الأحد 5 أغسطس 1990

يوميات حرب الخليج
الفترة من 1 أغسطس 1990 إلى 31 مارس 1991

الأحد 5 أغسطس 1990

الأحداث السياسية

بثت إذاعة حكومة الكويت الحرة المؤقتة، أول تصريح لوزير خارجيتها، المقدم وليد سعود محمد عبدالله، أعلن فيه، أن ما حدث في الكويت، هو انتفاضة داخلية ضد نظام فاسد ومكروه، وأن الحكومة الثورية، هي التي طلبت المساعدة من العراق الشقيق، لضمان الأمن والاستقرار في الكويت، ولمواجهة احتمالات التدخل الأجنبي.

صدر عن حكومة الكويت الحرة المؤقتة، عدة بيانات، جاء فيها:
* اعتبار الأجانب لدى الكويت رهائن، إذا وقع اعتداء على الكويت.
* إن الحكومة المؤقتة، هي التي طلبت مساعدة العراق، لمواجهة احتمالات التدخل الأجنبي. وإن المتحدثين باسم الحكومة السابقة في الخارج، أصبحوا لا يمثلون السلطة الشرعية في الكويت.
* على البعثات، الدبلوماسية والقنصلية، في الخارج، الالتزام بما تصدره الحكومة المؤقتة من تعليمات.
* السماح للمواطنين الكويتيين، والعرب، بمغادرة الكويت إلى العراق، بالطريق البري.

أذاعت وكالة الأنباء العراقية، أنه بدأ انسحاب القوات العراقية من أراضي الكويت، الساعة الثامنة، صباح الأحد 5 أغسطس، بالاتفاق مع حكومة الكويت الحرة المؤقتة.

حذّر العراق تركيا من اتخاذ أي قرار، في شأن إغلاق خط أنابيب النفط العراقي، المار عبر الأراضي التركية. وأكّد أن إغلاق خط الأنابيب، سوف يخلق جواً من عدم الثقة بين البلدين.

وجّه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، من مقره المؤقت، في الطائف، كلمة إلى الشعب الكويتي، عبْر شاشات التليفزيون السعودي، وهي المرة الأولى، التي يتحدث فيها، بعد اجتياح القوات العراقية الكويت، ولجوئه إلى المملكة العربية السعودية. وحث فيها الشعب الكويتي على الصمود.

صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بعد عودته من كامب ديفيد إلى البيت الأبيض، بعد ظهر اليوم، بتوقيت واشنطن، عندما سأله أحد الصحفيين عن موقف التحرك العسكري الأمريكي، قائلاً:
* إن الخيارات كلها مفتوحة.
* إن العراق كذب، للمرة الثانية، إذ لم ينسحب، على الرغم من إعلانه الانسحاب من الكويت. وإنه ليس لديه أي دليل، يثبت أن القوات العراقية، تنسحب من أراضي الكويت.
* إن هناك جدية وتصميماً، من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، على إنهاء هذا العدوان، الذي لن يستمر، بأي حالٍ من الأحوال.

استدعى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، كبار مستشاريه، لاستعراض الخيارات العسكرية، الممكن اللجوء إليها، في أزمة الخليج.

واصل الرئيس المصري، حسني مبارك، والرئيس اليمني، الفريق علي عبدالله صالح، في الإسكندرية، محادثاتهما ومشاوراتهما، التي استهدفت إمكانية التوصل إلى حل عربي للمشكلة العراقية ـ الكويتية.

أكد دان شمرون، رئيس الأركان الإسرائيلي، "أن العراق، يظهر في جبهة، ليختفي وراء جبهة أخرى. وعلينا (أي إسرائيل) أن نفتح أعيننا على ما يجري على الحدود العراقية ـ الأردنية. وأن ثمة صواريخ عراقية، يجري إرسالها إلى مَواقع قريبة من هذه الحدود. ولا شك أن إسرائيل، هي المقصودة بذلك".

الأحداث العسكرية

أعلنت المملكة العربية السعودية، التعبئة العامة في القوات المسلحة. ودع إذاعة الرياض جميع الشبان، الذين هم في سن الخدمة العسكرية، إلى حمل السلاح. وتم توجيه أمر التعبئة، بالتحديد، إلى السلاح الجوي السعودي.

في الساعة الثانية والنصف، بعد ظُهر الأحد، 5 أغسطس 1990، بتوقيت واشنطن، غادر العاصمة الأمريكية، وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، وقائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، وبعض المرافقين، متوجهين إلى المملكة العربية السعودية.

الأحداث الاقتصادية

أعلنت اليابان، أنها ستحظر استيراد النفط من العراق والكويت. وستتخذ إجراءات ملائمة، لوقف الاستثمارات والقروض، وغيرها من المعاملات المالية مع العراق والكويت، وتجميد التعاون الاقتصادي في المجالات الأخرى، مع العراق. وأنها تطالب بضرورة انسحاب القوات العراقية من الكويت.