الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
الموقع الجغرافي للسودان
تضاريس السودان
التقسيم الإداري للسودان
التوزيع القبلي للسودان
قناة جونجلي
أماكن معسكرات الفصائل

دولة الإمارات العربية المتحدة

        عرضت دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة حول إنهاء النزاع الدائر في السودان، في الثاني والعشرين من يناير 1997. وقد أدلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالحديث الآتي: "إن ما يجرى في السودان من أحداث هو شأن داخلي، وإذا طلب الأشقاء منا أن نقوم بالسعي بين جميع الأطراف المختلفة لما فيه الخير لشعب السودان الشقيق فنحن مستعدون لذلك، وإذا كانت هناك أطراف تسعى لتجزئة السودان من خارج حدوده، فهذا أمر مرفوض لأننا نأمل بأن يعود لشعب السودان أمنه واستقراره". "يجب على الإخوة في السودان كأسرة واحدة، أن يطلبوا من إخوانهم العرب المساعدة في تحقيق المصالحة والتقريب بين الأطراف المختلفة، لما فيه صالح السودان ليكون عضواً فاعلاً في الأسرة العربية" .

        وبدأت دولة الإمارات في حشد التأييد العربي للمبادرة، قبل بدء التحرك الفعلي. ورأت دولة الإمارات أن ما يعيق مبادرتها، هو الارتباك الذي يسيطر على مواقف المعارضة والحكومة السودانية. مثال ذلك أن رئيس الوزراء السابق، وزعيم حزب الأمة، "الصادق المهدي"، أشاد بالشيخ زايد بن سلطان لعرضه الوساطة، دون أن يعلن عن موافقته الصريحة عليها. أما السلطات السودانية فقد رحبت بالاقتراح الإماراتي، ولكنها لم تبادر إلى طرح أفكار محددة للحل وإنهاء الأزمة، وأعلن "مصطفي عثمان إسماعيل"، وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية "أن بلاده لا ترفض محاولات الوساطة، خصوصاً وساطة دولة الإمارات العربية المتحدة" .

موقف المعارضة من الوساطة

        وافق التجمع الوطني الديموقراطي، الذي يضم المعارضة الشمالية والجنوبية على مبدأ الوساطة، على أن يعقد اجتماعاً في أسمرا في شهر فبراير 1998، لتحديد موقفه النهائي. وصرح المتحدث باسم التجمع أن "المعارضة تضع شرطاً لأي اتفاق مع هذا النظام، هو أن يخضع لأشراف دولي وإقليمي، لأن صدقيته معدومة ".

        وصرح "جون قرنق" قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان، قائلاً: "إذا وافقت قيادة التجمع على الوساطة سأعلن موقفي، لكن التجمع رفض في الماضي التفاوض مع هذا النظام، وأعتقد أنه من الأفضل الإطاحة به". وأوضح موقفه من وحدة السودان حيث قال: "أريد أن أؤكد حرصنا في الحفاظ على وحدة السودان، وأريد أن اطمأن مصر والعالم العربي إلى أن الحرب الحالية لا تهدد وحدة السودان، ولا الإسلام، ولا الثقافة العربية ".

تجديد الوساطة الإماراتية

        جدد الشيخ زايد بن سلطان في الثالث من فبراير 1997 استعداده للوساطة، من أجل إيجاد مخرج للأزمة في السودان. وأعلنت وكالة أنباء الإمارات في 4 فبراير، أن الشيخ زايد أعرب، في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس السوداني ليلة 3 ـ 4 فبراير 1997، عن "استعداده للدخول في وساطة وحوار بين الأشقاء، والمساعدة على وضع حد للقتال الدائر هناك، وإرسال موفدٍ لتحقيق ذلك".

        لم تنجح المبادرة الإماراتية، فقد كانت دولة الإمارات تسعى للحصول على دعم عربي، خاصة من جمهورية مصر العربية، وكذلك لموقف المعارضة السودانية المتشدّد من الحكومة.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة