق عن تصديها لقوة حكومية تقدر بستمائة شخص مدعومة بمليشيات خرجت من مدينة واو حاضرة ولاية بحر الغزال بهدف الحصول على أكبر كمية من المواشي لتغطية النقص في المواد التموينية وأكدت الحركة أنها قضت على القوة المهاجمة قضاء تاما، مصيفة إلى أن قواتها تصدت للهجوم في منطقة بازيا جنوب واو وألحقت به خسائر فادحة تقدر بمائتي قتيل وإبادة 80 حصانا والاستيلاء على 15 حصانا إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة.

          واستمراراً للعمليات العسكرية في جنوب السودان أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان يوم 16 مايو 2001، عن إفشال هجوم حكومي كبير شمال بحر الغزال واستيلاء قواتها على حاميتي "ألوك" و"كومن" اللتين تعدان النقطتين الخارجيتين لمدينة "أويل". إضافة إلى شن قواته لغارات على مدينة "واو" وإلحاق خسائر بصفوف القوات الحكومية.

          وأشارت الحركة الشعبية إلى أن عملياتها سوف تستمر وتتطور أثناء المحلة التالية للهجوم الحكومي.

          وبعد إعلان الحكومة السودانية قرارها بوقف القصف الجوي في منطقتي جبال النوبة، وجنوب السودان جاء اتهامها للحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقدي جون قرنق يوم 29/5/2001، بمحاولة استغلال قرار الحكومة المعلن لوقف القصف الجوي للجنوب وجبال النوبة لتحقيق انتصارات عسكرية.

          وقال بيان صدر اليوم عن الناطق الرسمي باسم الحكومة السوداني: "إنه في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة قراراها بوقف القصف الجوي في منطقتي جبال النوبة، وجنوب السودان وتسعى الوات المسلحة لتنفيذه نصا وروحا في سبيل تأمين الإغاثة للمدنيين المتضررين من ويلات الحرب وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، قامت حركة التمرد كعهدها دائما لاستغلال هذا الموقف الإنساني وحشدت قواتها خلال اليومين الماضيين بمنطقة ديم زبير غرب بحر الغزال، في موقد عدائي واضح. وقامت بالهجوم على ديم زبير حيث تصدت لها قواتنا المسلحة في معركة شرسة تدور رحاها حتى صدور هذا البيان.

          وكانت الحركة الشعبية قد أعلنت في بيان لها اليوم استيلاءها على ديم زبير وتغيير اسم المنطقة بناء على تعليمات من قرنق إلى "السودان الجديد" وذكرت الحركة أنها أوقعت خسائر في صفوف القوات المسلحة في بحر الغزال وجبال النوبة والنيل الأزرق خلال اليومين الماضيين.

          وفي الوقت الذي أعلن فيه عن إخفاق الجهود الإقليمية التي يقودها الرئيس الكيني دانيال أراب موي أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان في 2/6/2001، أنها استولت على مدينة راجا وأنها تحاصر الآن مدينة واو حاضر ولاية بحر الغزال وقال: إن هجوما حاسما يتم الآن للاستيلاء على مدينتي واو وأويل، آخر معاقل الحكومة في المنقطة.

          وقالت الحركة الشعبية أنها قتلت 800 من صفوف القوات الحكومية واستولت على معدات عسكرية متنوعة و25 عربة بالإضافة إلى محطة اتصالات دولية أثناء استيلاء قواته على المدينة.

          وفي الخرطوم نفى الناطق باسم القوات الحكومية استيلاء الحركة على راجا، وان القوات المسلحة الحكومية وميليشيات السلام التي تعمل على حارسة المنطقة استبكت مع القوات المهاجمة وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وأشار إلى أن المعارك مستمرة حتى الآن.

          وفي تصعيد للعمليات العسكرية في جنوب السودان أعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان يوم 7/6/2001 الاستيلاء على حاميتي بابلو وخورقنا على طريق ديم الزبير وأودا مشيرا إلى انه أحكم الحصار على حامية باسلية إحدى النقاط الخارجية لمدينة واو.

          واتهمت الحركة الخرطوم، مجدداً، باتباع سياسة الأرض المحروقة، عبر إحراق القرى، وإيقاف عملية شريان الحياة في جبال النوبة، واستخدام الطعام سلاحاً.

          وقالت الحركة: إنها تسيطر بالكامل على كافة الحدود الدولية بين السودان وكينيا وأوغندا والكونغو ومعظم الحدود الدولية المشتركة مع إثيوبيا وأفريقيا الوسطى وأن قواتها أصبحت على اتصال مباشر بإقليم دارفور في غرب السودان.

          واليوم اتهمت القوات المسلحة السودانية جهات أجنبية ـ لم تسمها ـ بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان بإسناد جوي للهجوم على مدينة راجا ببحر الغزال بهدف الاستيلاء عليها تمهيدا للهجوم على مدينة واو عاصمة غرب بحر الغزال والتسلل لمناطق البندول وفصل الجنوب.

          وشهد جنوب السودان معارك عنيفة، هددت مناطق إنتاج البترول، حيث أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق يوم 9/6/2001، أنها خاضت معارك ضارية مع الجيش الحكومي السوداني في مناطق استخراج البترول في منطقة بانتيو بولاية الوحدة، مما أدلى مقتل 244 من جنود الحكومة وتدمير ثلاث دبابات وعشرات الآليات في معركة استمرت ست ساعات، استخدمت فيها الحكومة مروحيات مدرعة طائرات انتنوف.

          وأكدت مصادر أمنية مطلعة لوكالات الأنباء أن القوات الحكومية، والقوات الجنوبية المتحالفة معها في المنطقة، قادت عمليات ناجحة وحققت انتصارات باهرة في المعارك حول بانتيو، وأنها صدت قوات قرنق وكبدتها خسائر فادحة، وقال المصدر: إن القوات الحكومية تتقدم لاستعادة مدينتي راجا وديم الزبير مشيراً إلى أن ميزان القوة بات الآن في كفة الحكومة.

          وجدد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل هجوما على الولايات المتحدة واتهمها بالانحياز لحركة قرنق. وقال: إن الإدارة الأمريكية تجاهلت البيان الصادر عن الأمم المتحدة الذي حمل الحركة الشعبية مسؤولية نزوح عشرات الآلاف من مناطق القتال بعد إضرارها على مواصلة المعارك. وقال: إن ما تقوم به الخرطوم حاليا هو الدفاع عن النفس. وأشار إلى أن الحكومة لن تترك لقوات الحركة حرية التنقل، وتمنى أن ترسل واشنطن مندوبا ليرى معانات النازحين.

          وهددت الحركة بشن عملياتها في مناطق استخراج البترول طوال فصل الخريف "موسم هطول الأمطار" خصوصا بعد الاتفاق الأخير الذي وقعته مع قوات الجبهة الديموقراطية بقيادة "رياك مشار" مما يمكنها من التوغل في مناطق إنتاج البترول. وكررت تحذيرها السابق لشركات البترول بالانسحاب من مناطق الإنتاج التي تعدها أهدافا عسكرية مشروعة.

          وأكدت الحركة مجددا سيطرتها الكاملة على ولاية غرب بحر الغزال، ونفت أن يكون لها نية للقيام بعمليات عسكرية في إقليم دارفور، كما نفت اتهام عمر نور الدائم، الأمين العام لحزب الأمة بأن الحركة قتلت في "راجا" بعض المنتمين لحزبه.

          وفي 26 يونيه 2001، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان ان قواتها تمكنت من السيطرة على حامية (كالندي) التي تقع على بعد 16 ميلا من الدلنج في جنوب كردفان وأسرت قائد الحامية الملازم محمد علي عبدالله واستولت على كامل المعدات العسكرية.

          وفي تجدد للمعارك العنيفة بين القوات الحكومية، وقوات الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق، اتهم الجيش السودان المتمردين الجنوبيين يوم 15/7/2001، بقصف مخيم للاجئين في ولاية بحر الغزال (جنوب السودان) معلنا سقوط أربعة قتلى في صفوف المهاجمين.

          وقال بيان للحركة الشعبية: إن قتالا وقع في المنقطة منذ الساد من الشهر الجاري وحتى مساء 14 يوليه 2001، لمنع محاولة حكومية لمد طريق بري يربط بين بلدتي (مبوم) و"دونكاي"، تمهيدا لإجراء علميات تنقيب وساعة النطاق في هذه المنطقة.

          وذكر بيان للحركة انه قواتها أسقطت طائرة هليكوبتر كانت الخرطوم أعلنت تحطمها نتيجة عطل فني. وقالت إن خمسة من طاقم الطائرة قتلوا في الحادث.

          وشهدت مناطق إنتاج النفط في جنوب السودان تصعيداً عسكرياً حيث أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان يوم 5/8/2001، قصف منشآت نفطية للمرة الأولى في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة (جنوب السودان) وفي منطقة هجليج المركز الرئيس لتجميع النفط في الولاية ومواقع أخرى بين منطقتين وانكاي ومايوم، فجر اليوم.

          وأكدت الحركة أنها ستواصل عملياتها في المنقطة لوقف إنتاج النفط وكررت الحركة تحذيرها للشركات الأجنبية في ولاية الوحدة وأشارت إلى ان نشاط الشركة النفطية في جنوب السودان يساهم في استمرار الحرب الأهلية.

          ولم تصدر الحكومة السودانية أي تأكيد أو نفي لتصريحات الحركة، لكنها اعترفت في بيان أصدره الناطق باسم الجيش أن الجيش صد هجوماً في المنقطة وقلل من أهمية الهجوم.

          وسعياً من الحركة الشعبية لتحرير السودان للتضييق على إنتاج النفط في جنوب السودان. صعدت عملياتها العسكرية وأكدت يوم 15/8/2001 أنها استولت اليوم على باخرة شحن نهرية تابعة لشركة نفط سودانية، وعلى ثلاثة زوارق حربية، كانت تتجه نحو بلدة وانكاي في ولاية الوحدة الجنوبية الغنية بالنفط واحتجزت طاقم الباخرة والجنوب الذين كانوا على متن الزورق.

          وبعد أسبوع من استيلاء الحركة على الباخرة والزوارق كشفت النقاب عن الأسرى وقال بيان للحركة: إن مجموعة الاستطلاع الحكومية كانت تتكون من 11 شخصا بنيهم 10 مسلحين. وأن ثلاثة منهم تابعون للاستخبارات العسكرية وكانوا مسؤولين عن الزوارق النهرية التابعة للقوات الحكومية.

          وكانت الخرطوم قد نفت استيلاء حركة قرنق على الباخرة والزوارق الثلاثة، وجددت تحذيرها لكافة العاملين في مناطق إنتاج النفط والطرق المؤدية إليها براً وجواً ونهراً من أن مناطق الإنتاج تعد أهدافاً عسكرية ومنطقة لتركيز العمليات العسكرية حتى يتم إيقاف إنتاج البترول.

          وبعد معارك ضارية استمرت عدة أيام، استعادت القوات الحكومية السودانية يوم 31/8/2001 مدينة راجا الاستراتيجية الواقعة في ولاية بحر الغزال من قبضة الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي يقودها جون قرنق، حسب بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة.

          وقال البيان: إن القوات الحكومية تواصل منذ يوم الجمعة 31 أغسطس 2001 عمليات تمشيط واسعة في المنقطة المجاورة بحثا عن مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان. ووصفت مصادر سياسية سودانية استعادة راجا بأنها "إنجاز كبير".

          وكانت قوات حركة قرنق قد استولت على راجا وديم زبير في يونيه 2001، وبدت مسيطرة على الطرق التجاري الذي يربط المنطقة بجمهورية أفريقية الوسطى المجاورة.

          وأكد قادة القوات المسلحة في تصريحات للصحفيين، في أعقاب استيلاء الحركة على راجا، أن استعادة المدينة مسألة وقت. وأن القوات المسلحة ليست منزعجة لهذا الاستيلاء لأنها تدرك انه تم بإسناد جوي أجنبي. وأوضحوا فيما بعد أن المقصود بذلك هو منظمة كنسية نرويجية كانت تتولى حمل القوات المهاجمة إلى جانب الذخيرة والسلاح.

          وقد نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان تقارير الخرطوم التي أفادت استعادة الحكومة السودانية مدينة راجا. وأكد بيان صادر باسم الناطق الرسمي للحركة: أن القوات الحكومية تقوم بهجمات متتالية خارج مدينة راجا منذ 30 أغسطس 2001، وقد دارت معارك شرسة حتى صباح الأحد 2 سبتمبر 2001، وقد تمكنت قوات الحركة من صد الهجوم، وكبدت القوات الحكومية خسائر فادحة بينها مصر القائد الثاني للقوات المهاجمة، مؤكدة أن المعارك ما زالت دائرة خارج المدينة.

          وتحدى الناطق باسم الحركة (ياسر عرمان) الحكومة السودانية بإرسال صحافيين إلى راجا إذا كانت مصرة على أنها استعادت المدينة.

          وذكرت وكالات الأنباء أن الحركة الشعبية لتحرير السودان أعلنت في يوم 4/10/2001 أنها أسقطت طائرتي هليكوبتر تابعتين للقوات الحكومية في جنوب السودان، إحداهما في بلدة أجوت بولاية أعالي النيل في أول أكتوبر 2001، مما أسفر عن مقتل الطيار وأربعة آخرين. أما الطائرة الأخرى فأسقطت بالقرب من راجا بولاية بحر الغزال في الحادي والعشرين من سبتمبر 2001، ويعتقد أنها كانت تقل ضباطاً كباراً في الجيش.

          وفي بيان للقوات المسلحة السودانية أكدت الخرطوم يوم 14/10/2001 أنها استعادت مدينة راجا في بحر الغزال بجنوب البلاد من أيدي المتمردين.

          وقال البيان أنه تم تنظيف المدينة من قوات الحركة الشعبية واحتسبت القوات الحكومةي عدد من الشهداء والجرحى بعد أن كبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات.

          وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة استولت على أسلحة كثيرة ومدافع وسيارات عسكرية وكمية من الذخائر بالإضافة إلى مخزن كبير للأسلحة الصغيرة.

          وأوضح البيان: أن فلول الخوارج فرت في اتجاهات عديدة حيث طاردتها القوات المسلحة فعاثت فساداً في المدينة تخريباً وحرقاً ونهباً لكل معالم الخير والحياة.

          وكان البيان قد أكد للشعب السوداني أن القوات المسلحة حسمت بخطى ثابتة الوضع في (راجا) بخصوصيتها لتقدمه هدية للأمة السودانية محررة في ليلة الإسراء والمعراج.

          وطالب البيان الحركة الشعبية الاتعاظ بما حدث لها في راجا. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة في تصريح نقلته الإذاعة السودانية: إن معركة راجا درس بليغ للحركة ولا بد لها أن تجلس للحوار طالما أن باب السلام مفتوح وحذر من أن الحرب لن تساعدها على الوصول إلى ما تريد.

          وفي تطوّر خطير أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان يوم 21/10/2001 استيلاءها على مدن (بانتيو) و(ديكونا) و(دريقات) التي تعدّ مناطق إنتاج البترول السوداني الرئيسية في ولاية الوحدة بجنوب البلاد، بعد معارك استمرت أسبوعاً، بعد أن كبدت القوات المسلحة 425 قتيلاً ودمّرت عدداً من المعدّات التابعة لعدد من شركات البترول العاملة في المنطقة قبل أن تنسحب منها وتعود لمحاصرتها من جديد.

          واعترف مصدر عسكري سوداني للصحافيين بتعرض بانتيو إلى هجمات، لكنه نفى سقوطها في أيدي الحركة، مشيراً إلى سقوط سبعة قتلى بين جنود الحكومة.

          وأصدرت الحركة بياناً ذكرت فيه؛ أن الحركة ما زالت تحاصر بانتيو وريكونا، وأكدت أنها بدأت تنفيذ عمليات المرحلة الثانية من خطتها في مناطق البترول بعد أن هاجمت في المرحلة الأولى مركز هجليج الخاص بتجميع البترول.

          وذكر البيان؛ أن قوات الحركة هاجمت حامية (فم الزراق) ومنطقة "بيشول كون" واستولت عليها لخمس ساعات؛ مما أدى إلى انضمام (105) من جنود الميلشيات الحكومية إلى قوات الحركة. وهددت الحركة، في بيانها، الشركات من الاستمرار في العمل في الجنوب.

          ورداً على بيان الحركة؛ نفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن تكون قوات الحركة الشعبية قد استولت على مدينة بانتيو، وهاجمت مراكز إنتاج البترول الرئيسية في المنطقة. وأكد أن القوات المسلحة تبسط سيطرتها التامة على ولاية الوحدة، وأن الحياة تسير فيها على نحو طبيعيّ وسط إحساس متعاظم بالأمن والاستقرار. وذكر أن شركات البترول تواصل نشاطها الطبيعيّ. وأضاف الناطق باسم الجيش قائلاً: "إن التمرد ما زال يتمادى في أكاذيبه لأغراض الحرب النفسية؛ بهدف رفع معنويات قواته المنهارة، من جراء الهزائم التي ألحقتها بها القوات المسلحة".

          واستمراراً للصراع المسلح في جنوب السودان أعلن الجيش السوداني يوم 29/10/2001 أنه استعاد عدّة مناطق بالجنوب من أيدي الحركة الشّعبية التي يقودها جون قرنق.

          وقال بيان للناطق الرسمي للقوات السودانية: إن الجيش حقّق انتصارات قرب مدينة (راجا) الإستراتيجية، ودمّر معسكرات تابعة للحركة الشعبية في منطقة بحر الغزال.

          ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الناطق قوله: "إن الجنود تمكنوا من انتزاع منطقة (لومبا) الواقعة على الطريق بين (راجا) و(واو) من الجيش الشّعبيّ لتحرير السودان". وقال المتحدث: إن القوات المسلحة كبدت المتمردين خسائر جسيمة في الأرواح والمعدّات في منطقتي: (منغايات) و(بورو) في ولاية بحر الغزال.

          وبمناسبة استرداد مدينة راجا من الحركة الشعبية زار الرئيس السوداني عمر البشير المنطقة يوم 1/11/2001 لتهنئة القوات المسلحة باستردادها وفي مخاطبته القوات المرابطة هناك، وجه الرئيس تهديداً شديد اللهجة للحركة التي يقودها جون قرنق وأعلن بداية تحرير كل منطقة بحر الغزال من قوات التمرد. ووصف استرداد راجا بأنه ضربة البداية. وأكد أن التمرد لن يفكر في العودة إلى راجا بعد أن ذاق بأس قوات القيادة الغربية وضربها الشديد، ودعا مواطني منطقة راجا إلى العودة إلى مناطقهم، وممارسة أعمالهم اليومية، كما دعا التجار لممارسة عملهم والعودة للمدينة.

          وبعد أن طالب المبعوث الأمريكي في منتصف نوفمبر 2001، بوقف قصف المدنيين في جنوب البلاد، ضمن سلسلة من المقترحات، التي تهدف إلى اختبار النيّة من أجل السلام، اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحكومة السودانية، بقصف ثلاث قرى في منطقة أويل الشرقية، بولاية بحر الغزال الشمالية، يوم 22/11/2001، حيث أسقطت عليها 22 قنبلة في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2001. ووصف المتحدث باسم الحركة القصف، بأنه تحدٍّ للمطالب الأمريكية. واتهم الحكومة بعدم الاهتمام بالتوصل لإنهاء سلمي للصراع، عن طريق التفاوض.

          وأكد عمال إغاثة مستقلون، وقوع العديد من الغارات في منطقة أويل الشرقية، وسقوط قنبلة قرب مركز للتغذية.

2. على الحدود الإريترية

          في 30 يناير 2001، أصدر التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض بيانا قال فيه: إن قوات تابعة للقيادة العسكرية الموحدة للتجمع نفذت هجوما على منطقة عسكرية في منطقة الملوية جنوب مدينة كسلا المتاخمة للحدود مع إريتريا، وأفاد البيان: أن قوات المعارضة استولت على النقطة، وكبدت القوات الحكومية خسائر في المعدات والأرواح ولقي 14 شخصا مصرعهم وأسر شخص واحد.

          وأشار البيان إلى أن حركة النقل على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة الخرطوم بميناء بورسودان، قد تعطلت لمدة ثلاث ساعات.

          وفي الخرطوم نفت السلطات السودانية صحة إعلان القيادة العسكرية لقوات التجمع وأكد الناطق باسم الشركة إحباط الهجوم وأسر أحد المهاجمين الذي أدلى باعترافات كاملة أمام الأجهزة المختصة.

          وأضاف أن الهجوم أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة ومواطن مجهول الهوية، موضحاً أن القوة المهاجمة لم تتمكن من الاستيلاء على قطعة سلاح واحدة من الشركة التي كانت في فترة راحة، رغم عتاد المهاجمين وعددهم الكبيرة.

          واعترفاً من المعارضة السودانية بالخسائر أمام الجيش السوداني عقد عبدالعزيز خالد، رئيس تنظيم قوات التحالف السودانية المعارض مؤتمراً صحفياً في العاصمة الإريترية قال فيه: "إن قواته أخلت مواقعها في (مينزا) في شمال النيل الأزرق، واصفا حركته بأنها أحد ضحايا الحرب الإريترية الإثيوبية. وأضاف إننا نعيد ترتيب أوضاعنا للقيام بحرب عصابات.

          وتحدث خالد عن حشود حكومية في الجبهة الشرقية بغرض تحقيق انتصارات عسكرية سريعة تساعد النظام على التفاوض مناشدا دولتي المبادرة المشتركة بالضغط على الخرطوم لوقف أي تصعيد عسكرية.

          وفي تبادل للاتهامات بين الحكومة السودانية والمعارضة، اتهم التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض في 22/8/2001 الحكومة باستئناف القصف الجوي على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة بقصد تشتيت السكان وحرمانهم من الزراعة أثناء مسوم الأمطار.

          وتحدث مسؤول العمل الإنساني في التجمع عن لجوء 12 ألفا من السكان إلى داخل دولة إريتريا بسبب الهجمات الحكومية.

          وقال: إن القوات الحكومية باشرت، منذ الأسبوع الماضي، قصفاً جوياً للمناطق الواقعة شمال شرقي كسلا، مستخدمة طائرات أنتنوف، بعد توقف استمر أكثر من شهرين.

          وأشار إلى حالات اختفاء وسط من حاولوا التوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية بتهمة التعاون مع المعارضة.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة