الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
حملة الليطاني
خريطة لبنان
اُنظــــر كـــذلك
 
سلام الجليل الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1982، (سلام جليل)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الطبيعة الطبوغرافية للحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

مسرح عمليات حملة الليطاني

          من المفيد، قبل أن نخوض في غمار الصراع العسكري، أن نتعرف طبيعة مسرح العمليات، الذي دارت فوقه "حملة الليطاني"، وهو منطقة الحدود الشمالية الإسرائيلية، ومنطقة الجنوب اللبناني. وكلتاهما امتداد لطبيعة جغرافية واحدة.

          والحدود بين لبنان وفلسطين تحت الانتداب، هي تلك التي رسمتها فرنسا وبريطانيا عام1922، في لجنة "بولا ـ نيوكومب" ، بعد الحرب العالمية الأولي مباشرة. وكان أساس ترسيمها، قد اتُّفق عليه في اتفاقية سايكس ـ بيكو، عام 1916. وكان طول الحدود ـ عند ترسيمها ـ يصل 82 كم، ازداد بعد حرب يونيه 1967، ليصبح 103 كم، عقب احتلال إسرائيل جبل الشيخ.

          وتحوي الحدود بشكلها الحالي، العديد من الصور الطبوغرافية:

  • القمم والخطوط الفاصلة. وتنحصر في الجزء من البحر إلى شمال هضبة السلم، والقطاع الممتد من "جرداح" إلى جبل عميرام "شمال شتولا". وهناك العديد من التلال والهضاب المتوسطة الارتفاع، والتي تمثل أراضي حاكمة على شطري الحدود، وتترواح ارتفاعاتها  بين 700 و900 م فوق سطح البحر.
  • سلسلة القمم العالية في الجانب الإسرائيلي، التي تطل على عمق لبنان الداخلي، مثل جبل أدير (1008م)، وجبل ميروت (1208م)، وجبل دوف (1530م)، وجبل الشيخ (2200م).
  • مناطق الأحراج، التي تمتد في العديد من المناطق على طول الحدود، وتتركز في إسرائيل أساساً. وهذه الأحراج تتميز بالمناظر الطبيعية الجميلة، وتَعُدها إسرائيل ثروة وطنية. أمّا على الجانب اللبناني، فتستخدم في الرعي والتدفئة، مما يعرض أشجارها للقطع، كما تستخدم في التخفي، خصوصاً في شن أعمال المقاومة العسكرية.
  • اتجاه جريان المياه. وهي تتدفق من خلال أنهار ونهيرات وجداول من الشرق، حيث المرتفعات، إلى الغرب، باتجاه السهول، مكونة أودية ضيقة، وعميقة، قبل أن تصل إلى المنطقة الساحلية. وتشكل تلك المجاري المائية عوائق لتقدم القوات من الشمال إلى الجنوب وبالعكس.

          وخلال هذه الطبيعة الطبوغرافية، فإن محاور التحرك تُعَدّ محدودة. ويشمل المحور الواحد العديد من التعرجات والفوارق بين الارتفاعات والانخفاضات، وكثير من الإختناقات. كما تتطلب التحركات الاستعانة بالعديد من الجسور، لاستخدامها في عبور الممرات المائية والوديان العميقة.

          أمّا محاور الاقتراب على الحدود، فهي ثلاثة. أهمها المحور الساحلي بحذاء البحر، والذي يخترق التجمعات السكانية الرئيسية لكلتا الدولتين. ثم المحور الأوسط، وهو يتكون من عدة طرق فرعية، تكمل بعضها، لتصبح محوراً. ثم المحور الجنوبي الموازي لنهر الحصباني. وأي عمليات عسكرية، لا بد أن ترتبط باستخدام واحد أو أكثر من هذه المحاور.

التجمعات السكانية على كلا جانَبي الحدود

الجانب الإسرائيلي

          نظراً إلى خصوبة الأرض في تلك المنطقة، فهي مأهولة بالسكان. ويوجد في منطقة الحدود مباشرة نحو 28 مستعمرة، منها 9 مستعمرات كبيرة، و19 مستعمرة صغيرة، إضافة إلي مدينة واحدة .

          وعلى مسافة خمسة كيلومترات من منطقة الحدود، توجد 23 مستعمرة، من بينـها مستعمرة "كريات شمونه"، و3 قري أقليات عربية. وعلى مسافة عشـرة كيـلومترات، توجد 30مستعمرة أخري، منها بعض قري يسكنها الدروز. وطبقاً لإحصائيات عام1983، فإن إجمالي هذه التجمعات السكانية، يصل إلي نحو 73 مستعمرة، يسكنها حوالي 130ألف نسمة، منهم 15 ألفاً في كريات شمونه، و28 ألفاً في نهاريا، و7500 في معالوت وترشيي. وبين هؤلاء السكان عرب ومسلمون ومسيحيون ودروز، والغالبية من اليهود.

الجانب اللبناني

          تتعدد التجمعات السكانية في الجنوب اللبناني، وتتراوح ما بين القري الصغيرة والنجوع والبلدات والمدن. كما تتنوع طبيعة السكان من البدو إلى العاملين في الزراعة، والمهن الأخرى. وأغلب السكان من المسلمين الشيعة، يعيش بينهم المسلمون السُنة والمسيحيون.

          وأهم البلدات الحدودية في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود، هي: الناقورة، وعين إبل، وبنت جبيل، وبليدا وتبنين وجْوَيّا، ثم مدينة صور، التي لا تبعد عن الحدود أكـثر من 25كم.

          وقد وصل تعداد سـكان الجنوب اللبناني، قبل عمليـة "حملة الليطاني"، إلي ما يزيد على 200 ألف نسمة، نزح الكثير منهم في اتجاه الشمال. كما كان يتمركز العديد من التجمعات الفلسطينية في المنطقة.

----------------



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة