الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
حملة الليطاني
خريطة لبنان
اُنظــــر كـــذلك
 
سلام الجليل الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1982، (سلام جليل)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الملحق (ج)

مراسلات حسين ـ مكماهون

          تمت هذه المراسلات في إطار ما كانت تجريه الاستخبارات البريطانية، في مكتَبي مصر والهند، حول إمكان قيام ثورة عربية ضد الأتراك العثمانيين من جهة، ولطمأنة رعايا بريطانيا من المسلمين، بسلامة الأماكن المقدسة من جهة أخرى. وجرت على مرحلتين:

الأولى: بوساطة الشريف عبدالله، النجل الثاني للشريف حسين، الذي حاول معرفة موقف الحكومة البريطانية، في حال اضطرار الشريف إلى الدفاع عن الحجاز، وحمايته من تعديات الأتراك، وهو يمر بالقاهرة في طريقه إلى إستانبول. حيث كان يلتقي اللورد كيتشنر، المعتمد البريطاني، ورونالد ستورز، السكرتير الشرقي في دار الاعتماد، إذ كان يحل ضيفاً، في عابدين، على الخديوي عباس حلمي. وتعددت لقاءاته رونالد ستورز، في غرفة خلفية، ملحقة بمكتب فارس نمر باشا، صاحب جريدة المقطم. ولمّا ولي اللورد كيتشنر وزارة الحربية، طلب من ستورز اختبار نيات الشريف حسين بوساطة عبدالله. واستجاب اللورد، في هذه الاتصالات، لمطلب الشريف عبدالله من السلاح، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للحجاز، وفي الخلافة في مكة، بقوله : "إذا ساعَدَتْ الأمة العربية إنجلترا، في هذه الحرب، التي فرضتها تركيا علينا فرضاً، فإن إنجلترا ستضمن عدم وقوع تدخل في الشؤون الداخلية لجزيرة العرب، وستقدم للعرب كل مساعدة، ضد أي عدوان خارجي".

الثانية: بدأها وينجيت بوساطة السيد علي الميرغني، الذي اقترح، بعد اتصالاته، في مذكرة من الخرطوم، مؤرخة في 6 مايو1915، ما يلي:

 

أ.

إعادة الخلافة الإسلامية، بعد سقوط تركيا.

 

ب.

جعل الخلافة الجديدة، في الجزيرة العربية، لأهميتها الدينية والتاريخية والسياسية، بالنسبة إلى المسلمين.

 

ج.

أفضل رجل لتوليها، هو الشريف الحالي، لانتسابه إلى آل البيت النبوي.

          ثم أكمل هذه الاتصالات هنري مكماهون، المعتمد البريطاني الجديد في مصر. ونجم عنها ما عُرف، فيما بعد، بمراسلات حسين ـ مكماهون. وقد بدأت في 14يوليه1915، واستمرت حتى  10مارس1916. وأسفرت عن عشر رسائل، خمس منها كتبها الحسين، وخمس كتبها مكماهون. إلاّ أن ما عرضته الحكومة البريطانية على الوفود العربية، المجتمعة لبحث القضية الفلسطينية، في لندن، عام1939، كان نسخاً مصورة لسبع رسائل عربية، وهي نسخ مرقمة عن الرسائل 2 و4 و 5 و 6 و 7 و 9 و10. أمّا الرقمان 1و3 وهما رسالتان من الشريف حسين إلى مكماهون، والرسالة الرقم 8 من مكماهون إلى الشريف، فلم يكن لها وجود في محفوظات وزارة الخارجية. وحتى الآن، لم ينشر النص الأصلي للرسائل الخمس، الصادرة عن دار المعتمدية البريطانية، في القاهرة، إلى الشريف. وما نشر هو ترجمة عربية لها، أُعدّت، في حينه، لإرسالها إلى الشريف. أمّا رسائل الشريف، فطبيعي أنها باللغة العربية، ولكن لا يوجد عليها أي توقيع. ويذكر محمد جميل بيهم، أن الشريف أطلعه على كل الرسائل المتبادلة بينه وبين مكماهون، وهو في منفاه في قبرص، وكانت محفوظة في أكياس قطنية بيضاء، وأنه رفض ما عرضه عليه، لترتيبها في ملفات قائلاً : "اُتركها على بركات الله".

          طالب الشريف حسين أن تعترف بريطانيا باستقلال البلاد العربية، الواقعة ضمن الحدود الآتية: شمالاً خط مرسـين ـ أضنه، الموازي لخط 37 شمالاً، الذي تقع عليه برجيك ـ أورفه ـ ماردين ـ مديات ـ جزيرة ابن عمرو ـ العمادية، حتى حدود إيران. وشرقاً حدود فارس إلى خليج البصرة، وجنوباً المحيط الهندي، باستثناء عدن، التي ستحتفظ بوضعها الحالي. وغرباً على امتداد البحر الأحمر ثم البحر الأبيض المتوسط حتى مرسين. وعلى إنجلترا أن توافق على إعلان خلافة عربية.

          وقد عَدّ الحسين قضية الحدود نقطة جوهرية. وأبدى مكماهون استعداد بريطانيا للاعتراف باستقلال العرب، وتحفظ في موافقته على الحدود، التي تشعر بريطانيا، أنها ليست حرة التصرف فيها، "دون أن تمس مصالح حليفتها فرنسا"، وفيها مناطق "لا يمكن أن يقال أنها عربية محض". وأجاب الشريف بالموافقة على ترك الإلحاح في إدخال ولايتَي مرسين وأضنه في المملكة العربية. وأصر على أن ولايتَي حلب وبيروت، وساحلهما عربيتان محض. وعلى تمسك مكماهون بمراعاة مصالح الحليفة فرنسا، أجاب الشريف، أنه يتجنب ما من شأنه التأثير في التحالف القائم بين فرنسا وبريطانيا، ولكن "سنطالبكم، بعد الحرب، بما نغض الطرف عنه اليوم".

ـــــــــــــــ



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة