مقترحات البحث الأشكال والخرائط الصور المحتويات

مقاتل من الصحراء

حرب تحرير الكويت (تابع)

          انتهت حرب الخليج بانتهاء الحملة البرية التي استغرقت 100 ساعة، وظهرت خلالها قوة التحالف العسكرية. وبهذه الحرب، قضى أعضاء التحالف على الاحتلال العراقي للكويت ، وأكدوا التزامهم بالحفاظ على النظام السائد في منطقة الخليج. ويرى بعض النقاد أننا تركنا الساحة قبل أن نُكمل المهمة. ولكن ما من شك أن تلك الحرب آتت أُكُلَها من المنظُورين السياسي والعسكري. فمن الناحية السياسية، نجحت في القضاء على أحلام صدّام في فرْض سيطرته على المنطقة. ومن الناحية العسكرية، قلّمَت أظفاره وأفقدته القدرة على تهديد جيرانه عسكرياً في المستقبل المنظور. وهكذا، انتهت محاولة تخريب الخليج وتغيير طبيعته، بتدمير فاعلها وإذلاله. وتحقَّقَت كل أهداف الحرب: تحررت الكويت وعادت حكومتها، كما تلاشت الضغوط الخارجية على المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين. وهذا أمر حيوي لا بد منه لتحقيق الاستقلال الوطني الصحيح.

          كان هناك حدّ ينبغي أن نتوقف عنده. إذ أعلن الملك فهد بوضوح، أننا بصفتنا الدولة العربية التي استضافت قوات التحالف، لم تكن لدينا نية لتدمير اقتصاد العراق أو زيادة معاناة شعبه، ناهيك من احتلال أراضيه. وكانت لدى قواتي أوامر صريحة بألاَّ يطأوا بأقدامهم أرض العراق حاربنا العراق بقدر ما استدعت الحرب تحرير الكويت وحماية استقلالنا. لم يكن فتْح منافذ للعداء الدائم بين المملكة والعراق هو رغبتنا أو في مصلحتنا. فالعراق، على كل حال، جارّ لنا وبلد عربي شقيق، له دوره المهم في منطقة الشرق الأوسط وتوازن القوى فيها، مهْما بلغ حُمْق قائده وجنونه!

          كان صدّام هو البادئ بالعدوان، ولم يكن أمامنا بدّ من محاربته. وما دام في سدّة الحكـم فلن يكون هناك سلام دائم بين العراق وجيرانه. فقد سبق له أن ارتكب أخطاء لا تغتفر، وتفوَّه بكثير من الترّهات والأباطيل، وشوَّه علاقتنا بالحقد والكراهية، ولطَّخها بالعنف والدماء. وآمل أن يتفهم الشعب العراقي الهدف الذي حاربنا من أجْله. وإنني لعلى ثقة من أن الشعب العراقي سوف يدرك، حال اختفاء صدّام أننا كنّا نؤدي واجبنا نحو بلدنا، ليس إلا، وأننا كنّا بين أمرين أحلاهما مرٌّ، وأننا لا نضمِر للعراقيين أي حقد أو كراهية.

سابق بداية الصفحة تالي