|
الخميس 10 ديسمبر 1987
استمرت المظاهرات في مخيم جباليا. وفي حي الزيتون بغزة، انطلقت الأحداث من المساجد، ورشُقت قوات العدو بالحجارة والزجاجات الحارقة. وشهدت ساحة فانديوتس اشتباكاً عنيفاً، فسقط خمسة جرحى، وجرح جندي إسرائيلي واشتعلت النيران في أربع سيارات إسرائيلية.
وانتقلت في هذا اليوم الأعمال الجهادية إلى الضفة الغربية، وكانت مدينة نابلس هي السباقة في تلبية النداء، فخرجت مظاهرة حاشدة من البلدة القديمة، التقت مع مظاهرات طلابية أخرى، ووقعت اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاد الشاب إبراهيم العكيك، وإصابة آخرين بجراح. كما أصيب ضابط إسرائيلي. وخطفت قوة إسرائيلية جثة الشهيد من منزله، ودفنته بحضور عدد قليل.
أما في مخيم بلادة، فقد خرج المواطنون إلى الشوارع، واشتبكوا مع القوات الإسرائيلية، وخلال مطاردة جندي إسرائيلي لأحد الشباب، اعترضته المجاهدة وعلا مصطفى سلامة، وحاولت طعنه بسكين، إلا أن جنوداً آخرين أطلقوا عليها الرصاص، فأصيبت ونقلت مع ثلاثة جرحى آخرين إلى المستشفى، وكانت بذلك أول جريحة في الانتفاضة.
وفي مخيم فلنديا تظاهر طلبة مركز التدريب المهني، وتحصنوا داخل أسوار المركز، وأخذوا يقذفون الحجارة على السيارات العسكرية الإسرائيلية، فأصابوا ستة جنود. فتدفقت قوات الشرطة وحرس الحدود واقتحموا المركز، مما أدى إلى إصابة خمسة وعشرين طالباً.
الجمعة 11 ديسمبر 1987
كان هذا اليوم متميزاً في تاريخ الانتفاضة. فقد خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرة من مسجد الخلفاء، يقودها الشباب المسلم، بشعارات الإخوان المسلمين المعروفة. والتقت مع مظاهرة أخرى قادمة من مسجد القطاوطة. والتحمت التظاهرتان بالجيش الإسرائيلي. ووصلت مسيرة ثالثة من مسجد القسّام. واستمرت الاشتباكات بين كر وفر حتى المساء. واعتقلت السلطة الإسرائيلية الرجال ما بين 16ـ65 سنة، مستترة بالظلام.
وفي غزة، استمرت المظاهرات العنيفة في حي الشجاعة، وأصيب ثلاثة جرحى، وأحرقت سيارة عند حاجز إيرز، وسيارة تابعة للشرطة في بيت لاهية.
أما في رفح ومخيم البريج، فقد تجمّع المتظاهرون بعد صلاة العصر وأغلقوا الشارع الرئيسي في المخيم، ورشقوا السيارات في رفح، وأضرموا النار في حي إسرائيلي، وألقوا زجاجات حارقة على شاحنة عسكرية، وعلى سيارتين للشرطة.
وفي خان يونس، اشتبك المتظاهرون مع القوات الإسرائيلية، واستشهد الصبي المجاهد وحيد إبراهيم أبو سالم (11 سنة)، ومنعت القوات الإسرائيلية تشييعه ودفنته تحت حراسة مشددة. أما مخيم بلادة، فقد تعرض لمجزرة رهيبة، عندما اقتحمت قوات إسرائيلية، كبيرة العدد، مسجد المخيم واعتقلت الشباب وانهالت عليهم بالضرب المبرح. فخرج الأهالي في تظاهرة لتخليص الشباب، ووقعت صدامات، مما أدى إلى استشهاد أربعة من المجاهدين والمجاهدات، وإصابة أحد عشر بجراح.
وفي نابلس، خرج المصلون، بعد أن انطلقت مع الآذان آيات القرآن، في تظاهرات صاخبة، أوقفت حركة السّير ورفعت الأعلام السوداء. وعندما وصل المصابون من مخيم بلاطة، إلى المستشفى في نابلس، تدفق الرِّجال للتبرع بالدم والاطمئنان على المصابين. فاقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى، وجرى اشتباك تحطمت خلاله ثلاث سيارات عسكرية، وأُصيب ثلاثة جنود، وست وثلاثين مجاهداً، وتمكن المجاهدون من استعادة جثث الشهداء الأربعة، بعد أن احتجزتها القوات الإسرائيلية، وأعيدت الجثث إلى مخيم بلاطة.
وامتدت المواجهات إلى مخيمات عسكر، الجديد والقديم، وعين بيت الما، وقرية بيت قوريك، ومخيم نور شمس، حيث أحرق المتظاهرون سيارة جيب، وحافلة في بيت حنينا.
وفي القدس، خرجت مظاهرات عقب صلاة الجمعة من المسجد الأقصى المبارك، احتجاجاً على المجزر في غزة ونابلس، ودُمرت سيارة عسكرية في حي النبي يعقوب.
|