إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / موسوعة الحرب الفيتنامية






مناطق الاستشاريين الأمريكيين
مناطق استطلاع 1965
مناطق اعتراض أمريكية
مناطق اعتراض رئيسية
مواقع 1972
مواقع عملية ليا
ممرات التسلل في جنوب فيتنام
منطقة إكس ري
منطقة تاللي هو
وحدات الفيلق الجنوبي الثاني
هجوم الفرقة التاسعة
هجوم بين هوا
مطار تخبون
أكس ري 1967
نظام MSO- Skyspot
معارك 1950-1952
معارك 1950-1954
معارك 1965
معارك 1967
معارك 1969
معارك بحرية 1964
معارك دين بين فو
معارك فيتنامية يابانية
معركة أونج ثانه
معركة هندرا بورا
معركة سوي تري
معركة فوك لونج
مقترح الانسحاب الأول
مقترح الانسحاب الثاني
أقسام لاوس
الوحدات الجنوبية 1975
الهجوم الصيفي
الهجوم في وادي كيم سون
الأيام الأخيرة للحرب
المرحلة الأولى من مدينة الملتقى
المرحلة الثانية من مدينة الملتقى
الأسطول السابع، في بحر الصين
المقاومة 1957-1959
التحركات عند نهر راخ با راي
السيطرة الجوية الأمريكية
الكتيبة 716
الفيلق الثالث الجنوبي
الفيلقين الأول والثاني 1969
الفيلقين الثالث والرابع 1969
الفرق الشمالية 1975
الفرقة 25 مشاة1967
الفرقة الأولى مشاة 1967
الفرقة الأولى فرسان 1966
الفرقة التاسعة 1967
تمركز في 1965
تحركات الكتيبة الثانية
برنامج حارس البوابة
برنامج كريكت
تسلل الفيتكونج
جنوب لاوس 1965
جنوب لاوس مارس 1967
دلتا نهر الميكونج
جيرونيمو
سواحل فيتنام الجنوبية
طبوغرافية فيتنام
شبكة هوشي منه 1967
شبكة طرق هوشي منه، إلى جنوب لاوس
شبكة طرق هوشي منه، في 1964
طرق عملية هزيم الرعد
سقوط المنطقة العسكرية الثانية
سقوط بان مي ثوت
سقوط سايجون
سقوط كسوان لوك
عمليات 1966
عمليات النحاسة اللامعة
عمليات التقاطع الساحلي
عمليات الفرقة الأولى فرسان أبريل -أكتوبر
عمليات الفرقة الأولى فرسان يناير -أبريل
عمليات القوات الكورية
عمليات كريكت في لاوس
عملية لام سون 719
عملية أتليبورو1
عملية أتليبورو2
عملية والوا
عملية هيكوري
عملية هزيم الرعد
عملية اللورين
عملية العربة
عملية بول ريفير
عملية باريل رول
عملية بيرد
عملية جاكستاي
عملية جريلي
عملية Leaping Lena
عملية شلالات الأرز
عملية سام هوستون
عملية كان جيوك
عملية فرانسيس ماريون
عمليتا نهر هود وبنتون
عمليتا النمر الفولاذي وباريل رول
قواعد ثاي وفيتنام الجنوبية
قوة الواجب أوريجون
قيادات شمالية 1966



الفصل السابع

اتفاقية وقف إطلاق النار

يونيه 1971: بدأت صحيفة النيويورك تايمز نشر سلسلة من وثائق البنتاجون Pentagon Papers، التي تضمنت التاريخ السري للحرب الفيتنامية.

13 يوليه: استُأنفت مباحثات السلام، في باريس، بعد توقف، دام عشرة أسابيع، بين هنري كيسنجر، ولي دوك ثو Le Duc Tho، وبترتيب من جين سنتيني. ومع ذلك، نشرت تقارير وزارة الدفاع الأمريكية، في 3 أكتوبر، أن الطائرات الأمريكية، أسقطت على فيتنام، بين فبراير 1965 وأغسطس 1972، أكثر من سبعة ملايين و555800 طن من القنابل، وهي كمية تفوق ما أسقطته طائرات الحلفاء، في الحرب العالمية الثانية، والذي لم يزد على مليونَين و56244 طناً.

4 أكتوبر 1972: توصل هنري كييسنجر ولي دوك ثو إلى اتفاق في شأن شروط السلام؛ وأعلن نيكسون أن السلام بات وشيكاً. رفض نجوين فان ثيو، هذه الشروط. كما أذاع راديو هانوي تفاصيل الاتفاق؛ في محاولة للضغط على كيسنجر.

شنت حكومة فيتنام الشمالية حملة دولية دبلوماسية واسعة. وشهدت هانوي حركة سياسية مكثفة، وزارتها عشرات الوفود الأجنبية، معربة عن تضامنها وتأييدها. كان أبرزها زيارة بودجورني، في يونيه، وبعض الشخصيات الأمريكية البارزة. وتوجه لي ثانه نجهي، نائب رئيس فيتنام الشمالية، إلى بكين وموسكو، حيث أبرم اتفاقيات، اشتملت على مساعدات: اقتصادية وعسكرية؛ وشارك في الاحتفالات الخمسينية، في العاصمة السوفيتية.

21 أكتوبر: أعلن رئيس وزراء فيتنام الشمالية، فام فان دونج Pham Van Dong، أن بلاده ستقبل وقف إطلاق النار، وستلتزم به تماماً، عقب جلاء القوات الأمريكية. وستسلّم جميع الأسرى الأمريكيين، بعد توقيع الاتفاقية. وقد تقرر أن تتحالف سايجون والفيتكونج، لتبدأ الانتخابات العامة، بعد ستة أشهر.

24 أكتوبر: إظهارا لحسن النيات، أمر الرئيس نيكسون بوقف جميع أعمال القصف لفيتنام الشمالية، فوق خط العرض 20.

7 نوفمبر: فاز نيكسون بإعادة الانتخاب، في الحزب الجمهوري.

8 نوفمبر: أوقفت كوريا الجنوبية جميع عملياتها القتالية، وبدأت الاستعداد للجلاء.

22 نوفمبر: أسقطت أول طائرة أمريكية ب- 52، بصاروخ سام، سطح/ جو، بالقرب من فنه، في فيتنام الشمالية.

14 ديسمبر: طالب الرئيس نيكسون فيتنام الشمالية، ببدء مفاوضات التسوية، جدياً؛ وإلا فلتتحمل النتائج.

18 31 ديسمبر: عاد القصف الأمريكي، الجوي والبحري، لمدينتَي هايفونج وهانوي، بشدة لم يسبق لها مثيل؛ بهدف تشديد الضغط على فيتنام الشمالية، لإنجاز مفاوضات التسوية. وقد أكد المسؤولون الأمريكيون استئناف ذلك القصف؛ إضافة إلى عمليات التلغيم. قدِّرت قذائفه بنصف ما قُصفت به إنجلترا، طوال الحرب العالمية الثانية. أمّا التدمير، فبلغ عشرين مِثلاً مما ألحقته القنبلة الذرية بهيروشيما.

لم تكن هذه الضربة الجوية القاسية إلا المشهد الأخير لاستعراض القوة الأمريكية، قبل البدء بالجلاء الأمريكي "المشرِّف"، المنشود، من الهند الصينية؛ إذ أعلن الرئيس نيكسون أنه بذلك القصف، أجبر الفيتناميين على توقيع اتفاقية باريس. كما أعلن الرئيس نيكسون، في 25 يناير 1972، أن كيسنجر، وزير خارجيته، تفاوض سراً مدة طويلة، مع الفيتناميين الشماليين. أمّا الفيتناميون فقد رأوا أن إخفاق كلٍّ من الحرب العدوانية على  الشمال، وحرب الفتنمة في الجنوب؛ والتحولات العسكرية في ساحة الهند الصينية، هما اللذان تمخضا باتفاقية باريس، في 27 يناير 1973؛ وتشكيل اللجنة الدولية للرقابة والإشراف، واللجنة الرباعية المشتركة؛ فضلاً عن ازدياد الاستنكار العالمي، الذي تمثل في عقد الأحزاب الأوروبية: الشيوعية والعمالية، مؤتمرات في باريس، معلنة تضامنها الكامل مع الشعب الفيتنامي، واستنكارها سياسة الرئيس الأمريكي، وقصف فيتنام الشمالية؛ ناهيك من اندلاع التظاهرات، في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، معادية للإدارة الأمريكية.

انتهزت فيتنام الشمالية فرصة الهدنة، فتمكنت من تقوية دفاعاتها الجوية، في العاصمة وميناء هايفونج، وأعادت إصلاح الخطوط الحديدية إلى الصين، وبناء المستودعات والمخازن والمنشآت. ورداً على ذلك، أمر الرئيس ريتشارد نيكسون بشن هجوم جوي ضخم، باستخدام طائرات ب- 52، والطائرات التكتيكية. وهاجمت وحدات طائرات الأسطول أهدافاً عسكرية في عمق هانوي، وهايفونج.

وفي 18 ديسمبر، بدأت عملية Linebacker II، قصف عيد الميلاد في صورة هجمات مشتركة على هانوي، وتناوبت موجات هجمات ب- 52 على قصف مراكز القيادة والاتصالات، ومصادر الطاقة، والسكك الحديدية، والجسور، والمخازن، والشاحنات، والمركبات، ومراكز إصلاح السفن. وواجه الشماليون هذه الهجمات بإطلاق 1250 صاروخ سطح جو، أسقطت 15 قاذفة ضخمة، وثلاث طائرات مساندة، بينما تمكنت المدافع المضادة للطائرات، وطائرات الميج الاعتراضية، من تدمير أربع طائرات نقل. ومن ثم، في 20 ديسمبر، قررت الإدارة العسكرية الأمريكية ضرورة إجراء تغييرات تكتيكية، ومزيد من الاعتماد على معدات أكثر تقنية وتطوراً. فاستخدمت القوات الجوية الأمريكية أدق الأسلحة الموجهة، والإلكترونية، وغيرها. وركزت على تدمير شبكة الصواريخ الدفاعية الشمالية، ومنشآت القيادة والسيطرة، ومراكز تجمع الصواريخ ونقلها، وبطاريات الصواريخ نفسها. ومدت نطاق العملية إلى هايفونج وثاي نجوين، ولونج دون كيب، ولونج دونج. ومن ثم نجحت، في 29 ديسمبر، وهو أخر أيام عملية Linebacker II، في تحييد نظام صواريخ سطح ـ جو. وقيل إن المقاومة الفيتنامية الشمالية تمكنت من إسقاط: 15 طائرة ب 52، و11 طائرة مقاتلة، وتسببت بوقوع 93 طياراً بين قتيل وأسير (انظر خريطة مواقع 1972).

26 ديسمبر: استئناف مباحثات السلام، بين الجانبين الفيتنامي والأمريكي، التي أدت بالضرورة إلى إعادة إقرار اتفاقية أكتوبر، في 23 يناير 1973.

31 ديسمبر: انخفض حجم القوات الأمريكية، في فيتنام الجنوبية، إلى 24 ألْفاً. وبلغت خسائرها، عام 1972، 4300 قتيل. وبلغ عديد القوات الجنوبية، في نهاية عام 1972، مليون جندي، وخسائرها: 39587 قتيلاً. أمّا القوات الشمالية والفيتكونج، المتمركزة في فيتنام الجنوبية، فبلغ عددها 150 ألْفاً.

23 يناير 1973: أعلن الرئيس نيكسون التوصل إلى اتفاقية سلام، تنهي الحرب الفيتنامية. ووقعت الولايات المتحدة الأمريكية، في باريس، اتفاقية وقف إطلاق النار، مع جبهة التحرير وحكومة فيتنام الشمالية (انظر ملحق: اتفاقية باريس 1973). وجاء في مادتها الأولى: "أن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأخرى كافة، تحترم استقلال فيتنام وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامتها، التي نصت عليها اتفاقيات جنيف، عام 1954، المتعلقة بفيتنام". وكادت موادها تتضمن كامل برنامج النقاط العشر للسلام، الذي طرحته جبهة التحرير، في مايو 1969، لولا الاستعاضة عن الحكومة الائتلافية بالمجلس الوطني.

ولئن نزلت حكومة هانوي عن بعض مطالبها، إلا أن النتيجة الأساسية البارزة، كانت خروج القوات الأمريكية من المنطقة، خلال ستين يوماً. وهذه الحقيقة المرة، بالنسبة إلى حكومة سايجون، لم يخفف من أثرها كلُّ الضمانات، ولا الأسلحة والتجهيزات، التي تركتها لها القوات الأمريكية. ومن ثَم، فقد رفض نجوين فان ثيو الاتفاقية، بعد أن عززت واشنطن جيشه بأكبر قدر ممكن، من الأسلحة والعتاد والطائرات، والمساعدات الاقتصادية؛ ليستطيع الاستمرار في مواجهة الفيتكونج. وقدِّر عدد قوات نجوين فان ثيو، خلال عام 1973، بنحو 230 ألْف جندي مقاتل، و235 ألْف جندي للخدمات الإدارية، و325 ألْف جندي للدفاع الإقليمي، و200 ألْف من القوات الشعبية، ومليون و400 ألْف من قوات الدفاع الذاتي الشعبي.

في 27 يناير: وقَع ممثلون عن كل من: فيتنام الشمالية، وفيتنام الجنوبية، والفيتكونج، اتفاقية وقف إطلاق النار، في باريس. وكان من البنود، إطلاق فيتنام الشمالية أسرى الحرب الأمريكيين، خلال شهرين، مقابل انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من فيتنام الجنوبية. واضطلاع أسطولي فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية بإزالة الألغام من مياه فيتنام الشمالية. ومن ثم، خلال شهري فبراير ومارس، تولت طائرات النقل الأمريكية، نقل 138 طياراً، من مطار جيا لام Gia Lam، في هانوي. منهم من كان أسيراً منذ 1964. حملتهم إلى مراكز استقبال في المحيط الهاديء، وأراضي الولايات المتحدة، حيث استقبلوا بتظاهرات الفرح والسرور، من ذويهم وأصدقائهم. وحملت عملية نقل الأسرى هذه، اسم العودة للوطن Home Coming. وكان خمسة أسرى قد أُطلقوا من قبل، بينما فر اثنان آخران. وظهر أن 36 طياراً قد ماتوا، في أيدي الشيوعيين، الذين عاملوا الأسرى الأمريكيين بوحشية وعنف. وفي خلال الشهرين الآنفين، أغلق الأسطول جميع منشآت القواعد الباقية ومكاتبها ومراكز القيادة، في فيتنام الجنوبية. وكان المستشارون العسكريون آخر من غادر سايجون.

28 يناير: سقط آخر جندي أمريكي قتيلاً، في الحرب الفيتنامية، وهو المقدم ويليام نولد William Nolde، بقذيفة معادية، بالقرب من آن لوك، في محافظة بنه لونج. وتوقفت الأعمال العسكرية تماماً، في سعت 1900، يوم 28 يناير 1973. ورحلت قوة ثاي Thai التطوعية عن فيتنام الجنوبية.

ودفعت واشنطن حكومة فانتيان، في لاوس، إلى توقيع اتفاقية سلام مع ثوار الباثيت لاو، بمساعدة الفيتناميين، في 21 فبراير؛ أسفرت عن تأسيس حكومة اتحاد وطني مؤقتة، ومجلس سياسي ائتلافي، بمشاركة متساوية بين الطرفَين. وفي الجبهة الكمبودية، حاولت واشنطن، وكذلك حكومة بنوم بنه، التوصل إلى اتفاق مماثل لما جرى في لاوس، مع ثوار كمبوديا، إلا أن هؤلاء رفضوا كلَّ العروض الأمريكية. كما تجاهلوا مبادرتَي وقف إطلاق النار الحكوميتين، في 21 يناير، ووقف الغارات الجوية الأمريكية على المناطق المحررة، فواصلوا عملياتهم العسكرية؛ مؤكدين أن برنامج النقاط الخمس، هو الأساس الوحيد للتوصل إلى تسوية سلمية للمشكلة.

21 فبراير 1972: زار الرئيس نيكسون الصين، وأجرى مباحثات مع القادة الصينيين، في شأن فيتنام.

الأول من فبراير 1973: عرض الرئيس الأمريكي نيكسون، في خطاب سري إلى رئيس وزراء فيتنام الشمالية، فام فان دونج Pham Van Dong، تقديم معونة أمريكية لفيتنام الشمالية، مقدارها أربعة بلايين دولار.

مارس – مايو 1972: شنت القوات المتمردة هجوماً ضخماً في فيتنام الجنوبية، متوافقاً مع هجمات الفيتناميين الشماليين، عبر المنطقة المنزوعة السلاح.

28 مارس 1973: دلت إحصائيات الحرب، إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين جندي قد خدموا في الحرب، وسقط منهم ما يلي:

47253                    قتيلاً في المعارك

10449                   قتيلاً متأثرين بجراحهم

313919                   جريحاً

153300                   جريحاً جراحات خطيرة

1340        مفقوداًَ

223748                   قتيلاً من جيش فيتنام الجنوبية

499026     جريحاً من جيش فيتنام الجنوبية

أما خسائر المعدات فكالتالي:

تدمير 4865                    طائرة عمودية

و3720                   طائرة ثابتة الجناح

وثمانية ملايين طن قذائف، مايعادل أربعة أمثال ما ألقي في الحرب العالمية الثانية كلها. وبلغ إجمالي القتلى في الحرب الفيتنامية، إلى ذلك الوقت: 924048 إضافة إلى 415 ألفاً، من المدنيين، وأكثر من 935 ألف جريح.

أواسط عام 1973: كانت القوى المتصارعة: الشمالية والجنوبية، في فيتنام، وجهاً لوجه. وأخذ الصراع بينهما، في غياب الثقل العسكري الأمريكي، ملامحه الأصلية. وأَعَدّ كلٌّ من الجانبَين خطته للتقليل من الآخر، تمهيداً للقضاء عليه. وبذلك، تكون الفتنمة قد دخلت مرحلة جديدة، بقوى محلية متداخلة، على ساحة واحدة. وكانت سايجون قد أنجزت بناء مئات السفن النهرية، واستعدت لمواجهة القوات النهرية الشمالية. بل استكمل النظام اللوجستي والقوات الهجومية للأسطول الجنوبي، الموارد المادية والاستعدادات الأساسية لخوض المعارك، من دون الدعم الأمريكي. فقد صار لديه 42 ألف جندي بحري، بما يكفي لقيادة وتشغيل 1500 سفينة وزورق؛ لخوض المعارك في الأنهار والمياه الساحلية. ولم يكن يعيب ذلك الأسطول سوى قياداته المتخلفة السيئة.

10- 17 مارس: استكملت قوات كوريا الجنوبية جلاءها من فيتنام الجنوبية؛ ففي 10 مارس، جلت الفرقة الرئيسية، وفي 16 مارس، جلت الفرقة التاسعة المشاة.

28 مارس: رحلت جميع القوات الأمريكية الجوية من فيتنام الجنوبية.

29 مارس: رحل آخر جندي أمريكي. وأطلقت فيتنام الشمالية 67 أسيراً أمريكياً، وهم أخر دفعة من أسرى الحرب الأمريكيين. وقد جعلتهم الإدارة الأمريكية أبطالاً في عملية العودة إلى الوطن Operation Home coming.

29 مارس 1973- 30 أبريل 1975: اضطلع مكتب اتصالات الدفاع Defense Attaché Office  (DAO)، بإدارة المساعدات العسكرية الأمريكية إلى جمهورية فيتنام الجنوبية، وتوصيلها إلى 42 ألف جندي جنوبي، من رجال الأسطول، المسؤولين عن تشغيل 672 سفينة برمائية وناقلة بحرية، وعشرين سفينة حربية، و450 سفينة خدمة، و242 سفينة شراعية.

فاقت المساعدات العسكرية الأمريكية لنظام نجوين فان ثيو، خلال عامَي 1973 و1974، 3 آلاف مليون دولار. وتضمنت هذه المساعدات، خلال الفترة الممتدة من 28 يناير 1973 إلى 10 يوليه 1974 فقط، نحو640 طائرة حربية، و1100 دبابة، من بينها دبابات م-60 الحديثة، و800 مدفع، من بينها مدافع 107، عيار 175 ملم، بعيدة المدى، و204 قطع بحرية. كما احتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 27 ألْفاً من العسكريين في فيتنام، بملابس مدنية؛ على أنهم تابعون لسفارتها وقنصلياتها في مختلف المدن. وكانوا يعملون في توجيه العمليات الحربية لجيش نجوين فان ثيو وإدارتها، من مستوى القيادة العليا حتى مستوى المناطق. ولم تنقطع زيارات كبار القادة العسكريين الأمريكيين إلى فيتنام، طوال 28 شهراً، انقضت بعد توقيع اتفاقية باريس، وسقوط نظام نجوين فان ثيو النهائي. وكان رئيس أركان القوات المسلحة الأمريكية آخر من زار "سايجون"، قبل أسابيع من سقوطها، وتوحيد فيتنام.

شهدت الفترة، التي أعقبت وقف إطلاق النار، نشاطاً محموماً، من قِبل حكومة سايجون والحكومة الثورية المؤقتة، لتوسيع الأراضي، التي تسيطر عليها كلٌّ منهما وتحسين موقفها العسكري؛ ما نجم عنه، حسب التقارير الأمريكية عدة معارك بينهما.

في الشهر الأول، اتهم الأمريكيون الثوار الفيتناميين، بارتكاب مائتَي مخالفة فاضحة لاتفاقية باريس، تضمنت إدخال 175 شاحنة، و223 دبابة إلى المناطق الجنوبية، وخاصة عبر لاوس وكمبوديا؛ وأن حكومة هانوي، لا تحترم خطوط الهدنة نقاطها المتفق عليها. لذلك، أمرت القيادة الأمريكية قاذفات ب –52، بقصف ممر هوشي منه.

وفي الشهر الثاني، اتهم الأمريكيون هانوي بإدخال ثلاثين ألْف جندي، وثلاثين ألْف طن ذخيرة وتجهيزات حربية، منها أربعمائة دبابة وثلاثمائة من مدافع الميدان والمضادات. واستنجدت واشنطن بموسكو على هانوي، لوقف انتهاكاتها للاتفاقية؛ وإذ لم تفلح، هددت باستخدام القوة، لردع فيتنام الديموقراطية. لكن ذلك التهديد، لم يغير من حقيقة أن العلم الأمريكي، جرى إنزاله في 29 مارس، وأن آخر وحدة أمريكية عسكرية نظامية، بقيادة العقيد أوديل، قد غادرت سايجون في اليوم نفسه.

في الأشهر الثلاثة التالية، كررت واشنطن تهديداتها للفيتناميين، أحياناً، بالمذكرات المتبادلة، وأحياناً أخرى، على لسان هنري كيسنجر مباشرة، الذي عَدَّ الردود الفيتنامية على الاتهامات الأمريكية، "إهانة لحكومة أمريكا وشعبها".

كانت التهديدات الأمريكية مصدر رجاء وأمل لحكومة سايجون، التي كانت تعتقد جدية الالتزام الأمريكي. أمّا الثوار الفيتكونج، فقد استيقنوا عجز الإدارة الأمريكية عن تنفيذ تلك التهديدات؛ لأن موقف الأغلبية في مجلس النواب والشيوخ، يقضي بوقف الاعتمادات المالية لأيِّ عمليات عسكرية في الهند الصينية؛ والرئيس نفسه، لا يستطيع اتخاذ قراراته في هذا الشأن، من دون الرجوع إلى الهيئة التشريعية؛ بل إن مجلس النواب، أوقف، في مايو، الاعتمادات المالية المقررة لعمليات القصف الجوي في كمبوديا؛ ما اضطر الرئيس إلى إصدار أوامره بوقف القصف، بدءاً من منتصف أغسطس.

كذلك، لم يحترم نجوين فان ثيو أيَّ نص من نصوص اتفاقية باريس؛ إذ استبقى أكثر من 200 ألف سجين سياسي في معتقلاتهم، على الرغم مما نصت عليه الاتفاقية، من ضرورة إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين والمسجونين السياسيين، خلال 90 يوماً من توقيعها؛ بل إنه اعتقل 60 ألْفاً آخرين. وشن عمليات إرهاب على سكان المناطق المحررة، بلغ متوسطها الشهري 20 ألْف عملية، خلال عام 1973، و23315 عملية، خلال عام 1974. وفي الأشهر الأخيرة من عام 1974، اتخذت هذه العمليات طابع الهجمات الواسعة، تحت شعار "إقامة المناطق البيضاء". ودمرت خلالها 1728 قرية، وجمع من سكانها مليون و650 ألْف شخص في 210 من معسكرات التجمع. كما نُهبت كميات كبيرة من الأرز، في المناطق المحررة، لتجويع السكان، وإضعاف الفيتكونج الموجودين فيها؛ إضافة إلى استخدام الطائرات في قصف يومي لهذه المناطق.

في الواقع، إن الإستراتيجية العسكرية الجنوبية، استهدفت تهدئة المناطق الجنوبية وتمشيطها، في غضون ثلاث سنوات. واشتملت على ثلاث مراحل:

- الأولى، من مارس إلى أغسطس 1973، وهدفت إلى استعادة المناطق، التي حررها الفيتكونج في أواخر 1972.

- الثانية، من سبتمبر 1973 إلى نهاية 1974، وهدفت إلى اكتساح المناطق المحررة: الجنوبية والوسطى.

- الثالثة، من أواخر 1974 إلى نهاية 1975، وهدفت إلى القضاء على الوحدات النظامية للثوار، وبناء القوة الرادعة.

وتنفيذاً لتلك الخطة، اتخذت حكومة سايجون سلسلة من الإجراءات: العسكرية والتعبوية:

- أعلنت تشكيل الجبهة الشعبية للدفاع عن السلام وتحقيق تقرير المصير. ورفضت المشاركة في تشكيل مجلس الوفاق والمصالحة، وفكرة الحكومة الائتلافية، التي نصت عليها اتفاقية باريس.

- رفعت قوات الجيش النظامية إلى أكثر من سبعمائة ألْف جندي، من خلال التجنيد، واستدعاء الاحتياطي. وزادت قوات الدفاع المدني (الحرس) من مليون ومائتَي ألْف إلى مليون ونصف، بينهم أربعمائة ألْف مسلح. وحولت قوات الأمن إلى وحدات متحركة، في داخل المناطق العسكرية التابعة لها.

- في مجال الأسلحة، حرصت على المقاتلات: التكتيكية والعمودية. واستبدلت بالدبابات القديمة أخرى حديثة، من نوع م ـ 48؛ مع الاستفادة من المستشارين والضباط الأمريكيين، الذين بقوا في الجنوب.

- زار رئيس النظام، نجوين فان ثيو، واشنطن، في أبريل؛ للاستيثاق من صلابة الموقف الأمريكي، وطلب المزيد من المساعدات. وقد حصل على وعد من نيكسون بزيادة قِيمة المساعدات العسكرية، المقررة للسنة المالية 1974/1975.

- حشدت القوات المسلحة الجنوبية في قطاع عسكري طويل، يمتد من كوانج تري، شمالاً، حتى الدلتا الجنوبية، ويراوح عرضه بين 30 و50 كم؛ ليستطيع تلبية متطلبات عمليات الاجتياح والتمشيط.

على طريق تنفيذ المرحلة الأولى من خطة التهدئة، شنت القيادة السايجونية سلسلة من العمليات العسكرية: الكبيرة والمحدودة، تجاوز عددها ثلاثمائة ألْف عملية، حسب المصادر العسكرية الشمالية. واستخدمت فيها نحو 60 بالمائة من قواتها العسكرية. وشملت مناطق ترا هوين، وشمال كونتوم، وتين جي، وتيونج هين، ونوي زاي، وتشيتون.

وخلال هذه الحملات، اعتُقل نحو 60 ألْف مواطن، بتهمة العمل على تطبيق اتفاقية باريس. كما حُشِر مليون وستمائة وخمسون ألْف مواطن، في ثلاثمائة وثلاثين قرية جديدة، يديرها ويشرف عليها سبعة عشر ألْف مواطن ورجل أمن.

لم تؤدِّ كلُّ هذه الإجراءات إلا إلى الفشل التام. وتدهورت الحالة الاقتصادية في أنحاء البلاد كافة؛ بسبب الفساد، وتهريب الأموال إلى الخارج، وارتفاع الضرائب غير المباشرة.

الأول من يوليه 1973: أقر الكونجرس الأمريكي قانوناً يحظر استخدام أي اعتمادات مالية للقتال في أراضي كل من: كمبوديا، ولاوس، وفيتنام الشمالية، وفيتنام الجنوبية، أو في  سمواتها، أو عند سواحلها، اعتباراً من 15 أغسطس1973.

16 يوليه 1973: بدأت لجنة الخدمة العسكرية بالكونجرس جلسات استماع، في شأن عمليات القصف السري لكمبوديا.

نوفمبر 1973: أقر الكونجرس الأمريكي إجراءات سلطات الحرب، على الرغم من "فيتو" الرئيس الأمريكي.