الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

تطورات الموقف السياسي، وخروج القوات الفلسطينية من لبنان (13 أغسطس ـ 4 سبتمبر 1982)

الموقف، يوم 13 أغسطس

          استأنف المبعوث الأمريكي، فيليب حبيب، مفاوضاته السياسية من أجل تحقيق خطوات عملية ببدء تنفيذ الحل السياسي. فأرسلت إسرائيل، شروطاً تعجـيزية، رفضت معظمها الحكومة اللبنانية والمقاومة الفلسـطينية. وكان من أهم الشروط الإسرائيلية رفضها نشر المراقبين الدوليين للإشراف على وقف إطلاق النار، ورفض التزامن بين وصـول القوات الدولية المتعددة الجنسيات وبين مغادرة المقاتلين الفلسطينيين . وأكـدت الردود الرسمية، اللبنانية والفلسطينية، أن قضية المراقبين الدوليين هي مسألة في يد مجلس الأمن الدولي، صدر عنها قراره الأخير، ولا يجوز لإسرائيل رفض هذا القرار أو التفاوض عليه.

          كما أوردت الإذاعة الإسرائيلية تقريراً عن المناقشات، التي جرت خلال جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، أثر تلقّي رئيس الحكومة، مناحم بيجن، تحذيراً من الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، يهدد فيه بسحب مبعوثه، فيليب حبيب، ما لم يوقف الطيران الإسرائيلي غاراته على بيروت. وانتهت الجلسة بإعلان أن سلاح الجو لن يُستخدم، إلا بعد مصادقة رئيس الوزراء.

الموقف، يومَي 14 و15 أغسطس

توجه المبعوث الأمريكي، فيليب حبيب، إلى إسرائيل، ربما في خاتمة رحلته المكوكية. وقد أكد المبعوث الأمريكي لوزير الخارجية اللبناني، فؤاد بطرس، أن الموقف الإيجابي للولايات المتحدة الأمريكية، من قرار مجلس الأمن الأخير (518)، كان بإلحاح وتشجيع منه، لإظهار استياء الولايات المتحدة الأمريكية من استمرار حصار العاصمة ومن خرق إسرائيل وقف إطلاق النار.(الملحق الرقم 50).

أما الموقف السوري، فكان يرى أن يعالج الموضوعات المتعلقة بالجيش السوري في لبنان، في محادثات ثنائية بين سورية والحكومة اللبنانية.

أما الموقف اللبناني، فتحرك في إطار المطالب التالية:

  1. وقف إطلاق النار، ونشر المراقبين.
  2. تنفيذ قرارات مجلس الأمن، لا سيما بالنسبة إلى رفع حصار بيروت.
  3. مساندة الحكومة اللبنانية على جهودها واتصالاتها، الهادفة، في مرحلة أولى، إلى إنقاذ مدينة بيروت، وذلك بخروج القيادة الفلسطينية والمقاتلين الفلسطينيين، وباقي القوات غير اللبنانية، من بيروت، إلى خارج لبنان.

الموقف، يوم 16 أغسطس

          حققت محادثات المبعوث الأمريكي فيليب حبيب، تقدماً واضحاً نحو الوصول إلى حل سلمي للأزمة اللبنانية. فقد قدمت إسرائيل تنازلاً مهماً، تمثّل في سحب ثلاثة من شروطها، التي كانت تتمسك بها، مقابل موافقتها النهائية على الخطة، التي أعدها حبيب لإجلاء الفدائيين عن بيروت. فقبلت بمبدأ التزامن، بين وصول قوات حفظ السلام الدولية وبدء عملية خروج الفدائيين من لبنان. كما وافقت على أن تكون طلائع القوات الفرنسية، هي أول قوة تبدأ في الانتشار في بيروت، ضمن قوات حفظ السلام الدولـية. ثم تنازلت عن شرط حصولها على قوائم مفصلة بأسماء الفدائيين الفلسطينيين، الذين يغادرون بيروت، وأعلنت أنها تكتفي بالحصول على قائمة بأسماء الدول العربية، التي سيتوجه إليها الفدائيون.

وعلى المستوى العربي: عقدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، صباح 16 أغسطس 1982، جلسة، لدراسة مشروع القرار، الذي قدمته منظمة التحرير الفلسطينية، تمهيداً لطرحه على الجمعية العامة، في دورتها الطارئة، التي تبدأ في اليوم نفسه، تحت بند فلسطين. وشُكلِّت لجنة مصغرة، لتعديل القرار المقترح تعديلاً يُلغى منه الإجراءات المتعلقة بالوضع في بيروت، التي هي موضع تفاوض.

الموقف، يوم 17 أغسطس

          بدأت ترتيبات دخول القوة الدولية متعددة الجنسيات إلى بيروت، للفصل بين القوات الإسرائيلية والفلسطينية، تمهيداً لترحيل المقاومة. وتوجهت إلى الساحل اللبناني قوة بحرية أمريكية، تتكون من خمس سفن، تحمل على متنها 1800 جندي من مشاة البحرية الأمريكية، للاشتراك في القوة متعددة الجنسيات، التي ستشرف على انسحاب الفدائيين الفلسطينيين.

وعن الموقف العسكري، أعلنت المصادر الإسرائيلية، أن خسائرها، منذ بداية القتال في لبنان، بلغت 331 جندياً إسرائيلياً، وأُصيب 2011 آخرون، وفُقد 12 جندياً، وأُسر 3 جنود.

وعلى مستوى مجلس الأمن، جرت المشاورات في شأن إصدار قرار، للتمديد للقوات الدولية، على أساس أن تكون مدة التمديد في حدود شهرَين. وتم التصويت على القرار، في جلسة علنية، انتهت بالموافقة من 13 دولة، وامتناع دولتَين هما بولندا والاتحاد السوفيتي.

كما أعلنت تونس، أن جانباً كبيراً من قيادة المنظمة الفلسطينية، من بينهم ياسر عرفات، سوف يتوجهون إلى تونس. وأضافت بأن ياسر عرفات سيرافقه 50 شخصاً من قيادات منظمة "فتح" .

الموقف، يوم 18 أغسطس

          وفي الثامن عشر من أغسطس1982، أعلنت المصادر الفلسطينية، التي اشتركت في مفاوضات فيليب حبيب لتسوية أزمة بيروت، أن الخطة أصبحت جاهزة، وتشتمل على النقاط التالية :

  1. الوقف التام لإطلاق النيران.
  2. إتمام عملية الجلاء عن بيروت سلمياً، ووفقاً لجدول زمني محدد، وتشرف قوات فضّ الاشتباك الدولية على عملية الجلاء.
  3. يخضع الفلسطينيون، من غير المقاتلين، الذين سيبقون في لبنان، للقوانين اللبنانية.
  4. تنتشر القوات الدولية مع بداية إجلاء القوات الفلسطينية، ضماناً لأمن الفلسطينيين واللبنانيين المقيمين ببيروت الغربيـة، ولمسـاعدة الدولة اللبنانية. وتضم هذه القوات 800 جندي فرنسي، و800 جندي أمريكي، و400 جندي إيطالي، يتعاون معهم 300 جندي لبناني.
  5. تقدر فترة عمل هذه القوة بشهر واحد، قابل للتجديد بناء على طلب الدولة اللبنانية، في حالة الضرورة.
  6. تتـم عملية الإجلاء بحراً، من ميناء بيروت إلى قبرص، وبراً عبْر طريق بيروت ـ دمشق، بعد أن ينسحب الجيش الإسرائيلي منه، وهو الانسحاب الذي يُعدّ ضرورياً لتأمين الإجلاء. ويتحرك الجيش اللبناني، بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية، ضماناً للأمن .
  7. إنهـاء عملـية الانسحاب خلال أسبوعين، وفي وضح النهار، على أن يحمل المقاتلون الفلسطينيون معهم الأسلحة الخفيفة، من بنادق ومسدسات. وتسلم الأسلحة الثقيلة للجيش اللبناني.
  8. تغـادر وحدات جيش التحرير الفلسـطيني لبنان، بالطريق البري، إلى سورية، وينضم الجنود السوريون في قوة الردع العربية في بيروت، إلى القوات السورية المرابطة في البقاع، وفي الشمال اللبناني.

الموقف يوم 19 أغسطس

خلال الدورة الاستثنائية، الطارئة، السابعة، للجمعية العامة للأمم المتحدة، صدر قرار الجمعية، الذي تضمن ثلاثة قرارات:

الأول، يعالج القضية الفلسطينية، ويتطرق إلى الوضع اللبناني، في ضوء قرارات مجلس الأمن الأخيرة. وأقر بموافقة 120 صوتاً، وامتناع 20.

الثاني، يتعلق بالتحضير للمؤتمر الدولي، حول قضية فلسطين، وأقر بموافقة 122 صوتاً، وامتناع 18.

الثالث، ويتعلق بإحياء ذكرى ضحايا العدوان، من الأطفال الأبرياء، في 4 يونيه من كل عام، في نطاق الأمم المتحدة. وأقر بموافقة 102 من الأصوات، وامتناع 34 صوتاً. أمّا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فقد صوتتا ضد هذه القرارات الثلاثة.

الموقف يوم 20 أغسطس، وبدء الخروج الفلسطيني

          وفي العشرين من أغسطس 1982، انسحبت القوات الإسرائيلية من ميناء بيروت، وحلت محلها قوات تابعة للجيش اللبناني، قوامها 600 جندي، استعداداً لاستقبال طلائع القوات المتعددة الجنسيات، فضلاً عن أن قوة فرنسية سوف تنتشر في محيط مرفأ بيروت، مع الجيش اللبناني. كما اكتملت جميع الإجراءات الضرورية، لتأمين النجاح للخطوة الأولـى من تنفيذ مشروع الحل السياسي لمدينة بـيروت، وذلك بانتقال الدفعة الأولى من المقاتلين الفلسـطينيين، التي بلغ عدد عناصرها 400 مقاتل، إلى الميناء حيث سينقلون، بحراً، بالسفينة اليونانية، "أفروديت Aphrodite" ، إلى ميناء لارناكا Larnaca القبرصي، ترافقها قطع حربيـة أمريكية، وفرنسية وإيطالية. ومن هناك، ينقل، جواً إلى عمان 265 مقاتلاً وإلى بغداد 135 مقاتلاً .

وسلّمت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل أسيرين، هما الطيار آهارون أهياز، والجندي روني عوش، وجثث تسعة جنود آخرين.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة