الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
الموقع الجغرافي للسودان
تضاريس السودان
التقسيم الإداري للسودان
التوزيع القبلي للسودان
قناة جونجلي
أماكن معسكرات الفصائل

موقف إسرائيل

استغلت إسرائيل علاقاتها المتميزة مع إثيوبيا منذ منتصف الخمسينات، لدعم حركة تحرير جنوب السـودان. وبدأت المساعدات في مراحلها الأولى متواضعة ورمزية، ثم أخذ الدعم يتصاعد مما أدى إلى زيادة قوة مقاتلي حركة التحرير.

وانقسمت مراحل تقديم الدعم الإسرائيلي إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى: من 1955 ـ 1972

        اهتمت إسرائيل خلال هذه المرحلة، بتقديم المساعدات الإنسانية والأدوية والمواد الغذائية والأطباء، لمساعدة اللاجئين من أبناء الجنوب إلى إثيوبيا، نتيجة القتال الدائر في جنوب السودان. وأعقب هذه المرحلة مراحل أخرى، تم فيها إعداد وتدريب متمردي الجنوب على فنون الحرب، في مراكز خاصة داخل إثيوبيا، يديرها ضباط إسرائيليون. وتولى عملية الإمداد بالسلاح، تاجر سلاح إسرائيلي يدعى "جابي شفيق"، يعمل لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

        وفي أواخر الستينات تعزز الدعم الإسرائيلي، المقدم إلى سكان جنوب السودان، والحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، على النحو التالي:

  1. إرسال كميات من الأسلحة، خاصة الأسلحة السوفيتية، التي استولت عليها إسرائيل في حرب يونيه 1967. وشملت أسلحة خفيفة ومتوسطة.
  2. إرسال مستشارين عسكريين إلى مناطق الغابات داخل الأراضي السودانية المحاذية لإثيوبيا، بعد أن كان الأمر قاصراً على تقديم العون والتدريب من داخل الأراضي الإثيوبية.
  3. استقدام مجموعة من أبناء الجنوب إلى إسرائيل، ليتلقوا تدريباتهم العسكرية في إسرائيل.
  4. التأثير على قادة الحركة في الجنوب بإعلان رغبتهم في الانفصال عن الشمال، وليس فقط المساواة مع أبناء الشمال.

        وفي أواخر الستينات فتحت جبهة أخرى لإيصال الدعم الإسرائيلي من خلال أوغندا، ووجه هذا الدعم إلى حركة الأنيانيا. وتولى الملحق العسكري الإسرائيلي في كمبالا، "العقيد باروخ بارنير"، الإشراف على إيصال هذه المساعدات.

المرحلة الثانية: بدأت  منذ عام 1983

        وفي عهد الرئيس الإثيوبى "منجستو هايل ماريام"، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه، اتخذ الدعم الإسرائيلي لجنوب السودان مساراً أخر، نتيجة لعاملين، هما:

  1. إمداد نظام حكم الرئيس منجستو بكميات كبيرة من الأسلحة، ليتمكن من مجابهة حركات المعارضة المسلحة، التي تناوئه في إريتريا، وبعض المقاطعات الإثيوبية الأخرى، مثل تيجري، وجوندر.
  2. وصول عدد كبير من المستشارين العسكريين الإسرائيليين إلى إثيوبيا، لتدريب الجيش الإثيوبي.

        وقد تزامن هذا الوجود الإسرائيلي مع زيادة دعم إثيوبيا لمتمردي الجنوب، رداً على دعم السودان لحركات التمرد المناهضة لنظام الرئيس الإثيوبي "منجستو هايل ماريام". ونتيجة لذلك تمكنت حركة تحرير جنوب السودان، بقيادة "جون قرنق"، من السيطرة على معظم الجنوب وعزله عن الشمال، بعد السيطرة على المدن الرئيسية، خاصة مدينة جوبا.

        وبانهيار نظام الرئيس منجستو وهروبه من إثيوبيا، تغيرت العلاقات بين السودان وإثيوبيا، وفقد الجنوب مصدر الإمداد بالأسلحة، مما أدى إلى ضعف موقف حركات التحرر في الجنوب.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة