الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

خامساً: المرحلة الرابعة، معركة بيروت (1 ـ 21 أغسطس 1982)

الموقفان، العسكري والسياسي، يومَي 1 و 2 أغسطس

الموقف العسكري

          بدأت القوات الإسرائيلية، منذ فجر اليوم الأول من أغسطس 1982، شن هجوم وحشي واسع النطاق، على محورين، براً وجواً، على القطاع الغربي من بيروت، بقوة لواءَين مشاة آلية. واستولت القوات الإسرائيلية، تعززها الدبابات ومدفـعية الميدان، على المقر الرئيسي لمطار بيروت، وملتقى الطرق الإستراتيجية عند ميدان "كوكودي". وأصبحت بذلك على مسافة 5كم من وسط العاصمة اللبنانية، فضلاً عن مهاجمة طريق بيروت ـ صيدا. وكانت حصيلة القصف الجوي والمدفعي، الذي استمر 14 ساعة، مقتل أكثر من165 شخصاً، وجرح 400 شخص من المدنيين. وغرقت بـيروت وضواحيها تحت وابل من القذائف، أوقع أضراراً جسيمة ودماراً لم يسلم منه حي من الأحياء.

          وأصبحت الدبابات والمدفعية الإسرائيليتان على مشارف المخيمات الفلسطينية، في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، في الوقت الذي أحاط فيه الفك الآخر للكماشة ببيروت الغربية من جهة الشرق، عند الخط الذي يفصل منطقتيها، الشرقية والغربية. وأصبح مخيم برج البراجنة محصوراً بين القوات الإسرائيلية، التي ترابط على محور الحدث ـ بعبدا، وتلك التي تهاجم مطار بيروت، الواقع غربي المخيم . (المعالم الرئيسية لمدينة بيروت ـ اُنظر الشكل الرقم 8).

وقد أشارت المصادر الإسرائيلية، في شأن نتائج هذا الهجوم ضد بيروت، إلى أن القوات الإسرائيلية، واجهت مقاومة عنيدة، وصلبة على جميع المحاور، الأمر الذي عرقل تقدمها، بل أوقفه تقريباً، وأوقع في صفوف الجيش الإسرائيلي إصابات جسيمة جداً، فاقت، في يوم واحد، مجموع ما أُعلن في شأنه، خلال شهر يوليه كله.

وبات من المرجح، أن شارون، لن يرضى بأقل من إبادة المقاومة الفلسطينية، أفراداً وقيادة ومؤسسات. فكانت كثافة القصف، براً وبحراً وجواً، تزداد ضراوة، كلما توالت الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق سياسي، في شأن إخلاء المقاومة الفلسطينية بيروت.

وعلى الرغم من موافقة ياسر عرفات، وقيادة المنظمة، على الخروج من بيروت، فقد عاشت العاصمة اللبنانية المحاصرة يومَين قتالين من القصف الرهيب. وكان واضحاً، أن هذا القصف ينطوي على رغبة شارون في تحقيق الميزات التالية:

  • إنزال أكبر قدر من الخسائر بصفوف المقاتلين الفلسطينيين.
  • الرد على الخسائر الجسيمة، التي تكبدتها القوات الإسرائيلية المحيطة ببيروت، في أثناء محاولاتها التقدم نحو مواقع منظمة التحرير.
  • تكثيف الضغط على المقاومة الفلسطينية، لتقديم المزيد من التنازلات، قبْل الإنسحاب.

الموقف السياسي

بناء على طلب من لبنان، وفي ضوء مشروع القرار، المُقدم من المندوب الأردني والسفير الأسباني، وفي إطار التنسيق مع المندوب اللبناني، وبعد مراجعته من السفيرة الأمريكية اتُّفق على القرار، الذي صدر بالرقم (516)، في الأول من أغسطس 1982، بإجماع 15 عضواً. وينص القرار على:

  • الوقف الفوري للنيران، ووقف كل الأنشطة العسكرية، داخل لبنان، وعبْر الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.
  • يُسمح للأمين العام أن ينشر، من الفور، بناء على طلب الحكومة اللبنانية، مراقبين من الأمم المتحدة، لمراقبة الوضع في بيروت.
  • يُطلب إلى الأمين العام، أن يرفع تقريراً إلى المجلس، تماشياً مع هذا القرار.

الموقف العسكري، يوم 3 أغسطس

          وفي الساعات الأولى من صباح يوم 3 أغسطس 1982، تحركت الدبابات الإسرائيلية صوب الضواحي الجنوبية لبيروت الغربية، في محاولة للتقدم نحو مواقع المقاومة الفلسطينية في القطاع الغربي من بيروت. وفي الوقت نفسه، قَصَفَتْ البحرية الإسرائيلية بيروت الغربية. وقد تمكنت المقاومة الفلسطينية، والقوات اللبنانية الوطنية، من صدّ المحاولة الجديدة للهجوم الإسرائيلي.

الموقف العسكري، يوم 4 أغسطس

          وفي الرابع من أغسطس 1982، وتحت ستر تمهيد نيراني من المدفعية والهاونات، بدأت القوات الإسرائيلية هجومها على بيروت الغربية، على ثلاثة محاور، بقوة 3 ألوية مشاة آلية و لواءَي مظلات. وبعد 16 ساعة من القصف المدفعي والجوي، تحولت بيروت الغربية إلى مدينة للأشباح، تشتعل فيها الحرائق. كما قصف الطيران الإسرائيلي المخيمات الفلسطينية. وعلى الرغم من أن المدرعات الإسرائيلية، تمكنت من اختراق الدفاعات الفلسطينية في غير موقع، وسيطرت على منطقتَي المتحف الوطني والأوزاعـي، إلا أن القوات الفلسطينية استمرت في السيطرة على مواقعها في منطقة الميناء ووسط مدينة بيروت. وأعلنت إذاعة بيروت : "أن القوات السورية، التي كانت متمركزة عند أحد الحواجز في مدخل منطقة الأوزاعي، انسحبت، ظهر اليوم، مع تقدم القوات الإسرائيلية، الأمر الذي يسّر لهذه القوات أن تتقدم وتحتل منطقة الأوزاعي".

الموقفان، العسكري والسياسي، يوم 5 أغسطس

الموقف العسكري

          استأنفت القوات الإسرائيلية هجومها البري على مواقع المقاومة الفلسطينية في بيروت الغربية، تحت ستار من القصف المدفعي والدبابات. فتمكنت من اختراق الدفاعات الفلسطينية، والوصول إلى امتداد طريق "كورنيش المزرعة"، الذي يُعَدّ الشريان الرئيسي لبيروت الغربية، إلى ملتقَى طرق "بربير" الإستراتيجي، الذي يتحكم في طرق القطاع، وفي مداخل مخيمَي صبرا وشاتيلا. واستمر القتال مع القوات الإسرائيلية على المحاور الثلاثة للهجوم الإسرائيلي على بيروت الغربية، من اتجـاه الضاحية الجنوبية للقطاع، وعند منطقة ممر المتحف، ومنطقة المرفأ. وواصلت القوات الإسرائيلية تقدمها، حتى أصبحت على مشارف المخيمات الفلسطينية الثلاثة، صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة. وأعلنت المصادر اللبنانية أن 250 مدنياً قتلوا، على الأقل، و670 أصيبوا. وفي الوقت نفسه، أعلنت المصادر الإسرائيلية أن 84 جندياً إسرائيلياً أُصيبوا، ولقي 19 آخرون مصرعهم، خلال اشتباكات يومَي 4 و5 أغسطس 1982.

الموقف السياسي

          أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً، بالرقم (517) في 4 أغسطس 1982، دعا فيـه إسرائيل إلى سحب قواتها، فوراً، من المواقع التي احتلتها بعد الأول من أغسطس 1982، في بيروت الغربية، والامتثال للقرار الرقم 516، الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف كل الأعمال العسكرية، وإيفاد مراقبين دوليين. وأصدر المجلس قراره بأغلبية 14 صوتاً مقابل لا شيء مع امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.(الملحق الرقم 45).

          أوضح المسؤولون الفلسطينيون أن منظمة التحرير الفلسطينية مستعدة للانسحاب من بيروت الغربية فور وصول القوة الدولية المتعددة الجنسيات. وأن المنظمة تنازلت عن شرطها بأن يتزامن مع هذا الانسحاب انسحاب مقابل للقوات الإسرائيلية، على أن تمر المقاومة خلال الخطوط الإسرائيلية مباشرة إلى سورية، مسقطة بذلك شرط التمركز المؤقت في سهل البقاع شرقي لبنان، أو في مدينة طرابلس شمالي لبنان.

وقد جاء هذان التنازلان في إطار خطة من 11 نقطة، من أهمها:

  1. وقف إطلاق النار، يشرف عليه مراقبون دوليون تابعون للأمم المتحدة.
  2. يبدأ الفدائيون الفلسطينيون في التجمع في نقاط معينة في اليوم الذي يبدأ فيه وصول أولى دفعات من قوة حفظ السلام الدولية، ويبدأون، بالاشتراك مع الجيش اللبناني، في الدخول إلى المواقع، التي يسيطر عليها الفدائيون، على أن يكون دور هذه القوات هو حماية المخيمات واصطحاب الفدائيين في طريقهم إلى خارج المدينة.
  3. ينسحب الفدائيون من طريق بيروت ـ دمشق.
  4. تكوين لجنة مشتركة.
  5. ينسحب الفدائيون بأسلحتهم.
  6. فترة تنفيذ الانسحاب تستغرق 21 يوماً.
  7. الفدائيون، الذين لا يمكنهم التوجه إلى سورية، بسبب معتقداتهم السياسية، توفر لهم وسائل لخروجهم من لبنان، من طريق مطارين صغيرين، في شرق لبنان، أو عبر ميناء طرابلس الشمالي.
  8. تضمن الحكومة الأمريكية أمر الفدائيين المنسحبين.
  9. تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، التي تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان .

الموقف السوفيتي

تقدم السفير السوفيتي إلى الأمم المتحدة، بمشروع قرار عاجل، في 5 أغسطس 1982، إلى رئيس مجلس الأمن. وعند عرضه استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو).



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة