الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
بطاريات صواريخ أرض/جو
مواقع بطاريات الصواريخ
 
بيروت خلال حرب الجليل
عمليةالسلام من أجل الجليل
مراحل وتطور أعمال القتال
الحجم والأوضاع الإبتدائية
اُنظــــر كـــذلك
 
الليطاني الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1978، (الليطاني)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

ثالثاً: المرحلة الثانية، التقدم نحو بيروت (9 ـ 13 يونيه 1982)

أعمال القتال يوم 9 يونيه، وتصعيد الموقف إزاء سورية

المواجهة السورية ـ الإسرائيلية

          أخذت المواجهة السورية ـ الإسرائيلية، التي ظهرت بوادرها بعد اجتياح الشوف الأعلى، بُعداً جديداً، زاد من احتمال تفجّر الموقف، حين قصفت إسرائيل بطاريات الصواريخ السورية (سام ـ 6) في سهل البقاع، بعد معركة جوية عنيفة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن 22 طائرة سورية قد أُسقطت.

          واستطاعت إسرائيل، من خلال معلومات استطلاع دقيقة، واستخدام تكنولوجيا متقدمة حصلت عليها من الولايات المتحدة، تدمير بطاريات الصواريخ السورية، في سهل البقاع، وبعد سلسلة من التجارب، تمكنت من تنفيذ هذه العملية على مرحلتين :

  1. المرحلة الأولى، عملية الاستطلاع (6 ـ 8 يونيه)

أعدت القوات الإسرائيلية نفسها، خلال هذه المرحـلة، لمهاجمة قواعد وبطاريات الصواريخ (أرض/جو) السورية في سهل البقاع، بعد أن تمكنت من الحصول على جميع البيانات الإلكترونية والرادارية السورية، باستخدام كافة وسائل الاستطلاع المتيسرة لديها، من طائرات الاستطلاع الموجهة بدون طيار، وطائرات الاسـتطلاع الإلكتروني (E2C) والطائراتBoing 707.وتم خلال هذه المرحلة، تحديد الترددات الرئيسية والتبادلية، والمواقع الرئيسية والتبادلية، وكذا جميع أنواع الرادارات المستخدمة في كل بطارية صواريخ. وفي الوقت نفسه، نفذت عملية إبرار جوي في منطقة مرتفعات الباروك، بقوة سرية مشاة مدعمة، تطل على منطقة انتشار الصواريخ السورية بسهل البقاع.

(المرحلة الأولى لتدمير بطاريات الصواريخ السورية ـ اُنظر الخريطة الرقم 6).

2. المرحلة الثانية، عملية التدمير (9 ـ 10 يونيه)

وجهت القوات الجوية الإسرائيلية، خلال هذه المرحلة، ضربة جوية منفصلة إلى مواقع الصواريخ السورية في سهل البقاع، يوم 9 يونيه 1982، بالتسلسل التالي:

  • أعاقت طائرات الاستطلاع والإعاقة الإلكترونية، البوينج (707 )، الشبكات اللاسلكية للإنذار والمراقبة بالنظر.
  • استطلعت الطائرة (E2C) مواقع الصواريخ السورية والقوات الجوية السورية، واستخدمت في السيطرة على أعمال قتال القوات الجوية الإسرائيلية، عند تنفيذها الضربة الجوية.
  • حلقت طائرات المشاغلة، شوكار بعد تركيب عواكس رادارية بها، على الحد البعيد لمناطق تدمير بطاريات الصواريخ. وأدى هذا الإجراء إلى تشغيل القوات السورية رادارات الإنذار وقيادة النيران، للتفتيش والاشتباك مع هذه الأهداف.
  • بعد التأكد، من طريق طائرات الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات القيادة والسيطرة، من أماكن مواقع الصواريخ السورية، وتحديد توزيعها بدقة، أُطلقت الصواريخ الموجهة ضد الرادارات. وفي الوقت نفسه، تم قصف بطاريات صواريخ أرض/جو ( سام SAM)، بواسطة المدفعية والصواريخ من أعلى جبل الباروك.
  • بعد إتمام عملية القصف بالصواريخ الموجهة ضد الرادارات السورية، وتحت ستر أعمال الإعاقة الإلكترونية الإيجابية، من طائرات الإعاقة أو المصادر الأرضية، وجهت المجموعة الضاربة من الطائرات الإسرائيلية ضربات جوية إلى مواقـع بطاريات الصواريخ السورية، بمعدل طائرتين إلى 4 طائرات لكل بطارية، لاستكمال تدميرها بواسطة القنابل التقليدية والصواريخ الموجهة، جو/أرض، مع الاسترشاد بنتائج آخر استطلاع إلكتروني للطائرات الموجهة بدون طيار. وتمكن الطيران الإسرائيلي، خلال هذه العملية، من تدمير 18 ـ 19 بطارية صواريخ أرض/جو .
  • وفي ضوء رد الفعل السوري، الذي دفع نحو 80 طائرة لصدّ الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع الصواريخ، تعامل الجانب الإسرائيلي معها من خلال كمائن مدبرة من طائرات F-15 ، وF-16، تطير على ارتفاعات منخفضة، مع استخدام طائرة الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة (E2C) في كشف وتحديد أعداد الطائرات المهاجمة ونوعيتها . كما استُخدامت طائرات Boing 707 في أعمال الإعاقة اللاسلكية والرادارية على شبكات التوجيه السورية.
  • واستغلت الطائرات الإسرائيلية F-15 ، وF-16 ، قدراتها في الاشتباك بالصواريخ جو/جو مع الطائرات السورية، من طراز Mig-23 ، من خارج مدى رمي صواريخ الطائرات السورية، واستطاعت تدمير 36 طائرة سورية، خلال هذه المعركة.
  • أعـادت القوات الإسـرائيلية الهجمة الجوية على بطاريات الصواريخ السورية، بعد 40 دقيقة من الهجمة الأولى، لإحداث أكبر قدر من الخسائر. كما كررت هجومها يوم 10يونيه فدمرت 4 بطاريات SAM-6 .

وفي الواقع، اتسمت هذه العملية بالاستخدام واسع النطاق للمعدات الإلكترونية الحديثة.

(المرحلة الثانية لتدمير الصواريخ السورية ـ اُنظر الخريطة الرقم 7).

استمرار العمليات البرية، يوم 9 يونيه

          استمرت العمليات الإسرائيلية في الشوفَين، الأعلى والأوسط، والساحل الممتد من خلدة إلى السعديات، مروراً بالدامور، وفي الجنوب والبقاع الغربي.  

في الشـوف الأعلى: توقف التقدم الإسرائيلي عند مشارف عين زحلـتا، بعد يوم من التراشق المدفعي مع الدبابات السورية، المتمركزة في منطقة المديرج، ومحاور طريق بيروت ـ دمشق. وأدخلت إلى المنطقة أرتال جديدة من الآليات الإسرائيلية، انتشرت في القرى المحيطة. كما تقدم الإسرائيليون نحو الشوف الأوسط من محورين، ووصلوا إلى شحيم، ومشارف كفرحيم .

أمّا على المحور الساحلي: فقد كثفت إسرائيل عملياتها، البرية والبحرية والجوية. وتمكنت من احتلال الدامور. كما نفذت القوات الإسرائيلية عمليات إبرار بحري في منطقة خلدة، حيث اشـتبكت في معركة ضارية مع القوات الفلسـطينية، التي تمكنت من تدمير 7 دبابات، والاسـتيلاء على ناقلتَي جند إسرائيليتين . واضطرت القوات الإسرائيلية، بعد هذه المعركة، إلى تجميع قواتها في اتجاه تلال الدوحة. وكانت إسرائيل تهدف من وراء ذلك إلى غلق كل المنافذ من بيروت وإليها، استعداداً لحصارها. وأعلنت إذاعة إسرائيل، أن جميع الزعماء والمسؤولين الفلسطينيين، بمن فيهم ياسر عرفات، أصبحوا محاصرين في بيروت .

وفي الجنوب: استمر القتال حول مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا. ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من دخوله، لكنها أحكمت الحصار حول المدينة من جميع الجهات.

وفي القطاع الشرقي: تقدم الإسرائيليون في اتجاه عين عطا في البقاع الغربي. ودارت، ليلاً، معارك بالدبابات والآليات المدرعة، على محور برج الزهور.  واضطرت القوات السورية إلى نسف نقطتَي عبور، لمنع تقدم القوات الإسرائيلية في اتجاه البقاع الغربي.

وفي إطـار شن الحرب النفسية، تابعت الإذاعة الإسرائيلية بث بيانات قيادة الجيش الإسرائيلي إلى المدنيين والمقاتلين، بهدف القضاء على معنوياتهم. وجاء في بيان موجه إلى مدينة صيدا : "لقد استجاب إخوانكم سكان صور لنداء جيش الدفاع الإسرائيلي، فأخلوا مدينتهم، ليتركوا المجال مفتوحاً أمـام قواتنا لتطهير المدينة. يا سكان صـيدا، من أجل مصلحتكم، وللمحافظة على سلامتكم، غادروا منطقة الخطر على جناح السرعة. وسيتيح لكم جيش الدفاع الإسرائيلي إمكان العودة إلى منازلكم بأمن وكرامة، في أقرب وقت".

أعمال القتال يوم 10 يونيه، تدفق الإمدادات الإسرائيلية

الموقف العسكري على المحاور المختلفة

          دخل الغزو الإسرائيلي للبنان يومه السابع، واتسعت رقعة انتشاره، فأصبح يواجه مزيداً من المقاومة. ووقع بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية والقوات المشتركة عدة معارك، على محور البقاع الغربي والشوفَين، الأعلى والأوسط. فيما فشلت محاولات عديدة للإنزال على شاطئ خلدة، مما جعل الإسرائيليين يكثفون غاراتهم الجوية، وقصفهم البحري والبري، في بيروت والجبل والبقاع. كما استمرت المقاومة في الجـنوب، خاصة حول مخيمَي عين الحلوة والمية ومية.

          وفي ضوء هذه المقاومة، دفعت القوات الإسرائيلية بإمدادات جديدة، شملت نحو 330 دبابة و280مركبة مدرعة وأعداد كبيرة من المدفعية والهاونات. ويمكن تحديد الموقف على المحاور المختلفة كالآتي:

في بيروت: قصف الطيران الإسرائيلي، منذ الصباح، أحياء المنطقة الغربية، من العاصمة، وضاحيتها الجنوبية. كما قصف المدينة الرياضية، ومنطقة الفاكهاني، ومخيمات صبرا وشاتيلا، وبرج البراجنة، ومحيط مطار بيروت، وصحراء الشويفات ـ خلدة. وأدى هذا القصف إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى بين المدنيين.

وعلى الطريق الساحلي: أُحبطت محاولات إنزال إسرائيلية في خلدة، وللمرة الثانيـة، مما جعل الإسرائيليين يقصفون بعنف الخط الساحلي، حتى الناعمة، وعرمون، والدوحة، والدامور.

وفي الشوف الأعلى: تبودل القصف المدفعي بين القوات الإسرائيلية، في منطقة الباروك، والقوات السورية، في المديرج، على طريق بيروت ـ دمشق الدولي، شمل عدة قرى في الشوف، والمتنَين، الأعلى والشمالي، وتخلل القصف معارك جوية. وقصف الإسرائيليون جسر المديرج، بعد قتال ضد المدرعات السورية، المنتشرة حتى ضهر البيدر، وعلى التلال المشرفة على منطقتَي الشوف وعاليه.

وفي الشوف الأوسط: أحبطت القوات المشتركة محاولة تقدم القوات الإسرائيلية من كفرمتى في اتجاه قبرشمون، في قضاء عاليه. ودار قتال عنيف، سقط فيه عدد من القتلى والجرحى من الجانبين. وحاولت القوات الإسرائيلية تحقيق الاتصال بين مواقعها في المنطقة ومواقعها على الساحل، لكنها لم تنجح في ذلك.

وفي البقاع: أغارت الطائرات الإسرائيلية على طريق بعلبك ـ حمص، وقذفت، بصواريخها، قافلة من السيارات المدنية، كانت متوجهة إلى الأراضي السورية. فسـقط 60 قتيلاً و200 جريح، معظمهم نازحون من مناطق القتال.

المنطقة الغربية من بيروت: تمكن الجيش اللبناني من تعزيز مواقـعه في المنطقة الغربية من بيروت وضاحيتها الجنوبية. وأُرسلت وحدات مدرعة إلى الحمام العسكري، وثكنة هنري شهاب، ومطار بيروت، ومحلة المتحف، مقر قيادة منطقة بيروت العسكرية. وأُعطيت هذه الوحدات أوامر بالتصدي للقوات الإسرائيلية الغازية.

البيانات العسكرية للأطراف المختلفة

في إسرائيل: أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، أرييل شارون، في حديث إلى الإذاعـة الإسرائيلية "أن الحشود الإسرائيلية الضخمة في الجولان، تستهدف إقناع القيادة السورية بأنه ما من فرصة أمامها لخوض حرب ضد إسرائيل، بأمل إحراز نصر. وأوضح أنه منذ اللحظة التي بدأنا فيها تخطيط العملية، وضعنا أمام أعيننا بذل كل جهد، من أجل عدم الدخول في حرب ضد سورية، كما أنه ليس للسوريين سبب للتورط في حرب لا شأن لهم بها، وأن إسرائيل لا تريد شن حرب ضد سورية، ولكن يتعين على سورية عدم عرقلة عملياتنا، الخاصة بالقضاء على فاعلية العمليات الفلسطينية في لبنان". كما أعلنت إسرائيل، أن خسائرها، بلغت، في ذلك اليوم، 100 قتيل و600 جريح.

وفي لبنان: أعلنت جمعية الهلال الأحمر أن حصيلة العدوان الإسرائيلي، وحتى يوم 10 يونيه 1982، فاقت أكثر من عشرة آلاف شهيد وجريح من المدنيين، نساءً وشيوخاً وأطفالاً. أما الإسرائيليون، فقد أعلنوا أنّ خسائرهم، منذ بداية الغزو 68 قتيلاً و420 جرحى و8 مفقودين .

وفي سورية: أعلن متحدث عسكري سوري، بأن القوات السورية خسرت، في قتالها ضد إسرائيل، 194 قتيلاً و314 جريحاً و83 دبابة، وعدداً من بطاريات الصواريخ والطائرات، المقاتلة والعمودية .



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة