إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
الصفحة الإولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

الخميس 17 يناير 1991

يوم (1) عمليات

بدء الحرب الجوية

الأحداث السياسية

  • ألقى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، خطاباً سياسياً، عبر التليفزيون الأمريكي، موجهاً إلى الأمة. قال فيه: " إن الرئيس العراقي، صدام حسين، بدأ هذه الحرب، منذ خمسة أشهر، حينما هاجم الكويت واحتلها. وإن الليلة، التحمت المعركة، في حرب، نشبت على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، وبموافقة الكونجرس، وبعد أشهر من الجهود الدبلوماسية ". وقال الرئيس الأمريكي، إنه أعطى أوامره لقادة القوات، لإنهاء هذه الحرب، في أسرع وقت ممكن. كما أعلن، في خطابه، قائلاً: إننا نتطلع إلى إنشاء نظام عالمي جديد، قائم على القانون، وليس قانون الغاب. وسوف ننجح في ذلك، وستكون لنا الفرصة في العيش في سلام. وأكّد الرئيس الأمريكي، أنه ليس هناك خلاف، بيننا وبين الشعب العراقي، فهو شعب بريء، أُقحم في هذا النزاع. وهدفنا هو تحرير الكويت، وليس غزو العراق.

  • صرح متحدث باسم البيت الأبيض، أن مجلس الأمن، منح الرئيس العراقي 45 يوماً، للانسحاب، لكنه لم يفعل. وأنه " إذا رغب الرئيس العراقي، صدام حسين، في تغيير طريقه، في أي لحظة، فما عليه سوى الاستسلام، والتقيد بكل قرارات الأمم المتحدة ".

  • قدَّم مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، توماس بيكيرنج، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، تؤكد:

    * أن قوات التحالف، بدأت عملياتها، لتحرير الكويت، وإعادة الحكومة الشرعية إليها، وإعادة السلام والأمن إلى المنطقة، بما يتماشى مع القرار الرقم 660، وقرارات مجلس الأمن اللاحقة.

    * أن الهدف، ليس تدمير العراق، أو احتلاله، أو تجزئته؛ وإنما الهدف، هو المَواقع، العسكرية والإستراتيجية.

    * أن استخدم العراق أسلحة، كيماوية أو بيولوجية أو نووية، سيكون إيذاناً بتصعيد خطير للصراع المسلح.

  • ترأس خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، جلسة استثنائية، عقدها مجلس الوزراء السعودي، في قصر اليمامة، في مدينة الرياض. وقال، خلال ترؤسه الجلسة: " إن العمليات العسكرية، التي بدأت، إنما تمثل سيف الحق، وصوته الداعي إلى رفع الظلم، وعودة الأمور إلى نصابها الصحيح. كما أنها تمثل القرارات الدولية ". وأشار إلى أنه " ناشد الرئيس العراقي، صدام حسين، أكثر من مرة، أن يفيء إلى أمر الله، فيحقن الدماء، ويصون أرواح الأبرياء. ولكنه أبى واستكبر، وطغى وتجبر، وصم الآذان، ورفض الإذعان إلى نداء الحق والعدل والسلام، وأصر على رفض كل القرارات، العربية والإسلامية، العادلة، وقرارات مجلس الأمن، التي تمثل الشرعية الدولية. وبالتالي عمل على إحباط كل الجهود المكثفة، المتواصلة، التي يبذلها قادة وزعماء العالم، من أجل إنقاذ الموقف، وتجنيب المنطقة العربية ويلات الحرب، التي أبى حاكم العراق، إلا أن يثيرها، برفضه الانسحاب من الكويت. وإزاء ذلك، كان لا بدّ من تصحيح الأمور، وتنفيذ القرارات، القاضية بتحرير الكويت... ".

  • عند فجر اليوم، عقد مجلس الوزراء الكويتي، اجتماعاً، في الطائف. أصدر، في أعقابه، بياناً، تضمن تسجيل الشكر " لكل الدول، الشقيقة والصديقة، التي ساهمت وتساهم في عملية التحرير ". وسجل المجلس التقدير الكبير للخطاب، الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، جورج بوش.

  • وجه الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى العراقيين والعرب، والقوات المسلحة العراقية، نداء، قال فيه: " لقد غدر الغادرون، فارتكب زميل الشيطان، الرئيس الأمريكي، جورج بوش، جريمته الغادرة. إن الله مع المؤمنين، الصابرين، المجاهدين، وإنه ناصرهم، لا محالة، إن شاء الله. ومع اشتداد المنازلة، وصمود المؤمنين، يقترب الفرج، لينفتح أمام الأمة كلها، لتطيح بالكراسي والعروش... ".

  • طالب الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، الأمم المتحدة، بالتدخل " لمنع استغلال عملية تحرير الكويت، لتحقيق أهداف خاصة "، وبوقف الغارات على العراق، وألاّ تتعدى العمليات العسكرية حدود الكويت. وقال إنه يجب تجنيب شعب العراق نتائج أعمال، هو غير مسؤول عنها.

  • وجهت تونس نداءً ملحاً، إلى ضمير المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، لوقف الأعمال الحربية، وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية. وقال البيان: " إن تونس، تعبّر عن حزنها للمأساة، التي تعيشها الأمة العربية، وتألمها لما يعانيه شعب العراق والكويت، الشقيقين ".

  • وفي موسكو، أعلن الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، " أن إعلان العراق استعداده للانسحاب من الكويت، سيكون خطوة الإنقاذ الوحيدة ". وذكر أن واشنطن، أبلغته قرار الحرب، قبل ساعة من بدايتها.

  • في دمشق، نسبت الوكالة العربية السورية للأنباء، إلى مصدر سوري مسؤول، قوله: " إن وحدة أراضي العراق قضية مقدسة، بالنسبة إلى سورية، التي لا تقبل المساس بها، من قِبَلِ أي جهة، وفي أي ظرف من الظروف ".

  • بعد بدء القوات الأمريكية، ومعها قوات من الدول الحليفة، عملية تحرير الكويت، ببضع ساعات، كانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تصدر بياناً، تؤكد فيه تصميم الدول، الأعضاء في المجلس، على تحرير الكويت، وإعادة الأمن إلى المنطقة.

  • قال المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر: إننا لا نعتقد، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، في حاجة إلى وقفة، يعيد فيها التفكير. وإذا أراد أن يغير ما يجري، فإن كل ما أمامه، هو الاستسلام والإذعان لقرارات مجلس الأمن. وأضاف فيتزووتر أن كل ما يملكه الرئيس العراقي، هو إلقاء السلاح والإذعان للنداءات الدولية الجديدة، التي طالبته بإعلان الانسحاب من الكويت، بلا قيد أو شرط، حتى يجنب بلاده المزيد من الدمار.

  • طالب الرئيس العراقي، صدام حسين، الشعب العراقي، بالصمود، في مواجهة ما أسماه بالعدوان الأمريكي على العراق. وقال إنه متمسك بتحرير الجولان وفلسطين ولبنان.

الأحداث العسكرية

  • في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والثلاثين، من صباح يوم الخميس، الثاني من رجب 1411هـ، الموافق السابع عشر من يناير 1991م، بتوقيت المنطقة ( السابعة والدقيقة الخامسة والثلاثين، بتوقيت واشنطن )، انطلقت الشرارة الأولى لمعركة تحرير الكويت، تحت الاسم الرمزي " عاصفة الصحراء ". وانطلقت، في ذلك الوقت، أكثر من 400 طائرة قتال، وبمساعدة من القوات، الجوية والبحرية، الأمريكية والبريطانية والفرنسية والسعودية، لتنفيذ ضربة جوية صاروخية، ضد الأهداف، الإستراتيجية والعسكرية، في داخل العراق والكويت المحتلة. واستمرت الموجات المتتالية، من غارات الطائرات، والصواريخ المكثفة، على مدى أربع ساعات. وقد أطلق فيها نحو 100 صاروخ كروز توماهوك ( Tomahawk Cruise )، من البارجة ميسوري ( Missouri )، المرابطة في مياه الخليج، ومن بعض السفن الحربية، المرابطة في البحر الأحمر.

  • وكانت المجموعة الأولى من طائرات التحالف، التي عبرت الأجواء العراقية، تتكون من 24 طائرة  ستيلث المقاتلة ( Stealth Fighter ) ( F-117A )، التي كلفت بمهمة تدمير الاتصالات العراقية. تلت ذلك مجموعة من طائرات ( F-15C ) المقاتلة القاذفة، بمهمة تنظيف المجال الجوي، من أي طائرات اعتراضية عراقية، وفرض التفوق الجوي، منذ اللحظة الأولى، لكي تتمكن جميع طائرات القصف من الدخول، وأداء واجبها، من دون أي تأثير من الطيران العراقي.

  • أدت الهجمات المتتالية، لطائرات القوة الضاربة، في النهاية، إلى تدمير 26 منصة صواريخ سكود ( SCUD-B )، المكتشفة غربي العراق، والقواعد الجوية العسكرية، ومواقع الرادارات، مصنع الأسلحة الكيماوية، في سامراء، ومجمع الصواريخ المضادة للطائرات، وبطاريات الصواريخ، ومركز الأبحاث العسكرية، ومجمع البتروكيماويات، في النويصيب، ومركز الأنبار لتجارب الصواريخ، ومجمع آخر للبتروكيماويات، في الفالوجا، وآخر في البصرة. تدمير وزارة الدفاع العراقية، واشتعال النار فيها، بعد قصفها ثلاث مرات، وإحداث فجوة في سقف مقر حزب " البعث "، الحاكم في العراق، وتدمير مصفاة، في جزيرة، في نهر دجلة، وإصابة مركز الاتصالات السلكية واللاسلكية، وإصابة مركز للجيش الشعبي، قرب وسط المدينة. وأصيب كل من قصر الرئيس العراقي، صدام حسين، ومطار بغداد، من جراء القصف، الجوي والصاروخي، ومراكز القيادة ومراكز الاتصالات، ومحطات الكهرباء، ومركز رشيد سلام للأبحاث. ودمِّرت المواقع، الإستراتيجية والعسكرية، في ميناء البصرة، ومركز الاتصالات، في البصرة، بصاروخين، مستودعات الوقود والذخيرة، شمال مدينة الكويت.

  • في أول ضوء من اليوم، أقلعت، من البحرين، طائرات، من نوع تورنيدو ( Tornado )، البريطانية، وقصفت تجمعات القوات العراقية، في الكويت. وواصلت قصفها لهدفين، داخل الأراضي العراقية.

  • قصفت 12 طائرة فرنسية ـ بريطانية الصنع، من نوع جاجوار( Jaguar )، المقاتلة، قاعدة أحمد الجابر الجوية، داخل الكويت، ودمرت عنابر الطائرات العراقية، ومراكز الدفاع الجوي، وعدداً من صواريخ أرض / جو، موجودة في القاعدة. وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها، على الرغم من إصابة 4 طائرات منها. وقد اعترفت وزارة الدفاع الفرنسية، أن أربع طائرات فرنسية، أصيبت إصابات طفيفة، وعادت إلى قواعدها سالمة.

  • جاء الرد من الجانب العراقي، على الهجمات الجوية لقوات التحالف، محدوداً، ومقتصراً على إطلاق لصواريخ أرض / جو، وإطلاق النار ضد الطائرات.

  • وجهت المدفعية العراقية نيرانها ( نحو 40 طلقة مدفعية )، في اتجاه المملكة العربية السعودية، فقصفت مدينة " الخفجي "، حيث اندلعت النيران في سفينة لتكرير النفط، في ميناء الخفجي السعودي، وفي أحد خزانات النفط. وقد شنت الطائرات الأمريكية، من نوع ( A-10 )، وبعض الطائرات  العمودية، من نوع كوبرا ( AH-1 Cobra )، وبمساعدة طائرات الهارير ( Harrier )، البريطانية، هجوماً على مواقع المدفعية العراقية، وتمكنت من شل قدرتها، وإسكاتها.

  • شاركت الطائرات الكويتية، من نوع سكاي هوك A-4 KU) SkyhawK) ، بشن 24 طلعة جوية، على المواقع العراقية في الكويت.

  • نفذت طائرات التحالف 1300 طلعة جوية، اليوم. منها 195 طلعة، نفذتها القوات الجوية السعودية.

  • فقدت الدول المتحالفة، أثناء تنفيذ ضربات اليوم، سبع طائرات؛ إذ فقدت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث طائرات، من نوع هورنت F-18) Hornet) ، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، و ( A-6 ) و( F-15 ) وفقدت بريطانيا طائرتين، من نوع تورنيدو ( Tornado ). وفقدت إيطاليا والكويت، طائرة واحدة لكل منهما.

  • فقد العراق طائرتين مقاتلتين.

  • أغلقت المملكة العربية السعودية مطاراتها المدنية. ونفى متحدث رسمي سقوط أي صاروخ عراقي على الرياض.

  • صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، وكذا الاستخبارات العسكرية الأمريكية، أن 80 % من الضربات الجوية، الموجهة ضد العراق، قد أصابت أهدافها.

  • مع نهاية اليوم الأول للهجوم الجوي للتحالف، لجأ نحو 500 عسكري عراقي، إلى مواقع القوات المشتركة.

البيانات العسكرية العراقية

  • قال بيان عسكري عراقي، إن الدفاعات الجوية، أسقطت 14 طائرة معادية. أسقط منها الحرس الجمهوري ثلاث طائرات، وأُسقِطت الطائرات الأخرى، في القطاع البحري، والقطاعين الثالث والخامس. ودعا البيان السكان، إلى عدم التعرض للطيارين، " لأنهم أكثر فائدة، وهم أحياء ". وقال البيان الرقم واحد، إن القوات الحليفة، شنت هجوماً جوياً، واستهدفت " بعض المناطق الآهلة بالسكان، في بغداد، وعدداً من القواعد الجوية ". وأضاف: " إن الهجوم، بدأ بعد منتصف الليل. وكان مستمراً حتى وقت أعداد البيان".

  • ذكر بيان عسكري عراقي آخر، أن القوات العراقية الجوية، والسلاح الجوي، قد أسقطا 60 طائرة للقوات المتحالفة.

  • أعلن العراق استيلاءه على 23 صاروخاً، من نوع توماهوك ( Tomahawk )، لم تنفجر، يمكن استعمالها مرة أخرى.



الصفحة الإولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة