|
6. ثورة 1965
نشأت حركة فتح عام 1959، وذلك بعد تجمع عدد من المقاتلين، الذين شاركوا في العمليات الفدائية في غزة عام 1956، وتنادوا لتنظيم العمل الجهادي ضد اليهود، وتبلورت حركتهم تحت تنظيم، أُطلق عليه اسم "فتح".
بدأت حركة فتح عملياتها العسكرية في ليلة 31 ديسمبر 1965، حين ضربت مجموعة من الرجال، تنتمي إلى "العاصفة" ـ جناح فتح العسكري ـ داخل "إسرائيل"، وأعلنت عن العملية ببلاغ عسكري صدر أول يناير 1965، وجاء فيه: "اتكالاً منا على الله، وإيماناً منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب، وإيمانا منا بواجب الجهاد المقدس، وإيماناً منا بموقف العربي الثّائر، من المحيط إلى الخليج، وإيماناً بمؤازرة شرفاء العال، لذلك فقد تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة 31 ديسمبر 1965، وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملة في الأرض المحتلة، وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمة".
بعد ذلك اندفع عشرات الآلاف للتطوع في صفوف المقاتلين في حركة فتح، إلاّ أن الحركة لم تقبل أكثر من 900 متطوعٍ لظروفها، التي لم تسمح بأكثر من ذلك.
واستمرت عمليات المقاومة حتى حرب 1967، ثم تواصلت بعدها واشتدت ضراوة، وبلغت أوجها بعد إنشاء ما يسمى "القواعد الشيوخ" في الأردن، حيث اتخذت العمليات طابعاً جهادياً، وألحقت باليهود خسائر جسيمة، مادية ومعنوية.
وتطورت العمليات الفدائية من 12 عملية شهرياً عام 1969، إلى 279 عملية شهرياً، في النصف الأول من عام 1970.
ثم كانت معركة الكرامة، التي أبلى فيها الفلسطينيون والأردنيون بلاء حسناً. وتمكنت القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية، من إجبار الجيش الإسرائيلي على التراجع، بعد تكبيده خسائر فادحة.
وشهدت فلسطين انتفاضة أخرى، بعد عملية إحراق المسجد الأقصى عام 1969، حيث هبت مدن وقرى فلسطين كلها لمواجهة الاحتلال نصرة للأقصى، ونفذت عمليات عسكرية عدة انتقاماً لهذه الجريمة النكراء.
وقد ظلت الانتفاضات تتوالى بدرجات متفاوتة، خلال عقد السبعينات، وأوائل الثمانينات، إلى أن هدأت قليلاً بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وإخراج المنظمات الفلسطينية إلى بلاد المهجر والشتات.
|