الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
حملة الليطاني
خريطة لبنان
اُنظــــر كـــذلك
 
سلام الجليل الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1982، (سلام جليل)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الملحق (أ)

معلومات مختصرة عن مبدأ أيزنهاور، وردود فعل الدول العربية

          في نهاية الحرب العالمية الثانية، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية لنفسها دور "زعيمة العالم الحر". وواصلت سياستها القاضية بالاحتواء ضد التوسع السوفيتي، والحفاظ على الوضع الذي تراه مناسباً لمصالحها في المناطق الإستراتيجية من العالم، للحيلولة دون وصول الاتحاد السوفيتي إليها.

          وفى سبيل ذلك، قطعت واشنطن على نفسها التزامات، عسكرية واقتصادية، لدول منطقة الشرق الأوسط. وشجعت على إبرام سلسلة من الأحلاف العسكرية الإقليمية، ومنها حلف بغداد، الذي أُعلن عن قيامه، في 24 فبراير 1955، بين كل من تركيا والعراق، بهدف تخفيف الضغوط، التي يتعرض لهـا العـراق مـن بعض الدول العربية (خاصة مصر)، وربط الأمن الجماعي العربي بتركيا. وفي 4 أبريل 1955، انضمت إليه بريطانيا، "صاحبة فكرة هذا الحلف، الذي رأت فيه تعويضاً عن انسحابهـا من قنـاة السويس، وضمـان استمـرار نفوذهـا". ثـم انضمت إليـه باكستان، في 23 سبتمبر 1955، ثم إيران في 3 نوفمبر من العام نفسه. بينما اكتفت الولايات المتحدة الأمريكية بدور المراقب والمدعم لدول الحلف (نظراً إلى رغبتها في الاحتفاظ بصداقة مصر والمملكة العربية السعودية، اللتين ينتظر أن تقوما بنصيب إيجابي في تأمين الشرق الأوسط) . كما فشلت جهود بريطانيا في ضم الأردن إلى ذلك الحلف.

          وكان لإنشاء الحلف ردود فعل عنيفة من الدول العربية، تزعمتها مصر، وكذلك من الاتحاد السوفيتي. في البداية، حاولت مصر إقناع العراق بالعدول عن تلك السياسة. ولمّا فشلت، قررت حصار السياسة العراقية واحتواءها، مستخدمة في ذلك نفوذها في الجامعة العربية. ولمّا فشلت أيضاً، بدأت تستخدم أساليب العنف السياسي، لإفشال حلف بغداد. وقد ساعدها على ذلك كل من المملكة العربية السعودية وسورية، اللتين توافقت مواقفهما مع الموقف المصري.

ومن خلال الأحداث المتلاحقة، عام 1956، التي انتهت بالعدوان الثلاثي على مصر، نشأ موقف جديد، أدى إلى إنهاء نفوذ كل من بريطانيا وفرنسا في الشرق الأوسط. ورأت الولايات المتحدة الأمريكية أن الوقت مناسب لكي ترث هذه المنطقة الإستراتيجية من المستعمرين القدامى، قبل أن يسبقها الاتحاد السوفيتي إليها، خصوصاً بعد تصاعد دوره، نتيجة للإنذار الشهير، أثناء العدوان الثلاثي. في الوقت عينه، أرادت الولايات المتحدة الأمريكية، أن تؤكد دورها في حلف بغداد، وذلك بالانضمام إليه، بعد حوالي عامين على إنشائه. لذلك، فقد أعلن الرئيس أيزنهاور في 5 يناير1957، مبدأه "لملء فراغ القوة" في الشرق الأوسط، الناجم عن انهيار النفوذ البريطاني ـ الفرنسي. هذا المبدأ، الذي حوت ديباجته "أنه يتقرر بغرض إضفاء الاستقرار على المنطقة ضد، التدخل السوفيتي"، يقضي بالآتي:

  1. صد أي عدوان مسلح صارخ من جانب أي دولة، تسيطر عليها الشيوعية.
  2. الوعد بتقديم مساعدات ومعونات، اقتصادية وعسكرية، إلى دول المنطقة.
  3. ملء الفراغ يقتضي استخدام القوات المسلحة الأمريكية، لحماية أي دولة شرق أوسطية، تطلب المساعدة، للوقوف ضد العدوان المسلح، من قبل أي دولة، تسيطر عليها الشيوعية.
  4. تخصيص 200 مليون دولار، لتقوية الأمن الداخلي لدول الشرق الأوسط .

وقد أقرّ الكونجرس هذا المشروع، بقرار مشترك من مجلسَيه، الشيوخ والنواب، في 9مارس1957. بعدها بثلاثة أيام، في 12 مارس، أرسل الرئيس أيزنهاور مساعده، جيمس ريتشارد، في جولة إلى دول الشرق الأوسط، لشرح أهداف القرار، وإعلان أفضل الطرق لتحقيقه. وفي 23مارس1957، انضمت الولايات المتحدة الأمريكية، رسمياً، إلى حلف بغداد.

ردود فعل الدول العربية تجاه القرار الأمريكي:

  • رفضت القاهرة المشروع، ومن ثمّ، فقد عمدت السياسة الأمريكية، بكل وسائلها، إلى الضغط على مصر، وعزلها عن باقي الدول، التي دخلت في إطار المشروعات الأمريكية.
  • قبلت المملكة العربية السعودية "مبدأ أيزنهاور"، إذ استطاع الأمريكيون، إقناع الملك سعود، أثناء زيارته إلى واشنطن، بأن الأهداف المصرية، تساعد الخطط السوفيتية في المنطقة.
  • قبل لبنان (الذي كان يرأسه كميل شمعون، في ذلك الوقت) مبدأ أيزنهاور. وذلك لعلاقاته المعروفة بالغرب، على الرغم من أن ذلك، كان مخالفاً للشعور اللبناني، المتأجج بالمشاعر الوحدوية. وكان ذلك أيضاً مخالفاً للقواعد الرئيسية، التي حكمت التراضي السياسي بين الطوائف اللبنانية، وهكذا، وضع كميل شمعون لبنان، في موقع الهدف، بالنسبة إلى تطورات الأحداث داخل المشرق العربي، خاصة مع مصر وسورية.

وعموماً، فإن بداية نهاية مبدأ أيزنهاور، كانت في أعقاب ثورة العراق، في 14يوليه1958.

___________________



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة