|
أ. الممارسة العقائدية اليهودية
يعتقد اليهود أنهم "شعب الله المختار"، وأن ما عداهم من البشر خلقوا لخدمتهم، وليكونوا سخرة لهم في أعمالهم، ولذلك، كانت نظرتهم للآخرين نظرة احتقار وازدراء. ونتيجة لهذا المعتقد حصل التسلط والقهر، وزادت حدة الشعور بالعداء والكراهية.
وقد دلت على عقيدة الاستعلاء هذه، كتبهم التي امتلأت بما يشير إليها، وطفحت بالأمثلة عليها، وحفلت بما يؤجج هذه النزعة المتأصلة في نفوسهم. فقد جاء في التلمود ما يلي:
|
1-
|
"اهدم كل قائم، لوّث كل طاهر، احرق كل أخضر، كي تنفع يهودياً بفلس..".
|
|
2-
|
"اقتل من قدرت عليه، من غير اليهود..".
|
|
3-
|
العن رؤساء الأديان، سوى اليهود، ثلاث مرات في اليوم".
|
|
4-
|
"جميع ما يخص الجوييم هو كالصحراء، يستطيع أن يدعي ملكه أول من يسرع مستولياً عليه، أي من اليهود".
|
|
5-
|
"إذا استطاع يهودي خداعهم بادعائه أنه من عُبّاد النجوم، مسموح له أن يفعل ذلك".
|
|
6-
|
"اقتلوا من الأجانب أفضلهم، هشموا الرأس بين أحسن الأفاعي".
|
|
7-
|
"يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة".
|
|
8-
|
"إن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي، بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد".
|
وجاء في البروتوكول الرابع: "لهذا السبب وحده، علينا أن نهدم الإيمان، وأن نمحو من عقول الأغيار مبادئ الله والروح من أسسها، وأن نستعيض عن هذه المفاهيم بالمعادلات الرياضية، والرغبات المادية".
وجاء على لسان "زيف غرينبرج"، أحد أقطابهم، ما يلي: "إن اليهود على ما عداهم من الأمم، يكمن في رسالتهم، ألا وهي المراقبة التاريخية على العالم، ذلك أن الشعب اليهودي هو الشعب الذي اختاره خالق الكون، شعب له رسالة خاصة، إليه يرجع حق تعيين الخبيث من الطيب، إليه يرجع حق تعيين السّبيل، الذي يجب أن تتبعه الانسانية، وهذا القانون هو القانون الأزلي الذي جاءت به التوراة، وليست هذه فلسفة أو فكرة دينية، بل إنها حقيقة أزلية".
وتزيد تعاليم اليهود، التي يتلقونها عن أحبارهم، من التّطرف، وتدفع نحو المواجهات، لأنها ترسّخ في الأذهان ضرورة انتزاع الأرض، من أصحابها الفلسطينيين، بحجة أحقيتهم فيها.
ب. الاعتداءات ضد المقدّسات
تكررت اعتداءات اليهود ضد مقدسات المسلمين في فلسطين، بشكل عام. وشملت المساجد في مختلف المناطق، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وذلك بتدمير بعضها، وتدنيس بعضها الآخر، وتحويله إلى مواخير، أو إسطبلات وحظائر، أو متاحف، أو حوانيت لبيع الخمور. وطالت اعتداءاتهم المصاحف بتمزيقها، واستخدام أوراقها في المراحيض، وحرقها أمام الفلسطينيين. كذلك طالت اعتداءاتهم شتم الإسلام، ونبي الإسلام، عليه أفضل الصلاة والسلام، وغير ذلك مما يندى له الجبين.
ولعل أبرز حدث ضمن سلسة الاعتداءات الدينية، ما ارتكبه الأسترالي مايكل روهان من حرق لمبنى المسجد الأقصى المبارك، صبيحة الخميس السابع من جمادى الثانية 1389، الموافق 21 أغسطس 1969، حيث أتت النيران على آثار عمرانية تاريخية دينية، في أولى القبلتين وثالث المسجدين.
وزيادة على الشّحوب والسواد، الذي اعترى جدران المسجد الأقصى المبارك، فقد احترق السقف الجنوبي الشرقي للمسجد بكامله، وكان بناؤه من الخشب. كما احترق منبر نور الدين زنكي، الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي، بعد تطهير المسجد وبيت المقدس من دنس الصليبيين. كما تأثرت بعض الأعمدة والأقواس بنسب متفاوتة.
تبع ذلك مظاهرات عامة، شملت كل المدن والقرى الفلسطينية، وقعت مصادمات عنيفة، سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى.
وتتابعت الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، وعلى أهله من أبناء فلسطين. وقد تعرض المسجد الأقصى لأكثر من 35 اعتداء صهيونياً، منذ احتلاله عام 1967. عدا الحفريات المستمرة، التي شملت مساحة واسعة تحت أرضيته، كان أكبرها النفق الذي افتتح سنة 1996.
وكان الدافع وراء كل هذه الاعتداءات، الاعتقاد بأن ارض المسجد، هي التي أقام عليها نبي الله سليمان، عليه السلام، هيكلهم المزعوم.
ومن هنا جرت محاولات حثيثة ـ ولا زالت ـ من أجل الحصول على قطعة أرض في ساحة المسجد الأقصى، للشروع في بناء الهيكل، كخطوة على طريق هدم الأقصى، وإحلال الهيكل مكانه.
ظل الحلم يراود اليهود ـ دون استثناء بين فرقهم وطوائفهم ـ في إعادة بناء الهيكل، تمهيداً لظهور الذي يعتقدون قرب خروجه، ليقودهم إلى حكم العالم.
ويوماً بعد يوم، يشعر اليهود بأنهم اقتربوا أكثر فأكثر من تحقيق هذه الحلم، الذي يشكل خطراً جسيماً، وقنبلة موقوتة، لا يدري أحد إلى أين ستؤدي بكل من الفلسطيني واليهود على السواء، وهل سيقتصر الأمر على الشعبين، أم سيجر معهما شعوباً ودولاً أخرى لها علاقة في الصراع؟!
عمد اليهود خلال الفترة الأخيرة، إلى تجهيز كل مستلزمات الهيكل المزمع بناؤه، وأحضروا المهندسين المهرة لتنفيذ هذا المشروع، ووضعوا مجسماً كبيراً مساحته تزيد على 400مترمربع، ونحتوا صخوره وأدواته، حتى لم يبق أمامهم سوى الشروع في عملية الهدم والبناء!!
إضافة إلى ذلك، فإن "أرييل شارون" استولى على منزل وسط القدس الشرقية، في الحي العربي، وذلك لاستفزاز المسلمين ومضايقتهم.
وكانت أكثر الاعتداءات تأثيراً، استكمال حفر نفق تحت المسجد الأقصى، مما هدد بانهيار جزء منه.
ونتيجة لهذه الاعتداءات الدينية، والممارسات المبنية على المعتقدات، وكرد فعل غاضب، وقعت مواجهات عنيفة مرات عدة، كانت شرارتها استفزاز ديني من قبل اليهود.
|