الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

5. حرب 1948

بعد صدور قرار الأمم المتحدة، بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، عمل الانتداب البريطاني على تسليح اليهود، وإعدادهم عسكرياً لبسط السيطرة، على أكثر من نصف مساحة فلسطين. وبلغت قوة اليهود آنذاك حوالي 70 ألف مقاتل، تساندهم 24 طائرة حربية، و1000 سيارة نقل كبيرة، كلها بيعت لهم من الجيش البريطاني كمخلفات حربية.

وقبل الجلاء البريطاني عام 1948، تمت تهيئة الأجواء لليهود للسيطرة على الأرض والشعب.

ولم تتدخل الجيوش العربية إلاّ بعد الجلاء البريطاني، حيث شكلت جامعة الدول العربية ما يُسمى "جيش الإنقاذ"، الذي كانت تنقصه القيادة القوية، والأسلحة الحديثة، والمعنويات العالية.

عند بدء القتال، لم يكن بيد عرب فلسطين أكثر من خمسة آلاف قطعة من السلاح، من بقايا أسلحة الثورة. وكان الدعم العربي هزيلاً جداً، ومعظمه غير صالح للاستعمال.

ومع ذلك، استطاع مجاهدو فلسطين السيطرة على زمام الموقف طويلاً، وخوض معارك مشرفة، وإلحاق خسائر جسيمة في صفوف اليهود.

إلاّ أن بريطانيا أثناء انسحابها، كانت تتدخل كلما شعرت أن اليهود قد وقعوا في مأزق، لتخلصهم منه.

دخلت الجيوش العربية حرب فلسطين عام 1948، تحت شعارات جهادية مقدسة. ورحب أهل فلسطين بوصولها، ومشاركتها في القتال، وتجاوبوا معها تجاوباً صادقاً، وانخرطوا في صفوفها للقتال ضد المحتلين اليهود. ووقعت معارك خاضوها ببسالة، وشاركوا الجيش العراقي في زحفه نحو نتانيا، بعد طرد اليهود من جنين، ولكن الجيش العراقي تراجع، بعد أن جاءته الأوامر بالانسحاب الفوري.

وشهدت هذه الحرب إقبالاً من المطّوعين، العرب والمسلمين، ومن بينهم هنود وشيشان وبشناق وأكراد، وغير ذلك من الجنسيات العربية والإسلامية، التي هبت تزود عن المقدسات، بدافع حب الجهاد والنصرة.

أما القساميون، فقد شاركوا في هذه الحرب مشاركة فعالة، ونظّموا مواجهات مسلحة، في يافا والرملة واللد وعكا وحيفا، ومدن شمال فلسطين. واستطاعوا في معركة واحدة، وقعت بين يافا واللد، قتل أكثر من 300 جندي يهودي صهيوني. وقد استشهد منهم أعداد كبيرة، من بينهم قادة كبار، أمثال "أبو حسن علي سلامة" وغيره.

ولكن كانت النتيجة في النهاية مؤلمة جداً، حيث انتهت الحرب بسقوط حوالي 78% من الأرض الفلسطينية في أيدي اليهود ليشكلوا عليها نواة دولتهم تحت اسم "إسرائيل".



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة