مقترحات البحث الأشكال والخرائط الصور المحتويات

مقاتل من الصحراء

الفصل الثاني والعشرون

الفشل في صَفوان

          لـم تكن نهاية حرب الخليج، من وجهة نظري، تتناسب مع الأسلوب الذي شُنّت به. فبقدر ما كانت العمليات العسكرية حاسمة وبارعة، كانت ترتيبات السلام غامضة وملتبسة. ولعل هذه الترتيبات هي المسؤولة، إلى حدّ ما، عن بقاء صدّام في سدّة الحكـم بعد انتهاء الصراع. فبعد أربعة أعوام من غزو الكويت - وقت كتابة هذه السطور - لا يزال الرئيس العراقي يُذِيْق شعبه سوء العذاب، كما يقف حجر عثرة، بوجوده على رأس السلطة في بغداد أمام "بناء صرح أمني متماسك" لمنطقة الخليج، ليس هذا فحسب، بل عقبة في إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الدول العربية.

          كانت خاتمة حرب الخليج غير مُرْضِية، لغياب الاتفاق بين أعضاء التحالف، أو حتى المناقشة الصريحة، حول كيفية إنهائها. ويكمن جزء من هذه المشكلة، في تقديري، في مباحثات صفوان ، أي في ذلك الاجتماع الذي عُقد على عَجَل وجاءت نتائجه غير حاسمة، حين اجتمعت وشوارتزكوف، يوم الثالث من مارس 1991، إلى اثنين من القادة العسكريين العراقيين برتبة فريق، في مهبط للطائرات على بعد نحو خمسة كيلومترات شمال الحدود الكويتية. وأعتقد أن تلك المباحثات لها من الأهمية ما يجعلها تستحق تحليلاً أعمق ومعالجة أشمل، أكثر مما حظيْت به حتى الآن.

سابق بداية الصفحة تالي